بقلم : رحيمة بلقاس ... 20.04.2012
اَلصًّبْحُ يُذْرِفُ النَّدَى
تَغْرِيدَةُ الطَّيْرِ تَسْقِي الشَّدَى
هَطَلَ الْبَرِيقُ عَلَى مَيْسَامِ الزَّهْرِ
فَهَلَّلَ وَ ابْتَسَمَ
عَلَي تُوَيْجَاتِ الرُّوحِ بَصْمَةُ الْعِطْرِ
صَفَاءٌ انْهَمَرَ وَبَدَا
النُّورُ إِشْرَاقَةُ الْبَهَاء
للِضَّوْءِ لَوْنُ الدِّفْءِ وَ الضِّيَّاء
بَسَاتِينُ الرَّبِيعِ تَلّوَّنَتْ
فَعَادَتِ الْبَهْجَةُ للِدِّيَّار
وَاحَاتُ الْفَرَحِ ظِلاًّ وَارِفَا
اَلْعِبْقُ الأَصِيلُ انْسَابَ
بَنَفْسَجاً وَ جُلَّنَارَ رَقَصَا
اخْتَرَقَ حَوَاسِّي وَ سَكَنَ
بِلاَ تَأْشِيرَةٍ وَ لاَ جَوَازٍ
هُوَ بِالرُّوحِ اسْتَوْطَنَ
اَلشَّمْسُ بِالْعَيْنِ انْسَكَبَتْ وَسَنَا
سَطَعَتْ مِنِّي فَغَابَتْ
تِلْكَ الَّتِي مِنْهَا أَسْتَمِدُّهُ أَلَقَا
شَمْسِي لَهَا قَالَتْ قُومِي
أَجْلِسُ مَكَانَكِ أَنَا
لِأَمْتَدَّ عَبْرَ الْمَدَى
اِنْمَحَتْ آثَارُ الطِّينِ وَ الثَّرَى
تَعَالَى السَّوْسَنُ وَصَحَا
يَغْزِلُ خُيُوطَ الزَّهْرِ مِعْطَفَا
مِنْ حَدَائِقِ الأَصْدَافِ لَؤْلُؤا
عَلَى جِيدِي إِكْلِيلاً طَوَّقَ
لَنْ يَظْمَأَ الْمَاءُ
وَ اللُّجَيْنُ بِالْوُجْدِ شَطَحَ
لَنْ يَشِيخَ الزَّمَنُ
مَا دَامَ الْهَوَى بِالأَمَلِ تَوَشَّحَ
قَوَارِيرُ النَّرْجِسِ بِالْعِبْقِ انْدَلَقَ
تَعَرَّشَتِ الأَعْرَاسُ بِي
وَ عِطْرُ الْحَوَاسِّ طَفَحَ
سِرَاجُ رَحِيقِ الْوَرْدِ
بِاسْمِكَ نَطَقَ
مَنَارَةُ ضَوْءٍ سَاطِعٍ
مِنْكَ تَرَقْرَقَ
سَفَرُ الأُسْطُورَةِ بِعَيْنَيْكَ غَرَقٌ
أَمْكُثُ هُنَاكَ ثَمْلَى
اِشْتَعَلَ الثَّلْجُ الأَبْيَضُ
اِخْضَرَّ الْجَمْرُ وَ تَوَرَّدَ
دَاعَبَ الْوِجْدَانَ
فَضَّضَّ اللُّجَيْنَ وَ فَضْفَضَ
يَرْفَعُ آيَاتَ الْهُرُوبِ إِلَيْهِ
تَحْتَ جَنَاحَيْهِ رَتَعَ
أَتَحَدَّى التَّقَلُّبَاتِ وَأَعْتَذِرُ
لَنْ أَرْاتَدِي سِوَى الرَّبِيعُ وَ أُغَرِّدُ
شَدْوَ طَيْرِي يُطْرِبُ
وَ سَرِيرُ وَكْرِهِ بِالطُّمَأْنِينَةِ يُبَشِّرُ
فَهَلْ بَعْدَ هَذَا فِي الطُّقُوسِ أُفَكِّرُ
سَأَغْفُو عِنْدَ فَصْلِ وَاحِدٍ أُنْشِدُ
هُنَا تَوَقَّفَ الزَّمَانُ يُهَفْهِفُ
جاثِماً بِمِحْرَابِهِ يَسْعَدُ
رحيمة بلقاس