بقلم : سوسن خضر النواجحة ... 17.04.2012
لازال أصحابُ الإرادة القوية يُدهشون العالم بقدرتهم على البقاء في أكاديمية الصمود، ويزرعون شجرة حب الوطن، ويسقونها بأنفاسهم، ويحيطونها بكامل الرعاية والاهتمام، رغم كل ما يُحاط بها وبهم من أسلاك وأشواك، ويُحاك ضدهما من مكائد، وشعارهم أن شجرة حب الوطن التي لا تسقى بالتحدي، لن تنبت حرية، ويرسلون برسالة إلى السجان المجرم \" لن تحطم إرادتنا، واعلمَ أن قوتَك لن تنصرك علينا، وإن كنتَ تستمدَ قوتَك من الشيطان، فإننا نستمد قوتنا من الله، فقد ذهب الزمن الذي تسمع فيه \"نعم\" دون تردد ودون شروط\".
إن المعركة الدائرة بين الأسرى والسجان تثبت يومياً أن الأسرى ليسوا مأسورين، بل هم من أسروا قلوب أحرار العالم بصبرهم وجلدهم وقدرتهم على تحدي غطرسة العدو الذي يتباهى كل ثانية بأنه واحة الديمقراطية في المنطقة، وتربعوا على قائمة الأبطال، وما الانجاز الذي حققه الأسير خضر عدنان ببعيد عنا، فقد صمد مدة لا يقوى عليها اغلبنا، وهو بهذا الأمر يكون قد فتح مدرسة الإضراب عن الطعام رفضا للهوان،وشعارها\" كرامتي أغلى من الطعام\" وتربع على عرش إدارتها في صفحات التاريخ المشرف، والذي أزعج العدو هو انضمام الكثير من الأسرى للالتحاق بهذه المدرسة ، لتنال شرف عضويتها الأسيرة المحررة هناء شلبي، ولا زال أبطال هذه المدرسة صامدون في مقاعدهم حتى تحقيق النجاح، أما نحن فقد تربعنا دون منازع على عرش الكسل وغرقنا في بحر الأحلام .
ما يفعله الأسرى يكشف زيف الحناجر التي تصدح دوما بحرصها على حقوق الانسان، وتتباكى على قطٍ مات في ظروفٍ غامضة، وتتجاهل موت طلاب الحرية بسلاح الحضارة الغربية، ويؤكد دوما أن ليس كل ما يلمع ذهباً، فالكلام المعسول القادم من دعاة الحرية ليس إلا طُعما يصطادون به ضعاف النفوس.
واجبنا تجاه الأسرى هو المزيد من المقاومة بكافة أنواعها، لأن كل الحلول التي وُعدنا بها منذ عشرين عاما لم تخرج أسيرا واحدا.
رسالتنا إلى الأسرى في يوم الأسرى أن اصبروا صابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، واعلموا أننا الأسرى وأنتم الأحرار، وسنبقى نذكر لكم تضحياتكم من أجل الوطن، وستبقى زهور الوطن بانتظاركم كي تلامس أيديكم المعطرة بالعطاء، لأن الوردة الجميلة لا تمنح رائحتها إلا لمن يستحق.
ورسالتنا إلى أحرار العالم أن اتحدوا من أجل إنقاذ ما تبقى من الإنسانية التي تقطعت أشلائها على أعتاب المؤسسات الدولية .