أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
عدوة الشعوب لن تكون صديقة الثورات العربيه!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 10.05.2012

فيما ينشغل العالم العربي والشعوب العربيه بماهو جاري من ثورات وانتفاضات شعبيه عربيه ضد الطغاه والانظمه المستبده, تنشغل امريكا والامبرياليه الغربيه برسم خارطة دمار جديده خاصه بالعالم العربي مستغلة اجواء الفوضى والضبابيه التي تسود العالم العربي وخاصة في الدول العربيه اللتي جرت او تجري فيها في الوقت الراهن ثورات شعبيه وثورات مضاده من قبل الرجعيه العربيه والامبرياليه الغربيه اللتي تختبئ وراء الكلام المعسول لتدس السم داخل الثورات والمجتمعات العربيه التي ضاقت ضرعا بالحكام العرب الذين عملوا ويعملون كوكلاء وسماسره لصالح امريكا والغرب حيث إزدرى هؤلاء الطغاه على مدى عقود طويله حقوق وكرامة الشعوب العربيه بدعم مطلق من الامبرياليه الغربيه والامريكيه التي وفرت لهؤلاء كل الدعم اللوجستي والسياسي والعسكري بهدف ترسيخ مكانة اشنع انظمة حكم عرفها التاريخ العربي من جهه وبهدف ترسيخ ضمانة استمرارية قمع الشعوب العربيه وسلب حقوقها الانسانيه والسياسيه حفاظا على المصالح الامريكيه المرتبطه بالطغاه من جهه اخرى وبالتالي ماجرى هو ان انظمة الاستبداد ربضت على صدور الشعوب العربيه منذ عقود بدعم ومؤازره من قبل الامبرياليه الامريكيه التي تتبكبك اليوم زورا وبهتانا على الديمواقراطيه والتغيير في العالم العربي وهي التي سعت دوما فقط للسيطره عليه ونهب مقدراته وثرواته وفي الوقت نفسه سعت لضمان تفوق الدوله الاسرائيليه عسكريا وتقنيا على العالم العربي..والسؤال المطروح: هل تقف فعلا امريكا لجانب الشعوب والثورات العربيه ام انها تسعى لوقف التغيير الجاري وتجييره من جديد لصالح المخططات الامريكيه؟!
من المؤسف القول ان الثورات العربيه قد دخلت في طور ومرمى الثورات المضاده التي تقودها امريكا والقوه الخائنه والرجعيه العربيه والجاري هو تضليل مبرمج وتشويش موجه في اتجاه فكر الثوره كفكر ومعناها الهادف في الاساس الى اسقاط انظمة الاستبداد واستبدالها بانظمه ديموقراطيه تمثل صوت الشعب و ليست مصالح الطغاه وامريكا التي تحاول في الوقت الراهن الالتفاف على منجزات ومسار الثورات العربيه بهدف اجهاضها في مهدها وزرع الفوضى وتمهيد الطريق لإيجاد وخلق انظمه عربيه جديده ماهي الا عباره عن انظمه قديمه معدَّله ومزركشه بشعارات التغيير والديموقراطيه لكنها في الواقع اسوأ من سيئه وتابعه لامريكا وخاضعه لسياساتها ومرتبطه بمساعداتها الماليه... التدخل الامريكي في الثورات العربيه الحق بها اضرار وطنيه وسياسيه جسيمه ووصمها بوصمة الرجعيه العربيه المتمثله في دول الخليج التابعه لحما وعظما لمسار السياسه الامريكيه لابل ان امريكا هي التي حمت وتحمى الانظمة الرجعيه العربيه اللتي تزعم بدعمها الثوره السوريه ومطالب الشعب السوري في حين تأمرت هذه الانظمه وامريكا على الثوره اليمنيه والثوره البحرينيه وزرعت الخراب والدمار في الثوره الليبيه والى حد ما تخريب معنى واهداف ثورتي مصر وتونس...يبدو لي ان امريكا تمارس استراتيجية استنزاف قوة دفع الشعوب المنخرطه في ثورات شعبيه من خلال اطالة اعمار الانظمه الحاكمه من جهه وإطالة فترة الصراع بين الشعوب الثائره والحكام الطغاه من جهه ثانيه بمعنى زرع الدمار والخراب ومن ثم في النهايه سقوط النظام مخلفا وراءه دمار شامل في كل مفاصل ومؤسسات ومقومات الدوله لابل مخلفا وراءه فوضى سياسيه كماهو جاري في مصر وليبيا!
لقد تحول العالم العربي في العقود الماضيه الى اكبر سجن عرفه العالم وتحولت الشعوب الى اسيره وسجينه في سجون الانظمه التي كانت امريكا ومازالت تمدها باعتى واشنع اسلحة القمع والاضطهاد الذي مورس ويُمارس ضد الشعوب العربيه التي تعرضت الى انتهاك حقوقها وسلب وطنيتها وانسانيتها واحتلال اوطانها من قبل الانظمه التي جلبت القواعد العسكريه الامريكيه والغربيه التي تحتل حتى يومنا هذا جزء كبير من العالم العربي وبموافقه الحكام الطغاه انفسهم الذي يزعم قسم منهم انه مناصرا للثورات العربيه!.. امر في غاية الخزي والعار ان يزعم حاكم خائن وجالب للاستكبار بانه مع الثورات العربيه ويساند تحرر الشعوب العربيه..هذا العار الفاقد للحياء هو نفسه الذي جلب الاساطيل والجيوش الغربيه لاحتلال العراق وتدمير هويته العربيه والحضاريه.. الة الاحتلال العسكريه في العراق دمرت تاريخ العراق العربي والحضاري الممتد لالاف السنين وفي العراق ارتكبت قوات الاحتلال الامريكي ابشع انواع جرائم الحرب الذي لم يحاسب عليها المجرم جورج بوش والمجرم توني بلير كمجرمي حرب قتلوا وعذبوا وشردوا ملايين العراقيين وعندما نقول ان بوش وبلير مجرمي حرب ما زالا طليقين لا بد لنا ان نستشهد ب فقره من مقاله كتبها مؤخرا[ابريل2012] الكاتب البريطاني جورج مونبيوت في صحيفة ال "غارديان" البريطانيه حول الاستكبار " الاستعمار" الجديد وجرائم بوش وبلير في العراق حيث اعتبر الكاتب "أن الاستعمار" الاستكبار" الغربي لم ينته بعد ولكنه جاء بحلة جديدة تسمى القانون الدولي الذي بموجبه تفرض القوى القوية والغنية نفوذها على القوى الضعيفة.ويسرد الكاتب في مقالته جملة من الأدلة التي يرى أنها تؤكد أن الإمبريالية لم تنته، ولكنها جاءت بأشكال جديدة.ومن هذه الأدلة الحرب التي شنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير على العراق و بلاد ما بين النهرين بحثا عن السلطة والنفط ومناطق النفوذ فضلا عن استمرار الحرب الاستعمارية في أفغانستان، وحصر مهام حفظ الأمن الدولي في أيدي القوى الكبرى، والعدالة من طرف واحد بموجب القانون الدولي.فبينما يقال إن إدانة الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور بارتكاب جرائم حرب بعثت برسالة جلية إلى القادة الحاليين مفادها أن المنصب الكبير لا يمنح الحصانة، فإن تلك الإدانة تبعث برسالتين.الأولى: إذا كنت تدير دولة صغيرة وضعيفة فإنك ستخضع للقانون الدولي بكامل قوته، والثانية: إذا كنت تدير دولة قوية، فلا تخشى لومة لائم.وفي حين أن الإدانة يجب أن تلقى ترحيبا من قبل كل من يبالي بحقوق الإنسان، فإنها تذكر بأنه لم يواجه أحد تبعات قانونية لشن حرب غير قانونية ضد العراق.ويقول مونبيوت إن التهم التي يبنغي التحقيق بشأنها مع بوش وبلير أكثر خطورة من التهم التي أدين بسببها تايلور، مشيرا إلى أن محكمة الجنايات الدولية -رغم أنها تأسست قبل عشرة أعوام، ورغم أن جريمة العدوان معترف بها وفق القانون الدولي منذ 1945- لا تزال تفتقر إلى النظام القضائي بشأن "أكثر الجرائم خطورة"" .... جرائم الحرب..
المفارقه وسخرية التاريخ ان هذه الدول الامبرياليه التي تحمي اكبر مجرمين من امثال بوش وبلير تزعم بانها تدعم الديموقراطيه والعداله في العالم العربي لابل ان هذه الدول الامبرياليه حمت ظهر الطغاه العرب على مدى عقود وحالت دون محاكمتهم وادانتهم في المحافل الدوليه.. امريكا قامت بحماية الطغاه العرب تماما كما قامت بحماية اسرائيل على مدى ستة عقود من اي عقاب على جرائم واضحه بحق الشعب الفلسطيني وذلك من خلال الفيتو في مجلس الامن .. امريكا نفسها هي التي ساهمت في تشريد الشعب الفلسطيني من وطنه عام 1948 وامريكا نفسها هي التي تزدري اليوم وكل يوم حقوق الشعب الفلسطيني الى حد ان هذه الدوله الامبرياليه تدعم اليوم الاستيطان الاسرائيلي على كامل مناطق الضفه الفلسطينيه والقدس وتزعم في الوقت نفسه انها داعمه للسلام وراعيه له حيث ذكرت الصحافه الاسرائيليه قبل عدة ايام ان "الولايات المتحدة تحاول عرقلة تشكيل لجنة تحقيق دولية في الاستيطان في الضفة الغربية، والتي تقرر إقامتها من قبل المجلس لحقوق الإنسان في الثاني والعشرين من آذار/ مارس الماضي.وجاء أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ديفيد هيل قد التقى مؤخرافي جنيف مع مفوضة حقوق الإنسان نافي بيلاي، وطلب منها عدم الدفع بهذا الشأن في الفترة القريبة وتأخير تشيكل اللجنة إلى أطول فترة ممكنة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى "دفن القضية بشكل غير رسمي"..امريكا نفسها افرغت تقرير غولدبرغ من فحواه حول العدوان الاسرائيلي[2008#2009] على غزه وامريكا نفسها شرعَنت عشرات المجازر الاسرائيليه التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني من خلال الفيتو..امريكا هذه تزعم اليوم بدعم حقوق وثورات الشعوب العربيه...اللي اختشوا ماتوا..!!
امريكا على مدى و جودها التاريخي كانت عدوة الشعوب وحليفة الطغاه والدكتاتوريه وكلنا يتذكر الدعم الامريكي لعقود طويله للدكتاتوريات والانقلابات العسكريه الدمويه في دول امريكا اللاتينيه [امريكا الجنوبيه] التي حولتها امريكا الى دول لشركات الموز الامريكيه و الثمن الباهظ دفعته و ما زالت تدفعه شعوب امريكا الجنوبيه بسبب الامبرياليه الامريكيه.. شعوب امريكا اللاتينيه تعاني اليوم من الفقر والنقص في الخدمات الصحيه والاساسيه لابل بعض شعوب هذه الدول تعاني من مخلفات القواعد العسكريه الامريكيه التي لوثت البيئه وزرعت الامراض لان امريكا ببساطه تركت مواد سامه وذخيره هالكه كثيره في هذه المواقع ورحلت عنها دون اكتراث بحياة سكان هذه المناطق اللتي لوثتها امريكا ورحلت عنها دون معالجة الامر..امريكا عندما شنت حروبها فهي تشنها على طغاه تابعين لها رفضوا الانصياع لاوامرها في فتره من الفترات ولم تشنها من اجل الشعوب الذي حكمها هؤلاء الطغاه بدعم من امريكا نفسها ... امريكا شنت حروبها الدمويه ايضا على انظمة حكم او منظمات معارضه للهيمنه الامريكيه والمثال الفيتنامي والحرب الفيتناميه في ستينات القرن الماضي لافضل دليل على الجرائم الامريكيه وقتل الشعب الفيتنامي بالاسلحه الكيماويه الباقيه اثارها المدمره في فيتنام حتى يومناهذا.. ما زالت مناطق شاسعه في فيتنام ملوثه حتي يومنا هذا بالاشعاعات والاسلحه الكيماويه ومخلفات العدوان الامريكي على فيتنام[1956..1975]وسكان هذه المناطق ما زالوا يموتون جراء التلوث والموت التي زرعته امريكا...نتائج الحرب الامريكيه على فيتنام كانت:مليوني قتيل و3 ملايين جريح ونحو 13مليون لاجئ..تاريخ امريكا الاجرامي.. ولا ننسى طبعا حرب الكوريتين[خمسينات القرن الماضي] ومقتل اكثر من مليوني مدني كوري ناهيك عن القاء امريكا القنابل النوويه على هيروشيما وناغاساكي اليابانيتين[1945] ومقتل وجرح مئات الالاف في حين كانت فيه الحرب العالميه الثانيه شبه منتهيه واليابان شبه مستسلمه ولم وتكن هناك اصلا ضروره ملحه لاستعمال السلاح النووي..كانت هيروشيما مجرد حقل تجربه للنووي الامريكي!!
امريكا عدوة الشعوب هي نفسها التي دمرت العراق وشردت شعبه وهي اللتي قصفت مدينة الفلوجه في عام 2004 بالفوسفور والاسلحه الكيماويه التي ما زالت عواقبها واثارها الوخيمه تقتل اطفال ونساء ورجال الفلوجه حتى يومناهذا.. مساحات شاسعه من العراق ما زالت ملوثه بالاشعاعات والمواد الكيماويه بسبب استعمال امريكا للاسلحه الكيماويه واليورانيوم المنبض في حربها وخلال احتلالها للعراق. وهذه الامريكا نفسها تحتل افغانستان وتقتل الشعب الافغاني يوميا بالرغم من زعمها انها احتلت افغانستان بهدف حماية الشعب ودمقرطته والنتيجه بعد عقد من الاحتلال هي ان افغانستان ما زالت مدمره وبلد غير امن...!
من الواضح ان الاعلام العربي الرجعي وفضائيات السلاطين والمفكرين المفبركين يحاولون تسويق امريكا في هذه المرحله كحاميه وداعمه للثورات والتغيير في العالم العربي والحقيقه هي ان امريكا ما زالت تنظر للشعوب العربيه نظرة الخراف في زريبة السلاطين وهذه الخراف ذبحها السلاطين والطغاه وسلختها امريكا او حاولت سلخها بعد ذبحها وطنيا وانسانيا وسياسيا على مدى عقود من الزمن وتحاول اليوم مجددا الالتفاف على ثورات وانتفاضات هذه الشعوب وامريكا[الولايات المتحده] على مدى تاريخها الدامي كانت دوما عدوة الشعوب وحليفة الطغاه من امريكا الجنوبيه ومرورا باسيا وافريقيا وحتى المشرق والمغرب العربي, وامريكا هذه لاترى الا بمنظار مصالحها حتى لو كان الثمن سجن ودفن شعوب كامله وسلب حريتها كما جرى ويجري في العالم العربي..اغرب ما في الوقاحه الامريكيه ووقاحة الاعلام الفضائي العربي هو استثناء اوكار الدكتاتوريه والهمجيه في العالم العربي من الثورات وزعم هذه الانظمه المتحالفه مع امريكا بدعمها للتغيير في الدول العربيه... وبالمناسبه : كانت وما زالت ظاهرة عملية تجنيد المفكرين المفبركين لتسويق الامبرياليه والرجعيه العربيه من اسوأ الظواهر واكثرها انتهازيه, حيث سقط المفكرون العرب المزعومون في اتون زريبة السلطان..حضيرة السلطان واعلامه الفضائي..امريكا ياسيداتي سادتي اينما كنتم وتواجدتم عدوة الشعوب ولن تكون صديقة الثورات العربيه ونتمنى ان تستمر الثورات العربيه وتصبح نقيه ووطنيه وتبعد من صفوفها الانتهازيون والمفبركون والمسوقون للرجعيه العربيه والامبرياليه الامريكيه..هدف الثورات العربيه يجب ان يكون طرد الطغاه واسقاط انظمتهم ودحر الامبرياليه والصهيونيه الامريكيه التي دمرت العالم العربي ودعمت وتدعم انظمة الاستبداد والطغاه وتدعم احتلال فلسطين وهضم حقوق الشعب الفلسطيني...!!