أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أخبار طيّبة لكنها منسيّة..!!

بقلم : سهيل كيوان  ... 03.05.2012

هناك أخبار طيبة كثيرة لا ننتبه إليها عادة أما الأخبار السيئة فهي تجذب الناس فيرددونها مرة تلو الأخرى ولا يكتفون بسوئها بذاته بل يضيفون عليها من لدنهم،متلذذين بجعلها أكثر سوءًا، فعادة ما تفتتح الجلسات بالأخبار السيئة،ونادرًا ما تفتتح جلسة بخبر جيد...وأقصد تلك الأخبار اليومية الصغيرة التي قد تعكر مزاج الإنسان أو تعدّله والتي عادة ما تبتلعها الأخبار الكبيرة...
حتى كتاب المقالات يبحثون عن حدث سيىء كي يدلوا بدلائهم ونادرًا ما نرى كاتبا يكتب مقالة عن أمر يمتدحه فيقول مثلا هذا فعل جيد فلنقلده أو نفعل مثله! ولهذا بدأت بحملة رصد للأخبار الطيبة خلال الأيام الأخيرة في هذا الزمن البخيل فوجدت الكثير منها،وما علينا سوى أن نتلقفها ونتغنى بها كي تصبح بالفعل جزءًا من حياتنا.
1
إحدى السيدات فقدت حقيبتها،وكان فيها نقود وإسورة من ذهب،السيدة ندبت حظها وانتابتها مرارة شديدة فهي على قد الحال، ولكنها فوجئت وعادت البسمة الى وجهها عندما اتصل مجهول بالبيت وقال إنه عثر على حقيبة فيها بعض الأشياء الثمينة وأنه رأى اسمها في البطاقات التي في الحقيبة وأنه اجتهد حتى اهتدى الى هاتف البيت عندما عرف اسمها واسم زوجها ولهذا فهو يطمئنها بأن حقيبتها بأمان وسيعيدها لها،وبعد ساعة تسلمت السيدة الحقيبة بما فيها....بما في ذلك الأسورة والنقود.....
2
الزميل في العمل الذي طلب أن تقرضه مبلغًا بسيطًا من المال حتى نهاية الأسبوع موعد تلقي الرواتب وكنت متأكدًا أن المبلغ لن يعود وودّعته وداع مفارق فوجئت أنه أعاده بالفعل بدون تأخير وهذا طبعًا أمر نادر ويستحق الفرح لأجله..
3
القصيدة التي وصلتك للنشر في الصحيفة التي تعمل بها رغم متانتها والأفكار الجديدة التي تحويها ورغم أنك لم تسمع من قبل باسم مؤلفتها، اتضح لك أنها من تأليفها بالفعل وبعد الفحص على'غوغل'عن عنوان القصيدة وبعض النصوص فيها وحتى الأفكار تبين لك أنها ليست ملطوشة كما فعل بعضهم من قبل ...!
4
تاجر العسل الذي أقسم لك بشرفه أن عسل النحل الذي اقتنيته منه وعلى عاتقه كان طبيعيًا 100' ،ولم يدخل في تركيبه السكر المصنّع...وهذا التأكيد تم لك بعد الفحص بعدة طرق موثوقة ...
5
الناقد الذي امتدح مجموعة قصصية حديثة لم يجامل المؤلف وجهر بما يفكر به كثيرون،انتقده بلا رحمة بل ونصحه بأن يدع هذا المجال وأن يبحث عن نفسه وموهبته في مكان آخر رغم العلاقة الطيبة التي تربطه بصاحب المجموعة، والأهم من هذا أن الكاتب لم يناصبه العداء بل تقبّل رأيه برحابة صدر...
6
الرجل العربي الذي عثر عليه قتيلا في مكان عمله لم يكن بفعل مدبّر،كانت هذه نوبة قلبية عادية بشهادة كثير من العمال في الورشة وكذلك بعد التشريح، الحمد لله لا طارد ولا مطرود،لن يكون هناك ثأر بين عائلات قد لا ينتهي لعشرات السنين...
7
قسط التعليم لابنك الذي توقعت أن ينزل من حسابك في البنك على رأس الشهر وأربكك وقلقت كيف ستغطيه،فوجئت أنه لم يحسم من حسابك لأن الدفعات انتهت منذ الشهر الماضي..وهذا يعني أنك ربحت شهرًا وبقيت في 'بحبوحة' على الأقل في حتى الأسبوع القادم...
8
الشرطي الذي أوقفك لتسجيل مخالفة سير بعدما ضبطك تتحدث في الهاتف خلال سفرك وتوقعت أن يسحب لك رخصة القيادة وتمسي عاجزًا عن الحركة والعمل وتتكبد خسائر كبيرة تبين أنه يعرفك جيدًا منذ سنوات الدراسة وقال لك رغم أنكما كنتما في حينها مثل الشحمة على النار قال....الله معك بس دير بالك مرة ثانية...!
9
الفضيحة التي يتحدثون عنها همسًا عن شخص ضبط وهو يمارس الجنس في السيارة بالقرب من حرش القرية لم يكن أنت ولا أحد يخصّك...
10
الرجل الذي سقط من الطابق الثالث وهو يقصر عمارة في حيفا لم يكن جارك ولا قريبك ولا حتى من أبناء قريتك،رحمه الله، لن تضطر لأن تجلس ساعات وساعات في قاعة المسجد مع متقبلي العزاء أو على الأقل تعطيل ساعات من وقتك حتى الدفن...
11
عود الرمان لم يكن جافًا ولم يمت كما ظننت،فقد اخضر وهاهي براعمه وأوراقه تظهر من جديد!
12
عجلة السيارة التي انفجرت فجأة واضطررت للوقوف لتغييرها، من حسن حظك أنك لم تكن لحظتها في منحدر بل على أرض مستوية وهذا سهّل تغيير الإطار كثيرا...
13
شركة الجباية التي تجمع الديون لسلطة الإذاعة والتلفزيون والتي ترافقها الشرطة لم تدخل باب بيتك أنت بل ذهبت الى بيت آخر في الحي....
14
الصديق الذي اختلفت معه منذ بداية الثورة السورية والذي تبنى وجهة نظر النظام ودافع عنها وأخرجك عن طورك وهو يتشدق ويقول'أنا مع سورية' وكأن الشعب الثائر مستورد من النمسا فشتمته وشتمت النظام الذي يقتل شعبه كي يبقى متمسكًا بالسلطة دون تنازل ولو قيد أنملة لشعبه،المفاجأة الجميلة هي أن هذا الصديق ذكرك بالخير وامتدحك كثيرًا ولم يفتح فمه بكلمة سيئة بحقك كما هي عادته منذ سنين كثيرة بل واقتربت وجهة نظره جدًا من وجهة نظرك....
15
وأخيرًا رأيت في المواقع الألكترونية المحلية خبرًا يقول بأن الطلاب الثانويين العرب تفوقوا على الثانويين اليهود في المواضيع العلمية