بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 27.09.2012
بادئ ذي بدء لابد لنا من القول ان ردود فعل العالم العربي والاسلامي على فيلم تافه وساقط قد تجاوزت وزن هذا الفيلم ومن وراءه من تنَّك بشري حاقد وجاهل يجهل حتى مقوماته الانسانيه وقوائمه البشريه الذي يسير عليها بعقل بهيمي اقل ما يقال فيه انه عقل امريكي رعاعي استقى ثقافته من افلام رعاة البقر وثقافة المكدونالد التي تركت اثارها وبصماتها الى حد بعيد على مستوى الوعي الجماهيري الامريكي وقطاعات ليست بقليله من الخليط الشعوبي الامريكي وعندما نتحدث عن الخليط الشعوبي الامريكي فنحن نرد بلغة حازمه و حاسمه على لغة بهيميه يستعملها المرشح الجمهوري للرئاسه الامريكيه المدعو ميت رومني حين يتحدث هذا البهيم الناطق عن الشعب الفلسطيني بلغة عنصريه وفاشيه وهمجيه تجبرنا على ان نرد بنفس الاسلوب الذي يفهمه تجار الانتخابات والاصوات في امريكا الذين لطالما استعملوا الشعب الفلسطيني كسلعه يتاجرون بها ويزاودون على كراهيتها من اجل كسب اصوات اللوبي الصهيوني في امريكا ولا نقول اللوبي اليهودي حتى لا نكون في مستوى هذا العنصري المدعو ميت رومني..نؤكد ان رومني ينحدر من خليط شعوبي غير متجانس انتج ثقاقه وهويه وطنيه امريكيه معوقه ومتخلفه فكريا بينما الشعب الفلسطيني كان وما زال شعب متجانس وحضاري وعريق بتبعيته لشعوب مهد الحضارات وليست مهد الهمجيه وثقافة الكاوبوي الدمويه والبهيميه.. الشعب الفلسطيني الذي يكيل له البهيم الامريكي الناطق الاهانات هو شعب حضاري وتاريخي تحتضن بلاده مسرى الرسول محمد صلعم ومهد المسيح عليه السلام وهو شعب تعرض ويتعرض لابشع انواع الظلم والاضطهاد, لكنه حافظ على هويته ولباقته الانسانيه واحترامه للبشرية جمعاء على عكس بهائم واشنطن وامريكا الناطقه بالانجليزيه التي تتطاول على الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه وعلى الدين الاسلامي مع سبق الاصرار على الاستمرار بهذا الاسلوب وبهذه الطريقه الفاشيه التي تزدري حقوق الشعب الفلسطيني منذ عقود من الزمن ومنذ لعبت امريكا دور رئيسي في تقسيم فلسطين ومنذ اصبح الفلسطينيون مادة وسلعه في الانتاخابات الامريكيi منذ عصر الرئيس الامريكي ترومان في خمسينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا....
..منذ ذلك الحين اصبح الشعب الفلسطيني والقضيه الفلسطينيه جزء من لعبة الانتخابات الرئاسيه الامريكيه بالمفهوم السلبي الذي طور معادلة :" زاود في ازدراء حقوق الشعب الفلسطيني مقابل المبالغه في الولا ء لاسرائيل..تكسب اصوات اللوبي الصهيوني واموال المتبرعين اليهود"!...معادله واضحه وقائمه منذ عقود من الزمن وتنتعش من جديد في في كل دورة انتخابات رئاسيه امريكيه لابل اصبحت اكثر عدائيه وفاشيه منذ فترة رئاسة جورج دبليو بوش والمرشح الجمهوري الحالي الذي سافر الى القدس خصيصا حتى يعلن عداءه للقضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني وما زال هذا البهيم الناطق يواصل اهاناته للشعب الفلسطيني بسبب ودون سبب سوى عنصرية هذا البهيم الذي يسعى في الواقع للفوز كما يبدو برئاسة حظيره من البهائم او انه يعتبر الشعوب الاخرى مجرد قطيع في حظيرة امريكا!! .. الذي يريد ويسعى لرئاسة دوله عظمى تحترم ذاتها لا يتحدث بهذه الفاشيه والعنصريه عن الشعوب الاخرى حتى يكسب اصوات الاخرين...الذين يطرحون ايضا سؤال " لماذا يكرهوننا؟" يستهبلون ويستخفون بعقول العرب والمسلمين ويستخفوا بدماء الشعوب العربيه والاسلاميه التي سكبتها وسفكتها الامبرياليه البهيميه الامريكيه في العراق الذي غزاه ودمره بهيم امريكي اخر دون اي سبب مقنع وعلى اسس كاذبه تبين في ما بعد انها اسس حقد وكراهيه للعرب والاسلام لابل اسس دينيه وعنصريه نبعت من قناعات البهيم جورج بوش وصديقه بلير بانهم يقفون فوق الشعوب العربيه والاسلاميه وان الدم العربي بالنسبه لهم ارخص من النفط وان تدمير العراق وقتل شعبه امر مشروع ولا يستحق حتى العقاب ولا ملاحقة بوش وبلير كمجرمي حرب قتلوا وشردوا الملايين من العراقييين ناهيك عن الذي جرى ويجري في افغانستان... عن ماجرى ويجري للشعب الفلسطيني بسبب سياسة هذه البهائم الناطقه فحدث بلا حرج وعلى طول عقود من الزمن!...حتى عندما جنح البعض الفلسطيني للسلام وتنازل عن ثلثي الوطن الفلسطيني واصلت بهائم واشنطن دعم الاستيطان الاسرائيلي في مناطق الضفه وفي نفس الوقت واصل هؤلاء هضم حقوق الشعب الفلسطيني والتحريض عليه...عندما نتحدث عن بهائم ناطقه فنحن لا نخطأ التوصيف ولا نجد افضل منه في وصف هؤلاء الذين يتطاولون على حقوق الشعب الفلسطيني لابل ينكرون وجود هذا الشعب!!
من هنا وحتى لا ننسى نذكر بان ان كونداليسا رايس [وزيرة خارجيةعهد بوش] صاحبة نظرية الفوضى الخلاقه كانت تنطلق من منطلق عنصري بهيمي يعني مواصلة العراقيين قتل بعضهم البعض حتى ينتج شئ ما لصالح السياسه الامريكيه في العراق..فوضى الدم الخلاقه..هذه بالضبط الفوضى التي كانت تعنيها رايس في العراق ولم يعنيها امر عدد القتلى والمشردين واليتامى والارامل في العراق مهما ارتفع وازداد.. وصل عدد ضحايا الغزو الامريكي للعراق الملايين بين قتلى وجرحى ومشردين ولا جئين ومفقودين الخ..ناهيك عن تدمير العراق بنسيجه الديموغرافي والجغرافي والوطني !!
ليس هذا فقط.. القتل في افغانستان وباكستان واليمن والعراق جاري يوميا بحجة محاربة الارهاب وسقوط عدد كبير من المدنيين العزل في الغارات الامريكيه وخاصة غارات الطائرات بدون طيار وهي الطائرات التي تستبيح اجواء الدول العربيه والاسلاميه بالتنسيق مع الحكام وبدون تنسيق.هذه الطائرات وغيرها تصول وتجول في اجواء اليمن وليبيا مؤخرا والمؤكد اجواء دول عربيه اخرى وما يجري هو انتهاك صارخ لسيادة هذه الدول وامتهان مفضوح لكرامة الشعوب العربيه التي شاركت وتشارك في ما سمي بالربيع العربي او لم تشارك وهو الربيع الذي التفَّت او تحاول الالتفاف عليه امريكا والرجعيه العربيه وافراغه من مفهومه وجعله مجددا مطية للسياسات الامريكيه المعاديه لدمقرطة العالم العربي من جهه والهادفه فقط لخلق حلفاء جدد في المنطقه العربيه من جهه ثانيه وبالتالي ماهو جاري في اليمن مثلا من قصف الطائرات الامريكيه لمناطق يمنيه نموذجا صارخا لانتهاك السياده الوطنيه بتواطؤ من قبل النظام اليمني الجديد القديم الذي جاء في اعقاب ثوره يمنيه شعبيه داميه على نظام علي صالح.. الجاري في اليمن مثال صارخ على التفاف امريكا على الثوره اليمنيه واهانه صارخه لكرامة الشعب اليمني والمفروض هو واجب دفاع الدوله اليمنيه عن سيادتها وعن حدود البلاد وعن حفظ القانون ومحاربة الخارجين عن القانون!... الجاري ان النظام اليمني يسمح للطائرات الامريكيه بقصف مناطق سياده يمنيه بحجة محاربة الارهاب وفي هذه المناطق تقتل الطائرات الامريكيه مدنيون يمنيون عزل لا علاقه لهم بالقاعده لابل انهم ينحدرون من قرى يمنيه فقيره ومعدمه....يقتلونهم بتستر من النظام اليمني على الامر ويزعمون دوما بخطأ غير مقصود؟...مجرى الاحداث في ليبيا بعد مقتل السفير الامريكي في بنغازي سيأخذ نفس النموذج اليمني.. انتهاك حرمة السياده الليبيه بتواطؤ من قوى محليه حليفه لامريكا في ليبيا.؟...الجاري ايضا ان امريكا ترسل وحدات من قواتها العسكريه لحماية سفاراتها في العالم العربي وهذا الامر هو انتهاك صارخ لسيادة وكرامة هذه الدول العربيه السياديه والسؤال المطروح : هل جاءت الثورات العربيه لتحرير الشعوب من الدكتاتوريه والتبعيه ام لخلق دكتاتوريات جديده وترسيخ علاقة التبعيه لامريكا والغرب؟..
يعجب الانسان من سذاجة الطرح والالتفاف الفاضح على تاريخ امريكا الدموي في الوطن العربي حين يسمع هيلاري كلينتون وهي تتعجب من مقتل السفير الامريكي في بنغازي وتُعير الليبيين بمساهمة امريكا في حماية بنغازي وتحرير ليبيا من نظام القذافي بينما الحقيقه هي ان الشعب الليبي هو الذي دفع الثمن غاليا سواء في فترة حكم القذافي التابع للمنظومه الدكتاتوريه العربيه التابعه لامريكا او في فترة الثوره على القذافي اللتي دفع الشعب الليبي ثمنها غاليا سواء في الارواح او الاملاك... ليبيا تعرضت لدمار شامل ودور امريكا في تحريرها من النظام الدكتاتوري دور هامشي وانتهازي..امريكا ارادت فقط تدمير ليبيا وسلاح القذافي بينما الشعب الليبي اراد الحريه والانعتاق من نظام دكتاتوري والحفاظ على مقدرات وثروات بلاده...النتيجه اليوم بين وبين ويشوبها الغموض وامريكا تحاول السيطره على ليبيا سياسيا واقتصاديا وامنيا عبر حلفاءها المحليين..الشعب الليبي لم يقتل السفير الامريكي في بنغازي لابل حاول انقاذ حياته والقاتل الموضوعي للسفير هو السياسه الامريكيه نفسها..سياسة الاستهبال والاستخفاف بعقول الشعوب العربيه التي تعي تماما لدور امريكا السلبي والدموي في العالم العربي من فلسطين الى العراق ومن ليبيا الى اليمن ومن السودان الى لبنان و من سوريا الى مصر وكامل الوطن العربي والعالم لاسلامي.. الحديث التي تتحدث به وزيرة خارجية امريكا عن الاحداث في العالم العربي هو حديث نابع من فكر الحظيره....فكر استبهامي واستخفافي بإمتياز..ضربني وبكَّى وسبقني واشتكى!!
بالمناسبه وفقط للتذكير بالامس مرت الذكرى الثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا واللافت للنظر هو تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اللتي كشفت فيه عن وثائق سرية ترجح تورط جهات أمريكية في مجزرة صبرا وشاتيلا، التي وقعت عام 1982 في لبنان، وأسفرت عن مقتل ما بين 3500 و5000 شخص أعزل، معظمهم من الفلسطينيين.ونُشرت الوثائق في مقال تحت عنوان "المجزرة التي كان يمكن تفاديها"، كتبها سيث إنزيسكا، وهو باحث أمريكي في جامعة كولومبيا، تمكن من العثور على مستندات تاريخية اسرائيلية توثق أحاديثا وقعت بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قبل وخلال وقوع المجزرة وتظهر تواطؤ امريكا مع شارون ومعرفتها المسبقه حول ما سيجري في مخيم صبرا وشاتيلا من مجا زر شنيعه...هذا طبعا غيض من فيض من التأمر والتطاول الامريكي على الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا..
من الواضح ان البهيميه الامريكيه لا ترى في العالم العربي سوى دكان لمصالحها ومجرد براميل نفط وهذه البهيميه الناطقه معنيه فقط بتفوق اسرائيل ولا يعنيها لا من بعيد ولا قريب دمقرطة العالم العربي وحقوق الشعوب العربيه وقد تعتبر العرب من غير البشر! وبالتالي تحاول امريكا في الوقت الحاضر التعربش بالثورات العربيه وتزعم بدعمها في حين انها تتنكر لتاريخها الاجرامي في العالم العربي وهذا التنكر بحد ذاته هو اعلى درجات الاستهتار بعقول الشعوب العربيه الواعيه والشاهده الحيه على جرائم الامبرياليه البهيميه الامريكيه في العالم العربي..هذه الامبرياليه البهيميه دعمت وما زالت تدعم اهمج انظمه دكتاتوريه عربيه حكمت وما زالت تحكم الدول العربيه بدعم امريكي..حتى الدول العربيه التي تحاول التحرر جزئيا من وطأة العبوديه الامريكيه تلوح لها واشنطن بسياسة العصا والجزره ووقف المعونات كما هو الحال مع جمهورية مصر العربيه التي تحررت للتو من دكتاتور طاغيه كان مدعوما من امريكا وعمل على مدى 30 عاما على تدمير مصر والشعب المصري..امريكا ببساطه مكروهه من قبل العرب والمسلمين بسبب دعمها لعقود من الزمن انظمة ديكتاتورية دمويه في العالم العربي والاسلامي وقيادتها حروب اجراميه ضد العرب والمسلمين كما جرى في العراق وافغانستان وفلسطين وغيرهما , وامريكا الامبرياليه البهيميه لن تكون بحال افضل بعد الربيع العربي.. العرب يعرفون انها دوله امبرياليه بهيميه معاديه للقضايا العربيه والاسلاميه......اعجب ان تكون وزيرة خارجية امريكا جاهله او تتجاهل تاريخ بلادها الاجرامي بحق الشعوب العربيه الاسلاميه.. الشعوب العربيه والاسلاميه تعي وتعرف تماما جوهر السياسه الامريكيه ولم يعد بإمكان امريكا اللعب والتلاعب والتغاظي عن حقيقة انها دعمت وتدعم الطغاه والاحتلال على مدى عقود من الزمن..استبهام الشعوب العربيه والاسلاميه لم يعد ممكن والمرحله القادمه ستكون مرحلة الشعوب وليست مرحلة الطغاه التي كانت امريكا وما زالت تدعمهم...حقبة غزو العراق وقمع الشعوب العربيه المعارضه للغزو من قبل الطغاه انتهت ومهمة اقناع الشعوب العربيه بعدالة امريكا مهمه شبه مستحيله في ظل تراكم الجرائم الامريكيه بحق الشعوب العربيه والاسلاميه...في امريكا الامبرياليه و البهيميه يتجول ويعيش طليقا وحرا اكبر مجرم حرب عرفه العالم والعرب والمسلمين وهو جورج بوش جزَّار العراق والشعب العراقي...عندما تبدأ امريكا والعالم بمحاكمة هذا المجرم وعصابته كمجرمي حرب حينها سيكون لكل حادث حديث ولربما ونقول لربما تستعيد امريكا جزئيه صغيره من مصداقيتها امام الراي العام العربي والاسلامي والعالمي بشكل عام.. لا تكذبوا علينا ولا تتعربشوا بالربيع العربي والثورات العربيه...انتم مجرمو حروب بهيميون وانتم اخر من يتحدث عن العداله والديموقراطيه.. الامبرياليه الامريكيه البهيميه الى اين!؟