بقلم : ايمان الهزَّيل ... 31.10.2014
خلق هؤلاء دون ذنب اقترفوه في مجتمع طبقي متعجرف ، مجتمع يتكبر فيه ابن الشيخ على سائر ابناء القبيلة ، مجتمع مقسم الى فرق بشرية عجز اكبر علماء العالم على ان يصنفوا بني البشر تحت اطرها ..!
ترعرع هؤلاء دون ذنب اقترفوه وسط ضجة العصبية القبلية وأصوات الجماعة المخدرة فكريا ليتغنوا بقوانين بربرية عنصرية كان قد وضعها بعض المسنين الذين يرقدون اليوم تحت التراب مع ضمان حفظ تأثير خلطاتهم السحريه البالية وسير مفعول سمها حتى يومنا هذا!
كبر صابر وخرج من القوقعة الفكرية التي كان يعيش بداخلها متحديا جميع العقبات التي يعود سببها الى عقد نفسية داخلية كان قد أنشأها تعصب فرقة وضغط جماعي موروث بهدف فرض قيم بالية على الافراد من جيل الى اخر.
انكشف صابر الى واقع مختلف وتخبط بين جدران التحضر الذي لم يشهده من قبل وبين ازقة محشودة بالرجعية الممزوجة بدم القبلية العفن ! عانى واجتهد حتى وصل ، وبعد صبر صابر كان قد حقق الهدف وتخرج معلما .
نعم ، هذا هو حال سائر ابناء نقبنا ، ننشأ محاصرين داخل خطوط ، قيود وقواعد لم يتجرأ احدنا على السؤال عنها عن مصدرها او تقييم مدى فعاليتها وملاءمتها لمجتمعنا اليوم .
لذلك حتى يومنا هذا تستمر التصنيفات العائلية ، فنحن مجتمع كثر هم فلاسفته نحمل سلما اجتماعيا خاصا بنا ، بينما نجد انفسنا في ادنى طبقات سلم المجتمع الدولي.
حتى يومنا هذا يستمر التكاثر الطبيعي لنصبح منطقة كثيفة السكان قليلة البركة ، كما ان استمرار العائلية يضيف نكهة خاصة لمجتمعنا ، فهنالك امراض تمييز اطفالنا دون اطفال العالم ... امراض وراثية واخرى جينية نتيجة زواج الاقارب .
تستمر الحياة وتظهر شخصيات صنفها مجتمعنا تحت اطار الهمالة او الانحراف ، هؤلاء هم من حاولوا التمرد وكسر قواعد مسنة بالية ، هؤلاء هم من دفعوا الويل ضريبة عشقهم لفرد حرم عليهم اجتماعيا ، هؤلاء من جاهدوا وتعلموا متحدين القيود المفروضة اجتماعيا ، هؤلاء من ترشحوا للانتخابات يوما ولم يصلوا الا لعتبة بوابة البلدية المكتظة بديناصورات فكرية كانت قد تربعت على عرش السيادة تمردا منذ قرون وتأبى التنازل او تقاسم الغلة مع غيرها .
هؤلاء من عانوا الامرّين مجتمع ظالم ونفس تأبى الظلم تخبط وحرب داخلية ولربما تهديدات خارجية من قطعان البادية !
تستمر الحياة ويتقدم العالم ، تتطور معه الحضارات والمجتمعات حول العالم وما زال نقبنا يشهد اناسا حاولوا ان يذوبوا لنرتقي لكن محال !
في كل يوم ومع دقة كل عقرب ، يذوب احدهم لنرتقي ، لاجل هؤلاء ولاجل مستقبل ابنائنا تكاثفوا لنذيب افكار اولئك الذين ذابت اجسادهم تحت التراب .