أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الخليل..فلسطين :همجية الاحتلال : "خربة غوين".. لا ماء ولا كهرباء ولا سكن وظروف حياتيه صعبه!!

بقلم :  ... 02.06.2013

للوهلة الأولى تكاد لا تصدق أنك في القرن الواحد والعشرين، فالمشهدُ يبدو مختلفاً تماماً، بؤسٌ وفقرٌ وتهميش، ومساكن تكاد لا تشبه البيوت، لا تقي ساكنيها حر الصيف ولا برد الشتاء، الحياة هنا بسيطة بقدر صعوبتها ومرارتها، ويزيدها بؤساً همجية الاحتلال الذي لا يهدأ له بال إلا بشقاء هؤلاء.""الرأي" حلّت ضيفةً على "خربة غوين" الواقعة في الجنوب الشرقي لبلدة السموع بمحافظة الخليل، جنوب الضفة المحتلة، لتجد 64 فرداً من سكانها، موزعين على ثمانية أسر من عائلتي الحوامدة والدغامين، حيث يسكُن هؤلاء بيوتاً من الصفيح والخيام والكهوف.الحاج خضر (80 عاماً) يختصر رسم المعاناة التي يتكبدها سكان قريته، بالقول "وضعنا تعيس"، ويضيف "لا ماء، لا كهرباء، ولا سكن مثل البشر نعيش فيه"..ويَحد الخربة من الشرق مستوطنة بيت ياتير "الإسرائيلية"، الجاثمة على أراضي المواطنين ومنطقة الخرابة، ومن الغرب الشارع الالتفافي رقم 317، ومن الشمال بلدة السموع والشارع 317، ومن الجنوب البؤرة الاستيطانية "شاني" وجدار "الفصل العنصري". وكانت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" قامت بإزالة شبكة الكهرباء التي تغذي الخربة، في عام 2011م، إلى جانب إزالتها لأعمدة الكهرباء والكوابل الموصلة للقرية الفلسطينية.ويستذكر أهالي الخربة، دور بلدية السموع التي لم تقم بأي إجراء سوى الحضور للمكان، واستعادة الكوابل التي تم إزالتها خوفاً من سرقتها.ويعاني أهالي القرية من انعدام التيار الكهربائي عنهم بشكل تام، حتى كتابة هذا التقرير، بينما قام بعض المواطنون بشراء ألواح من الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، على نفقتهم الخاصة.ولم تتوقف معاناة أهل "خربة غوين" عند هذا الحد، بل إن الطريق الترابي المؤدي إليهم يعاني الويلات –يبلغ طوله حوالي 2 كليو متراً-، حيث قامت سلطات الاحتلال قبل عامين بتوجيه إخطار، يقضي بوقف العمل لإعادة تأهيل هذا الطريق الترابي.ويتعرض المواطنين في الخربة لاعتداءات متواصلة من قبل قوات الاحتلال، التي تهاجمهم باستمرار وتقطع الطريق أمام مواشيهم أثناء رعيهم لها في أراضيهم القريبة من الجدار، الذي ابتلع حوالي 500 دونم من أراضيهم الزراعية في عام 2005م.وفي حديثها لـ "الرأي"، تطرقت الحاجة حليمة عن الوضع المعيشي السيء والمشاكل التي تعاني منها القرية، موضحةً أنها تارةً تشكو من قلة المساعدات التي تصل إلى المنطقة، وتارةً أخرى تطالب المسؤولين بتوفير فرص عمل للشباب العاطل عن العمل.ويبدو أن الأمور اختلطت عليها، فلم تعد تدري من أين تبدأ الحديث، فتقول: "ما عندنا مراعي للأغنام، والآبار قليلة، حتى كهرباء ما تركوا لنا".عن الوضع الصحي في الخربة، يشكو السكان من إهمال بالغ، موضحين أنه كل أسبوعين يأتي طبيب عام لزيارة المنطقة وتفقد أوضاعهم الصحية.وبهذا الخصوص طالب "أبو منتصر" أحد مواطني الخربة، بتنظيم "مشروع لتشغيل الشباب والشابات من أبنائهم يشمل إعطائهم دورات إسعاف أولي، ليكونوا قادرين على علاج أي فرد، في حال عدم حضور الطبيب".كتلة من المشكلات اجتمعت لتكون من نصيب أناس أبوا أن يتركوا أماكنهم لمحتل يطمع في أكل الأخضر واليابس، قبلوا الذل لتعيش أرضهم بكرامة، لكن ما من يدٍ مُدت لتكون عوناً لهم في صبرهم وثباتهم، وإن وجدت فهي لا تكفي."المناطق النائية" تبقى على هذا الحال، تهميشٌ يشمل كافة مناحي الحياة، التعليمية والصحية والخدماتية بمختلف أنواعها، ويظلُ الفقر والقهر والجوع والمعاناة.. وألمٌ هنا وهناك، وجرحٌ ومأساة.. في ظل تساؤل أهل القرية: إلى متى ستبقى معاناة الفلسطيني أينما كان، تحدق في الأفق بلا مجيب ولا مغيث؟؟[المصدر: وكالة الرأي الفلسطينية للإعلام]!!