بقلم : ... 13.08.2013
ذكر تقرير رسمي صادر عن وزارة الصحة الاسرائيليه ، بان أكثر من 800 طفل من سكان مدينة رهط يحملون فيروس البوليو المسبب لشلل الاطفال وهو نفس الفيروس الذي اكتشف في مجاري المياه العادمه في رهط قبل عدة اشهر ،هذا وقد تسلمت إدارة بلدية رهط يوم امس الاثنين، هذه المعطيات الخطيرة والمأساويه ونتائج التقارير والفحوصات الطبية ، خلال الاجتماع بمدير عام وزارة الصحة وبحضور ائمة المساجد في رهط وبعض المسؤولين. فايز ابو صهيبان رئيس بلدية رهط قال في أعقاب هذه المعطيات: "لقد أنهينا اجتماعا طارئا مع مدير عام وزارة الصحة، حيث اطلعنا ان مدينة رهط وحسب الفحوصات الأخيرة تضم ما يقارب 800 طفل يحملون فيروس شلل الأطفال. ولهذا فإننا في بلدية رهط نتوجه لجميع الاهل بالتوجه للعيادات برفقة الأطفال حتى جيل 9 سنوات من اجل التطعيم. وتذكروا ان حياة أبنائنا في خطر بدون التطعيم".يذكر انه وخلال الأيام الأخيرة فقد وصل عدد الأطفال الذين تلقوا التطعيمات إلى 34500 طفل في منطقة الجنوب. من بينهم 5000 طفل خلال هذا اليوم!!
بقلم : أحمد بوقرين ... 13.12.2012
هكذا حال ليبيا اليوم، 'كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن'، أو كما قال 'المهاتما غاندي' المناضل الهندي الشهير. قالها، ولم يكن يدرك حينها أنه ليس الوطن الذي دافع عنه في محاربة الاستبداد ومن أجله قد ناضل وسُجن وقُتل، ليس فقط هذا الوطن الذي قد صدقت فيه تلك المقولة والعبارة، إنما يوجد أوطان أخرى من المفترض أنها على أعتاب تحقيق الديمقراطية، مثل ليبيا.
المتكالبون على السلطة اليوم في بلدي تكاثروا وتزايدت منابرهم ومواقعهم بشكل كبير، إعلامهم المرئي والمسموع والمقروء تفَشَّى وانتشر واستشرى وفاق الحد والوصف، استثمروا أموالهم الطائلة في صناعة 'ميديا' ضخمة وأنفقوا عليها بسخاء، ففتحت لهم قــــنوات وفضـــــائيات جديدة هي صدى لهوسهم السلطوي .. وسيطروا على قنوات أخرى، وسرّحوا منها بل ومنعوا دخولها كل صوت حق يسعى لكشف مخططاتهم وما يدبرونه، وإبدالهم بآخرين يخدمون توجهاتهم ومصالحهم.
واستطاع هؤلاء تسخير تلك الأبواق في خدمة رسالة حددوها مسبقًا واتفقوا عليها، وقاموا بتجنيد الإعلاميين الجدد بل حتى الإعلاميين الفارِّين من تحت عباءة ما يسمى سابقا بالإعلام الجماهيري لكي يقدموا للجمهور تلك الرسالة المغلفة بروح الثورة، وقد نجحوا في ذلك نجاحًا ملحوظا، دعَّمهم في ذلك سماحة الشارع الليبي وطيبته وربما بساطة الكثيرين من أبنائه، إضافة إلى نغمة التخوين السائدة الآن واتهامات العمالة التي توزَّع جهارا نهارا على كل من تسول له نفسه أي قول أو فعل يخالفهم والذي قد يدفع ثمنه مستقبلاً.
المتكالبون على السلطة اليوم في بلدي أيضًا دعاة وشيوخ سلطة، أو بالمصطلح الدقيق 'شيوخ سلاطين' ـ هنا نتحدث عن فئة قليلة بعينها ولا نعمم- وهَبوا أنفسهم للدفاع عمّن هم في موقع السلطة أيًا كانوا. لم نسمع لهم صوتًا من قبل ولم ينبسوا ببنت شفة حين كنا في أمَسّ الحاجة إليهم ليقوموا بدورهم الحقيقي ويقدموا النصح للسلطة حينما جارت على شعبها، فلم يطبقوا الحديث الشريف 'أعظمُ الجهادِ كلمةُ حقٍ عندَ سلطانٍ جائر'، إنما كان جهادهم من نوع آخر مختلف ومميز جعلهم في مصاف الصفوة والمستفيدين بقربهم من السلطة. لم يخرجوا أبدًا من أجل شعب أُنهكت قواه وخارت عزائمه وأصبح العدم غذاءه حيث لا مورد له، والتلوث أكسجينه حيث لا صحة ولا هواء، والمرض حليفه وقرينه حيث لا رعاية ولا علاج، وتسليته الوحيدة في الحياة كانت مشاهدة مباريات المنتخب الوطني ومتابعة الدوري الأوروبي والانجراف والإنهماك في التشجيع رغبة في النسيان أو التناسي، والفرجة على كوميديا الفنان صالح الأبيض وكأنها الملاذ لإخراج ما به من شهوة أو رغبة لم يعد قادرًا على تفريغها بشكل شرعي، حين فكر في أن يعِفَّ نفسه ويصونها بالزواج فوجد الأمر أكبر بكثير مما تصوّر أو تخيّل عقله.
المتكالبون على الثورة والمهووسون بالسلطة اليوم في بلدي صعدوا وجلسوا على سدة الحكم وعلى أركان السلطة وفي أيديهم كل الصلاحيات التي منحتها لهم تلك السلطة حين اختارهم هذا الشعب المسكين والمغلوب على أمره ليمثلوه في المؤتمر الوطني، وظننا - كما ظن من منحوهم أصواتهم - أنهم سيعيدون الحقوق المسلوبة والأموال المهربة، وأنهم سيحاكِمون القتلة وأعوانهم وسيقوِّضون أذناب النظام البائد، أو سيشلون حركتهم حتى لا يعيثوا في الأرض فسادًا. فلا رأينا حقوقًا أُعيدت ولا أموالاً تم استردادها، ولا رأينا حسابًا ولا عقابًا لمن أجرموا وقتلوا وأعدموا الكثير من أبناء الشعب الليبي، ولا انتهت في أيامهم السرقات المهولة، ولا تم حساب من أجرموا وزجوا بأبنائنا في غياهب السجون لعشرات السنين، ولم يسعَ أحد منهم في تهدئة الرأي العام باتخاذ أي إجراء مناسب يشفي الصدور ويهدِّئ من روع الآمنين، ويُطمئن العامة على مستقبل هذا البلد.. لا أعلم متى يستشعر النواب الموقَرون في المؤتمر الوطني حجم المآسي التي نعيشها الآن؟ متى سيعملون على إخماد النيران التي لازالت مشتعلة في صدور الأمهات ممن فقدنَ أبناءهنَّ وشيئًا فشيئًا - بطبيعة الحال - سيُنسى أي حق مشروع وإن كان وراءه مُطالب، كما نُسي غيره وضاع في صخب الأحداث وتتابعها.. واليوم وبعد أكثر من عامين على قيام ثورة كان من أهم مطالبها 'الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية'، تتكالب كل القوى المتصارعة الموجودة في الداخل والقادمة من أوروبا على الوجود في السلطة، وقِوى أخرى على البقاء بعيدًا عن أسوار السجون..
المتكالبون على الثورة المهوسون بالسلطة اليوم في بلدي لم يسعَوا لضبط الأمن المنفلت زمامه وتحقيق الأمان في البلاد، بل حرضوا آلاتهم الإعلامية لترويج فكرة باطلة، وهي أن جهاز الشرطة قد كسرت شوكتها وفقد أبناؤها الثقة في العودة لممارسة مهامهم من جديد دون تعرض الشعب لهم بالإيذاء.. منهمكين في محاولة إقناع الشارع الليبي بلجان أمنية عليا وسفلى ربما لا تقل سوءا عما كان في عهد النظام البائد، وكأنه مكتوبٌ على هذا الشعب إما أن يرضخ لأسلوب العصا، أو أن يلجأ لحماية نفسه بنفسه..
المتكالبون على السلطة اليوم في بلدي هم فينا وفيهم.. فينا، حين صمتنا عن سرقة الثورة وأهدافها التي قامت من أجلها بدون أن يتحقق لها النجاح المطلوب، ولم نَثبُت على إيماننا بها بنفس القدر الذي بدأناها به حين قامت من أول يوم. وفيهم، لكل ما سبق عرضه أعلاه. وحيث لا أمل بدون عمل، علينا أن نفيق من السُّبات طويل الأمد الذي نحن فيه ولن يؤدي بنا في نهاية المطاف إلا إلى إعادة صناعة النظام السابق بكل تفاصيله وهيئته التي كان عليها قبل الثورة، وأن نرفع قيمة حب الوطن بالعمل لا بالشعارات من أجل حمايته ممن يسعى ليتكالب عليه طمعًا أو سطوًا.. الجميع في نظري سواء..
هكذا أشعر، بداخلي خوفٌ من كل ما سبق وما هو أتٍ ولا لَوم عليَّ أو على غيري، إنما اللوم كله على من غفل قلبه وعقله، وجعل ينسى شيئًا فشيئًا دماء وأشلاء شهدائنا الأبرار وما قامت من أجله الثورة ودعت له منذ أن بدأت.. أتصور أن هوس السلطة، والاستحواذ عليها ولو 'بالشوكة' والقوة، والتشبث بها حتى آخر رمق، كانت ولم تزل آفة تمتزج بعقول الكثيرين منا، وسيبقى هذا الوضع هكذا حتى يرتقي العقل السياسي الليبي الى المستوى المؤهل لبناء الدولة الحديثة، دولة القانون والمؤسسات والمواطنة، دولة المواطنين لا الرعايا، ودولة التخوف من تولي المسؤولية والسلطة لا القفز والتكالب عليها، لكنّ القرن الحادي والعشرون بتحولاته المتسارعة، التي لن تنتظر أحدا، يحاصر العقل السياسي المتسلط، ويفاقم أزمته، والنزوع إلى السلطة والتسلط أصبحت أشياء من الماضي عفى عنها الزمن، والتقدم المذهل في تكنولوجيا الاتصال جعل العالم بيتا واحدا، والضحك على الشعوب لم يعد ممكنا، والقمع بات عبئا على من يمارسه، لذا وجب التغيير وعلى العقليات السلطوية الطامحة والطامعة أن تتغير وفق ما يفرضه ويمليه واقع ثورات الربيع العربي، التي يبدو أنها ستستمر حتى إقتلاع أخر فصيص في تلك العقول السلطوية المتحجرة.