أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
معاناة عاشق

بقلم : حسين الحربي ... 16.08.2012

كليلٍ جريحٍ يُغردُ صمتاً.......ويملأ بالأهِ أفقَ المدى

كزهرة حُب تعُانقُ فجَراً.....وتسكرُ شوقا بقطرِ الندى

كمعبدِ عشق يُرتلُ حُباً......وأهلُ الهوى يعبدونَ الصدى

ككلِ العصافيرِ طِرتُ حَلمتُ.......وعِشقي وحُبي ووِّدي سُدى

ومثلَ الفراشات القيتُ كُحلي...بقصدٍ ومن دونِ ان اقصدا

ومِثلَ النجوم فرشتُ عنائي...بدربٍ بدى مُـظلماً أسودا

ومثلَ المراكِبِ في البحرِ سرتُ.على الجَمرِ مستصرخاً مجهدا

فلا ساحلٌ صافحتني يداهُ...ولا مُـنتهايَّ لهُ مُبتدا

ككلِ النهاياتِ اني ابتدأتُ......وقدمتُ روحي لأجلي فدى

ترَعرعتُ في الاه طـفلاً وشبتُ...مع الهم مُستفرداً مُفردا

ذَبَحتُ شَبابي وأفنيتُ عُمري ...أكفكفُ دَمعي بطرَفِ الرِدا

تقطعتُ في الحُب جُزءً فجُزءً....وأجهدتُ جُهدي لكي يوجدا

بدمع ٍبمثلِ أنسكاب الغروبْ....وللموت باق ولن يَنفِدا

ثلاثونَ عاماً مُسلسلُ عُمري....يُصارعُني مَـشهداً مَشهدا

ثلاثونَ عاماً عَذابٌ مُميتٌ....فما سُـرَ قلبي وما اُسعِدا

نزيفٌ أنا لا يُريدُ النضوبَ .....وماراعَ نزفي بأن يُحسدا

رفعتُ الوفاءَ شِعاراً وأبقى.....وفياً لأهلِ الوفا مَوردا

وَعَدتُ حَبيبتي الا أخونَ ...وما الشهمُ يخلفُ ما أوعدا

أذا ما عشقتُ تحولتُ ناراً.....ليوم القيامة لن تُخمدا

وأن أخفقَ القـلبُ في الحـب يوماً...فتقديرهُ جَيدا جيدا

بروحي من الدهرِ الف احتضار ....لرفقِ الزمان ِتمدُ اليدا

الهي ضميري وقلبي دليلي....وشـكي يقـينٌ به يحتدى

وفي الكونِ قلبٌ لو انا عرفناهُ قمنا لهُ رُكعاً سُجدا

كرهتُ الحياة وذقتُ الممات.....وماكنتُ الا لكي اخلُدا

وُجِدنا لنوجَدَ في كُل عصرٍ .....فما المرءُ جاءَ لكي يَقعُدا

وُجدتُ لأسـعى وأبني حياةً......وأمضي بها سؤدداً سؤددا

وهُددِتُ بالقتلِ ان قُلتُ شعراً .....فهَدَدتُ بالشعرِ من هَددا

ويا ناقدَ الشعر قُل مثلَ قولي...وشِعراً كَشـعري لكي تَنقدا

وقوفي لبَدء أنطـلاقي وحَسبي...أذا ما نزلتُ لكي أصعدا

وسرُ بُكائيَّ ما كان ضَعفاً....أنا أبكي دوماً لكي أصمُدا

وفوجئتُ أني رأيتُ أنتصاري ....يغيضُ الأخلاءَ قبلَ العدا

وأقربُ أهلي يقولونَ عني...عرفناهُ ها شاعراً مُلحدا

فشكراً لـمن قالَ أني كَفرتُ...وعفواً لمن قالَ عَني أهتدى

وعُذراً لمن قالَ أني شعرت...وصبراً لمن جارَ ثُم أعتدى

عراقٌ أنا مُستحيلُ الخضوع....وبعضُ العراق به ِيُقتدى

وقفتُ بوجهِ القبـيلةِسيفاً...وحَطمتُ تفكيرها الأبلدا

وفنَدتُ تلكَ التقاليد فكراً...ومثلي جديرٌ اذا فَندا

وأحرَقتُ كُل الوجـوه وجـوهاً...برغم الحياة طَواها الردى

وبَددتُ جهلاً بملء السماء....كما الـبدرُ لليل قد بَدَدا

وها قد رَفـعتُ النهودَ بكفي...لقلب السماء لكي تعُبَدا

فأمست بقبحِ الظلام نُجوماً....ومابينها تلمحُ الفرقدا

فهذا لسـمراء يَشكو ذبولاً....وهذا لبيضاء قد وَرَدا

وهذا جريءٌ وهذا بريءٌ......وهذا لِباسُ الـحَياء أرتدى

وهذا يبيعُ الحياة لأجلي...ويَطـلبُ من مُقلتي مَوعِدا

وذاكَ يضجُ بهِ الودُ عطراً.....ومني قريبٌ وأن اُبعِدا

فكلُ الأنوثة في الكون تبدو ....أذا النهدُ من نشوةٍ عَربَدا

جَعلتُ لحواءَ داري لتأوي....وباتَ فراشي لها مَعبدا

فأن قيلَ حواءُ ماتت وربي....سأجعلُ عَيني لها مَرقدا

نفختُ بها كـبريائي فصارَ....الترابُ الذي ضَمها عَسجدا

وقدمتُ روحي اليها فداءً...وحواءُ أولى بأن تفتدى

قَتلتُ الكرامة من أجل حُبٍ....تـصَورتُهُ صادقاً واعدا

فأضحى هَباءً وأمسى هُراءً...وأصبَحَ في مَقـتلي شاهدا

يُهدُ الغرامُ أذا شمَ كذباً....وبالصدق يَحيا اذا شُيدا

أيامن هَجرتِ وخنتِ وبعتِ...سوى الحُب ماذا اليكُم بدى

ويامَن قطعتُ لها من عُيوني...وأحببتها قبلَ أن أولدا

هنيئاً حـياتكِ بالعبد دوني...فما أعتدتِ أن تعشقي سَيدا

هنيئاً يُرددُ شعري اليكِ...كما الببَغاءُ أذا رَددا

ومافجرَ الماءَ في النهد مثلي....وما باتَ عُمراً به ِمُسهَدا

وما قالَ في حضرة الخَصرِحَرفاً...كحَرفي وما صاغَ أو أنشَدا

وسومرُ حُلمٌ يطيرُ برأسي....ولستُ أظنُ سَيأتي غدا

لي الفـخرُ أني بكيتُ أشتياقاً...لقلب من الود قد جُرِدا

بلادي عن الحال لا تسأليني...أضعتُ الضلالَ أضعتُ الهُدى

ولا تسأليني أذا الحُبُ ماتَ...فلا أدري بالحُبِ كيفَ أبتدا

ويا واحةَ الرافدين أذكُريني.....أذا الطـيرُ طارَ أذا غَردا

ويالحظة الموتِ ان جئتِ رِفقاً...بمن ماتَ في العشقِ مُستشهدِا

*العراق..ذي قار..