أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
بئر السبع..النقب : مخيم عدالة الثامن لطلاب القانون العرب: جولة في النقب وندوات عمل حول القوانين العنصرية وتأثيرها على المواطنين العرب!!

بقلم :  ... 24.09.2013

تحت عنوان "المواطنون العرب والقوانين العنصرية"، عُقد نهاية الأسبوع الماضي مخيم عدالة الثامن لطلاب القانون العرب، وذلك بمشاركة عشرات الطلاب العرب من مختلف الجامعات وكليات الحقوق في البلاد. ويهدف مركز عدالة من خلال هذا المخيم، الذي يعقد للسنة الثامنة على التوالي، إلى إطلاع طلاب القانون العرب على القضايا التي لا يتم التطرق إليها في جامعاتهم وكلياتهم، ورفع وعيهم تجاه قضايا حقوق الإنسان بشكل عام وقضايا مجتمعهم وشعبهم بشكل خاص. كما يوفر المخيم للطلاب فرصة للتداول بقضايا حقوقيه مهنية بلغتهم العربية التي قلما تسنح لهم الفرصة باستخدامها بشكل مهني.وقد افتتح المخيم بجولة ميدانية في القرى العربية البدوية في النقب، حيث زار الطلاب عدة قرى غير معترف بها وقرى أخرى معترف بها، واستمعوا إلى شرح من أهالي القرى عن أهم القضايا التي يعاني منها أهلنا في النقب. كما استمع الطلاب من مرشد الجولة، د. ثابت أبو راس إلى الإسقاطات الكارثية المرتقبة في حال تم تطبيق مخطط برافر. هذا وزار الطلاب خلال الجولة مدرسة أبو تلول التي افتتحت بعد نضال قانوني استمر 8 سنوات خاضه مركز عدالة والتقوا مدير المدرسة وقسم من الهيئة التدريسية هناك.وتضمن البرنامج ندوة مطولة عن المكانة القانونية للمواطنين العرب في ظل موجة القوانين العنصرية الحالية، ومقارنة بين مكانة الأقلية العربية وأقليات أخرى في العالم، وذلك بمشاركة د.هالة خوري بشارات رئيسة إدارة عدالة، عضو الكنيست دوف حنين، د. يوسف تيسير جبارين والمحامي حسن جبارين. وتطرقت ندوة أخرى إلى إمكانيات وسبل مواجهة العنصرية والتمييز ضد الأقلية العربية، شارك فيها البروفيسور أسعد غانم، والسيد جعفر فرح مدير مركز مساواة والمحامي عوني بنا من جمعية حقوق المواطن. وقد أجمل المشاركون في هذه الندوة سبل النضال التي يستخدمها المواطنون العرب حتى اليوم وعلى رأسها النضال السياسي البرلماني والنضال الجماهيري والنضال القضائي. وقد قدم المشاركون تقييمًا لاستخدام هذه الأدوات وإمكانيات تنجيع وتطوير العمل بها مستقبلاً. كما تطرقت هذه الندوة إلى دور المشاركين كطلاب قانون وكمحامين في المستقبل في نضال شعبهم ضد التمييز والعنصرية.كما شارك الطلاب في ورشات عمل تضمنت نقاشات موسعة حول تأثير القوانين العنصرية على جوانب مختلفة من حياة المواطنين العرب وأهمها مواضيع الأراضي والتخطيط، التمييز في الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ومواضيع تخص الطابع اليهودي للدولة وتأثيره على هوية ومكانة المواطنين العرب. وقد قام طاقم محامين مختص من مركز عدالة بتوجيه هذه الورشات وإدارة النقاش داخلها.وقد استضاف المخيم الصحافي غدعون ليفي، الذي قدم للطلاب شرحًا وافيًا عن جذور العنصرية في المجتمع الإسرائيلي ومدى انتشارها. كما استضاف المخيم "بازار حقوق الإنسان"، حيث حضرت مؤسسات حقوق إنسان ومجتمع مدني إلى المخيم وعرضت على الطلاب منشوراتها وإصداراتها ومجال عملها وإمكانية التطوع والتأثير من خلالها. واختتم المخيم بمحاضرة قدمها المحامي حسين أبو حسين، عضو إدارة مركز عدالة، حول سبل الوقاية القانونية خلال المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية. وتطرقت المحاضرة إلى أنواع المظاهرات المختلفة والحالات التي تحتاج استصدار ترخيص للتظاهر والحالات التي لا تحتاج إلى تصريح كهذا. كما تناولت المحاضرة الاعتبارات التي يجب على المحامين التشديد عليها عند قيامهم بزيارة معتقلي مظاهرات في محطات الشرطة وخلال الترافع عنهم أمام المحاكم!!

عام ايراني.. سلما ام حربا!!

بقلم : عبد الباري عطوان  ... 02.01.2013

إذا كان العام المنصرم هو عام مصر بامتياز فإن العام الجديد قد يكون عام إيران وحلفائها في المنطقة، سلما ام حربا، وفي الحالين سيكون العرب هم الضحية، ففي حال السلم هم الغنائم، وفي حال الحرب سيكونون الأدوات، والعشب الذي ستدوسه الفيلة المتصارعة.
هناك نظريتان يجري تداولهما في المسرح الغربي، الاولى تقول بأن الادارة الحالية قد تلجأ الى احتواء ايران، وتسلّم بدورها الاقليمي كقوة نووية عظمى، لعدم رغبتها في التورط في حرب ثالثة، وهي التي لم تتعاف من الحربين في العراق وافغانستان، مضافا الى ذلك ان اي ضربة عسكرية لن تنتهي، بل ستؤخر، الطموحات النووية الايرانية لعامين فقط، وستوحّد الايرانيين خلف قيادتهم، وستحشد بعض العرب او معظمهم خلف طهران، بعد ان تراجع التأييد لها بسبب دورها في دعم النظام السوري.
اما النظرية الثانية فتقول ان قرار الحرب قد جرى اتخاذه فعلا، والاستعدادات جارية لتنفيذه، والربيع المقبل قد يكون هو نقطة الصفر، فبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل دعا الى انتخابات مبكرة (يوم 22 كانون الثاني/يناير) من اجل الحصول على اغلبية يمينية تعزز تفرده بقرار الحشد والتعبئة للحرب ضد ايران التي جعلها عنوان حملته الانتخابية الحالية.
نتنياهو هيّأ لهذه الحرب في الخريف الماضي، وقبل الانتخابات الرئاسية الامريكية، الأمر الذي دفع الكثيرين في الإدارة الامريكية واوروبا لاستجدائه بعدم الإقدام عليها منفردا، ومنظره وهو يستعرض رسومه الافتراضية عن البرنامج النووي الايراني من على منصة الامم المتحدة ما زال ماثلا للعيان.
الرئيس باراك اوباما، وتحت ضغوط نتنياهو والكونغرس التابع له، تعهّد بمنع ايران من امتلاك سلاح نووي بكل الوسائل، ولكنه رفض في الوقت نفسه ان يقبل بالخطوط الحمراء التي طالبه نتنياهو بوضعها فيما يتعلق بالتخصيب النووي الايراني.
' ' '
في شهر اذار(مارس) المقبل ستنتهي المهلة التي حددتها القوى الغربية لقبول ايران بشروط الحلّ السلمي، بما فيها تسليم ما لديها من يورانيوم مخصّب فوق درجة العشرين في المئة، ووقف كل اجهزة الطرد المركزي، وتفكيك المنشأة النووية في قمّ (يقال انها تحت جبل ضخم).
من الصعب علينا التكهن بردّ الفعل الايراني، فالايرانيون خبراء فيما يتعلق بطرق كسب الوقت، واطلاق بالونات مضللة لجسّ نبض الطرف الآخر، فقد صرحوا قبل ايام بأنهم مستعدون للتعاون مع وكالة الطاقة النووية، اذا توقفت التهديدات الاسرائيلية، ومن غير المستبعد ان يتقدموا في اللحظة الاخيرة بمقترحات لحلّ الأزمة لإرباك خصومهم. وهناك انباء عن مفاوضات سرية امريكية ايرانية في غرف مغلقة.
في موازاة ذلك تتصرف القيادة الايرانية وكأن الحرب واقعة لا محالة، فمناوراتها العسكرية لم تتوقف مطلقا، وتجرى الان احداها في مضيق هرمز، بينما اختبرت صواريخ بعيدة المدى بنجاح كبير يوم امس الاول فقط.
القوى الغربية ايضا تحشد اساطيلها وسفنها الحربية في مياه الخليج العربي، حيث توجد حاليا ثلاث حاملات طائرات امريكية ورابعة بريطانية، وسحبت بريطانيا قوات لها في افغانستان وموضعتها في المنطقة، وستبدأ بعد ايام مناورات بحرية اسرائيلية امريكية يشارك فيها 3000 جندي امريكي، وسيظل الف منهم في فلسطين المحتلة حتى نهاية شباط (فبراير) المقبل، وربما تمدد فترة اقامتهم.
العدوان الاسرائيلي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على قطاع غزة كان بهدف تحويل اهالي القطاع الى حقل تجارب لاختبار مدى فاعلية القبة الحديدية في التصدي للصواريخ الايرانية فئة 'فجر 5' التي تملكها فصائل المقاومة مثل الجهاد الاسلامي، وفي الاطار نفسه نصب حلف الناتو بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية في اطار الاستعدادات نفسها.
الاسرائيليون الذين يعيشون حالة من القلق غير مسبوقة، يخشون من امرين في حال اندلاع الحرب، الاول ان تمتصّ ايران الضربات الاولى، وتردّ بفاعلية على اهداف اسرائيلية وقواعد امريكية في الخليج، والثاني ان يجري استخدام اسلحة كيماوية سورية ضدها في ذروة الحرب او في حال يأس، سواء من قبل النظام السوري او حزب الله اللبناني.
مسؤول اردني كبير اكدّ لي ان حالة القلق الاسرائيلية من الاسلحة الكيماوية السورية وصلت الى درجة وضع خطة لقصفها بطائرات حربية، ولكن الخوف الامريكي من النتائج، وخاصة مقتل عشرات الالاف من السوريين من جراء انتشار هذه المواد في الهواء، هو الذي منع هذه الخطة، ولكنه لم يستبعد ان يلجأ نتنياهو الى هذا الخيار في اي لحظة.
' ' '
العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضتها امريكا وحلفاؤها على ايران اعطت مفعولها في تكبيل وإضعاف الاقتصاد الايراني، فقد انخفضت الصادرات النفطية الايرانية الى النصف، وخسر الريال الايراني ثمانين بالمئة من قيمته، ولكن العقوبات لم تسقط اي نظام في التاريخ، ولنا في عراق صدام حسين نموذج، حيث صمد 8 سنوات دون ان يصدّر برميل نفط واحدا.
يظل هناك من يراهن على 'ربيع ايراني' ينفجر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران (يونيو) المقبل، ولكننا لا نتوقع ان ينتظر الاسرائيليون الذين يقولون ان ايران وصلت الى درجة 'الحافة النووية' حتى ذلك الوقت.
ادارة اوباما ترتعد خوفا كلما نطق احد امامها بكلمة الحرب ضد ايران، لأنها تعرف جيدا ما يمكن ان يلحق بها من كوارث، فإيران مدعومة بترسانة حربية داخلية قوية، وحلفاء اقوياء مثل الصين وروسيا والهند، باتت تشكل مجتمعة تحالفا عالميا قويا.
السؤال المهم هو: اين دورنا كعرب؟ الاجابة مؤلمة، فالدولة الخليجية الاكبر،اي المملكة العربية السعودية، في حالة من الجمود في ظل شيخوخة قيادتها، والوحدة الخليجية ضعيفة، حتى ان زعيمين من ستة فقط حضروا قمة مجلس التعاون الخليجي الاخيرة في المنامة.
واذا انتقلنا الى الجوار الخليجي نجد ان الاردن على حافة الافلاس، ومصر مشغولة بأزمتها الداخلية ومؤامرات لإفشال ثورتها، واليمن ممزق، وسورية تعيش حربا اهلية.
وضع عربي مزر بكل المقاييس، فالعرب مجرد كمّ مهمل، وادوارهم لا تزيد عن دور الكومبارس، واموالهم منهوبة سواء من قبل الفاسدين او الدول العظمى، ووحدتهم الداخلية ممزقة بفضل التحريض الطائفي.. وكل عام وانتم بكل خير.

المصدر : القدس العربي