بقلم : ... 11.06.2014
قيادات جيش المالكي في الموصل تقلع ملابسها العسكريه وتولي هاربه من الموصل الى اقليم كردستان..سيطر مسلحون تابعون للعشائر على معظم أنحاء الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية في ساعة مبكرة أمس واستولوا على قاعدة عسكرية وأطلقوا سراح مئات السجناء في ضربة قوية لرئيس وزراء نظام خضراء بغداد.وقال خبراء عسكريون إن السيطرة على الموصل مركز محافظة نينوى والتقدم في اتجاه صلاح الدين وتكريت، فضلا عن العمليات النوعية في محافظة الأنبار تكشف عن خطة دقيقة يتحرك وفقها المسلحون، وأن عملياتهم لا يقودها منطق الهجمات الخاطفة.ولفت الخبراء إلى أن الحكومة العراقية تحاول أن تحصر المسلحين في تسمية “داعش” لربطهم بالقاعدة والإرهاب، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد وجود تحرك قوي لمجموعات أكبر من قدرات داعش التي لا تعدو أن تكون فزاعة من المالكي للحصول على الدعم الأميركي على وجه الخصوص.وتساءل متابع عراقي عن خضوع وسائل الإعلام للخطاب الحكومي والتركيز على داعش في ما يجري بمحافظة الموصل، متسائلا “كم هي أعداد داعش لتهجّر مدينة الموصل بأكملها وتهزم جيش الدولة النظامي المزود بأحدث الأسلحة الأميركية”.بالتوازي، قال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي احد عملاء الاحتلال الامريكي إنه اتصل بالأميركيين، مضيفا “أنا تكلمت مع السفير الأميركي قبل ساعة وطلبت منه أن يكون للولايات المتحدة دور في دعم العراق ضد هذه الهجمة الإرهابية في إطار الاتفاقية المشتركة. ووعدوا ببحث الأمر بصورة مستعجلة” على حد قوله.واكتفى رئيس الوزراء بمطالبة البرلمان “تحمل مسؤولياته بإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة”، وهو موقف اعتبره الخبراء دليل ضعف وارتباك إذ كان عليه أن يدعو القوات العراقية، التي يتحكم وحده في صلاحية إعطائها الأوامر، إلى التحرك لاستعادة محافظة نينوى وقطع الطريق أمام تحرك المسلحين نحو محافظة صلاح الدين.وكشف الخبراء أن المعركة، التي توسعت لأكثر من محافظة، يخوضها مسلحون عشائريون وضباط وجنود من الجيش العراقي السابق لمواجهة جيش المالكي الذي شكله الاحتلال الامريكي..يشار إلى أن عددا كبيرا من مسلحي العشائر عناصر في الصحوات التي تمكنت من القضاء على تنظيم القاعدة في السنوات التي تلت الغزو الأميركي للعراق، وأخلّت الحكومات المتعاقبة بوعود قدمت لهم من بينها إدماجهم في قوات الأمن والجيش، ما اضطرهم إلى تكوين خلايا عسكرية وفتح جبهات على الحكومة.وأشاروا إلى أن المعركة لا تهز عرش رئيس الوزراء اللاهث وراء ولاية ثالثة بكل الطرق وحسب، وإنما تهدد عرش الامبراطورية التي نجحت إيران طيلة 11 عاما من الغزو المباشر والخفي من بنائها في العراق، وهي امبراطورية استخبارية بالدرجة الأولى.وتوقع الخبراء أن تكون معركة الموصل فاصلة في مستقبل حكومة نظام المالكي والدور الإيراني في العراق، ذلك أنها مدينة تضم ثلاث فرق من الجيش، فضلا عن ثقلها السكاني الكبير (3.5 ملايين عراقي).وعندما احتدمت المعركة داخل مدينة الموصل تخلت القوات العسكرية التابعه للنظام عن أسلحتها وهرب قياديون بارزون وتركوا الأسلحة والمدرعات، ولجأ ضباط وقادة أمنيون إلى مدن إقليم كردستان بعد أن غيروا ملابسهم العسكرية بأخرى مدنية وتخلوا عن أسلحتهم.وقال ضباط إن معنويات القوات العراقية منخفضة وتفتقر للقوة القتالية، وذكر الأهالي أن المسلحين استحوذوا على طائرات مروحية كانت في مطار الموصل.وبثت صور من شوارع الموصل على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أحذية وملابس عسكرية مرمية على الطرقات، الأمر الذي يؤكد فرار عناصر الأمن والجيش بملابس مدنية.وأشار شهود عيان الى أن عناصر الجيش والشرطة هربوا تاركين مواقعهم ومعسكراتهم التي تغص بالاسلحة والمعدات التي غنمتها المجاميع المسلحة ومنها معسكر الغزلاني الضخم الذي كانت القوات الأمريكية تتخذه مقرا لها وأصبح لاحقا المقر الرئيسي للقوات الحكومية. وأكد هؤلاء مسؤولية القيادات الأمنية الحكومية في هذه الانتكاسة الأمنية الخطيرة التي إما أنها تواطأت مع المجاميع المسلحة او تخلت عن مسؤولياتها في حماية المحافظة التي تعتبر ثاني محافظات العراق في الأهمية. كما عبر بعض المتصلين بالهاتف عن قلقهم من أن يكون هذا السيناريو وراءه تدبير خطير يهدد سلامة المحافظة والعراق معا..الموصل وما ادراك ما بعد بعد الموصل .من جهتها- اعتبرتهيئة علماء المسلمين في العراق ما حدث في نينوى «إنجازا لثوار العشائر» ودليلا «على جبن قوات المالكي الطائفية".وطمأنت الهيئة سكان المحافظة بالقول في بيان «ستضاف بهذا الانتصار مهمة جديدة ومن نوع آخر إلى عاتق الثوار، وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظة نينوى وحفظ سلامة المواطنين فيها من كل المكونات والأطياف والرفق بهم والاجتهاد في التخفيف عنهم وتوفير الحاجات الأساسية لهم بالمستطاع، وإدخال الطمأنينة إلى نفوس الجميع، وحماية مؤسسات الدولة والأموال العامة، وتغليب لغة العفو على لغة الثأر والانتقام، مراعاة لحرمة الدماء البريئة".وقالت الهيئة في بيانها «كما هو متوقع تهاوت قوات المالكي وأجهزته الأمنية أمام ضربات الثوار في مدينة الموصل؛ لتؤكد الأحداث أن الخائن خائف والظالم لا ينجو بفعلته مهما طال الزمن"..وأضافت «لقد فرت قوات المالكي وفر شركاؤه السياسيون كما هي العادة، وتأكد للقاصي والداني أن هؤلاء ليسوا رجال دولة وأنهم لا يعدون كونهم أدوات كانت تنفذ لأسيادها في خارج العراق مخططاتهم وأطماعهم مقابل فتات يحصلون عليه منها ليس إلا"!!