بقلم : ميسون أسدي ... 13.12.08
[العديد من الصحف اليونانية كتبت وعلى الصفحات الأولى: "أفيجينيا" الفلسطينية"، "أفيجينيا مسرح الجوال الفلسطيني والمسرح البلدي اليوناني"، "فنانين فلسطينيين ويونانيين في مسرحية أفيجينيا"، "مقابلة صريحة مع فنان فلسطيني".. وغيرها*مسرح الجوال يحقق نجاح كبير في عروضه المشتركة في اليونان]
*الفنان محمود أبو جازي، عضو مسرح "الجوال"، والمشارك في العديد من المسرحيات والأفلام العالمية، عاد من خارج البلاد وفي جعبته أكثر من نجاح فني، حيث حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان فالنسيا السينمائي الدولي، ضمن فيلم "جمر الحكاية" لمخرجه علي نصار، وشارك في جولة عروض للمسرحية الجديدة "أفيجينيا" وهي إنتاج مشترك بين مسرح "الجوال السخنيني والمسرح "البلدي" اليوناني.. وعن آخر إنجازاته يحدثنا في هذا اللقاء.
**مسرحية من الماسي اليونانية المعروفة:
يقول أبو جازي: كتب يوربيديس مسرحية "أفيجينيا"، قبل أكثر من 400 عام قبل الميلاد ومثلت آلاف المرات في اليونان والعالم، ولكن هذه المرة كانت بطعم فلسطيني، واشترك فيها ثلاثة ممثلين أنا ونضال بدارنة وممثل يوناني ومن إخراج يوناني، مدتها ساعة، ومسرح "الجوال" كان شريك في الإنتاج والمسرح البلدي في مدينة البترا.. أجرينا مراجعات في سخنين لمدة شهر ونصف وواصلنا المراجعات في اليونان لمدة عشرين يوما وقدمنا هناك (17) عرضا بشكل يومي، وكان المسرح مليء بالمشاهدين يوميا.. الجمهور اليوناني شاهد هذه المسرحية عشرات المرات ويعرفها جيدا ولكنه كان يأتي ليرى كيف سنعرضها من جديد بطابع فلسطيني ونحن كممثلين فلسطينيين ساهمنا بإدخال عدة مشاهد ذات نكهة فلسطينية وهذا التزاوج بين اليونان وفلسطين كان موفقا وخدم القضية الفلسطينية بآلامها ومعاناتها، لم يكن التعاطف مع الألم الفلسطيني، بل مع الانسان الفلسطيني الذي يحب الحياة وقادر على التغيير وليس صاحب مأساة، ويصنع التغيير.. كان الأمر بالنسبة لنا تحدي أمام هذا الجمهور العارف، واستطعنا أن نكون على قدر هذا التحدي..
**اهتمام إعلامي يوناني واسع
ويضيف أبو جازي: كان هناك اهتمام إعلامي يوناني واسع بالطاقم الفلسطيني، أنا ونضال، كممثلين فلسطينيين باسم مسرح الجوال، وقد أجريت معنا العديد من المقابلات الصحفية وكنا في لقاء تلفزيوني لمدة نصف ساعة وبث مباشر وتكلمنا باللغة اليونانية والانجليزية ومع عدة صحف على الصفحة الرئيسة، ومقابلات شخصية، خاصة بعد مشاهدتهم للمسرحية وكفنانين فلسطينيين.. وردود فعل الجمهور الذي بقى على مقعده أكثر من ربع ساعة، ينتظرنا في القاعة ليتحدثون إلينا والتعليق على المسرحية والسؤال عن مسرحنا وأعمالنا الفنية وعبروا عن سعادتهم بشكل كبير من العمل ومن تمثلينا وشعرنا بالفخر والاعتزاز كممثلين وكمسرح الجوال وكممثلين للشعب الفلسطيني بشكل عام..
**مسرح "الجوال" يخطو خطوات دولية:
وعن الوفد الفلسطيني يقول أبو جازي: البعثة في الأساس تشكلت من مسرح "الجوال" الذي يخطو خطوات ثابتة وايجابية ويتقدم بشكل ملحوظ وفي هذا العمل، اثبت خطاه نحو التطور للأفضل ونحو الشهرة الدولية.. فغالبية جمهورنا كان ممثلين وجمهور مختص بتقنيات المسرح: ديكور، إضاءة وإخراج.. وجاءوا من أثينا بشكل خاص مسرحيين ليروا هذا العمل المشترك، وعبروا عن إعجابهم الكبير بنا كممثلين وهذا يولد اهتمام وأفكار جديدة للتعاون مع مسارح أخرى وهذا يعود للجوال ومدير مسرح الجوال الذي سيقود أعمال مشتركة دولية.
**مدينة البترا احتضنت الجوال:
عن مكان العرض يقول أبو جازي: كنا في مدينة "البترا" في شرق جنوب اليونان وهي مدينة صغيرة لا يتعدى سكانها الـ 400 ألف والتعاون كان مع المسرح البلدي اليوناني- البترا، والمسؤولة عنه "ليذيا كونيوردوا" وهي ممثلة مشهورة جدا في اليونان وعملها الأخير كان المأساة اليونانية "ميديا" بالاشتراك مع روسيا وفرنسا.. في البداية كان مجرد دعم لمسرحيتنا "افيجينيا" وبعد أن شاهدوا العمل تبنوه.. ورافقنا في هذه الجولة زملاء من مسرح الجوال: عادل أبو ريا- مدير المسرح، حسن دغيم- رئيس الإدارة، علي شاهين- عضو في إدارة المسرح، وقضينا هناك (40) يوما، الرحلة كانت صعبة وشاقة لنا، فأنا متزوج ولي (3) أولاد وقدمنا تضحية كبيرة لوجودنا فترة طويلة هناك وأثلج صدرنا النجاح الذي حققناه.
**مهرجان فلينسيا السينمائي الدولي في اسبانيا وأحسن ممثل
ويضيف أبو جازي والسعادة تقفز من عينيه: خلال تواجدنا في اليونان، اتصل بي من اسبانيا المخرج علي نصار واخبرني بحصولي على جائزة أفضل ممثل في فيلم "جمر الحكاية"، في مهرجان فلينسيا السينمائي الدولي في اسبانيا، سعادتي زادت بسبب انجازنا الذي نعيشه في اليونان، واحتفلنا بهذا الفوز في المسرح اليوناني بشكل عام، وفريق مسرح الجوال بشكل خاص.. وهنا أنتهز الفرصة لأوجه تحية خاصة للمخرج علي نصار، الذي عمل منتجت الفيلم مرّة أخرى بعد أن تم عرضه لأول مرّة في حيفا، فعندما عرض أول مرّة في حيفا كان هناك أخطاء في المونتاج واستطاع علي نصار أن يكتشفها ويقرر إعادة الفيلم إلى غرف المونتاج وصناعته من جديد، ولولا هذا القرار الجريء والحكيم لما وصلنا إلى مهرجان فلينسيا في اسبانيا ولما حصلت على هذه الجائزة، وهذه الجائزة أقدمها لكل طاقم العمل في فيلم "جمر الحكاية" للمخرج علي نصار نسرين فاعور، ولكل طاقم الممثلين والتقنيين في الفيلم فهذا انجاز ليس فقط لمحمود بل لجميع الفنانين الفلسطينيين، وما ابهجني أكثر وأكثر، أنه بعد فترة قصيرة، حصل الفنان محمد بكري على جائزة أفضل ممثل في "قرطاج"، والفنانة هيام عباس على جائزة أحسن ممثلة في استراليا، وسهى عراف على أفضل سيناريو وفلسطينيون آخرون.. أحييهم جميعهم من قلبي، فأنا سعيد جدا لانجازاتهم وأتمنى لجميع فنانينا بالحصول على جوائز فنية عالمية تعود بالفخر علينا جميعا.
أريد أن أذكر هنا، أن فيلم "كن هادئا" للمخرج سامح زعبي، والذي ألعب الدور الرئيسي به حصل أيضا على الجائزة الثانية في مهرجان "كان" والجائزة الأولى في مهرجان "دبي" وعشرات الجوائز العالمية في أمريكا وأوربا.
**الجوال من المسارح الرائدة في البلاد:
عن عمله المسرحي في البلاد، يقول أبو جازي: حاليا أنا موجود في مسرح الجوال وآمل بكل محبة أن يتقدم هذا المسرح الذي يعد من المسارح الرائدة وبحاجة إلى دعمه ماديا ويتواجد بقوة وانجازات رائعة داخل مسرحنا الفلسطيني في الداخل، وان يرتقى للأعلى أكثر وأكثر، لأن إدارته قادرة فنيا وإداريا بشكل حرفي ورائع وطواقمه المهنية الفنية قادرة على أن ترتقي بالمسرح إلى الأعلى ونحن نسير بالاتجاه الصحيح، وحاليا نختار مع مدير المسرح أعمال مستقبلية ولدينا عدة اقتراحات وهناك اقتراحات محلية ودولية وسنختار الأفضل للمسرح ونبدأ بتنفيذه.
ويختتم محمود أبو جازي حديثه: همي الآن، أن أتواجد وأطور المسرح وأحقق انجازات شخصية من خلال "لجوال" ومدير المسرح وهو شخص مثابر ومعطاء، ولولاه لما كان هناك مسرح الجوال وليس بهذا المستوى فهو فنان كبير وإنسان كبير.