بقلم : الديار ... 16.12.2011
أعلن بيان صادر عن حركة أبناء البلد في الداخل الفلسطيني، حمل عنوان "حركة أبناء البلد موحدة"، عن توحيد شقي الحركة بقيادة رجا إغبارية ومحمد كناعنة، وانتخاب أمانة عامة مؤقتة لإدارة شؤون الحركة الجارية. وأشار البيان الذي أصدرته الحركة ، ووصلتنا نسخة منه، إلى اجتماع عقد بتاريخ 03/12/2011، تم التوصل فيها إلى توافق مبدئي بشأن توحيد شقي الحركة، وتشكيل قيادة موسعة، بحضور ممثلي جميع المركبات في بيت محمد كناعنة نظرا لكونه قيد الاعتقال المنزلي.وأضاف البيان أن الاجتماع المذكور أقر بأن الاجتماع المنعقد يأتي تتويجا لاتفاق مبدئي على وحدة الحركة من جميع الحاضرين. كما تم الإعلان عن حل جميع الأجنحة وهيئاتها، وخاصة جناحي كناعنة وإغبارية، وأنه لم يعد هناك أي مبرر لإبقاء رأسي هذين الجناحين الرسميين قائمين، حيث أعلنا استقالتهما.كما أعلن الاجتماع عن الحاضرين كهيئة قيادية موسعة ومؤقتة، وتباشر العمل على عقد مؤتمر رسمي في غضون ستة أشهر من تاريخ الإعلان، ووضع خطة عمل، وتشكيل لجان مختصة لإحصاء وضبط العضوية، وعقد أيام دراسية محلية ومناطقية وقطرية، لمناقشة الأوراق والاجتهادات ليتمخض عنها برنامج حركة أبناء البلد الجديد الذي سيقر في المؤتمر الرسمي، بالإضافة إلى البرنامج التنظيمي.وكلف الاجتماع كلا من محمد كيال (الجديدة) وسهيل صليبي (مجد الكروم) ورجا إغبارية (أم الفحم) بإدارة الشؤون الجارية للحركة كأمانة عامة مؤقتة.
وأشار البيان إلى أن أغلبية 18 أقروا هذه القرارات من أصل 21 حضروا الاجتماع، وهم: محمد كيال، حاتم شهلا، جميل صفوري، يوآف بار، لؤي خطيب، يوسف أبو علي، سهيل صليبي، فريد أبو صالح، سامر مطر، مدين أبو صالح، قدري أبو واصل، أسامة اغبارية، رينا كيال، فريد شقير، رأفت الحاج، طاهر سيف، سليمان أبو صعلوك، جمال محاجنة، محمد كناعنة، رجا إغبارية، سليم واكيم، وتغيب صديق خوري.كما أشار البيان إلى أن ثلاثة أشخاص رفضوا كل التوجه المذكور لإعادة بناء الحركة، وانسحب اثنان منهم من الاجتماع وهما: فريد أبو صالح وسامر مطر حيث عرّفا نفسيهما أنهما ممثلان "للحراك الشبابي" في حيفا، كما عارض يوآف بار التلخيص.واعتبر البيان الخطوة الوحدوية هامة جدا وتسيطرا تاريخا جديدا مشرقا لحركة أبناء البلد خاصة ولكل الحركات الوطنية، لافتا إلى أن "عدونا واحد ومصيرنا واحد، وعوامل الوحدة تفوق كل عوامل الفرقة".وأهاب البيان بأصدقاء الحركة وبكل الأحزاب والحركات السياسية والمؤسسات الوطنية التمثيلية والمجتمعية ووسائل الإعلام احترام إرادة الحركة والتعامل معها على هذا الأساس. وجاءفي النص الكامل للبيان : حركة أبناء البلد موحدة
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل:
منذ نشأتها وتبلورها كحركة وطنية فلسطينية، انتماء وبرنامجا وكفاحا، أكدت حركة أبناء البلد أنها جزء حي ومناضل من حركة التحرر الوطني الفلسطيني العامة، ذات بعد قومي عربي وحدوي واشتراكي يساري أممي. وهي التنظيم الأول والوحيد داخل ال48 الذي أكد على وحدة الشعب الفلسطيني شعبا وأرضا، قضية وحلا نهائيا واحدا للشعب الفلسطيني برمته وعلى كامل ترابه، في دولة علمانية ديمقراطية يعيش فيها أيضا اليهود الذين يقبلون هذا الحل، جنبا إلى جنب مع أصحاب هذه الأرض الأصليين – الفلسطينيين، حركة قامت واستمرت خارج السياق الإسرائيلي، ترفض المشاركة في مؤسساته القيادية، وفي مقدمتها الكنيست بشكل مبدئي، وهي حركة تؤمن بالنضال الجماهيري والشعبي والسياسي الممكن، وهي غير كنيستية تصويتا وترشيحا.
منذ نشأتها أيضا سادت فيها روح الثورة والراديكالية في المعتقدات والبرامج السياسية والأساليب النضالية والأخلاق الثورية والحياة التنظيمية الحزبية، حيث تعرضت لهزات داخلية كثيرة سببتها مجمل عوامل مرتبطة بنشأة هذا التنظيم في موقع جغرافي سياسي مدني تختلف ملامحه عن باقي قطاعات الشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات... نحن جزء من قطاع فلسطيني فرضت عليه مواطنة دولة تغتصب أرض وطنه، لم تنضج فيه حتى الآن برامج ونضالات التحرير الوطني بكل أشكاله وأبعاده كما في باقي القطاعات، الأمر الذي صعّب مهمة حركة أبناء البلد، وعرّضها للملاحقة الدائمة من قبل الأذرع الأمنية للكيان الصهيوني وعلى كافة المستويات، إضافة إلى الصعوبات الموضوعية ذات الصلة المرتبطة بذبذبات النضال الفلسطيني العام، في مده وجزه، في نجاحاته وإخفاقاته، وفي انعكاس كل الأوضاع العربية والعالمية على هذا النضال برمته. نحن نعيش على أرض وطننا، وفي قلب الكيان الصهيوني الذي اغتصب أرضنا وحرم شعبنا من حق تقرير المصير أسوة بباقي شعوب الأرض. من هنا تكمن أهميتنا كقطاع وأهميتنا كتنظيم طليعي يسبق واقع القطاع الفلسطيني الذي يعمل فيه في الجوانب السياسية والكفاحية المفروضة حتى الآن...
على هذه الخلفية الموضوعية، إضافة إلى عوامل ذاتية داخلية مشوبة بعوامل شخصية متنوعة، لعبت دورا كبيرا في حياة الحركة، جاءت موجات من الخلافات السياسية والتنظيمية أدت إلى انشقاق الحركة عدة مرات، نتج عنها إعاقة تطور الحركة وتحولها إلى تنظيم كبير وحاسم في حياة جماهيرنا العربية، كما كنا وما زلنا نطمح حتى يومنا هذا.
لقد سجلنا بكل فخر واعتزاز طليعيتنا النضالية الوطنية والتقدمية، وتثبيت الهوية الفلسطينية مقابل الأسرلة السياسية، رغم التضحيات الجسيمة التي قدمناها قربانا على مذبح هذا الانتماء بكل أبعاده التاريخية، الحاضرة والإستراتيجية... لقد واجهنا حكام إسرائيل بكل ما نملك، وقاومنا الملاحقات والحصار بكل مخاطره، حتى أصبحت "شهادة معتقل" أو "معتقل إداري" أو "سجين" إحدى مركبات العضوية في الحركة، خاصة أيام التشكل والمد الوطني...
لقد تميزنا وما زلنا بالصدامية المباشرة مع الدولة اليهودية – الصهيونية بكل أبعادها، وانفردنا وما زلنا بالبرنامج الشامل والصحيح الوحيد لحل القضية الفلسطينية بما فيها حل مسألة اليهود بداخلها. لقد اصبح حل الدولة الواحدة الديمقراطية واقعا، بعد أن كان نظريا، حملته حركة ابناء البلد منذ عام 1977م.
من هنا تحديدا، فرضت الظروف الموضوعية، والمسؤولية الوطنية، على كل كوادر وقيادات الحركة الغيورين، المناضلين، الذين يرابطون في ساحة النضال، ويرفعون عاليا اسم حركة أبناء البلد، الكوادر والقيادات التي تعالت على الخلافات الشكلية، بعد أن تذللت كل العوائق السياسية في العقد الأخير من هذا الزمن الرديء، الذي حسم أمرنا كتنظيم وكقطاع إستراتيجي من الشعب الفلسطيني مسجلا: إن المعركة الفاصلة بين حكام صهيون وبيننا قادمة لا محالة، ملامحها من الجانب الصهيوني أصبحت رسمية ومعلنة، حيث أصبحت دولة الأبارتهايد جاثمة وفاعلة من البحر إلى النهر، وأن نقيضها يجب أن ينظّم ويحمل المشروع الثوري كمشروع سياسي، كفاحي، حقيقي، كي يكون مستعدا مع باقي أحزابنا وحركاتنا الوطنية لحمل العلم في مرحلته الإستراتيجية، تماما كما كان في مرحلة البدء والتبلور والصمود.
من هنا أيضا، وبعد حوار دام عدة سنوات، توصلت مركبات حركة أبناء البلد، بجناحيها الرئيسيين، بقيادة الرفيقين رجا إغبارية ومحمد كناعنة، إلى توافق مبدئي لإعادة اللحمة، وتشكيل قيادة موسعة مؤلفة من أعضاء تم اختيارهم وانتخابهم من اللجنتين المركزيتين الرسميتين القائمتين حتى الآن، إضافة إلى أعضاء من لجنة المبادرة والوفاق، التي يتشكل أعضاؤها أيضا من أعضاء لجنة مركزية سابقين، وبعد أن تمت مراجعة جميع المعنيين من أبناء البلد بالأمر، تم التوافق على عقد اجتماع تشاوري – تأسيسي، يلخص كل ما سبقه من اجتماعات، مفاوضات واقتراحات حول كيفية إخراج قضية وحدة الحركة إلى حيّز التنفيذ، والبدء بإعادة بنائها على أسس جديدة – عصرية، وقد عقد الاجتماع بتاريخ 3/12/2011، بعد أن حضر ممثلو جميع المركبات الذين اتفق على عددهم وأسمائهم سلفا، في بيت الرفيق محمد كناعنة في عرابة البطوف، نظرا لكونه قيد الاعتقال البيتي، وقد تم إقرار ما يلي:
* أنّ الاجتماع القائم جاءَ تَتويجاً لاتفاق مَبدئي على وحدة الحركة من جَميع الحاضرين مُمثّلي مُركبات الحركة..
* كذلك تم الإعلان في الاجتماع المذكور عن حل جميع الأجنحةوهيئاتها، بخاصة جناح الرفيق محمد كناعنه والرفيق رجا إغبارية، وعليه لم يعد مبررا لإبقاء رأسي هذين الجناحين الرسميين قائمين، حيث أعلنا عن استقالتهما.
* الإعلان عن الحاضرين في الاجتماع كهيئة قيادية موحدة، موسعة، مؤقتة، تباشر العمل على عقد مؤتمر رسمي في غضون ستة أشهر من تاريخ الإعلان، ومن خلال وضع خطة عمل تنظيمية من قبل اللجنة الموسعة، وتشكيل لجان عمل مختصة، تقوم بعملية إحصاء وضبط وتوسيع العضوية، وعقد سلسلة من الأيام الدراسية المحلية، المناطقية والقطرية، لطرح ومناقشة كل الاوراق والاجتهادات دون قيود، ومن القاعدة إلى القمة، بحيث يتمخض عنها برنامج حركة أبناء البلد الجديد، الذي سيقر في المؤتمر الرسمي، إضافة لانتخاب قيادة جديدة للحركة، بناء على البرنامج التنظيمي الذي سيقر هو أيضا.
* وكي لا ينتج أي فراغ إداري في الحركة تم اعتماد اقتراح قدم من قبل أحد الرفاق في الهيئة الموسعة، تَكليف ثلاثة رفاق كأمانة عامة مؤقتة تدير الشؤون الجارية للحركة وتدعو لاجتماعات الهيئة الموسعة، وهم: محمد كيال، سهيل صليبي ورجا إغبارية.
أقرت أغلبية 18 عضوا من أصل 21 عضوا هذه البنود الأربعة من الذين حضروا الاجتماع، وهم: محمد كيال، حاتم شهلا، جميل صفوري، يوآب بار، لؤي خطيب، يوسف أبو علي، سهيل صليبي، فريد أبو صالح، سامر مطر، مدين أبو صالح، قدري أبو واصل، أسامة إغبارية، رينا كيال، فريد شقير، رأفت الحاج، طاهر سيف، سليمان أبو صعلوك، جمال محاجنة، محمد كناعنة، رجا اغبارية، سليم واكيم. وتغيب صديق خوري. هذا و رفض ثلاثة أشخاص كل التوجه المذكور لإعادة بناء الحركة، انسحب اثنان منهم من الاجتماع وهما: فريد أبو صالح وسامر مطر حيث عرّفا نفسيهما أنهما ممثلان "للحراك الشبابي" في حيفا وقالا: "نحن في طريق وأنتم في طريق آخر"، كذلك عارض الرفيق يوآب بار هذا التلخيص وبقي حتى نهاية الاجتماع.
ننوه أن تأخير إصدار هذا البيان الرسمي التاريخي في حياة حركة أبناء البلد، ناتج عن معارضة الرفاق المذكورين، واستمرار أعضاء لجنة المبادرة والوفاق في مساعيها لضبط الأمور ومحاولة عدم خسارة أي رفيق من رفاق الحركة. فالوحدة قامت كي تشمل الجميع، وأننا عازمون على حل كل القضايا العالقة في فترة التحضير للمؤتمر الرسمي.
إننا نناشد كل رفاق حركة أبناء البلد وأصدقائها ومؤيديها، حماية هذا الإنجاز الكبير، خدمة للحركة ولشعبنا برمته، والترفع عن الصغائر، وإعطاء مشروع الوحدة الفرصة للنهوض بسرعة، لتحقيق أهدافنا جميعا دون تمييز أو إقصاء أو افتعال قضايا معرقلة.
إن حركة أبناء البلد بنجاحها إنجاز هذه الخطوة الوحدوية الأولية الهامة، إنما تسطر تاريخاً جديدا مشرقا ومشرفا، ليس فقط لحركة أبناء البلد وإنما لكل حركاتنا الوطنية. إذ أننا الحركة الوحيدة التي انشقت وأعادت اللحمة والوحدة إلى صفوفها، أنها حركة أبناء البلد، ونتمنى أن نكون نموذجا لغيرنا، فعدونا واحد ومصيرنا واحد، وعوامل الوحدة تفوق كل عوامل الفرقة، وأننا نعبر عن أسفنا عن أي انشقاق حصل في الحركة، مع معرفتنا المسبقة والواعية أن لكل خطوة وحدوية أيضا توجد نواقص وسلبيات، سنعمل بكل إخلاص للتغلب عليها.
وأخيرا إنه لشرف عظيم أن نزف بشرى الوحدة وإعادة البناء لحركتنا، بشرى لكوادرنا الحالية والتاريخية ولكل أبناء شعبنا أينما تواجدوا. فمنذ هذه اللحظة سيكون صوتا شرعيا واحدا لحركة أبناء البلد، ولن يكون غير ذلك! إننا نهيب أولا بقاعدة وأصدقاء حركة أبناء البلد وأنصارها وبكل الأحزاب والحركات السياسية والمُؤسسات الوطنية التمثيلية والمجتمعية ووسائل الإعلام، احترام إرادتنا والتعامل معنا على هذا الأساس.
فألف ألف تحية لأبناء شعبنا الصابر، المناضل، ونعده أن نكون دائما في طليعة النضال الوطني والطبقي حتى تحقيق كامل أهدافنا وكامل برنامجنا الوطني، القومي، والأممي.
14/12/2011 معا على الدرب
الأمانة العامة المؤقتة
الهيئة القيادية الموسعة – المؤقتة
حركة ابناء البلد