بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 15.11.2012
في عام 1948 ارتكبت الصهيونيه والامبرياليه العالميه ابشع اشكال الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الذي كان يعيش في وطنه فلسطين العامره باهلها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب والذي جرى كان وما زال جريمة اقتلاع مُنظم وتطهير عرقي لشعب كان يعيش ويزرع ويقلع في بلاده مثله مثل الشعوب الاخرى وبالتالي ماجرى هو ان الصهيونيه شردت اكثرية الشعب الفلسطيني من بلاده ودمرت قراه واحتلت مدنه وقامت بعملية احتلال وإحلال مبرمجه لقطعان المهاجرين بدلا من الفلسطينيين لتنقلب الامور بين ليلة وضحاها ويصبح فيها الغريب مواطن في البلاد والمواطن صاحب الوطن لاجئ مشرد لابل بالاضافه الى الدمار الهائل الذي لحق بالقرى الفلسطينيه وعمليات القتل والمجا زر الذي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني, قام الصهاينه بالاستيلاء على المدن الفلسطينيه وسكنوا واستوطنوا في بيوت الفلسطينيون الذين شردوا وطردوا من هذه المدن...حيفا..عكا.. صفد..طبريا .يافا.. الرمله.. اللد..سدود..عسقلان..بئر السبع.. الخ من القائمه الطويله , حيث نُهبت بيوت و ممتلكات الفلسطينيين من قبل المستوطنين الى حد وصول الامر الى الاستيلاء على المساجد وتحويلها الى خمارات ونوادي ليليه يديرها الغاصبون الجدد . بالإضافه الى هذا سنت اسرائيل بعد عام 1948 العديد من القوانين اللتي شرعَّنت الاستيلاء على اراضي وعلى ممتلكات وبيوت الفلسطينيين المهجرين,حيث سيطرت اسرائيل على أراضي العرب الفلسطينيين وأماكِنْ تواجِدهُم الجُغرافي,إِما بالقوة أو من خلال مُصادرة الأراضي او من خلال قوانين إسرائيليه سُنّت خِصيصا لهذا الغرض أو من خلال الاستيطان الإسرائيلي وفرض سياسة الأمر الواقِع .
هُنا لا بُد من التذكير للمثال وليس للحصر باستيلاء إسرائيل عام 1948 على أكثرية المدن الفلسطينية,ومن ثُم تدمير أكثّر من418 قرية فلسطينيه,بالإضافة إلى الاستيلاء على ملايين الدونمات من ألأراضي الزراعية التابعة لِمُلكية فلسطينيي الداخل واللاجئين الفلسطينيين,حيثُ أنّ مُتوسط مُلكِيّة سُكان القرى العربية في فلسطين كان عام1948 -- 16 دونُم للفرد الواحد وقد انخفض هذا المُتوسط إلى أقلْ من نصف دونم في الوقت الراهن. والحديث هنا في هذه المقاله يدور عن فلسطينيي الداخل الذين بقوا عام 1948 في فلسطين داخل كيان الدوله الاسرائيليه التي اقيمت على الارض الفلسطينيه, حيث بقي في فلسطين الداخل بعد موجات التشريد والطرد والمجازر اللذي تعرض لها الشعب الفلسطيني ما يقارب ال 160000 فلسطيني بلغ عددهم اليوم2012 مايقارب المليون ونصف المليون نسمه يعيشون في عدة مناطق في الشمال والمثلث الجنوبي والشمالي ومناطق الساحل والنقب في الجنوب!!
تعرض ويتعرض هذا الجزء من الشعب الفلسطيني الى ابشع اشكال الاضطهاد والتمييز داخل كيان الدوله الاسرائيليه وذلك بالرغم من الزعم انهم مواطنون في هذه الدوله لهم حقوق ويحق لهم التصويت والترشح في الانتخابات البرلمانيه الاسرائيليه والمفارقه ان اول انتخابات اسرائيليه شارك فيها البعض من الفلسطينيين[جماعات المخاتير والشيوخ والمحاسيب الذين كانت تستعملهم الدوله ضمن لعبة شراء الذمم وسياسة الترهيب والترغيب وفرق تسد] كانت عام 1949 وحدثت في ظل الحكم العسكري الذي فرض على مناطق التواجد الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى العام 1966 وما زال هذا الحُكم يعيش ويعشعش في الفكر الصهيوني بعقليته ومقوماته السياسيه ونهجه المنتهج نحو فلسطينيي الداخل حتى يومنا هذا التي تشير فيه الاحصائيات الى ان الاكثريه الساحقه من فلسطينيي الداخل ترفض المشاركه في الانتخابات البرلمانيه الاسرائيليه لاسباب ايديولوجيه ووطنيه تتعلق بكون البرلمان الاسرائيلي ممثلا لدوله احتلال احتلت فلسطين وطردت الشعب الفلسطيني الذي كان وما زال فلسطينيي الداخل جزء لا يتجزأ منه وما زالوا يعانون من السياسه الاسرائيليه مثلهم مثل باقي قطاعات الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا!!
من الجدير بالذكر ان علاقة الدوله الاسرائيليه بفلسطينيي الداخل هي علاقه مبنيه على اساس السيطره على هذا الجزء من الشعب الفلسطيني وليس انصافه واعطاءه حقوق المواطنه الكامله والسيطره هنا تعني السيطره الجغرافيه والديموغرافيه والاقتصاديه والحضاريه والثقافيه والسياسيه ناهيك عن ان جميع القوانين الإسرائيلية المتعلقة بِمُلكية الأرض,سُنّت على أساس تشريع الاستيلاء على ألأراضي العربية,وبالتالي شكلت هذه القوانين الأساس القانوني لإِستراتيجية السيطرة الجغرافية والتغيير الجغرافي والديموغرافي القسْري,بِمعنى السيطرة على أماكِن التواجُد العربي في اطر الدوله الاسرائيليه من خِلال الاستيلاء على الأراضي العربية ومُحاصرة القُرى والمدن العربية من خِلال بِناء المُستوطنات اليهودية حوِل وداخِل مناطِق التواجُد العربي,وتوسُع هذه المستوطنات فِيما بعد على حِساب أراضي القُرى والمدن العربية داخِل ما يسمى بالخط الأخضر, كما حدث ويحدُث وللمثال لا للحصر إستيلاء الناصرة العُليا على أراضي مدينة الناصرة والقُرى العربية المجاورة,واستيلاء مُستوطنة روش هعايِن على أراضي كفر قاسم,واستيلاء إسرائيل على مُعظم أراضي عرب النقب[بدو الجنوب] من خلال عملِية التوطين القسْري التي مارسته وتُمارِسهُ إسرائيل إزاء عرب النقب منذ بداية السبعينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا ,بالإضافة إلى ما يُسمى بِالمدن المختلطة[المدن الفلسطينية التي استولت عليها إسرائيل عام 1948 وشرّدت أكثرِية سكانها الفلسطينيين] التي أصبح سكانها العرب مُحاصرون في جيتوات صغيره ومعزولة محاطة بأكثرية يهودية...يطلق الاسرائيليون على العرب المحاصرين في احياء ما يسمى بالمدن المختلطه تسمية " الجيتو"!!
من هنا لابد من طرح سؤالين رئيسيين وهما اولا: ماهي نوعية علاقة الدوله الاسرائيليه بفلسطينيي الداخل ؟ ولماذا منحتهم حق التصويت والترشح في الانتخابات المحليه والبرلمانيه الاسرائيليه في حين سلبتهم وجردتهم من حقوقهم السياسيه والمدنيه والوطنيه؟
بداية الجواب على الاسئله اعلاه تتطلب التأكيد على أنّ سياسة الدوله الإسرائيليه نحو فلسطينيي الداخل انطلقت دَوماَ من مُنطلق قناعه اسرائيليه بالخطر الدائم الذي قد يُشكِلهُ الفلسطينيون عامة وفلسطينيو الداخل خاصة على وجود كيان الدولة الإسرائيلية من ناحيه و ضرورة تطوير الاساليب اللازمه لكيفِيّة مواجهة هذا الخطر من خلال اعتماد إسرائيل إستراتيجية الاحتواء والسيطرة على جميع مجالات حياة فلسطيني الداخل بما فيها الاقتصاديه والحضاريه والسياسيه ناهيك بالطبع عن السيطره الجغرافيه والديموغرافيه من خلال الاستيلاء على اراضي اماكن ومناطق التواجد الفلسطيني وتغيير التركيبه السكانيه في هذه المناطق لصالح اليهود من خلال زرع المستوطنات والمستوطنين حول او في وسط التجمعات الفلسطينيه في الجليل والنقب ووادي عاره والمثلث الجنوبي والشمالي ومناطق الساحل..مِما لا شَك فيه أنّ بِداية السيطرة الديموغرافيه والجغرافيه الإسرائيلية,كانت تَشريد الأكثرية الساحقة من الشعب الفلسطيني في عام 1948 وَبَقاء 160 إلف فلسطيني داخِل حُدود الكيان الإسرائيلي,بِمعنى تَحوُل ما تَبَقى من فلسطينيين داخِل فلسطين التاريخية إلى أقليه[قسريا] مُقابل أكثريه يهودية داخل إسرائيل,إِلاّ أَنّ هدف إستراتيجية السيطرة " الديموغرافيه" السكانية الإسرائيلية كان ليس تَحوِيل الفلسطينيين إلى أقليه داخل إسرائيل كَكُل لا بل ايضا تَحوِيل ماتبقى من سكان المناطق والجُيوب المأهولة بِالعرب[الجليل,المُثلث,النقب] إلى أقليه مُقابل أكثريه يهودية من خلال إقامَة مشاريع استيطانيه يهودية داخل وحول المناطق العربية وهذا هو الحاصل اليوم كواقع قسري فرضته اسرائيل منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا من خلال مشاريع تهويديه من بينها للمثال لا للحصر مشروع ما يسمى"تطوير الجليل والنقب" ومخطط " برافر" في النقب!!
ليس هذا فقط وبالرغم من مرور أكثر من 64 عاما على تَواجُد العرب الفلسطينيون داخل الكيان الإسرائيلي,ورغم أُكذوبة إسرائيل بِكَون العرب مواطني دولة إسرائيل,إِلآ أَنّ الدولة الإسرائيلية ما زالت ترى في فلسطينيي الداخل حجر عثرة أمام بَسِط المشروع ألاستيطاني الصهيوني سيطرته الكاملة على فلسطين التاريخية من جهة وتَرَى أن العرب يُشَكِلون خَطرا ديموغرافيا على دولة إسرائيل وهويتُها اليهودية من جهة ثانيه,وبالتالي عَمَدَتْ إسرائيل إلى تَشجيع ودَعِم ألاستيطان اليهودي في مناطق التواجُد العربي من خلال مشاريع استيطانيه إِحلاليه كان أوّلُها مشروع تَهويد النقب في بِداية السبعينات من القرن العشرين,والهادف إلى تَرحيلْ عرب النقب [بدو الجنوب] عَن أراضيهم وأماكِن سُكناهُم,ومن ثُم تَوطينهُم قَسْرِيا في قُرى ومدن حَدّدتْ إسرائيل مكانها بِهدف الاستيلاء على ألأرض وتغيير التركيبة السكانية لِصالح اليهود. ومن ثُم جاءَ مشروع كينغ لعام 1976 [ كينغ:مسؤول الحكومة الإسرائيلية آنذاك لِمنطقة الجليل والشمال] الهادف إلى تهويد منطقة الجليل العربي في الشمال من خلال مُصادرة ألأراضي العربية وزرع المستوطنات اليهودية حَوِل ووسط القرى والمدن العربية,بالإضافة إلى هذا جاءَ مشروع النجوم السبعة لعام 1990 الصادر عَن وزارة ألإسكان ألإسرائيليه بِرئاسة شارون , الهادف إلى تهويد منطقة المركز والمُثلث العربي بواسطة تَكثيف الاستيطان اليهودي في هذه المنطقة العربية...لم تكتف إسرائيل بِمشاريع تهويد مناطق تواجُد فلسطينيي الداخل لا بل أنّ الأمر وصل إلى حد عقد مؤتَمر" أكاديمي" عام 2001 شارك فيه "أكاديميون" إسرائيليون للبحث في كَيفِية تحديد نسل العرب والحيلولة دون تكاثرهُم داخل الدولة ألإسرائيليه ناهيك عن عصا "الترانسفير" الذي تلوح به بعض الاوساط والاحزاب الصهيونيه !!
من هنا وبناءا على ماذكر اعلاه يطرح السؤال نفسه ماهي اهمية تصويت وترشيح العرب لبرلمان اسرائيلي عنصري يضطهد الفلسطيني ويحتل ارضه؟ ولماذا يختبأ العرب المؤسرلون والاعضاء في الكنيست الاسرائيلي وراء التسميه المجرده للقب "النائب" مع سبق الاصرار على إخفاء حقيقة انه نائب وعضو كنيست اسرائيلي؟..الاعلام والصحافه المحليه في مناطق فلسطين الداخل تغطي للأسف هذه الكذبه وهذا التضليل وتركز فقط على تسمية " النائب" فلان وتخفي ذيله الطويل وحقيقة عضويته في الكنيست الاسرائيلي..نائب ومجرد نائب في برلمان عادي وهذا امر غير صحيح...هذا هو عضو كنيست اسرائيلي وليست نائب مُجرَّد في برلمان دوله وطنيه فلسطينيه؟؟
النائب العربي المزعوم الحاصل على كرسي في كنيست اسرائيل من خلال اصوات العرب ماهو الا اداه من ادوات التضليل الاسرائيليه,حيث يَتَعَرَض فلسطينيي الداخل منذ نشأَة الدولة الإسرائيلية وحتى يومنا هذا إلى سياسة اضطهاد وترويض وتغريب مبرمجة شملت جميع المجالات الحياتية , وانعكست سلبياً على وضعهم العام سواء اجتماعياً او اقتصادياً أو سياسيًاً أو ثقافياً , وبالرغم ان العرب يشكلون نسبة ما فوق ال 22% من مجموع السكان في دولة إسرائيل إلا أنهم ما زالوا مُغيَّبين ومُهمَّشين سياسيا وبعيدين كل البعد من أن يُؤَثروا في السياسة الإسرائيلية وفي مراكز اتخاذ القرارات حتى بما يتعلق بوضع فلسطينيي الـداخل؟ , فبدلاً من تسعى إسرائيل إلى "مساواة العرب" في الحقوق سعت هذه منذ قيامها في اتجاه احتواء وترويض العرب سياسيا بهدف السيطرة السياسية عليهم من جهة , وبهدف المحافظة على قواعد اللعبة الإسرائيلية من خلال تضليل العرب بشعارات الديمقراطية وفتات الحقوق , مع الإبقاء على وضعهم ووضعيتهم الدونيه داخل الدولة الإسرائيلية دون تغيير في جوهر التعامل الاسرائيلي العنصري من جهة ثانية .
شَكَّلَ إِعطاء العرب الفلسطينيين حق التصويت والترشيح في الانتخابات البرلمانية والمحلية ألإسرائيليه سَيفٌ ذو حَدين, فَمِن ناحية أولى كان بمثابة دعاية خارجية لديمقراطية إسرائيل ومن ناحية ثانية منح الدولة والأحزاب الإسرائيلية فُرصة التَغلغُل في المجتمع العربي في إسرائيل واللِعب على حبل التناقُضات السياسية الداخلية واستثمارها لصالح الأحزاب الإسرائيلية وسياسة الدولة الإسرائيلية , وبالتالي ارتباط عملية تَسْيِيس العرب ضمنياً بِمُشاركتهم في الانتخابات البرلمانية والمحلية , حيث أن هذه المشاركة تَضمَّنَت من الناحية الإسرائيلية عملية ترويض العرب وإِدخالهُم في تناقضات سياسية واجتماعية تَخدِم بالدرجة الأولى إستراتيجية السيطرة الإسرائيلية من جهة,و تهدف إلى تَقويض العرب سياسياً والحيلولة دون وحدة مَطالبهم السياسية ووحدة صفهُم من جهة ثانيه.
هنا وبالرغمَ من أنهُ من الصعب سَردْ تاريخ الحركة السياسية العربية الفلسطينية داخل الكيان الإسرائيلي في مقاله واحده وخاصة القوى التي ايدت مشاركة العرب في الانتخابات الاسرائيليه [كالحزب الشيوعي الاسرائيلي] او القوى التي نادت بضرورة مقاطعة العرب للإنتخابات[كحركة ابنا ء البلد],إلا أنَّهُ ومنذ نهاية السبعينات من القرن العشرين بدأت ظاهرة تأسيس ألأحزاب "العربية والقومية" المستقلة اوهكذا يَحلو لِمُؤَسسيها تَسميتها بِالأحزاب العربية وغير الصهيونية مع أنَّ مرجعِية البرلمان ألإسرائيلي مرجعيه صهيونيه,وقانون المواطنة الإسرائيلي اللذي حرم العرب من حقوق المواطنة الكاملة أقَرَّهُ هذا البرلمان,وبالتالي لا يَكمُن الخلل في إدِعاء قومية وعروبة الأحزاب التي يًرأسُها بعض العرب لا بل أن القضية هُنا تَمُس جوهر ولُب إشكالية ووضعِية الوجود العربي في دوله تعتبر نفسها يهوديه الهويه وصهيونية الفكر والمرجعيه والسؤال المطروح: لماذا مَنحت إسرائيل العرب حق التصويت والترشيح للبرلمان الإسرائيلي وفي المُقابل سلبتهُم حقوق المواطنة الكاملة؟؟؟ وهل وجود أعضاء برلمان عرب في الكنيست الإسرائيلي جُزء من تَسويق ديمقراطية إسرائيل رغم أنَّ الأعضاء العرب لا يَتمتعون بِحق المواطنة الكاملة كزُملائَهُم من البرلمانيين ليهود؟...يجهل الكثيرون حقيقة ان قانون المواطنه الاسرائيلي يمنح فلسطيني الداخل حق المكوث وليست المواطنه الكامله وتأشيرة حق المكوث تمنحها الدول في العاده لرعايا الدول الاجنبيه الغير مواطنين؟!!
هُنا لابُد من القول أنَّهُ من الصعب فَهم أن يصبح الفرد[الإنسان] مُمثل لِشعب أو أقليه عُضواً في برلمان دوله قبل أَن يصبح مواطن هذه الدولة! أَلَيسَّ في هذا تناقض صارِخ؟ أَلَيسَّ تَبَنِي شعار دولة جميع مواطنيها ودولة جميع المواطنين تَرسِيخاً صارِخاً ومفضوحاً للعنصرية الإسرائيلية وترسيخا لِتأشيرة المُكوث وليست المواطنة!؟.. الم يهرُب احد طارحي هذا الشعار الى الخارج من بطش دوله كان عضوا في برلمانها ليصير بقدرة قادر مفكر عربي دون ماضي اسرائيلي؟؟ ألا تطالب إسرائيل اليوم بالاعتراف بها كدوله "يهودية" بهدف محو الوجود الفلسطيني والحيلولة دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهُم؟؟.. ألا يُشكل انتساب العرب الفلسطينيين إلى الكنيست الصهيوني الذي يُشرعن ظلمهُم وطرد شعبهُم ويصادر اراضيهم ويهدم بيوتهم؟..ألا يشكل هذا فضيحة تاريخيه ووطنيه؟...كيف يمكن ان يكون هناك حزب عربي او عربي قومي او حزب اسلامي منتسب للكنيست الاسرائيلي ويمول من قبلها؟...لماذا هذا التضليل والتعتيم على كون "الكنيست" مرجعية مصادرة الحق الفلسطيني ومُشَّرعت تشريد الشعب الفلسطيني وليست مرجعيه للديموقراطيه والعدل والقانون؟؟..لماذا يخفي الاعضاء العرب ومن بينهم الاسلاميون والمقومجون المزعومون حقيقة انتسابهم لبرلمان صهيوني ويطلقون على ذاتهم لقب " نائب" بدلا من عضو كنيست اسرائيلي؟
كُلُ ما في الأَمر أنَّ إسرائيل وبعد أكثر من 64 عاما على نشأتها الدمويه ما زالت تَزُف العرب[ فلسطينيي الداخل] على نفاق الديموقراطية,بمعنى منحهُم حق التصويت والترشيح وإقامَة ألأحزاب وفي نفس الوقت سلب حقوقهم و الحيلولة دون مُشاركتهُم في صِياغة أو التأثير في القرار السياسي الإسرائيلي حتى في ما يَتعلق من قضايا بالعرب أنفسهُم,وهذا ما يُفسر عملية تَحنِيط الأعضاء العرب وتهميشهُم داخل الكنيست الإسرائيلي,ومن ثُم تَحويلَهمُ إلى مُجرد زَخارف ديكوريه للديمقراطية الإسرائيلية...نائب مع ضمير غائب في برلمان غاصب ومغتصب لحقوق الشعب الفلسطيني.. دنيا المقلوب وعالم الانتهازيه الوطنيه والسياسيه... حَّكة مُخ: النائب العربي المنطوي تحت قبة "الكنيست"الاسرائيليه هو عضو كنيست اسرائيلي وليس نائب عربي..هذا المسمى بالنائب العربي يقسم يمين الولاء لإسرائيل فكيف له ان يمثل قطاع من شعب تحتل ارضه وتضطهده اسرائيل.. كفى ازدواجيه وتضليل..وحك المخ والتامل في هذ الحاله مطلوب اليوم بالحاح اكثر من اي زمن مضى..مع امنياتنا لكم بفكر صافي حتى لا يطلق علينا مثل " كمن يرى الذئب ويقُص أثره"..الاصرار على قص اثر الذئب رغم رؤيته بالعين المجرده!!؟