بقلم : عطا مناع ... 29.07.2013
المشهد الأول: نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسيره مناهضه للمفاوضات في رام الله، وقد شارك في هذه المسيره التي جابت شوارع رام الله باتجاه المقاطعه ، وقبيل وصولها للمقاطعه اعترضتها قوات شرطيه ووقعت صدامات بين المحتجين ورجال الشرطه المدججين وكانت الحصيله ثمانيه إصابات حيث أعلنت الاجهزه الشرطيه اصابه ثلاثه من عناصرها، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات اعتقال مصابين من المستشفيات .
المشهد الثاني: الفيديو الذي انتشر على موقع التواصل الاجتماعي والذي يوضح ألصوره حيث نرى الاجهزه الشرطيه يعطيها التي تنهال على رؤوس المشاركين في المسيره واستخدام القوه المفرطه في قمع المحتجين وهذا ليس غريباً عن المشهد الفلسطيني سواء في الضفه المحتله وقطاع غزه حيث قمعت سلطه حماس قبل شهر وقفه نظمتها الجبهه الشعبيه تضامناً مع سوريا ضد المؤامرة الكونيه عليها .
المشهد الثالث: حاله من الامتعاض والاحتجاج اجتاحت موقع التواصل الاجتماعي على العنف الشديد الذي استخدم ضد الفتيات والشبان حيث تم الاعتداء على فتيات ونساء ومن ضمن المعتدى عليهن النائب في المجلس التشريعي خالده جرار، ومن تمعن في الفيديو يجد أن العنف الذي يستخدم من قبل الشرطه يعبر عن وجهه نظر وتعبئه مسبقه!
المشهد الرابع: جمال نزال وديمقراطيه تكسير الرؤوس
جمال نزال أشاد بالشرطه ومهنيتها ووصف المشاركون في المسيره بمجرد أشخاص ” يسبون الرب” ويطلقون هتافات للإخوان المسلمين وحاولوا اقتحام مقر المقاطعه، وكرر كلامه بأنهم يسبون رب العالمين ويتساءل عن العلاقه بين هؤلاء الملحدين والإخوان المسلمين!!!!!!!!
ووصف نزال أنصار الجبهه الشعبيه المشاركين بالمسيره بالصغار وقال أن جغابير اليسار تعلموا اليوم درساً في الديمقراطيه، ولم يكتفي نزال بهذه التصريحات بل وضع رابط فيديو الاعتداء على المشاركين في المسيره وكتب استمتعوا...
انتهى المشهد إلى حين ولكن: ما شهدناه في رام الله بالأمس يعبر عن حاله من الاحتقان وألازمه التي تجتاح قياده السلطة، هذه القياده التي أوعزت لجهازها الشرطي النزول للشارع واستخدام القوه والعنف الجسدي والمعنوي بحق المحتجين مما يعطينا اشاره أن هذه السلطه في مأزق حتى لو ذهبت للمفاوضات الميته قبل أن تنطلق، والواضح أن قياده السلطه تعتقد أنها تملك وتتحكم بمقادير الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنيه والمقايضه عليها، بمعنى أنهم يعتقدون حالمين أن باستطاعتهم التخلي عن حق العودة وان دعوات هذا الجمال نزال بتكسير الرؤوس ستأتي بنتائجها !!
لست بصدد الوقوف أمام ساديه نزال الناطق باسم حركه فتح، ولا بصدد إجراء كشف حساب لنزال حيث مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تفضح حقيقه هذا الشخص الذي يتبع أجنده واضحه، ولكن المخزي في الأمر أن يعلن هذا النزال وعلى الملاء أنهم يؤيدون تكسير الرؤوس، والسؤال رؤوس من؟؟؟؟؟ رؤوس الشعب الفلسطيني واليسار الفلسطيني الذي قال النزال انه اخذ درساً في الديمقراطيه
السؤال الكبير للجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين؟؟؟؟؟ نعم استنكرتم ونددتم ولكن؟؟؟؟ ألا تعتقدوا أننا بصدد فاشيه فكراً وممارسه؟؟؟؟ إلا تعتقدوا أن سلطه اوسلوا تستخدم الجبهه الشعبيه وقوى اليسار التي أخذت درساً في ديمقراطيه تكسير الرؤوس كشاهد زوووووووووووور؟؟؟؟ ألا تعتقدوا أن ما حدث في رام الله مؤشر خطير للمستقبل الوطني حيث تجذر الفاشيه في المجتمع الفلسطيني
ما العمل أمام هذا المشهد؟؟؟؟ على الجبهه الشعبيه ان تجيب على أكثر من سؤال احتراماً لاعضاءها وأنصارها
طبيعة العلاقه مع السلطه: هل تعيش تحالف استراتيجي وتنسجم مع سياسات هذه السلطه والمتعلقه بالقضيه الوطنيه ام أن العلاقه كما الزواج العرفي تنتهي بانتهاء مصالح هذه السلطه التي تنتهج الفكر ألاستخدامي للجبهة وغيرها من الفصائل
منظمه التحرير الفلسطينية: هل لا زالت منظمه التحرير تعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني؟؟؟؟ وهل منظمه التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؟؟؟؟ وهل هذه المنظمه التي يتحكم بها ياسر عبر ربه وشريحته تستوعب المعارضين لنهج السلطه وومثليها في اللجنه التنفيذيه.
ما حدث في رام الله من قمع معنوي وجسدي ومن بعده الهجوم على اليسار الفلسطيني والجبهه الشعبيه من النزال وغيره من السلطويين يتطلب أكثر من تنديد بما حدث، المشهد بحاجه لخطوه عمليه سياسيه تنزع الغطاء عن السلطه التي تستخدم الجبهه وغيرها في تمرير حلقات التنازل وعدم التزامها بقرارات المجلس المركزي
لماذا تترد الجبهه الشعبيه من اتخاذ قرار بالانسحاب من منظمه التحرير الفلسطينيه التي تحولت لإسفنجه تمتص غضب الشعب الفلسطيني؟؟؟؟ الم تكن تجارب سابقه للحكيم جورج حبش عندما شكل جبهة الرفض عام 1974 رفضاً للحلول الاستسلاميه؟؟
لا أقسو على المشهد، لكن ما حدث في رام الله لن يتوقف عند هذه النقطه، ما حدث في رام الله وكما قال جمال النزال هو درس في الديمقراطيه لكل من يحاول أن يقول لا، درس داس على تاريخ الجبهه الشعبيه ومنظمه التحرير التي اعتقدنا بها، هو درس يقول لكل معارض للتفريط والتسويه سندوسكم فنحن نمتلك العصا والسجون وهنا يكمن السؤال لماذا نخاف كمعارضين من السجون؟؟؟؟ فليزجوا بالسجون كل من يعارض التسويه والمفاوضات والفساد والاستزلام والرشوه وسرقه المال العام، ليفتحوا السجون للمعارضه ليخرج النزال على الملاء ليقول مره أخرى أعطيناهم درساً في الديمقراطيه!!
هذا الأعمى نزال الذي لم يرى احمد سعدات كيف ظل واقفا حتى الجدار الأخير في سجن أريحا أمام الجرافه الاسرائيليه، هذا النزال الذي ينادي بتكسر عظام الشعب مستعرضا عضلاته في غير مكانها
هي مجرد رؤيه لشريحه دفعت للجدار، وهي الهواجس التي تجتاح الكثير من العقول التي تعلمت ومارست صقل الفولاذ، وهي اسئله لفلسطينيين يبحثون عن من يقرع الجرس في وجه الصمت واداره الظهر للشعب، وهي الوصيه التي قالها صاحب أل 36 عاماً..الانسان!!