أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حوار طرشان... !!

بقلم : سهيل كيوان ... 09.08.2012

* هل تفتخر لكونك عربيًّا!
* سؤال غريب ولكن سوف أجيب عليه....طبعًا أفتخر وهل يحتاج هذا إلى سؤال...!
* تفتخر بعروبتك رغم أن الطيران الحربي العربي لم يظهر في السماء أبدا إلا عندما قصف الطيران اليمني اليمن والليبي ليبيا والسوري حمص وحلب..وها هو الطيران المصري يقصف سيناء...
* نعم ورغم هذا أفتخر بأنني عربي...
* وكيف تفتخر بأمتك التي تعد أكثر من ثلاثمئة وثلاثين مليون إنسان ولكنها لم تحقق في الأولمبياد سوى ذهبية واحدة...
* بل أفتخر وأرفع رأسي،حتى لو لم تحقق أي ميدالية، ومع هذا أفخر بالجزائري الذي أحرز ذهبية وبالقطري والمصري اللذين حققا فضية وبرونزية وبالفتاة السعودية لمجرد وصولها إلى أرض الملعب للمشاركة في الجودو، وبالعداءة الفلسطينية التي طمأنتنا على قدرة الفلسطينية على العدو رغم شلل وكساح بلادها..ثم هل يقاس مدى حبي لأمتي بعدد الميداليات الذهبية التي حققها رياضيوها..أصلا الرياضات التي تكثر فيها الميداليات مثل الجمباز والرقص تحت الماء وغيرها لا علاقة للتراث العربي بها...
* ولكن أين أنتم من الخيل والرماية والسباحة والسيف والمصارعة وهي من تراثكم..انظر الصين ماذا حققت...
* أراهن أن ملايين الصيينين لا يحبون بلادهم ولا أمتهم ولا حتى سورهم العظيم بقدر ما نحب بلادنا رغم السور اللئيم الذي يحيط بها...هذا رغم أن الصينيين حققوا عشرات الميداليات من كل الأصناف والألوان...ألم تر التدريبات غير الإنسانية التي يمر بها الأطفال الصينيون المشاركون في ألعاب القوى...إنها تدريبات أقرب إلى الإرهاب والاغتصاب...وعلى أنصار الطفولة في العالم أن ينتقدوا ويتصدوا لهذه الوحشية الصينية،هذا عيب،لا رحمة في قلوبهم،لو كنت صينيا لخجلت،لا نريد ميداليات على حساب تعذيب الأطفال وسلامتهم النفسية..
* ولكنكم تعذبون أطفالكم وتهملونهم وتسدون سبل السعادة في وجوههم وبدون ميداليات..لا أستوعب كيف تفتخر بأمة رغم أن معدل قراءة الفرد فيها لا يزيد عن صفحة واحدة في العام
* أفتخر ثم أفتخر...وهذه إحصائية كاذبة تهدف إلى المزيد من زعزعة ثقة العرب بأنفسهم وحتى إهانتهم...هذه إحصائيات تدخل في خانة المؤامرة،فلو قسمت ما قرأ أطفال بلدتي في جليل فلسطين وعدد سكانها خمسة عشر ألف نسمة على الأمة العربية لظهرت نتيجة أفضل من هذه الإحصائية الكاذبة،فقد استعار أطفال بلدتي من المكتبة العامة حسب تسجيلات أمينة المكتبة خمسة وأربعين ألف استعارة خلال العام الماضي أي بمعدل ثلاثة كتب لكل مواطن..هذا أولا،وثانيا ليس كل أمي فاشلا،فقد يكون الأميّ ناجحًا...طرفة بن العبد،أبو العلاء المعري،ومثلهما كثيرون من رجال الأعمال والشعراء الأميين وحتى القادة التاريخيين،صحيح أن الأمية أمر لا يفتخر به،ولكن هذا لا يعني إلغاء دور عشرات ملايين الأميين من أمتنا...لا تنس أن هؤلاء يحافظون على أصالة الأمة...ويرفضون كل ما هو غريب ودخيل..
* لا أفهم كيف تفخر بأنك عربي رغم أن الإجرام ارتفع بشكل مذهل في الجزائر خلال النصف الأول من شهركم شهر الصيام..
* لقد قرأت هذه الإحصائية،واكتشفت أنها مضللة، فقد اعتبروا مثلا من يجلس في سيارته منفردًا مع إمرأة في خلوة جريمة يحاسب عليها القانون..كذلك اعتبروا تناول الطعام في الشهر الفضيل علنًا جريمة،ولو حُسب الاختلاء بامرأة في سيارة وعدم الالتزام بطقس ديني ما جريمة عند الألمان والطليان والأمريكان لتفوقوا علينا بآلاف المرات بهذه الجرائم...ثم ألم تسمع بالأمريكي الذي قتل سبعة من طائفة السيخ لأنه ظنهم من المسلمين...سبعة في ضربة واحدة...وقبله ذلك المهرج الذي اقتحم دارا للسينما وقتل وجرح العشرات...يا رجل نحن أمة مسالمة قياسًا بغيرنا...
* أها وماذا مع أهم مقدساتكم،هناك أعضاء كنيست متطرفون يقترحون اقتلاع المسجد من مكانه دون هدمه فماذا تقولون...
* عن ماذا تتحدث..عن الأقصى؟على كل حال مهما كانت الأمة أي أمة عظيمة فقد يسقط أحد مقدساتها في أسر الأعداء، ولكن الأمور بخواتيمها،سوف يأتي يوم ويعود لأصحابه وهذا ليس بعيدا...
* ولكن إسرائيل تملك رؤوسًا نووية ولن تتنازل عن القدس حتى بثمن حرب نووية...
* لا تهوّل الأمور،فهذا لا يحتاج إلى رؤوس نووية،ما تحتاجه أمتنا هو قرار حاسم وحازم بأن على الإسرائيليين أن يختاروا بين السلام الحقيقي أو حرب استنزاف طويلة الأمد وسوف ترى أن الإسرائيليين لا يتحملون عُشر ما تحمّله أهالي مدينة حمص في الأشهر الأخيرة ،وسوف يبدأون بترك هذه البلاد غير آسفين عليها..
* ولكن انظر الى أمريكا كيف هبطت مركبتها على المريخ..بينما عندكم يهرب رائد الفضاء الأول والأخير من بلاده سوريا...
* هذا بالذات أفتخر به وبكل من ينشق عن نظام مجرم لينحاز إلى شعبه...
* لا أفهم كيف تفخر بأمتك وأنظتمها تستخدم الطيران الحربي في قصف مدن بلادها كأنها مدن الأعداء......
* بالعكس فأنا أفتخر بأمتي لأنها رغم القمع الشديد والمحكم ثارت وما يحدث الآن هو مقدمة فقط لما هو آت...لقد بدأت الرحلة الشاقة، الأمة بدأت تتحرر تحررا حقيقيًا إنها في الاتجاه الصحيح...
* لم أتوقع أنك متمسح الى هذه الدرجة!أليس لديك أي مشاعر إنسانية ...أنظر كيف يقتل الطيران المصري المصريين في سيناء...
* هذه قضية معقدة تقف وراءها أجهزة معادية لمصر وشعبها ولأمتنا كلها...وأنت تعرف والعالم كله يعرف...
* طيب ما دام أنك تحب العرب لماذا لا تذهب إلى بلاد العرب..إلى أمتك،لماذا تزاحموننا في دولتنا الصغيرة! إذهبوا الى النفط والغاز والذهب،هناك فرص للغنى بلا حدود،لو كنت مكانك لرحلت،لا أفهم لماذا تتحملون عنصريتنا، لماذا لا تهاجرون إلى أي مكان في العالم،إلى استراليا إلى كندا إلى اسكندنافيا، هناك مساحات هائلة، لا أفهم لماذا تحشرون أنفسكم في'دولة اليهود'الصغيرة رغم أن لديكم ملايين الكيلو مترات المستعدة لاستيعابكم..
* قد تكون دولتكم حقا ولكنها بلادنا،والأيام دول بين الناس،ولكن قل لي بربك هل تستبدل أمك بكل أمهات الأرض ...