بقلم : رحيمة بلقاس ... 17.04.2012
لَيْسَ لِي إِلاَّ الرَّحِيل
حَيْثُ لاَ أَدْرِي..لاَ أَسْمَع
أَسْتَلْقِي عَلَى أَرِيكَةِ الْمَسَاء
هُنَاكَ فِي آخِرِ الرُّكْنِ
أُلاَحِقُ شَفَقَ السَّمَاء
تَوَهُّجُ الشَّمْسِ يُلْهِبُ الْخَافِق
أُرْهِقَ ذَاكَ الْقَلْبُ بِالْعَنَاء
ثَمَّةَ حَبْلٍ مُلْتَفٍّ
مَدَّ أَصَابِعَهُ مِنْ الْبَعِيدِ كَالرَّقْطَاء
أَنْفَاسِي تَنْكَثِمُ فِي إيبَاء
عَبَثاً أُحَاوِلُ التَّمَلُّص
إِنَّهُ أَحْكَمَ قَبْضَتَه كَالْبَلاَء
صَقِيعٌ الأَسَى بِشَوَارِعِ الآه
تَتَمَاهَى بِأَزِقّةِ شَرَايِينِي
تَعْزِفُ الأَنِين
تَتَآكَلُ الْمَصَابِيحُ بِقَلْبِي
تَجَمّدَتْ عِنْدَ الْهَجِير
جَمَرَاتٌ تَتَشَظَّى بِالْعُمْقِ السَّحِيق
رُسُومُ الظِّلاَلِ تَعْبَثُ عَلَى وِسَادَةِ الزَّفِير
أَشْتَهِي الْتِهَامَ الْوَقْتِ الْعَلِيل
أَشْتَمُّ رَائِحَةَ جَوْفِي الْحَزِين
كُومِيدْيَا الأَيَّام
تَعْزِفُ عَلَى صَدْرِالْخَفَقَان
تَشْدُو بِأَوْتَارِهَا أَنْغَامَ
تَوْقِيفِ نَبْضِ الْخَفَقَان
تَمْسَحُ بَصِيصَ النُّور بِالْكِيَان
مَتَاهَاتٌ جَذَبَتْنِي
غَيَّرَتْ مَجْرَى التِّيَّار
غَرْقَى أُصَارِعُ الْمَوْجَ دُونَ انْحِنَاء
عَلَى آهِبَةَ الْجُنُون أَمْتَدُّ صّرْعَى
أَرْتَدِي ثَوْبَ السَّوَادِ وَ الْحِدَاد
يَنْزَلِقُ جِسْمِي بَيْنَهَا لِلْفَنَاء
قَلِقَةٌ انْهَمَرْتُ بِفَسَاتِينِي
صَمْتٌ وَ سُكُونٌ يُرْدِي الأَذْهَان
لاَ شَيءَ بِهَا
لاَ حُبَّ
لاَ كُرْهَ
لاَ حِقْدَ
لاَ غَضَبَ
لاَ عِتَابَ
حَتَّى رُوحِي تَتَلاَشَى خَلْفَ الضَّبَاب
بَدَأَ اللَّيْلُ يَنْشُرُ حُلْكَةَ السَّوَاد
ذِئَابٌ تَنْبَعِثُ فِي صِفَةِ إِنْسَان
تَمْتَدُّ بِبَنَانِهَا نَحْوَ الأَعِنَاق
تَبْتَكِرُ الْوُعُود
تَبْتَكِرُ الْوُجُوه
تَسْرِقُ النُّور
تُرَاهِنُ عَلَى قَهْرِنَا
تَنْتَشِي بِالتَّعْذِيبِ وَ الْجِرَاح
بَيْنَ الْمَشَانِقِ نَءِنُّ
عَلَى مَقْصَلَةِ الإِبَادَةِ نَطْمَئِنّ
غَيْمَةُ وَغُسْمَةٌ بِالأَجْوَاء
سَوْفَ تَرْحَلُ إِلَة الأَبَد
وَنَرْحَلُ إِلَى سَاحِلِ النَّجَاة
نَسْتَنِدُ الأَكْفَاف
نُعِيدُ التَّأَمُّلَ بِكَوْنِ السَّرَاب
نُفَتِّشُ عَنْ ذَاكَ الضَّوْءِ الْخَافِت بِالأَعْمَاق
لاَ زَالَ يَسْطَعُ كَالْمُرْجَان
يُبَشِّرُ بِالأَمَلِ وَ الثِّقَةِ فِي اللَّه