بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 12.07.2012

مما لا شك فيه اننا فرحنا جميعا بسقوط الطغاة العرب وسنفرح بسقوط المزيد من هذه الاصنام المحنطه اللتي عاثت في العالم العربي دمارا وخرابا منذعقود مضت وحتى يومنا هذا الذي بدأ فيه العالم العربي يدخل مرحلة تاريخيه جديده بانتخاب رؤساء جدد في بعض الدول العربيه بعد ان اطاحت الثورات بحكام طغاة نهبوا البلاد ودمروا مقومات حياة العباد وقسموا الاوطان وفرشوا الفراش الاحمر للغزاة والمحتلين وكانوا بمثابة مطايا ووكلاء لكل انواع الاستكبار والاحتلال الغربي والامبريالي اللذي ساهم بتحالفه مع الطغاه في تدمير العالم العربي جغرافيا وانسانيا واقتصاديا وسياسيا الى حد تدمير دول عربيه بالكامل كماجرى في العراق وتقسيم دول اخرى كما جرى في السودان وما جرى ويجري في اعقاب الثورات العربيه هو تدمير اخر كماجرى في ليبيا ويجري الان في سوريا من تدمير ودمار ذاتي, لكننا في المقابل نرى بزوع واقع جديد في تونس ومصر الذي يعلق عليها الكثير من العرب رعلى رئيسها الجديد الكثير من الامل في إعادة بناء الدوله المصريه القويه والتي بدورها ستنتشل العالم العربي من موقع الحضيض الذي يقبع فيه منذ اخذ حسني مبارك ومشتقاته من عرب الرده على عاتقهم تدمير العالم العربي وفرض التبعيه عليه قسرا من اجل مصالح شلل الفساد وعملاء الغرب الذين لم يبقوا شئ في العالم العربي الا ودمروه او نهبوه وسلبوه الى حد ان هؤلاء العملاء تواطئوا وشاركوا في تدمير وتقسيم دول عربيه من اجل ان يضمنوا بقاءهم هم وحاشيتهم في السلطه مثلما فعل حسني مبارك الذي كانيسعى ان يورث الحكم لابنه ولبطانته الفاسده التي هشمَّت مصر وطنيا واقتصاديا وتاريخيا من جهه وساهمت في تدمير العالم العربي جنبا الى جنب مع امريكا والغرب من جهه ثانيه من اجل ضمان استمرارية هؤلاء في الحكم بمباركة ودعم من قبل الدول الغربيه وخاصة امريكا التي ساهمت هي ايضا في ذبح العالم العربي سياسيا واقتصاديا ودمرت العراق من اجل مصالحها ومصالح اسرائيل...ماجرى في العالم العربي وخاصة مصر في العقود الاخيره كان دمارا وخرابا مبرمجا اشرفت على تنفيذه امريكا بادوات تنفيذيه محليه كانت مهمتها زرع الفساد والدمار مقابل تقاضي اجر وتلقي ضمانه امريكيه بالبقاء على كرسي السلطه..مصر مثال حي على ماجرى!!
في هذه الاثناء يعلق الكثير من العرب امل كبير على الرئيس المصري الجديد بان ينهض بمصر إقتصاديا وسياسيا لتأخذ دورها الريادي والقيادي من جديد في العالم العربي, لكن بين الامل والواقع وفي طياتهما تكمن عثرات كثيره امام الرئيس المصري الجديد وعثرة العسكر عثرة بسيطه امام هول العثرات الاخرى الحاصله والواقعه في مصر الذي دمرها نظام حسني مبارك دمارا شاملا على مدى عقود من الزمن وهذا الدمار الذي الحقه مبارك بمصر دمار هائل ويحتاج الامر في الواقع الى عقد او عقود من الزمن حتى اعمار وبناء واصلاح ما دمره هذا الطاغيه ومشتقاته في مصر والعالم العربي ككل...الحقيقه الصادمه ان مصر اليوم دوله مدمره اقتصاديا وسياسيا وتحتاج الى ترميم شامل وكامل على جميع المستويات..سياسيا..اقتصاديا.. ووطنيا.. وقانونيا واجتماعيا وحتى الجغرافيا والتراب الوطني في مصر يحتاج الى اصلاح واعادة اعتبار..لم يبقى نظام مبارك وكامب ديفيد شيئا في مصر الا ودمره او حرف مساره لابل ان نظام مبارك قام بتحريف وتزييف كامل التاريخ العربي والوطني المصري وجعله رهينة لمصالح نظام تكالب الى ابعد حد على هوية مصر ووجودها الوطني والاقليمي من جهه وتكالب الى ابعد حد في عملية افقار الشعب المصري وتدمير مقوماته الاقتصاديه ونهب موارد مصر من جهه ثانيه وبالتالي المطلوب اليوم في مصر هو انتشال هذا البلد العربي الكبير من ركام نظام مبارك وهذه المهمه ليست بسيطه وتحتاج الى مثابره وصبر وعطاء وتضحيه ونهضه وطنيه عارمه لاستعادة كل شئ في مصر.. إعادة بناء البنيه التحتيه والاقتصاديه والتعليميه والصحيه والامنيه.. نظام مبارك فرط ايضا بالامن والتراب المصري في سيناء اللتي ما زالت اسيره معاهدة كامب ديفيد لابل ان هذا النظام فرط بحصة مصر في مياه النيل وتراخى وتواطأ مع من حاولوا النيل من حصة مصر.. واقع مصر الجديد سيرزح حتى اشعار اخر تحت وطأة تركه ثقيله تركها النظام المخلوع وراءه كواقع ملموس في حياة كل مواطن مصري..مصر تعاني من الفقر.. وتعاني من البطاله وقلة الوظائف.. وتعاني من اقتصاد مهلهل كان مبنيا على اساس وشروط المساعدات الامريكيه لنظام مبارك وبطانته..مصر كانت دوله مخطوفه من قبل نظام وموبوءه بالفساد والمطلوب اليوم اعادة هذه الدوله المخطوفه لشعبها وتاهيلها من جديد من كل النواحي وعلى جميع المستويات!!
ليس هذا فقط.. نظام مبارك قام بتدمير دور مصر في العالم العربي وساهم فعليا وكنموذج في تدمير مقومات قضايا العالم العربي..النظام ساهم في تدمير العراق دولة وشعبا وكان اول من اعترف بالغزاه ومشتقاتهم في العراق وساهم في تقسيم السودان ودمر مقومات القضيه الفلسطينيه بالكامل الى حد انه شيد جدار فولاذي على حدود قطاع غزه لتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني جنبا الى جنب مع اسرائيل وامريكا وهذا النظام نفسه كان نموذجا داعما لنظام علي صالح الذي دمر اليمن وطنيا واقتصاديا وهو النظام[مبارك] اللذي اسس نادي العملاء العرب في شرم الشيخ الذي مرَّر وشرعَّن على مدى عقود حروب امريكا واسرائيل على العرب ..تدمير العراق واحتلاله عام 2003 والعدوان على لبنان عام 2006 والعدوان على قطاع غزه عام 2008 وغيرها الكثير ..كل هذا يعد اليوم تركه ثقيله تركها نظام مبارك للنظام المصري الجديد..نظام مبارك عمل على تدمير وطنية مصر في عهد عبد الناصر وقلب كل المعايير على عقب الى حد ان اصبحت مصر جزء من المنظومه المعاديه للعرب والقضايا العربيه من فلسطين ومرورا بالعراق ولبنان وحتى السودان.. المهمه الملحه اقليميا والملقاه اليوم على عاتق محمد مرسي هي، إعادة مصر إلى دورها التاريخي ، وموقعها القيادي والمساند للقضايا العربيه ..ضرب مقومات جمهورية كامب ديفيد في مصر..تصحيح مسار الانحراف الذي فرضه السادات ومبارك على مصر..!!
نجزم بان ثورة 25 يناير المصريه قد وضعت اساس حركة تصحيح تاريخيه عندما اسقطت الطاغيه مبارك وهذه الحركه لم تتوقف وتتواصل في الميادين منذ ذلك الحين و حتى يومنا هذا ولن يستطع احدا ما وقفها لا المجلس العسكري ولا غيره والمطلوب اليوم ان يمد الرئيس الجديد في مصر يده لكل قوى الثوره حتى يتمكن من هزيمة الفلول نهائيا واعادة بناء الدوله المصريه وتحقيق تطلعات الشعب المصري في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
مصر اليوم تحتاج الى ترميم شامل وكامل وعلى جميع المستويات والمؤسسات التي نخرها الفساد على مدى عقود... مصر: واقع جديد وتركة قديمه وثقيله تركها نظام فاسد ومجرم عاث خرابا وفسادا في كيان الدوله المصريه الوطنيه...مصر اليوم بحاجه ماسه الى نفض اكوام من الغبار والفساد عن كاهلها والمضي قدما في تحقيق اهداف الثوره المصريه والابتعاد عن الجهويه والمرجعيات الجانبيه..مرجعية القانون والشعب..!!