بقلم : ... 09.06.2014
قالت السلطات المصرية اليوم الاثنين إنها القت القبض على سبعة أشخاص بعد حادثة اعتداء جنسي جماعي صادمة بفتاة في ميدان التحرير انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء احتفالات بأداء الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية.ويظهر مقطع فيديو مجموعة من الرجال يحيطون بفتاة، نزعت عنها ملابسها وتورم جسدها، فيما كان رجال شرطة ينقلونها لسيارة إسعاف وسط حالة من الفوضى العارمة بعد الاعتداء عليها جنسيًا مساء أمس الاحد في ميدان التحرير.وحاول المعتدون افتكاك الفتاة من رجال الشرطة وهم يحاولون إنقاذها وأطلقوا عليهم العابا نارية. وتسمع في مقطع الفيديو أصوات رجال تطالب رجال الشرطة باطلاق النيران لتخليص الفتاة لكن الفيديو لا يظهر أن الشرطة فعلت ذلك.واكد مسؤول أمني صحة مقطع الفيديو موضحًا أن الشرطة ألقت القبض على سبعة أشخاص على صلة بالاعتداء جنسيًا على الفتاة التي قال إنها طالبة تبلغ من العمر 19 عاما وأنه جرى نقلها للمستشفى.ولكن وزارة الداخلية قالت إنه جرى القاء القبض على "سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 16 و49 سنة متهمين بالتحرش بعدد من الفتيات خلال الإحتفالات بمنطقة ميدان التحرير" أمس الأحد. ولم توضح الداخلية إن كان هؤلاء المعتقلون متورطون في واقعة الاعتداء التي تضمنها مقطع الفيديو أم كذلك في وقائع أخرى أشار إليها البيان الصادر عنها.وأمر النائب العام المصري بالتحقيق في الواقعة التي أثارت غضبا واسعًا بسبب المشاهد الصادمة للفتاة التي ظهرت عارية تماما في مقطع الفيديو. وتحدث وقائع التحرش الجنسي بحق النساء باستمرار في التجمعات الكبيرة في مصر. وواقعة أمس ليست الأولى في ميدان التحرير.وقالت مجموعة "شفت تحرش" إنه "من المخجل أن القيادات الأمنية في وزارة الداخلية لم تضع بعين الإعتبار أي تدابير أو خطط أمنية تمنع وقوع تلك الاعتداءات رغم تكررها في مشاهد مختلفة".وأشارت المجموعة في بيان إلى خمس حالات تحرش جنسي جماعي على الأقل في ميدان التحرير، منها أربع احتاجت فيها الضحايا للدعم الطبي في المستشفيات القريبة من الميدان الذي كان أيقونة الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العام 2011.لكن منذ عزل مبارك، فإن أزمة التحرش أصبحت أكثر تفجرا وخطورة مع تعرض عشرات الفتيات والسيدات لاعتداءات جنسية أثناء المشاركة في فعاليات سياسية خاصة في ميدان التحرير بالتحديد. وذكرت دراسة للأمم المتحدة صدرت العام الماضي أن 99 في المئة من المصريات تعرضن لشكل من أشكال التحرش.وتقول النساء في مصر إنهن يتعرضن للتحرش بغض النظر عن ملابسهن، وسواء كن محجبات أو غير محجبات. لكن معظم تلك الحوادث والاعتداءات تمر بلا عقاب أو محاسبة قانونية، بحسب منظمات حقوقية.وقال الناشط فتحي فريد، العضو المؤسس في حملة "شفت تحرش"، لوكالة فرانس برس إن "بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 وحزيران (يونيو) 2013 وقعت 250 حالة اعتداء جنسي أو تحرش من حشود أو حوادث اغتصاب باستخدام آلات حادة خلال مظاهرات في الميادين في القاهرة".وتأتي اعتداءات أمس الأحد بعد أيام قليلة من إصدار الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، قانونا يعد الأول من نوعه لمعاقبة التحرش الجنسي، يتضمن غرامات كبيرة وعقوبات بالسجن للمعتدين.وأدى قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية أمس كرئيس لمصر وسط احتفالات كبيرة نظمتها السلطات بعد فوزه الساحق في انتخابات أيار (مايو) الماضي أمام منافسه الوحيد حمدين صباحي!!