بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 12.07.2011
كثيره هي شكاوي المرأه العربيه في النقب وكثيره همومها وشجونها ولكنها حقا وحقيقه اصيلة الاصايل ولا تهرب من واقعها ومصيرها, والحافز المحفز لهذا التقرير هو كثرة الرسائل اللتي تردنا على بريد ديار النقب وهي رسائل كما قيمناها تخرج من صميم المعاناه وتعبر عن قلوب مكلومه وعقول حائره بواقعها المر اللتي تعيشه وهي رسائل تعبر عن حالات مختلفه ومشاكل جمه تتعرض لها المرأه البدويه في النقب من المهد الى اللحد وفي البيت وفي المجتمع وفي المدرسه وفي كل مكان الى حد ان " زينه" بنت النقب تكره طلوع النهار والشمس والذي يعني بالنسبه لها بداية يوم عمل شاق في بيت اهلها من الصباح حتى المساء بالاضافه الى الاهانات اليوميه والعنف الجسدي التي تتعرض له " زينه" دون سبب, و" مالكه" تشكو حظها الردئ في الزواج من ابن عمها رغم انها تقول عنه انه من اشهم الرجال ولكن زواجهم كان شبه غصب وليس بمحض ارادتهم, و" شينه" تحكي عن قلة العدل وتعييرها بانها "عانس" وفاتها القطار رغم ان الزواج قسمه ونصيب وايمانها العظيم برب العالمين, و"حائره" التي تصف حالها بالسجينه بقفص دون ذنب لاتسمع الا الشتم او الاوامر بحسب قولها و اذا خالفت الاوامر كان الضرب عقابها ثم تزوجت وظنت ان الله افرجها فكان لها عنف الزوج بالمرصاد والنتيجه اربعة اطفال وعنف وفقر مدقع ,و "قمر" التي تصف جمالها بالقمر وروحها بالواحه الحيه وسرعان ماكبَّت كبوة عمرها عندما تزوجت وبقيت لامطلقه ولا معلقه وتقول ان النور ان انطفأ من محياها وباتت قمر مخسوف, و" اصايل" التي تشكو الظلم لم تتجاوز العشرون عاما ولها عدة اطفال وتقول ان حلمها بالتعليم والدراسه لم يتحقق بسبب زواجها المبكر وظلم اهلها لها وهو بالمناسبه زواج فاشل من وجهة نظر " اصايل" لان زوجها يريدها فقط خادمه في البيت ولا يأخذها حتى لرحله بسيطه للترفيه لانه يؤمن ان زوجته خلقت فقط للبيت والاطفال و " اصايل" قالت انها لم تجد احد يناصرها او يساعدها في تخطي حالتها النفسيه السيئه وهي بالمناسبه تحب اطفالها وتضحي من اجلهمّ" , و" عائشه" الحائره في حالها وكل يوم تفكر بالهرب ومن ثم تتراجع خوفا على سمعة اهلها, وعائشه هذه تتعرض للعنف بكل اشكاله لانها " عنيده" ويجب مرمغتها من وجهة نظر اهلها حتى يكسر خشمها, عائشه الاصيله تطلب العدل والمعامله المعقوله فقط وتقول " اموت ولا اهرب حتى لا الطخ سمعة اهلي", وكل ما اتمناه ان يعاملونني كانسان وليس كحيوان ويرفعوا عني عصاهُم.. ليست عاصيه انسانه فقط,, و " مشاعل" التي يعاني اهلها من الفقر ويعاني بيتهم من كل اشكال العنف وغيرها من اشكال الانحراف المأساويه, والقائمه ستطول ان سردنا جميع الحالات والشكوات التي تردنا ومن بينها حالات عنف نفسي وجسدي وجنسي وغيرها ضد النساء يندي لها الجبين الانساني ولا يصدق الانسان انها تحدث في المجتمع البشري بشكل عام او البدوي بشكل خاص وعندما قررنا تلخيص هذه الحالات تحت اسماء مستعاره كُنا نعرف اننا نذكر غيض من فيض ما وردنا من رسائل ومن مشاكل عنف وظلم تتعرض لها المرأه البدويه في النقب خاصة في مدن التوطين القسري, اذ يختلف الامر في الشكوى والفحوى بالنسبه للنساء في القرى البدويه الغير معترف بها, نسبة الشكاوي والرسائل الوارده من مدن التوطين اكبر بكثير ما يتصوره احد والحقيقه ان العنف ضد المرأه في مدن التوطين يتخذ اشكال كثيره الى حد ان الطلاق وسلاح الطلاق مسلط على رقاب نساء كثيره..بطلقكي وبرميكي لاهلكي وبجيب طرمبيل جديد.. وهنالك رساله جلبت انتباهنا ام شابه " ام النشاماّ" تطلب المساعده على اجبار زوجها باعالة اطفالها بعد ان هجرها وتركها وتزوج باخرى وهي تقول انها ليست وحدها في النقب كثر مثل حالتها وتتساءل هل هذه هي الرجوله ان يهرب الرجل ويترك اطفاله وهل هذا عدل او عمل يرضى عنه الله سبحانه وتعالى.. نقول للسائله: لا.. ببساطه هذا عمل جبان.. ولا يوجد فيه حبة رجوله واحده والحق ان " ام النشاما" هي النشميه التي لم تتخلى عن اطفالها رغم جبن زوجها الهارب...
للاسف تردنا رسائل كثيره محزنه ولا نعرف اين هي حركات ومؤسسات وجمعيات المرأه ايا كان توجهها الايديولوجي والديني ولماذا لا ترى اكثرية هذه الحركات الا بالصور وشوفونا يا ناس في وسائل الاعلام التي تبحث عن مجرد اخبار وصور في الوقت التي تحتاج فيه المراه البدويه في النقب رعايه حضاريه وثقافيه وانسانيه واجتماعيه وصحيه ومعيشيه والامر لا يتعلق فقط بحرية المرأه لابل بحقوقها وحقوق اطفالها اللذين تهملهُم همَّل الرجال او شبه الرجال ومن ثم يتساءل المجتمع عن اسباب الفقر والاجرام والعنف والقنابل الموقوته الذي يزرعها الفقر والاهمال في نفوس الاطفال الذين سيصبحون فيما بعد رجال براكين متفجره من الغضب والعنف....مجتمع يظلم المرأه ويضطدها ويهمل الاطفال ولا يرى النتائج الوخيمه كنتيجه.. المراه العربيه في النقب ما زالت مقيده ومسلوبة الحريه والحقوق وتنقصها ابسط الحقوق وحتى في قضايا مصيريه وانسانيه مثل الزواج يقرر اهل الفتاه و ليست هي واحيانا كثيره لا تُستشار ولا تُسأل عن رايها في الزواج وتُقاد كالشاه الى زوج[ احيانا يكبرها بكثير من السنين.. مسن] دون معرفته ودون موافقتها ومن ثم تأتي المصائب والمشاكل واشكال اخرى من الظلم والاضطهاد مثل تعرض المرأه البدويه في النقب الى اشكال عده من العنف الجسدي والنفسي والجنسي سواء في بيت الأهل او بيت الزوج, وبالتالي مايجري هو شبه عاده "روتينيه" وهي تصديروتنفيس الاب او الزوج او الاخ عن ازمته[ سواء الاقتصاديه او النفسيه او الاجتماعيه] وازمة مجتمع بكامله من خلال مُمارسة العنف بكل اشكاله ضد المرأه والاطفال ايضا , واللافت للنظر هُنا ان مُرتكبي جرائم العنف ضد المرأه لا يُحاسبون في الغالب قانونيا[ الا نادرا] سواء من قبل الدوله او مايُسمى بالقضاء العشائري السائد في النقب!! وللمثال لا للحصر: لا يرى المجتمع البدوي في النقب حتى يومنا هذا في أب قام بِتزويج ابنته قسرا لرجل اخر [ مُسن اوشاب] بأنهُ مجرم او ارتكب جريمه,,, العكس هو الصحيح وهوتحميل المرأه المسؤوليه في حالة رفضها الزواج الذي يُمليه عليها والدها او ولي امرها!!,, حتى عملية ضرب المرأه او قتلها تحت ذرائع الشرف او غيره تجد غطاءها الاجتماعي حتى ولو كانت المرأه غير مذنبه ولا ناقه لها ولا جمل في موضوع الاتهام الموجه لها!!
أخطر ما في الامر وأشَده قسوه بما يتعلق بالمرأه العربيه في النقب هو النظر اليها كسُلعه يمتلكها المجتمع الرجالي من جهه وتحميلها كعُنصر" ضعيف" مسؤولية قضايا وإشكاليات اجتماعيه ونفسيه حاصله في المجتمع من جهه ثانيه وبالتالي وبدلا من ان يسعى المجتمع الى رفع مستوى وعي المرأه لحقوقها ولدورها الاجتماعي والانساني في المجتمع, يقوم المجتمع بفرض القيود والمعوقات على النصف ألاهم في المجتمع اللتي من المفروض ان يُساهم في تربية الاجيال القادمه للمجتمع.. . لو لم تفعل هكذا لما طلقها زوجها... ولو صبرت على الضرب والاهانه ايضا لما جرى لها هكذا وفي النهايه " لو فيها خير ما رماها الطير..ولو.. ولو..واسئله كثيره وفي النهايه المراه هي السبب:: حول عُقد ومشاكل و خلفيات ومسلكيات الرجل لا يسأل احد!!.. المهم ان يزِيح المجتمع المسؤوليه عن كاهله وكاهل الرجال!!.. والسؤال هل هذا مجتمع عادل او صالح الذي يضطهد المراه لكونها امراه؟... الجواب لا !... وحتى لو ذهب الرجل الف مره يوميا الى المسجد.. لن يغسل ذنوبه؟!.... بالمناسبه هؤلاء الذين يقتلون النساء بزعم " الشرف" لا شرف لهم ولا كرامه لهم لابل هم همج يقتلون نفس حرم الله قتلها اصلا.. عندما يصبح الانسان بهيم يدعي الشرف وهو في الحقيقه عار يسير على قدمين وساقين..شكل انسان وفحوى بهيم!!
الحديث هنا يدور عن تشخيص وتلخيص لحالة وشجون المرأه العربيه في النقب واللتي تُعاني الويلات من تشويه الصوره والاضطهاد وتعاني من مجتمع ينكر عليها حقوقها ووجودها ويفرض عليها القيود سواء على مستوى التعليم او على مستوى المجتمع... الحديث يدور ايضا عن جمعيات مؤسسات نسائيه في النقب تحمل اسما بلا معنى ولا فحوى ولا تقدم دعم للمرأه حين تحتاجه.. ونحن في ادارة ديار النقب نتمنى اننا اجبنا ولو بالجزء البسيط اعلاميا على رسائل النشميات والامهات البطلات التي ارسلت لنا ونقول ان الحضاره والثقافه والانسانيه ليس لها مكان الا في المجتمعات الواعيه بغض النظر عن الدين او اللون او العرق والعكس هو حال المجتمعات المتخلفه حتى لو قطنت ناطحات سحاب وبيوت فاخره..من بره رخام ومن جوه سخام.. هذا هو حال الرجل والمجتمع المتخلف..
نعم وضع المرأه العربيه في النقب سواء في مدن التوطين القسري او ما يُسمى " بالقرى الغير مُعترف بها" ما زال سئ , والمطلوب هو تحقيق حقوق المرأه ضمن اطار هويه حضاريه وثقافيه وطنيه وليست في اطر تغريبيه واجنبيه موجهه في اتجاه التضليل, وعليه يترتب القول ان المراه البدويه كانت وما زالت بطبيعتها مكافحه ومناضله منذ ان نسجت الشقق لبيوت الشعر وحرثت الارض وزرعتها وحصدتها وربَّت الاطفال وما زالت تكافح في غربة التغريب والتوطين مجتمع يضطهدها مع سبق الاصرار..قولي وقولوا لا للظلم ولا للاضطهاد.. احترموا المرأه وامنحوها حقوقها وستجدوها دوما تتقدم الصفوف......شكرا لكل من يحترم ذاته ويحترم حقوق المرأه الانسانيه والاجتماعيه... وشكرا لكل من كتبت لنا في ديار النقب وها نحن نثير القضيه حتى لو تأخرنا نسبيا بسبب ضيق الوقت..