أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
من عجائب الرجل و المراه ..!!

بقلم : إيمى الاشقر  ... 06.06.2012

ان من الاشياء العجيبه التى يسير عليها المجتمع باسره وكانها الصراط المستقيم هى فكرة ارتداء الاقنعه فى فترة الخطوبه .
ان فترة الخطوبه هى مجرد مرحله مؤقته تهدف الى التعارف بين الطرفين و ذلك ليحدد كلا منهما اذا كان يصلح كزوج وشريك لحياة الطرف الاخر ام لا ؟
ولكن ما نجده يحدث دائما وكانه سنه, وهو ان فترة الخطوبه تكون فترة الكذب والغش و التمثيل وتقمص كل شخص شخصيه عكس حقيقته او ارتداء قناع باللون الذى يفضله الطرف الاخر حتى تنتهى فترة الخطوبه فيطرحوا القناعات ارضاً و كل منهم يظهر على حقيقتة امام الاخر .
انى اتسال لماذا ؟ اتتعمد ان تبنى حياه طويله على اساس وهمى.. لماذا ؟ ربما يكون كل طرف يود ان يرضى غروره بتمكنه من جعل الطرف الاخر يقبله كشريك للحياه ؟ ولكن لماذا يكون التفكير بهذه الطريقه ؟ هل من المنطقى ان ترضى غرورك على اساس وهمى ؟ لماذا ترضى غرورك فى فترة محدودة طالت ام قصرت فهى محدوده وتعيش عمر طويل وانت ساقط وفاقد لاحترامك فى نظر شريك حياتك ؟ كيف تكون الحياه وكل منهم يرى فى عين الاخر نظرة الاحتقار والاعين تتبادل السب والشتائم والندم ؟ كيف ينظر كل منهم الى عين الاخر بعد خلع الاقنعه وتبادل النظرات الى الوجوه الحقيقيه ؟ كيف تكون الحياه عندما ينظر كل منهم الى الاخر وتتبادل الاعين علامات الاستفهام , وطرح الاسئله ان الطرفين يكونا اذكى مايمكن فى فترة الخطوبه ومع نهاية الخطوبه وبداية الزواج يتحولا الى اغبى مايمكن ؟! اليس هذا شىء عجيب !! ان تتعامل مع فتره محدوده بذكاء وفطنه وكل طرف يبذل قصارى جهده لجعل الطرف الاخر يعجب به ويحبه , وعلى العكس قمة الغباء و اللامبالاه وسوء التصرف بعد الزواج وكأن فترة الخطوبه هى الفتره الحاسمه وبداية الزواج هى النهايه !!
المنطقى هو ان ا لزواج ا لبدايه الحقيقيه للعلاقه بين الرجل والمراه لكن الناس تتعامل مع فترة الخطوبه على انها الفتره الذى يحاول كل طرف السيطره على عقل الطرف الاخر حتى يتملكه ويسقطه فى شبكة الزواج , وهذا الحديث موجه الى الرجل و المراه لا اخص به الرجل فقط او المراه فقط , فالمراه فى فترة الخطوبه تكون اذكى مافى الوجود , تحاول بقدر الامكان ان تبدو جميله , جذابه , رقيقه , عذبة الصوت , وتحاول بكل طاقتها ان تظهر لخطيبها انها سيدة منزل ممتازه تجيد اعمال المطبخ بالذات وكانها شيف محترف تجيد كل ما يخطر على باله , وفى زيارته لها كل شىء يقدم لة من صنع يدها , تتحدث بصوت منخفض عذب لا تستطيع ان تعلوا بصوتها ابدا , تمشى بدلال وكانها غصن شجره يتمايل مع الهواء , حنونه جدا عليه , تغرقه باهتمامها , دائما على اتصال به لتطمئن على احواله وعلى ماحدث له خلال يومه , تشعره انها القلب الدافىء الذى يحتويه , وتحاول بكل طاقتها ان تجعله يراها الزوجه المثاليه؟
اما بالنسبه للرجل فيكون حريص جدا الا يظهر حقيقة شخصيته , وخصوصا اذا كان عصبى او بخيل , او عديم الشخصيه يتصف بالتابعيه لمن حوله وخصوصا ماما وبابا , فيحاول ان يغرقها فى بحر الاوهام انه هو فارس الاحلام الذى سوف ياخذها الى جنة احضانه , وطبعا لا يفوته ابدا الاكثار من الكلمات الرقيقه وابيات الشعر التى تكتب لها خصيصا ولا مانع من الغناء بصوته العذب الرقيق فى اذنيها , كما يحاول الرجل ان يجعلها ترى انه على قدر كبير من التفاهم وابعد مايكون عن التسلط و السيطره فكل شىء تحبه هو مايتصف به وكل شىء تكرهه او ترفضه هو ابعد مايكون عنه !!, كما يحاول ان يقنعها بانه عنتر القوى الشجاع حامى الحما , وكأن كل منهم يحاول بكل طاقته ان يرضى غروره عندما يجد الطرف الاخر وقع تحت تاثيره متخذاً قرار الزواج ؟!
انتهت فترة الخطوبه , ومر شهر العسل وبدات الحياه الواقعيه الفعليه بينهم , فوقف كل منهما امام حقيقة الاخر وكانت الصدمه !!
الحقيقه ابعد ماتكون عن ماكنت اتمناه فى شريك حياتى ؟! فماذا يكون القرار ؟ الاستمرار خوفا من الناس والمجتمع , فلتكن هذه هى الحياه ؟! وبدلا من محاولة تجميل الواقع كل منهم يتحول الى كتله من الغباء والجمود فهى لا تعتنى بنفسها ولا باى شىء يخصه مثلما كانت من قبل فى فترة الخطوبه , هو لا يهتم ان يسمعها كلمه رقيقه من حين لاخر لا يسمعها الا الاوامر, جنة احضانه التى وعدها بها تحولت الى جحيم بوجوده فى حياتها وهو لا يسمع منها سوى طلبات البيت ويرى فى عينيها الاشمئزاز و النفور و التعجب من الرومانسى الحالم الذى تحول صوته العذب الى صراخ يفزع كل كيانها , ثم تاتى الاطفال فتستمر الحياه من اجل الاطفال , ومع ضغوط الحياة تتضخم المشاكل والاطفال هم الذين يتحملوا النتائج فالطفل الذى يميل الى امة يكرهه ابيه من اجلها , والطفل الذى يميل الى ابيه يتعاطف معه على حساب امه , فيكون للام ماهو مقرب لديها , و كذلك الاب , فتكون التفرقه بين الاخوه مما يؤثر على سوء العلاقه بينهم , واذا لم يحدث ذلك فتكون نتيجة المشاكل التى بينهم هى اطفال يعانوا من مشاكل عصبيه وعقد نفسيه تجاه الزواج والحياه الزوجيه , لان ما يحدث فى فترة الطفوله بمثابة بذور تغرث فى عقلهم الباطن ولا تنزع منه ابدا ويكون لها التاثير القوى والفعال على حياتهم ومستقبلهم وصحتهم النفسيه ,
دعونا نتسال و نفكر سويا لماذا لا يكون الوضوح والصراحه والشفافيه هما اساس التعارف فى فترة الخطوبه ؟ هل اذا كان كل منهم واضح فى مميزاته وعيوبه وميوله واتجاهاته وفلسفته الشخصيه وطريقة تربيته افضل ام اخفاء الحقيقه وتجسيد الوهم يكون افضل ؟
و اخيرا اود ان اقول شىء هام جدااا :
ليس من المنطقى ان نكون ملائكه لان كل شخص لديه مميزاته وعيوبه , والعلاقه بين الزوجين علاقة تكامل لا تفاضل , اى سنضع المميزات ونجعلها تكمل بعضها البعض , اما العيوب هى ماسوف ننظر اليها بعين الاعتبار و نحللها جيدااا
هل هذه العيوب كبيره ام بسيطه ؟ هل استطيع ان اعالجها ام لا ؟ هل اذا فشلت فى علاجها استطيع ان اتاقلم معها ام لا ؟ هل هذه العيوب نتيجه التربيه والتنشاه الاجتماعيه ام نتيجة لظروف طارئه ؟ ومن الاجابه على هذه التساؤلات سوف نتخذ القرار هل هذا الرجل هو ما اتمناه وسوف اجد الراحه و الامان معه ام هو مجرد صوره لرجل ؟ و كذلك الرجل يسال نفسه .. هل هذه هى المراه التى تصلح شريكه لحياتى وتكون ام لاولادى ام لا ؟
ان الزواج لابد ان يكون على اساس منطقى ,عقلانى , واقعى حتى يكون اساس قوى يتحمل طويلا مادامت الحياه , اما الاقنعه فهى هشه لا تدوم طويلا وتسقط سريعا وبعد سقوطها يكون السقوط الى الابد .