بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 29.03.2012
** هنالك مثل عربي يقول..ان لم تستحي او تخاف فأفعل ما تشاء, والواضح ا ن الرئيس الامريكي اوباما فاقد للحياء بالكامل ولو كان عنده ذره واحده من هذه الصفه الثمينه لاعاد جائزة نوبل للسلام واعتذر عن الاحتفاظ بها لانه لا يستحقها ولم يفعل أي شئ للسلام..اما بعد..
قبل عدة اعوام انتهت فترة رئاسة رئيس امريكي مجرم حرب وبدأت في حينها فترة رئاسة رئيس امريكي جديد قيل حوله الكثير من الاقاويل المتفائله والمتشائله الى حد ان البعض العربي قد بشَّر العرب بفجر امريكي جديد وبرئيس امريكي شعاره فرض العدل وتعميم السلام على طول وعرض الكره الارضيه الى حد ان يحصل على جائزة نوبل للسلام مقدما ومسبقا قبل ان لا يحرك ساكنا وقبل ان يفعل اي شئ للسلام والعدل, وفي ذاك الوقت2009 وفي هذا الوقت 2012ايضا لم يخجل الرئيس الامريكي لا من استلامه جائزة نوبل للسلام دون حق ودون جهد ولا من استمراره بالاحتفاظ بهذه الجائزه حتى يومنا هذا دون اي حق ودون تحقيق اي سلام في العالم والعكس هو صحيح وهو ان باراك حسين اوباما استمر في الحروب الذي بدأها سلفه سواء في العراق او افغانستان وحتى باكستان واليوم يقوم بتهديد ايران جنبا الى جنب مع اسرائيل ناهيك عن تغاضي اوباما الكامل عن القضيه الفلسطينيه واكذوبة السلام لابل ان هذا البهلوان المسمى اوباما قد تبنى برنامج حكومة نتانياهو بالكامل وصمت على الاستيطان ولم يطرح اي مشروع او خطه حتى لاستئناف المفاوضات الوهميه بين سلطة اوسلو وحكومة نتانياهو من جهه وصمت بالكامل على حصار قطاع غزه المستمر منذ عدة اعوام من جهه ثانيه وبالتالي ماحدث ان اداء اوباما السياسي لم يكن افضل من سلفه بوش لا بل اسوأ بكثير لانه بدأ رئاسته بالكذب وبخطابه الرنان في جامعة القاهره بتاريخ 4.6.2009 وهو الخطاب الذي ثبت لاحقا انه مجرد خطاب تضليلي وسوقي لم يساوي قيمة الحبر اللتي كُتب بها.. كذب المنجمون ولو صدقوا وفي حال الرئيس الامريكي الحالي صدقوا في كل شئ لان الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية والذي استلم الحكم منذ 20 يناير 2009 لم يخرج عن سرب من سبقوه من رؤساء وظل وفيا للامبرياليه الامريكيه والصهيونيه العالميه ومعاديا للقضايا العربيه والاسلاميه من منطلق الفكر الامبريالي الامريكي المبني على اساس الانحياز الكامل لاسرائيل والعداء الكامل للقضيه والحقوق الفلسطينيه والاسوأ من هذا وذاك ان اوباما كأسلافه يستعمل ميزان الامعان بالاجحاف بحق الشعب الفلسطيني من اجل ارضاء اللوبي الصهيوني وكسبه لجانبه في الانتخابات الرئاسيه الامريكيه.. الاجحاف بحق الشعب الفلسطيني والانحياز الكامل للمشروع الصهيوني عبر عنه اوباما في خطابه مؤخرا امام المنظمه الصهيونيه"آيباك" وفي هذا الخطاب كان كًحيلان واضحا وهو انه مع اسرائيل ظالمه او مظلومه ولا حديث عن السلام الا من باب الدعايه والنفاق ولا حديث عن الاستيطان ولا عن الحق الفلسطيني وكل ما اراد اوباما اثباته في هذا الخطاب هو انحيازه الكامل وولاءه للدوله الاسرائيليه بهدف كسب اصوات اللوبي الصهيوني على حساب هضم وانكار حقوق الشعب الفلسطيني.. منذ عهد الرئيس الامريكي رقم واحد وحتى رقم 44 لم يتغير شئ في نهج الصهيونيه والامبرياليه الامريكيه المعاديه لحقوق الشعب الفلسطيني..يتاجرون بما لايملكون تماما كما هو وعد بلفور 1917الذي وعد الصهاينه بوطن في فلسطين دون ان تكون فلسطين ملكا له او حتى تحت سلطته وسلطة بريطانيا في ذلك الحين والشئ نفسه انتهجه وينتهجه جميع رؤساء امريكا بما فيهم الدجَّال الحالي..مدرسة بلفور ومرجعية الامم المتحده الامبرياليه التي قسمت فلسطين هي نفس مدرسة ومرجعية باراك اوباما.. لاجديد تحت شمس الامبرياليه الامريكيه والغربيه منذ عقودمضت وحتى يومنا هذا..!!
فلسطين والقضيه الفلسطينيه ليست المأخذ الوحيد وليس الاثبات الوحيد على كذب وتضليل وانتهازية الرئيس الامريكي الحالي وانحيازه للامبرياليه والصهيونيه العالميه لابل ان هذا الدجَّال الذي اوعد بالتحقيق بما جرى في العراق وبما اقترفه سلفه من جرائم في هذا البلد العربي قد سحب القوات الامريكيه شكليا من العراق في نهاية العام الماضي وابقى على الاحتلال الموضوعي والخراب قائما في العراق حتى يومنا هذا..لم يقدم اوباما ولو اعتذار شكلي ورمزي عن جريمة المجرم بوش باحتلال العراق وتدميره وقتل وتشريد الملايين من العراقيين وتلويث بلاد الرافدين بالمواد المشعه والمسرطنه وقصف الفلوجه العراقيه بالاسلحه الكيماويه عام 2004 وزرع الموت في هذه المدينه العراقيه الى قرون قادمه ناهيك عن مساهمة الاحتلال الامريكي بتدمير هوية وعروبة العراق.. هذا الاوباما الذي طبل له بعض العرب والغرب كرئيس ممثل للعداله ومُحفز للسلام لم يستجري حتى يومنا هذا على نقد جرائم جورج بوش في العراق ولم يطري لا من بعيد ولا من قريب حتى امكانية تقديم مجرم حرب قاتل للملايين من امثال جورج بوش ورامسفيلد ورايس وتشيني الخ من عصابة القتله والمجرمين الى العداله..هذا الكحيلان يخاطب الشعوب العربيه ويتحدث عن الربيع العربي والطغاه العرب والديموقراطيه في حين يصمت فيه على جرائم سلفه في العراق وتدمير حياة شعب عربي بالكامل من جهه ويصمت على الاستيطان الصهيوني في فلسطين وينكر حقوق شعب عربي اخر من جهه ثانيه...عجائب وغرائب مسلكية رئيس هو حرباه ونعَّامه في نفس الوقت وحمامة سلام مزعوم ايضا..حرباه: متقلب ومتلون وكاذب..نعَّامه:يضع راسه في التراب وشاهد زور ما شَّفشي حاجه..وحمامة سلام : تقتل الناس في العراق وافغانستان وتدعم حصار غزه وتؤيد قتل الاطفال الفلسطينيين وتدعم الاستيطان في الضفه والقدس...سلام بالمقلوب!!
زعم اوباما المتنكر لنصفه الاسلامي في خطابه الشهير في القاهره انه يمد يده للعالم الاسلامي الكبير الذي يفوق عدده المليار نسمه وفي نفس الوقت دعم ويدعم كحيلان تهويد القدس واولى القبلتين ويدعم جميع المشاريع الاستيطانيه والتهويديه في القدس وهي مشاريع تمس بالمقدسات الاسلاميه والمسيحيه في القدس العربيه...يمد كحيلان عنقه ويلوك الكلمات في خطاباته ويتشدق بالسلام واحترام الاسلام في الوقت الذي تدعم فيه امريكا تهويد القدس والتعدي الصهيوني على حقوق المسلمين والمسيحيين ليس في القدس فقط لابل في كامل فلسطين..بالمناسبه ومجرد ملاحظه عابره :امريكا لا تُمَّول الاستيطان الاسرائيلي في القدس والضفه فقط لابل تمول مشروع تهويد الجليل والنقب تحت لافتة " التطوير"..امريكا تستهدف وجود الشعب الفلسطيني اينما كان وتواجد جغرافيا وديموغرافيا في فلسطين التاريخيه وخارجها..امريكا ضد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم واوباما ابونوبل يدعم موقف اسرائيل الرافض لعودة اللاجئين الى ديارهُم..باراك اوباما حوَّل مطلب وقف الاستيطان الصهيوني في الضفه الفلسطينيه الى قضيه مطاطيه..تجميد الاستيطان لفتره وجيزه ومن ثم استئنافه بوتيره مكثفه..المحصله: استيطان صهيوني زاحف مدعوم من الامبرياليه الامريكيه..كذب امريكي..طبعا لاننسى تغاضي سلطة اوسلو عن هذا الكذب من اجل الراتب!!
الرئيس ابو نوبل والحائز على جائزة نوبل لسلام لم يصنعه ولم يشارك في صناعته ولم يحفز عليه ايضا ما زال يحتفظ بمعتقل جوانتيناموا ويتحفظ على مئات المعتقلين من المسلمين والعرب دون محاكمه منذ عقد من الزمن وكحيلان هذا كان قد وعد بعظمة لسانه بحل جوانتيناموا وتقديم المتهمين والمعتقلين الى محاكم مدنيه وعادله..جواننتيناموا ما زال موجود واوباما ما زال رئيسا منذ وعد 2009..وعد كذب..اوباما يخوض حربا في افغانستان ويوسع رقعتها نحو باكستان ويزعم انه مع السلام والديموقراطيه وانه سيسحب قوات الاحتلال من افغانستان بحلول عام.. الله واعلم.. القتل في افغانستان وباكستان مستمر وكل يوم يزعم باراك اوباما ان طائراته وجنوده تقتل و يقتلون الناس في افغانستان وباكستان بالخطأ ويقدم اسفه ومن ثم يواصل القتل في اليوم التالي..طبعا القتل ما زال مستمر في اطرالخطأ المزعوم..دائرة الكذب مستمره منذ اعوام والان يستعد اوباما لدعم اسرائيل في اي عدوان على ايران..حرب بدلا من التحفيز على السلام التي على اساسه حصل اوباما على جائزة نوبل!!
رغم قوة امريكا وعظمتها العسكريه والاقتصاديه الا ان ضحالة وسطحية وصورة رئيسها الحالي الضبابيه والهاموشيه تثير الشفقه لكون هذا الرئيس[ينحدر من اصول افريقيه] على يبدو ينطلق من منطلق نفسيه تعاني من الدونيه وتحاول الارتقاء نحو مكانة الفوقيه من خلال محاولة اثبات بأنه امريكي واكثر من امريكي اذا تعلق الامر بالفكر والقناعات الامبرياليه وكأننا نعيش هنا محاوله مستميته لاثبات العرق والنسب للإمبرياليه!.. محاولة اثبات بانه امريكي مئه بالمئه رغم لونه غير الابيض..امريكا بلد العنصريه والعبوديه والاستعباد هي وليس نحن من صنعت وجذَّرت اسس التفرقه والعنصريه على اساس العرق واللون...يبدو ان رئيس امريكا الحالي الغير مبالي لوعوده واقواله متأثرا الى حد بعيد بالتركيبه الاجتماعيه والطبقيه والعرقيه السائده في امريكا منذ عقود مضت.. رئيس مُكبل ومُحاط بتعقيدات سياسيه ونفسيه وعرقيه وفكريه كثيره ومتشعبه ادت الى شلله وفشله في تحقيق اي وعد من وعوده..همَهُ الاول والاخير اليوم اعادة انتخابه مره ثانيه لفتره رئاسيه ثانيه.. رئيس وبس!!
عود على بدء وما يتعلق بجائزة نوبل للسلام التي حصل عليها اوباما في اكتوبر عام 2009 اي بعد عدة شهور من بداية فترته الرئاسيه وهي الفتره التي لم يفعل بها اوباما اي شئ للسلام ,ومانحوا نوبل زعموا انهم منحوه الجائزه لتحفيزه على صنع السلام..منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا 2012 لم يُظهر اوباما اي علامه او اشاره على محفز او بذرة محفز لصنع السلام ولم يثبت انه حتى رجل شجاع وصاحب مبادئ او مُدافع عن قيم العدل والمساواه في العالم او حتى في داخل امريكا نفسها وملايين من الفقراء الذين لا يجدون الطعام ولا العنايه الصحيه... رئيس فضيحه بكل ما تعنيه الكلمه والانكى من هذا ان عٍرق الحياء كما يبدو طاق من مُحيَّا كحيلان وما زال يحتفظ بجائزة نوبل للسلام دون صنعه او التحفيز عليه.. المفروض ان يخجل سيادة الرئيس الموقر ويعيد جائزة نوبل للسلام ويعتذر عن قبولها لانه ببساطه لم يستحقها ولم يقدم حوافز لا للسلام ولا للعدل ولا للمساواه بالرغم من كونه رئيس دوله عظمى وهو ايضا انسان جبان وليست شجاع ولم يتجرأ حتى على القول ان الاستيطان الاسرائيلي غير شرعي اوان احتلال العراق كان خطأ...او .. او.. الخ!!
واخيرا وليس اخرا يبقى الدليل القاطع على جبن اوباما وعدم شجاعته هو تعليقه هو نفسه عام 2009 على نيله جائزة نوبل..ابقوا معنا.. اوباما علق بالقول "فوجئت وأشعر بتواضع عميق من قرار لجنة نوبل. دعوني أكون واضحا، أنا لا اعتبر الجائزة اعترافا بانجازاتي الخاصة، ولكن تأكيدا للقيادة الأميركية من أجل طموحات يتطلع إليها الناس في جميع الدول... كي أكون صادقا لا اشعر بانني استحق بان أكون مع العديد من الشخصيات التي كرمت بهذه الجائزة، رجال ونساء ألهموني وألهموا العالم بأكمله من خلال سعيهم الشجاع نحو السلام".
اوباما انذاك2009 لم يعترف بانجازاته واحقيته بالحصول على جائزة نوبل, لكنه منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا 2012 لم يكن شجاعا ولم يسعى ان يكون ساعي شجاع نحو السلام حتى يستحق جائزة نوبل لسلام..جائزه مقدمه دون استحقاقات ودون انجازات..كيف؟.. الامر اليوم يتعلق بكرامة وقيمة واخلاق هذا الاوباما وقرار شجاع يعيد شيئا من مياه وجه هذا الرئيس المسكوبه والقرار واضح وبسيط وهو ان يعيد اوباما جائزة نوبل للسلام ويعتذر عن قبولها والاحتفاظ بها لعدة سنوات دون حق لانه لم يستحقها عام 2009 ولا يستحقها عام 2012..سلام لم يصنع..نوبل للخطابه والدجل والكلام المعسول امر غير مقبول.. نوبل للخطابه والدجل:باراك اوباما سليل الامبرياليه الامريكيه..صانعة الحروب والمأسي وليست السلام....في الختام : لاحظوا معنا قلة حياء رئيس الدوله العظمى: يصنع حروب ويؤيد الاحتلال ويحصد جائزة نوبل للسلام مسبقا!!..مفارقه من العيار الثقيل...!!