بقلم : د. عدنان بكريه ... 29.12.2008
نعم مصر شريكة وكل الدول العربية التي تواطأت مع الحصار ومنعت عن أهلنا الماء والغذاء ! نعم مصر شريكة والسبب إنها كان قادرة على فتح المعابر لإنقاذ آلاف المرضى والجياع،لكنها شاركت في المؤامرة وشاركت في التجويع ! ربما لحسابات سياسية وإقليمية... كان بإمكان مصر أن تفتح معابرها وتمد أهلنا هناك وتمنع عنهم الجوع والحصار ! وكان بإمكان الدول العربية أن تمد اخوتنا الفلسطينيين بمقومات الحياة لكنني اتهم :
أتهم النظام الرسمي العربي بأقطابه المتعددة بالظلوع في مؤامرة إبادة الشعب الفلسطيني ومسؤوليتهم لا تقل مسؤولية عن اسرائيل ..فإذا كانت اسرائيل تتذرع بحجة محاربة الارهاب الفلسطيني ومكافحته ،فانها لن تتورع مستقبلا عن ضرب أي دولة عربية واقتحام عاصمتها تحت حجة مكافحة الارهاب !
غزة سابقة وستتلوها عواصم ومدن أخرى! والمخجل بان الدول العربية تهدد بسحب مبادرتها العربية والتي ولدت ميته !! الموقف العربي هذا مخجل ومسيء ! فعن اية مبادرة يتحدثون ؟! اصلا المبادرة جاءت لتستطعف اسرائيل وتستجديها وتضع رقبة القضية الفلسطينية تحت مقصلتها!
فبالله عليكم يا عرب عن اية مبادرة تتحدثون .. هل اسرائيل سائلة بمبادرتكم او عاملتلكو حساب ؟!
الاشلاء تتناثر ولا شيء يشفع للاطفال والصراخ وما السبب ؟ هل كتب على الفلسطيني ان يبقى ذبيحا من الوريد الى الوريد ؟ وهل كتب على الفلسطيني ان يبقى ضحية التاريخ ؟!
كل العالم العربي لن يستطع انقاذ شعب غزة لان اسرائيل لا تجنح للسلام وهي غير قادرة على صنع السلام لأنها عاجزة ! عاجزة عن صنع السلام الجريء وهي لا تريد السلاماصلا لأن السلام سيجبرها على تنازلات مؤلمة !
وعودة الى غزة العزة
انا متيقن من ان غزة ستنتصر بالنهاية ومهما قدمت من تضحيات ،الا أنها ستنتصر.. فهي التي طوعت وركعت الجوع ولم تستسلم للخنوع ... صمدت امام الحصار ولم تقدر كل الاليات على كسر شوكتها .. هي التي قالت لا للخنوع والركوع وبقيت ملتزمة بثوابت العمل الوطني رافعة شعلة المقاومة .. غزة لن تخفض الراية وستبقى (ستالينغراد القرن العشرين).. ومهما حاولوا كسر شوكتها إلا انها ستبقى شامخة رافعة راية التحدي والمقاومة وانني على يقين بأن النهاية ستكون من نصيب المظلومين .. هكذا تعلمنا من التاريخ .. فالشعب الفلسطيني الذي دفع مئات آلاف الضحايا لا يمكنه أن يفرط بقضيته وشهدائه