بقلم : عطا مناع ... 29.12.2012
في حضرة الخيمة المقامة على ارض مخيم الدهيشة وبالتحديد في ساحة وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يتحلق بعض الشبان الذين أنهكهم الواقع المر ووكالة الغوث التي تفصل العاملين بالجملة وتقلص الخدمات المقدمة للاجئين دون أي رادع إنساني في ظل حالة الإدراك الكامل أن اللاجئ لا زال يعيش فصول المؤامرة وان أبو الخيزران يحاول إشاعة ثقافة الاخصاء في أوساطنا كمقدمة لجرنا إلى المذبح.
القصة مش رمانة، هي استهداف سياسي وخدماتي للاجيئن الفلسطينين، وهي عملية استئصال للحق التاريخي الذي لا تكفلة قرارات الشرعية الدولية فقط وانما تضحيات اللاجئين الفللسطينيين الذين كانوا حطبا للثورة الوطنية المعاصرة التي وجدت من اجلهم، واليوم هم ايضاً حطبا لكل المتهافتين على الحلول التي تنفي حق اللاجيء الواضح والصريح بالعودة لارضة التي هجر منها عام 1948ساحة المخيمات في الضفة المحتلة تتململ وتشهد حراك يعبر عن صحوة تعكس واقع الحال اللاجيء الذي يقول لكل الاطراف لقد فاض الكيل، هذا هو لسان حال الشباب اللاجيء الذي يعيش التخبط والغربة عن الواقع الفلسطيني الذي ما عاد يهتم بشؤونة بعد ان وجدت السلطة الفلسطينية التي يهدد رئيسها بتسليم مفاتيحها لرئيس وزراء دولة الاحتلال ينيامين نتنياهو بعد ان لفظت المفاوضات نفسها الاخير ولم تعد عمليات الانعاش المتكررة مفيدة.
قلت ان التخبط في الوسط اللاجيء يسود الحالة وهذا خطير جداً، والخطر يكمن في غياب صمام الامان والضمانة التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تعبر عن ولو بخطاب ضعيف، ولكن غياب منظمة التحرير التي يفترض انها تمثل اللاجئين الفلسطينيين عن ساحة الفعل والتفاعل فتح المجال للفوضى ودخل كل من هب ودب لساحة اللجوء التي لم تعد تشكل اصل الصراع بالنسبة لحلبة للطبقة السياسية الفلسطينية التي تتحكم في المشهد، هذه الطبقة التي باتت تعبر عن نفسها باجسام يائسة مشتتة مكبلة بمصالحها حيناً وبالخطاب المهزوم احياناً.