أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حركة حماس: مرونة حمالة أوجه!!

بقلم :  نقولا ناصر* ... 01.05.2012

(مؤشرات إلى تغيير في التكتيك إن لم يكن في الاستراتيجية يعطي لخروج حركة حماس من دمشق تفسيرا آخر غير ضغط الأزمة السورية عليها للانحياز فيها إلى هذا الطرف أو ذاك)
إن المقابلة الحصرية المطولة التي استغرقت خمس ساعات ونصف الساعة على مدى يومين التي منحها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس، د. موسى أبو مرزوق، ل"لاري كوهلر ايسيس" مندوب صحيفة "فورورد" اليهودية العريقة لليهود الأميركيين في القاهرة، ونشرت في عددها الصادر في السابع والعشرين من نيسان / أبريل الجاري، هي مقابلة غير مسبوقة ولم تعرب بعد، وقد وصفها جيرشون باسكين الذي كان صلة وصل للتوسط بين حماس وبين حكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي في صفقة تحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل الافراج عن الجندي جلعاد شاليط بأنها كانت "حدثا تاريخيا"، معربا عن دهشته "لطول الوقت" الذي منحه أبو مرزوق للمقابلة.
وكما نشر، جرت المقابلة مع أبو مرزوق في جو ودي، على غداء من سمك سليمان وسمك نهري من النيل في اليوم الأول ووجبة بيتزا سريعة في اليوم الثاني، في منزل فخم من ثلاثة طوابق لم يكتمل تأثيثه وسط حراسه ومعاونيه الذين لم يكن بينهم نساء، ويقع في "عزبة" تبعد حوالي تسعين دقيقة عن القاهرة في منطقة سكنية مخططة للطبقة الاجتماعية العليا لا تزال قيد البناء تعرف باسم القاهرة الجديدة.
و"يومية إلى الأمام اليهودية" (ذى جويش ديلي فورورد) التي صدرت بلغة اليديش عام 1897 وتصدرها باللغة الانكليزية منذ عام 1990 شركة إعلامية يهودية تملك صحفا ومحطات بث تستمر اليوم دون انقطاع كواحدة من أقدم وأعرق الصحف اليهودية في العالم و"كصوت لليهودي الأميركي وضمير" له في الولايات المتحدة كما تعرف نفسها.
ولأن "فورورد ليست مجرد منظمة صحفية فقط، بل ومؤسسة يهودية كذلك"، كما قالت الصحيفة في افتتاحية لها تعقيبا على المقابلة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، فإنها كانت متنبهة ل"الطبيعة التاريخية" ول"الرسالة" التي تبعثها موافقة أبو مرزوق على إجراء مقابلة صحفية للنشر معها، وهو "ثاتي أهم قائد لحماس" كما وصفته، في إشارة ظاهرية إلى أن "المنظمة الارهابية تلين وترشد"، لكن "القراءة المتأنية" لما قاله أبو مرزوق "تسلط الضوء على الحقيقة المخيبة للآمال، والمثيرة للسخط حقا، بأن حماس تظل غير مستعدة للتخلي عن العنف والقبول بدولة إسرائيل اليهودية كواقع" وبأن "الرسالة" التي بعثها هي "رسالة فرصة ضائعة، لكل من يعنيهم الأمر"، لكن "الحقيقة الأكثر إثارة للذهول هي لقاؤه مع فورورد في حد ذاته، والوفاء بكل تعهد بشأن اللقاء"، كما أضافت.
والخلاصة التي استنتجها لاري كوهلر ايسيس الذي أجرى المقابلة مع أبو مرزوق هي أنه "خلافا لبعض التقارير الاعلامية، فإنه (أي د. أبو مرزوق) لم يشر إلى أي مرونة جديدة تقرب حماس من القبول بالشروط التي وضعتها ما تسمى اللجنة الرباعية للولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لمشاركة جماعته في عملية سلام الشرق الأوسط المحتضرة الآن"، لكنه استدرك بأن ابو مرزوق "لم يستبعد إمكانية علاقة أكثر توافقا مع إسرائيل في المستقبل".
وهذه الخلاصة، والتحريض على حماس بناء عليها، اللذان وردا في افتتاحية فورورد تعقيبا على المقابلة، كانتا دليلا سريعا على النتائج العكسية لما ابتغاه أبو مرزوق من محاولة للتواصل مع يهود الولايات المتحدة، دون أي عبرة من محاولات منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من "شركاء السلام" العرب الذين سبقوه إلى مثلها.
وفسرت افتتاحية فورورد تلك "الحقيقة الأكثر إثارة للذهول" بالقول إنه "من الواضح أن حماس تعترف بحاجتها إلى التواصل مع اليهود الأميركيين، وعبرهم، مع الجمهور الأميركي"، أسوة بالحكومة الاسرائيلية التي تتودد اليهم "كما لم تفعل أبدا من قبل"، ومثلها "قادة فتح في الضفة الغربية"، وكان لحاق حماس بهم "مسألة وقت فقط".
وأكد أبو مرزوق أن دمشق لم تعد عنوانا له عندما أعطى لاري كوهلر بطاقة عمل عليها تحت اسمه أربعة أرقام هواتف في العاصمة السورية طلب منه إهمالها وكتب له رقم هاتف جديد على البطاقة داعيا إياه للاتصال معه عليه أو بواسطة البريد الالكتروني للرد على أي أسئلة لاحقة متابعة للمقابلة، وربما للتواصل أيضا.
إن التزامن بين خروج أبو مرزوق، وغيره من قيادات الحركة التي توزعت بين عواصم مختلفة منها الدوحة، من دمشق وبين فتح بوابة التواصل هذه مع يهود الولايات المتحدة لافت للنظر، في ضوء التجربة التاريخية لحركة فتح التي تواصلت أولا مع "اليهود غير الصهاينة" ثم مع صهاينة "يساريين" قبل أن تتوج تواصلها بتوقيع اتفاقيات أوسلو مع القادة الصهاينة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وقبل أن تعتمد فتح الولايات المتحدة راعيا ووسيطا وحيدا للسلام والتفاوض معها بالرغم من علمها الأكيد بأن يهود أميركا قد "أسرلوا" سياستها الشرق أوسطية لفترة طويلة مقبلة.
والتساؤل الذي يثيره هذا التزامن يثير سؤالا آخر عما إذا كان ضغط الأزمة السورية الراهنة على حماس مجرد حجة في ظاهرها الكثير من الاقناع وفرت لها مخرجا ل"النأي" بنفسها عن الحاضنة السورية والايرانية لمقاومة دولة الاحتلال فلسطينيا ولبنانيا تمهيدا لتغيير في التكتيك في الأقل إن لم يكن في الاستراتيجية، وهو ما يهلل له "شركاء السلام" العرب وغير العرب باعتباره حقيقة واقعة وليس هدفا لهم يسعون إليه بكل وسائل الضغط على الحركة، بينما يتسرع البعض في الجانب الآخر، تحت ضغط الأزمة السورية أيضا، في "غسل أياديهم" من حماس كحليف استراتيجي ل"المقاومة والممانعة"، مما وضع حماس في موضع شبهة، وشوش موقفها.
لكن الاستناد إلى عواصم عربية غارقة حتى آذانها في استراتيجية "السلام فقط" مع دولة الاحتلال يتناقض تماما مع أي استراتيجية للمقاومة بأشكال المقاومة التي كانت حماس تتبناها حتى الآن، مما يعزز الاشتباه والتشويش.
صحيح أن أبو مرزوق قد أصاب محاوره اليهودي ب"الصدمة" و"الاحباط" و"السخط"، كما كتبت "فورورد" في افتتاحيتها، عندما أكد على ثوابت الحركة في المقاومة ورفض الاعتراف بدولة الاحتلال وحق اللاجئين في العودة اليها ورفض التفاوض المباشر معها، إذ كان جوابه "لا" قاطعة على سؤاله إن كان مستعدا للذهاب إلى القدس، إذا عرضت عليه "ضمانات لأمنه الشخصي"، للتفاوض على "الهدنة" التي تقترحها حماس بديلا لأي "معاهدة" أو "اتفاقية" سلام مع دولة الاحتلال.
لكن آخر عملية "استشهادية" نسبت إلى حماس وقعت في آب / أغسطس عام 2004 في بئر السبع، و"الهدنة" طويلة الأمد التي تقترحها حماس مع دولة الاحتلال وكررها أبو مرزوق في مقابلته تلتزم الحركة التزام الدول بنموذج لها في قطاع غزة خصوصا بعد أن تولت السلطة في القطاع أواسط عام 2007 وكل الخروقات لهذه الهدنة جاءت من الجانب الآخر، وهي تلتزم بمثلها في الضفة الغربية أيضا إذ ليس مقنعا أن سطوة قوات الاحتلال و"التنسيق الأمني" بينها وبين السلطة الفلسطينية برام الله تمنع مقاومة حماس فيها لو أرادت، لتقتصر مقاومتها اليوم على "الدفاع" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
على هذه الخلفية، فإن ما يبدو ازدواجية في خطاب حماس كما عبر عنه أبو مرزوق في مقابلته غير المسبوقة مع "فورورد" اليهودية يزيد في الشبهة والتشويش في موقف الحركة.
مرونة حمالة أوجه
عندما سأل لاري كوهلر مندوب "فورورد" د. أبو مرزوق لماذا وافق على طلب منظمة إخبارية يهودية إجراء حديث معمق ومطول معه، أجابه بأن "علي أن أفرق بين اليهودي الذي خلق هذه المشكلة لشعبي وبين اليهود الأميركيين مثلك ممن لم يفعلوا أبدا أي شيء سيء لشعبي".
ولأن أبو مرزوق لا يمكن أن تغيب عنه حقائق مثل أن يهود أميركا على وجه التحديد هم أكبر داعم لدولة المشروع الصهيوني منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 ومثل أن معظم "أراضي إسرائيل" مسجلة باسم الوكالة اليهودية العالمية التي يسيطرون عليها وليس باسم دولة الاحتلال الاسرائيلي، فإن جوابه يشي بتوجه للوقوع في ذات الفخ الذي وقعت فيه منظمة التحرير الفلسطينية قبله عندما توهمت بأن التواصل مع يهود الولايات المتحدة هو المدخل إلى الحكومة الأميركية لاستثمار وزنها الدولي في انتزاع حد أدنى من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطسني، وهذا منزلق خطر إذا كان يعبر عن توجه رسمي لحركة حماس فإنها بالتأكيد سوف تلدغ من الجحر ذاته الذي لدغت منه منظمة التحرير بقيادة فتح.
إن مرونة أبو مرزوق التي تعبر عن نفسها بلغة حمالة أوجه قابلة لاستيعاب ازدواجية في الخطاب تتبنى، مثلا، المقاومة لكنها تؤجلها، وتعارض التفاوض لكنها توافق على قيام غيرها به، وترفض أي "معاهدة سلام" تتمخض عنه لكنها مستعدة للتعامل معها باعتبارها "هدنة"، وترفض "حل الدولتين" لكنها تقبل به على أساس مفهومها ل"الهدنة"، الخ.، هي جميعها نتائج موضوعية لتأرجحها الراهن بين "معسكر السلام" العربي وبين الخندق الآخر المنفتح على السلام لكنه يتمسك بخياره الدفاعي حتى يكون السلام عادلا.
وهي جميعها مؤشرات لا لبس فيها إلى تغيير في التكتيك إن لم يكن في الاستراتيجية، تغيير يعطي لخروج الحركة من دمشق تفسيرا آخر غير ضغط الأزمة السورية عليها للانحياز فيها إلى هذا الطرف أو ذاك، لكنه في كل الأحوال تغيير يقتضي توضيحا للمواقف أكثر جلاء يبعد الحركة عن مواطن الشبهة والتشويش.
لقد أكد د. موسى أبو مرزوق في مقابلته غير المسبوقة أن حماس لن "تعترف باسرائيل كدولة"، لكن العلاقة معها ستكون كعلاقة "لبنان وإسرائيل أو سورية وإسرائيل"، متجاهلا أن البلدين يسعيان إلى سلام عادل مع دولة الاحتلال على أساس الانسحاب من أراضيهما المحتلة وملتزمان ب"مبادرة السلام العربية" التي ترفضها حماس في خطابها وأن سوريا أجرت مفاوضات مباشرة وغير مباشرة وسرية وعلنية مع دولة الاحتلال. فهل هذا هو الوضع الذي تريد حماس الاقتداء به حقا ؟
وفي تفسيره لهذه الهدنة التي اقترحها "لأول مرة في سنة 1994"، كما قال مندوب الصحيفة إلى مقابلته، يثير أبو مرزوق أسئلة متفجرة: "دعنا نقيم علاقة بين الدولتين (الفلسطينية والاسرائيلية) في أرض فلسطين التاريخية كهدنة بين الجانبين. فذلك أفضل من الحرب وأفضل من المقاومة المستمرة ضد الاحتلال، وافضل من احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة، الذي يخلق كل هذه الصعوبات والمشاكل في الجانبين". إنها لغة جديدة حقا.
فهذا اللغة حمالة أوجه. فهل يعني أن حماس، في حال قبول دولة الاحتلال ب"الهدنة" المقترحة، تقترح أو تقبل "حل الدولتين" ؟ وهل يعني أن حماس لن تشارك في هذه الحالة في أي "حرب" قد تلجأ إليها، على سبيل المثال، سورية كملاذ أخير لتحرير أراضيها كما حدث في حرب تشرين عام 1973 ؟ وهل تتوقف المقاومة الفلسطينية في حال قبول دولة الاحتلال بدولتين على أساس الهدنة المقترحة باعتبار أن الاحتلال الجدير ب"المقاومة المستمرة" هو احتلال "الضفة الغربية وغزة" فقط ؟ وإذا كان هذا هو ما عناه أبو مرزوق، فإن الاحساس ب"الصدمة" و"الاحباط" و"السخط" الذي شعرت به هيئة تحرير فورورد يكون متسرعا ولم يقرا في العمق ما قاله الرجل الثاني في حماس.
وعندما "ضغط" عليه، كما قال مندوب الصحيفة اليهودية، بأن حماس لن تتخلى خلال الهدنة عن هدفها في "تدمير إسرائيل" وأنها سوف تستغل الهدنة للتسلح، لم يؤكد أبو مرزوق ولم ينف، لكن جوابه كان حمال أوجه كذلك: "من الصعب القول ماذا سيكون في الجانبين بعد عشر سنوات. ربما يكون جوابي الآن [عن الاعتراف باسرائيل] مختلفا تماما عن جوابي بعد عشر سنوات".
في حوارات القاهرة، قيل إن حماس وافقت على تبني "استراتيجية غير عنيفة"، لكن أبو مرزوق قال إن ما عناه اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي كان أمرا "مختلفا تماما"، فقد تقرر أن "المقاومة الشعبية المدنية" قاسم مشترك، "ونحن نقبل ذلك، فذلك يمكنه أن يجعل المصالحة أسهل"، "لكنه لا يعني التخلي عن الحق والفرصة لشن عمليات عسكرية". إنه أمساك بالعصا من الوسط مرة أخرى، كانت نتيجته حتى الآن تأجيل المقاومة بكل أشكالها.
وفي خضم معارضة حماس المعلنة لاستئناف المفاوضات، أكد أبومرزوق رفض التفاوض المباشر بين حماس وبين دولة الاحتلال، لكنه لم يترك مجالا للشك بأن الحركة لا تعارض تفاوض "السلطة الفلسطينية" معها، حسب "تفاهم سابق مع فتح" كما قال، غير أنه اشترط عرض "أي نتيجة" لهذا التفاوض على "استفتاء يشمل كل اللاجئين الفلسطينيين" مضيفا أن "كل الفلسطينيين يجب أن يدلوا بأصواتهم حول هذه" النتيجة، واشترط أيضا أن "أي اتفاق كهذا يجب أن يتضمن حق الفلسطينيين غير المقيد في العودة إلى أرضهم".
وقال ابو مرزوق إن أي اتفاق تتوصل اليه السلطة الفلسطينية بالتفاوض، وتعتبره السلطة "معاهدة سلام"، فإن حماس سوف تتعامل معه "من وجهة نظرنا، باعتباره هدنة". فهل هذه هي الهدنة المقترحة من حماس حقا ؟ وقد لفت هذا التناقض محاور أبو مرزوق، فلاحظ بأن "أي معاهدة سلام مع إسرائيل، بالنسبة إلى فتح، تشمل الاعتراف المتبادل، والتبادل الدبلوماسي، والتجارة، والتبادل التجاري، وتنقل الناس عبر الحدود والتعاون الاقليمي. كما تشمل دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وحقا فلسطينيا محدودا في العودة". فهل ستوافق حماس على أي اتفاق تتوصل إليه منظمة التحرير الفلسطينية بهذا المفهوم باعتباره "الهدنة" التي تقترحها ؟
إن موافقة أبو مرزوق الضمنية على التفاوض وعلى أي اتفاقية يتمخض التفاوض عنها باعتبارها هي "الهدنة" يشير إلى خلو جعبة حماس من بديل للتفاوض، لكنه لم يستبعد تغير الظروف مستقبلا عندما قال إن أي اتفاقية كهذه لن تلزم حماس في المستقبل: "لا أعتقد أن معاهدة من أي نوع يمكن أن تلزم أحدا في المستقبل. اقرأ التاريخ فقط"، كما قال، ملوحا بتغييرها إن تسلمت حماس السلطة، مستشهدا بسابقة "التغييرات العديدة في اتفاقيات" أوسلو التي أجراها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو عندما تسلم الحكم.
أما دفاع أبو مرزوق في اليوم الثاني للمقابلة عن ميثاق حماس، فقد نسفه تنصله منه عندما قال إن الميثاق لا يحكم حماس ثم اعترف: "لدينا سياسات كثيرة، كثيرة، لا تتفق مع الميثاق ... وهناك الكثيرون في حماس يتحدثون عن تغيير الميثاق. ذلك جدل داخل حماس، لأن هناك سياسات كثيرة، كثيرة، تتعارض مع ما هو مكتوب في الميثاق". واعترافه هذا إضافة جديدة لسلسة من خروج الفصائل الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها منظمة التحرير، على مواثيقها التي تسوغ وجودها.