أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
معك فقط!!

بقلم : بشرى الهلالي ... 06.07.2012

كل شيء حولي يوحي بارتباطي بهذا العالم : ضجيج الشوارع، جسر يتململ من ثقل العربات الجاثمة على صدره مستنجدا بظل النخيل الغافي على جانبيه، بدلات الحرس (الخاكية)، ولون الأفق الصباحي الذي تؤطره شمس ارتدت البرتقالي.. كل شيء يدفعني للإنتماء الى ما حولي الا أنت!. تسحبني الى عالم لايوجد فيه سوانا، الى مملكة يحكمها جلال الصمت وهمس اول العشق في آخر الليل.. سماء تختلط فيها ملامح الشمس والقمر والليل والنجوم، بل تختفي فيها معالم التاريخ ومواعيد الطعام وتفاصيل اخرى كثيرة.
معك صار للأشياء طعم آخر، تلونت الشمس بالوردي، والسماء بالبنفسجي ، ورقص الورد على أنغام ضحكات الملائكة.. معك فقط، صرت أعشق اسمي، وأحفظ ملامح وجهي وأنتمي الى جلدي. معك فقط اهرع لمعانقة نهاري انتظارا للحظات يكسر جمودها وقع خطواتك، وألوذ بحمى الليل لأجمع لك باقة احلام. معك فقط تدفق الدم في شريان الحياة ثانية، وأعلن العمر حاجته الى ما تبقى من السنين.
لأجلك فقط تستيقظ صباحاتي حالمة بفجر لايشبه زمني، ومشوار تتزاحم فيه الساعات على طابور انتظار اللحظة التي يشرق فيها وجهك ليمحو آثار تعب النهار والقلق من المجهول. وبين ظلال الغمام في عينيك تتيه الأمنيات ويسعى المجهول الى فهم حاضر جوهره أنت.
أجمع لك آلاف الحكايا.. في صندوق ساحر الدنيا.. حكايا ملونة عن تاريخ نسيته الكلمات فاختارك بداية لتقويم يؤرخ حلما ولد بعد مخاض عسير على صخرة النسيان. حلم بعد حلم.. يكبر الفرح .. يحمل حقائبه مرتحلا اليك لينهي غربته مسترخيا على وسادتك ، يستعيد جنسيته مستوطنا راحة يدك عله يعينها في حمل رأسك المثقل بالانين.
بين ليلك واحلامي طريق تجهله الخرائط. ساعاتك يديرها نبضي فتختلط الدقائق والثواني تحت ضغط اللهاث. تشرئب عيون الساعات تسائل لهفتي ان تهدأ، فعقاربها تتساقط اعياءً من شدة الجري.
بين الشفة والكلمة يتعثر لساني باسمك واخشى ان نطقت تتخللني آهة تقفز مبعثرة حروفك. لم تعد المرآة تعكس صورتي بل ظل قاتم لملامح فقدت نقطة ارتكازها في غربة عينيك.
احن الى آخر الدقائق في يومي ، لأكون معك فقط ، اخبئك تحت وسادتي ، بين طيات احلامي خشية ان يراك السجان فيصادر وسادتي.
وكلما ابتعدت الشمس في قلب السماء ، تلاشى ظلك ملوحا بيد أرهقها الشوق والانتظار، لأظل وحيدة أودع خطواتك كما تودع أم إبنها المسافر لساحات الحرب، ليحل الظلام قبل أوانه وتذوب خطواتي في ظلام الليل فأهرب من وحدتي الى جحيم أحلامي بحثا عن عالم لا ينتمي الى حزن الليل وجراح الذكريات.
معك فقط، أشعر أني أنا لا أشبه غيري، ففي عينيك فقط تتضح ملامح هويتي وختم جواز السفر، وعلى همس كلماتك فقط تغفو طيات شعري وتتألق شفتي ويستقر بؤبؤ العين في مكانه، ودونك، أتسكع مشردة على رصيف الوحدة وأتوسل الأمل بين زوايا اليأس.
منك أستمد قوتي، وبجانبك أسير مستقيمة الظهر، فلا تبتعد ،, فقد تقوس ظهري بما يكفي!.