أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
قلبي أعلن الهزيمة!!

بقلم : محمود صادق عماش* ... 15.12.2012

قبل أنْ أبدأ طرحي لعشقي
عن قصتكِ البائِسة
اصمتي واسمعي
كلماتي اليائِسة
حينما رأيتُكِ في جفون
روحي ترقصين معي
أيتها الآنسة
وكنتِ أنتِ الحّب الأول
والأخير والأبد
كنتِ الحبيبة الأبديّة
ونواظري العسليّة
التي فيهما عشقك وُلِدْ
اصمتي...
فحُبك سبا عقلي
ويرومُ مني الكثير بالعدد
ظننتُكِ العاطفة
التي تجمع الروح والجسد
اليكِ
أكتب
أشرح
أفصل
أفسر
حبي لك حيث رأسي صلّى وسجد
وفجأة في الظلام الدامس
أستيقظُ من نومي وكالمجنون
حواسه للربِّ حمد
أبحثُ عنكِ
في كلِّ مكان
والناس نيام
في الازقة والشوارع
لكنني لم أجدكِ
الأبلج من الأمرِ..للأبد
فتحترق السعادة
عند ولادة دموعي وتسألني عنكِ
فيضيعُ مني الكلام
عند انحناء النجوم
وعذل السكون في الولد
وأنا وحدي أفكر بكِ
وأنسجُ خيوطاً من سندس
لعيون من استبرق
من فضائل الرب
الحق الصمد
يأتيني صوتكِ يحمل
كل الأشواق
وترتمي بصدري الالام
واشتاق اليكِ وشوقي
يصبح بصمة
على جبين الأيام
فلا تعتقدين أني قناعٍ
او وجهٍ مخادعٍ
او مسلسلٍ او لعبة معروفة
مدتها الزمنية
دون الوقت الاضافي
حيث ميقاتك عند الاحلام
لا تعتقدين أنّ حروفي
ليست لها معاني
ولا تتعمقين في بحري
كعروسه في بطولة الافلام
حبيبتي
شعاري هو أنتِ
شريعتي هي أنتِ
شراعي هو أنتِ
وحدك بين الأوهام
لا تتركينني وحيداً
في هذه الحياة
أسيرُ سبيل العذاب
والى الهاوية باحثاً عنكِ
كرهتُ نفسي
من كمِّ الأسباب
وتعتليني الوحدانيّة
والسقمُ يصاحبني
كرفقة الأحباب
كلّ ليلةٍ وأنا والشيء
نصارع الليالي دون جلباب
دموعاً لي ذرفتْ
في رحم الكلمات
وقلباً ينزف في المحِراب
وعقلاً يهتكِ الانتحاب
ترملت عيناي وانغرست
المأساة في دنياي
كقصة اغتصاب
يا أيتها الهيفاءُ
يا ذات العيون
الزرقاء
الخضراء
أحببتُكِ قصة الحبِّ الأوّل
بعنوان العتاب
على أوراق التاريخ والعذاب
أُقسمُ أني أحبكِ
قصة ألم البطل فيها غاب
الكلمات كلها تبرِحُ
ولا أدرك الاشياء
والكائنات والاشلاء
وعلى الورق تنشدُ
اهاتي ومأساتي
ودعواتي للغياب
الظلام في قلبي يدعو
للتعذيب
وأنا اشرحُ الهموم
على ورقي
في صفحة الكتاب
دائماً والقلم الارزق
يواسيني
على صوت العندليب الاسمر
أرمي نفسي
بسهم الاصغاء
دون الترس
عند الاكتئاب
استسلمتُ للعدو
وأنا على سطوري
هذه أكتبُ
آلاف الحروب مُعلناً
فيها الهزيمة بالسراب
وفشلت الاسطورة التي
سافرت منها أشعاري
الى مقسط راسك
مُقبلٍ...مُدبرٍ... عند الذهاب
يا حبيبتي لقد بعثتُ
من سماء بلادي
في سماء بلادي
فراشات
تحملُ الغيوم ثُمّ تعود
لتحمل المطر الاسود
ورايات الاستسلام
عند بكاء السماء بالتراب
وقلبي أعلن الهزيمة
وبدأتْ حينئذ
صُرخات المنازعة
تحتلّ الديجور
الذي يحتاج لشعاع
القمر
وعيناي تترحّم على المجهولة
صاحبة القلب الجذاب
وبدأت أقدام روحي
تمورُ لجبالٍ عارية
تخلو من الازهار
والاشجار والكلاب
كي تصرخ بأعلى صوتها
تعلن الهزيمة
وقلبي ما زال يبحثُ عنكِ
ولن يشفيني الا الموت والحجاب
بعد فشل المعركة الحاسمة
ولا تزل النواظر
تبكي عليكِ
وعلى دنياك المجهولة
التي فيها ما لا يُعاب
وتحتضرُ الراحة من نفسي
وأجلسُ وحدي
لونٌ واحد وموّحد
كالسماء الصفاء الصافية
في خط الاستواء
في حالة تُميتُ ألف غُراب
أبكي ولا أدري
والأشياء تبكيني وما أبكاني
أشكي والهموم تدخل عظامي
وتهدِمُ كياني
احكي والصمتُ يقهرني
وتراب الغدر يهواني
يقسو عليّ هذا الصواب
لماذا تتركينني؟
وحدي في سوق
المظالم التعيس
أين أنتِ يا ملكة سبأ؟
أين أنتِ يا بلقيس؟
لا أعرف كيف أحببتُ
أبداً لن أعرف
لا أعرف كيف بدأتُ
أبداً لن أعرف
حكاية أغراب
اليوم ليتهُ لم يكن
أنْ أراك في مُخيلتي
في الاوقات كلها
في الصباح
في الظهيرة
في العصر
في المساء
حتى في أعماق قلبي
في السحاب
عندي نظري للسماء
كقرص البدرِ
أرى وجهكِ الجذّاب
فلماذا تريدين الذهاب؟
وتأخذينني وترمينني للعذاب؟
وتغلقين كل الأبواب؟
وأنا أموت جوعاً وفقراً
أأكل الطين والأعشاب
لماذا أنصهر؟
في الأرض نفطاً
أتحولّ الى قنبلة ذرية
في أيدي الارهاب
لماذا أذوب كالشموع
كالدموع
كالحُبِّ في نهاية
الطريق احترق وذاب
فلماذا جعلت من قلبي
فريسة للضياع؟
وأغرقتِ عقلي في البحر
دون الشراع؟
حيثُ الجحيم حياتي أصاب
رحيلُكِ
حطمَّ كل شيء
بل كل الاشياء
الاحلام
الايام
السلام
الأوهام
والكلام الجميل والألحان
رحيلُكِ
جعل قلبي يبوح ويقرُّ
بعذاب العذاب
وبجنون القهرِ
الصامتِ كالشيخوخة
كالنبيذ الذي يُذيب العقول
عافت قدماي من المثول
في محاكم الانتداب
وهلكت روحي ونبضها
نسيتُ كل شيء
القمر
النجوم
الحب
الشاي
القلم
الاوراق
البيت
الشمس
كلّ شيء حتى صراحة الجواب
عيون كلماتي تبوح
بأن الانسان قد ينسى نفسه
ولكنه لن ينسى نفسا سكنت نفسه
وأنا نسيتُ حروف اسمي
الخمسة والتاريخ
ولغة الأم
والموسيقى والأحلام
وحتى الثياب
وأنتِ لن أنساكِ
مهما كبرتِ سنّاً
بشتىّ ارتباطاتُكِ
ستظل علاقتنا كعلاقة
اللسان واللعاب
عن مكان قلبكِ الدافئ
ما زلتُ أبحثُ
وأنتِ تصرّين على عدم الاختيار
وأنا اصرّ على أني
أحبكِ بلغة الايماء والآداب
بجسدي وقلبي
أعلنتُ الحب منكِ
وسأعلن الرحيل عنكِ
بدون وعيٍ
عن حبكِ الذي أحرقني
منذ البداية... بداية العِجاب
حبيبتي ابتعدي عني
واتركي قلبي وحده يتعذّب
اذهبي حيثما شئتِ
فأنا منكِ بالمرض مُصاب
واعلمي اني أحببتُكِ
ولكن لن أرضَ بحبِّ
امرأةٍ لا تقتسم معي
روحها
جسدها
نفسها
وقلبها
في كل لحظة باقية من عمرها
بل تفكر بالغريزة
بالرجل الذي أحبها
قبلي
أحبها قبلي
وأنا أعلنت الهزيمة
وميقاتنا يوم الحساب

*شاعر الوادي محمود صادق عماش - جسر الزرقاء