بقلم : ... 16.05.2013
تناولت صحيفة "هآرتس"العبريه في عددها الصادر اليوم الخميس، المخطط الاسرائيلي لتسكين بدو الاغوار وتوطينهم قسريا، ومحاولة تجميعهم في مدينة واحدة، للسيطرة على باقي المناطق التي يسكنون فيها، وتحويلها لخدمة المستوطنين .واضافت الصحيفة علـى لسان مراسلتها " انه "في اعقاب الرفض الذي ابداه البدو في منطقة الاغوار لهذا المخطط الذي سيسلبهم ارضهم، ويمنعهم من التنقل في المنطقة الواسعة، جاء دور مستوطني غور الاردن الذين رفضوا مخطط الادارة المدنية لإقامة مدينة فلسطينية حتى لو كانت لتجميع البدو الفلسطينيين فيها، والتي ستحمل اسم "النويعمة". ونقلت الصحيفه العبريه عن السكان البدو قولهم "ان المخطط يأتي في إطار مخطط إسرائيلي شامل يهدف الى تهجير بدو الاغوار من خيامهم في منطقة الضفة الغربية، وانها خططت لذلك دون علمهم ودون التنسيق المسبق معهم".وتخطط "الادارة المدنية" التابعه لسلطات الاحتلال وفقاً للصحيفة لضم ثلاث عشائر بدوية داخل هذه المدينة هي الرشايدة والكعابنة وعرب الجهالين، حيث تعتمد هذه العشائر البدوية في معيشتها على تربية ورعي الماشية، ويعيش جزء من عشيرة الرشايدة الذين تم طردهم من منطقة عين جدي ، في ثلاث مناطق في النويعمة، حيث اجبروا على العيش هناك قبل 25 عاماً، بعد ان فشلوا في العيش في منطقة شرق رام الله .وتضيف الصحيفه انه في العام 2010 اصدرت الادارة المدنية[ادارة من قبل الاحتلال] عشرات اوامر الهدم للخيام والبركسات التي يعيش فيها البدو في النويعمة، الا ان المحكمة العليا اصدرت اوامر بمنع البناء، وتم تجميد اوامر الهدم التي اصدرتها الادارة المدنية.وفي حديث لصحيفة هآرتس قال عصام العاروري مدير مركز "القدس للمساعدة القانونية" والذي يمثّل عشيرة الرشايدة "ان النيابة العامة في اسرائيل اعطت وعداً للمحكمة العليا بإنهم سيستأجرون لهم ارضا بديلة قريبة من اماكن إقامتهم" .ووافق الرشايدة على هذا ظناً منهم ان المنطقة ستكون بمثابة تجمع قروي لهم وحدهم، الا انهم في العام 2012، إكتشفوا ان المخطط الاولي تطور وتفرّع ليشمل العشائر البدوية الثلاث، وكانت بداية المخطط في نيسان من العام 2012 بعد ان تراجعت الادارة المدنية عن خطة لترحيل عرب الجهالين وإسكانهم في منطقة الخان الاحمر بالقرب من مكب نفايات ابو ديس، في اعقاب صراع قضائي بين العشيرة ووكيلهم المحامي شلومو كار، عندها اعلنت الادارة المدنية لاحد التجمعات البدوية من عرب الجهالين انها تعتزم نقلهم الى منطقة النويعمة .وكانت عشائر الرشايدة والكعابنة والجهالين ( المسجلين كلاجئين في ملفات الاونروا) قد اجبرت منذ العام 1967 على مغادرة العديد من المناطق التي اقاموا فيها، بسبب اعمال البناء الاستيطاني الصهيوني في منطقة الاغوار، وفي حالات اخرى في اعقاب الاعلان عن المناطق التي يسكنون فيها كمناطق رماية عسكرية مغلقة، او انها مناطق تابعة لسلطة حماية الطبيعة والحدائق في اسرائيل .وافاد احد ابناء العشائر البدوية، ان المخطط الذي سيشمل 1600 دونم سيتضمن منح مساحة نصف دونم لكل عائلة لبناء وحدة سكنية عليها، في حين تم منح المستوطنات اليهودية في المنطقة 1500 دونم لبناء 200 وحدة سكنية عليه.ووصف احد ممثلين البدو هذا المخطط لصحيفة "هآرتس" "انه بمثابة كارثة إجتماعية وإقتصادية لنا ، فمن ناحية فإنه تقليديا لا يجوز جمع عشيرتين في منطقة متقاربة جداً على هذا النحو، ومن ناحية اخرى ان هذا المخطط لا يحترم نمط حياتنا التقليدي الذي يرتكز على الرعي".!!