بقلم : سليم البيك ... 13.06.2012
يبدو أن القائمين على قناة الميادين الفضائية اشتغلوا جيداً على الحملة الترويجية للقناة قبل إطلاقها، لا بأس في ذلك، والحاجة لقناة إخبارية تكون بديلة (عند فئة كبيرة من المشاهدين) لقناة الجزيرة تحديداً، ولباقي القنوات الإخبارية، ساعد في الترويج لها، وهذا يُحسب 'للميادين' التي أتت لتحتل شاغراً في المشهد الإعلامي العربي، أتت بأسابيع قليلة بعد إطلاق قناة سكاي نيوز عربية -النسخة العربية من القناة البريطانية التابعة لموردوخ، الصهيوني المفضوح- وأتت بعد أن لم تستطع قناتي بي بي سي عربي وفرانس 24 (مثلاً) أن تكونا بديلاً 'للجزيرة' القطرية و'العربية' السعودية بأجندتيهما السياسية البعيدتين تماماً عمّا تأتينا به 'الميادين'. وأتتنا هذه القناة من بيروت، حيث المقاومة من جهة، والحرّيات من جهة أخرى، بعيداً جداً عن 'الجزيرة والعربية وسكاي..'
لا يمكن الحكم على القناة في أيامها الأولى، سننتظر قليلاً لنرى إن كانت فعلاً كما قرأنا وسمعنا في وسائل الإعلام، أي أنها ستعيد للقضية الفلسطينية مكانتها إعلامياً، وأنها ستكون قناةً للمقاومة والثورات والحريات والمرأة، وأنها المعبّرة عن هذه الشعوب المقموعة من أنظمتها، كما من وسائل إعلامها - بشكل أو بآخر. ليس أمامنا إلا أن ننتظر.
إلا أن هنالك سؤالاً واحداً سيضع هذه القناة في مواجهة رسالتها التي فهمناها حتى الآن، وهو السؤال السوري. هنالك أكثر من مؤشّر على انحياز 'متوقّع' لهذه القناة للنظام مقابل ثورة الشعب هناك. ما وصلَنا صحافياً عن رئيس مجلس إدارتها غسان بن جدّو ومدير الأخبار فيها سامي كليب من بين هذه المؤشرات، والاهتمام الزائد لصحيفة الأخبار اللبنانية (المنحازة للنظام) بالترويج للقناة مثلاً - مؤشّر آخر. لا بأس في كلّ ذلك (إلى الآن) طالما أن القناة لم تثبت بعد، أو تدحض، تلك المؤشّرات. ليس أمامنا إلا أن ننتظر.
لحظة، سؤال آخر لا بدّ أن يطرحه كلّ فلسطيني يعرف جيداً وكالة معاً الإخبارية في الضفّة. مدير مكتب 'الميادين' في الضفة الغربية هو ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة معاً بكل ما تمثّله هذه الوكالة سياسيا ووطنيا. كيف 'للميادين' أن تحمل شعلة وهو لوغو القناة - القضية المركزية للعرب ومدير مكتبها هناك هو من ذكرت؟
هنالك حاجة فعلية لقناة قد تكونها 'الميادين'، وهي فرصة حقيقية لتكونها، قناة تكسر احتكار البترودولار للمشهد الإعلامي العربي، السياسي منه تحديداً، قناة تكون (فعلاً) قضيتها المركزية هناك في القدس وعكا ورام الله وغزة والمخيمات الفلسطينية، مع قضايا عربية أخرى في دمشق والقاهرة وحيث تواجدت ثورات وانتفاضات عربية تطالب بحريتها وكرامتها، وربّما، بإعلام يحترم هذه الحرية وهذه الكرامة، وهو ما ستمثّله 'الميادين' حسب ما فهمت، وحسب ما آمل.
هي فرصة للقناة في الأيام القادمة لتجيب عبر سياستها التحريرية عن السؤالين، أولهما سوري (وهو الأساسي) والآخر فلسطيني، سأترك كل ما قرأت وسمعت عن/من القناة جانباً، لأن هنالك دائماً فسحة للتفاؤل.