بقلم : ... 29.04.2013
من ميرفت ابو جامع : بضع دقائق حتى عادت الكهرباء إلى القاعة التي جمعت أكثر من 40 سيدة، فتمسح على عجل النساء دموعهن وأُخر تصمد في عيونهن دون السقوط، وهن يشاهدن " صايمة" من شمال قطاع غزة التي تمسك بدلوها وتقود عربتها لتجمع الحجارة من الأراضي الفارغة وعلى جانبي الطرقات.. ثم تشيد حلمها في بناء بيت صغير يأويها وأسرتها ويسترها من نهش الفقر والحاجة".النساء كن يشاهدن عرضا لفيلم " سياج" في ورشة نظمها ملتقى اعلاميات الجنوب في رفح و مركز شؤون المرأة و مدته 22 دقيقة. ويسلط الضوء على نماذج من النساء اللواتي تحملن اعباء الحصار والانقسام والاحتلال وعشن ظروف صعبة استطعن رغم ان يواصلن حياتهن بمرارة وينحتن منها ابتسامات رضى حقيقية." صايمة " إحدى النساء الثلاث التي تناول الفيلم الذي انتجه مركز شؤون المرأة في عام 2011، قصصهن .وهي تعاني ظروف صعبة وتعيش في بيت فقير الحال. استطاعت عبر جمع الحجارة من الشوارع ونقلها على ظهر عربتها وبيعها.ان تبني لها بيتا صغيرا يحيطه سور وتعيل اسرتها. ورغم تعبها وشقائها. إلا انها تشعر انها استطاعت ان تحقق شيء من احلامها التي لا تنتهي بحسب ما روته في الفيلم.والقصة الثانية لـ" نورا فياض" من دير البلح التي كانت تساعد زوجها في اعمال الأرض ومن محصول البلح الموسمي المحيط بالبيت، وتربية الدواجن تبيع كي تعول اسرتها وتساعد زوجها في مواجهة اعباء الحياة. وكان مشروع مناحل لانتاج العسل التحدي الأكبر في حياتها . فتدربت على تربية النحل وطورت مهاراتها.. حتى صرفت مبلغا ادخرته في شراء مناحل وتطور مشروعها وصار عدد المناحل لديها 60 منحلة تنتج العسل وتبيعه وتحسن الدخل الاقتصادي لأسرتها.والنموذج الثالث لمعاناة ام فهد رصرص الذي يعمل ابنها فهد في الأنفاق جنوب قطاع غزة في ظروف عمل صعبة ومرهقة جعلته عرضه للإصابة بالأمراض وهي دائمة القلق عليها كلما سمعت عن خبر موت ضحية من ضحاياه.كما ذكرت النساء خلال الفيلم تأثر حياتهن بالحصار فقالت نورا فياض " انها منذ 14 عاما لم ترى اخوتها المقيمين في السعودية، فليس بإمكانهم المجيء لغزة, ولا هي السفر اليهم بسبب الحصار وإغلاق المعابر. ورغم المعاناة واحباطات الواقع ..استطعن هؤلاء النساء ان ينتصرن لفقرهن عبر ارادتهن واصرارهن.. واستطعن تلبية متطلباتهن من حاجة المأكل والملبس والحاجة للعلاج . وقالت الصحفية ميرفت ابو جامع عضو مجلس ادارة الملتقى والتي أدارات الورشة أن الهدف من عرض الفيلم تقديم نماذج وتجارب لنساء استطعن مواجهة ظروف الحياة وتحمل مسؤولياتها، بل وتحدت القيود المجتمعية وقيود الحصار للحفاظ على استمرار الحياة وتلبية متطلباتها . وأشارت الى اهمية تعزيز الثقافة المرئية عند النساء واستخدام السينما في التوعية بقضايا المرأة وخلق رأي عام مناصر لها .معاناة المرأة لم تكن ايضا في الصور التي التقطتها عين الفيلم بل امتدت الى الافلام نفسها . حيث يعكف المركز منذ التسعينات على تقديم افلام تتعرض لقضايا النساء وهموم المجتمع وتشارك في مهرجانات محلية ودولية الا ان تسويقها وتعميم الفائدة عبر فضائياتنا الفلسطينية لم يلقى التشجيع الكبير منها.وتقول اعتماد وشح منسقة برنامج الفيديو الورشة جزء من نشاط نادي السينما المتنقل الذي يجوب محافظات قطاع غزة بالتنسيق مع مؤسسات محلية لعرض الأفلام التي ينتجها المركز ويثير النقاش حولها وذلك بهدف نقل تجارب النساء ونشر التوعية بقضايا المرأة التي تعاني من التهميش في وسائل الاعلام المحلية . وأشارت ان المركز بصدد اطلاق "مهرجان أفلام المرأة الثالث" ينظمه للعام الثالث على التوالي، ويهدف الى تسليط الضوء على سينما المرأة ،لابراز ابداعات المرأة الفلسطينية والعربية، واخراج المرأة المبدعة من دائرة الظل إلى النور كإمرأة ذات فكر وابداع ثقافي، وتدعيم تواصل وتشبيك المخرجات الفلسطينيات مع الحركة السينمائية العربية، وكسر الحصار النفسي عن الجمهور الفلسطينيي.ينتهي عرض الفيلم ولا تنتهي احلام" صايمة" ولا النساء الفلسطينيات . في العيش في حياة كريمة وأمنة. وبيئة اجتماعية أفضل تتحقق فيها أدنى متطلبات الحياة تسودها العدالة الاجتماعية والسلام . ولم تيأس المشاركات في الورشة من تكرار مطالبهم التي لخصنها في حاجتهن الى " تعزيز مهاراتن ومساعدتهن على تطويرها وإدارة مشاريع خاصة بهن. دعم مشاريع النساء الخاصة والتسويق لها فنيا وماليا. تخصيص عدد اكبر من فرص عمل للنساء في المؤسسات الحكومية على بند البطالة تحسين الواقع الصحي والخدمات المقدمة لهن!!