بقلم : ... 13.06.2014
اقتربت قوات الثوار و قوات الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من مشارف العاصمة العراقية، فيما اندفعت ميليشيات شيعية من الجنوب للدفاع عن بغداد وسط بوادر حصول مجازر طائفية، ولوح الرئيس الامريكي باراك اوباما بشن حملة جوية استجابة لطلب من حكومة نوري المالكي بعد الانهيار المتواصل في الجيش العراقي.وقال أوباما الخميس إنه يبحث كل الخيارات في مساعدة الحكومة العراقية على مواجهة أعمال العنف المسلح المتصاعدة هناك.وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تبحث شن هجمات باستخدام طائرات دون طيار أو أي إجراء آخر لوقف أعمال العنف المسلح قال أوباما «لا أستبعد اي شيء.»واضاف أوباما للصحافيين في البيت الأبيض أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء استراليا توني أبوت ان من مصلحة الولايات المتحدة ضمان ألا يحصل الجهاديون على موطئ قدم في العراق.وقال انه ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق، مشيرا إلى أن فريقه للأمن القومي يبحث كل الخيارات. وتابع ان الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراء عسكري عند تهديد مصالحها المرتبطة بالأمن القومي. وسيطر الاكراد العراقيون على مدينة كركوك النفطية بشمالي البلاد الخميس بعد أن انسحبت القوات الحكومية من مواقعها أمام تقدم متشددين سنة نحو بغداد، مما يهدد مستقبل العراق كدولة موحدة.وفي الموصل نظم مقاتلو جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام استعراضا بعربات الهمفي الأمريكية التي استولوا عليها من جيش النظام العراقي المنهار على مدى يومين منذ أن قدم المقاتلون من الصحراء واجتاحوا ثاني أكبر مدينة في العراق.وقال شهود إن طائرتي هليكوبتر سيطر عليهما الثوار أيضا حلقتا في الاجواء فيما يبدو أنها المرة الأولى التي تحصل فيها الجماعات المسلحه على طائرات على مدى السنوات التي تقوم فيها بالجهاد على جانبي الحدود العراقية السورية.وعلى مسافة أبعد إلى الجنوب واصل المقاتلون تقدمهم الخاطف نحو بلدات لا تبعد أكثر من ساعة بالسيارة عن بغداد حيث تقوم الميليشيات الشيعية بتعبئة، فيما قد ينذر بتكرار حمام الدم العرقي والطائفي في عامي 2006 و2007 .واندفعت شاحنات تقل متطوعين شيعة يرتدون زيا عسكريا صوب الخطوط الأمامية للدفاع عن العاصمة.والتقدم المفاجئ لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تهدف إلى إقامة خلافة إسلامية سنية في سوريا والعراق . وفر مئات الألوف من بيوتهم خوفا، فيما سيطر الثوارعلى المدن الرئيسية في وادي نهر دجلة شمالي بغداد خلال أيام.وقال متحدث إن قوات البشمركة في الشمال الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي سيطرت على القواعد التي انسحب منها الجيش في كركوك.وأضاف المتحدث باسم البشمركة جبار ياور «سقطت كركوك بأكملها في أيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك الآن.»ويطمح الاكراد منذ فترة طويلة للسيطرة على كركوك وهي مدينة تقع خارج منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي مباشرة وتوجد بها احتياطيات نفطية هائلة ويعتبرونها عاصمتهم التاريخية.وتلاشى جيش الشيعي نوري المالكي في مواجهة الهجوم وتخلى عن قواعده وعن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة.وتعرضت ادارة الرئيس باراك اوباما لانتقادات لعدم قيامها بما يكفي لتأمين الحكومة في بغداد قبل سحب قواتها.وقالت مصادر أمنية إن مجاهدين يسيطرون الآن على أجزاء من بلدة العظيم الصغيرة على مسافة 90 كيلومترا إلى الشمال من بغداد بعد أن تركت معظم قوات الجيش مواقعها وانسحبت تجاه بلدة الخالص القريبة.وقال ضابط شرطة في العظيم «ننتظر قوات دعم ونحن مصممون على عدم السماح لهم بالسيطرة ونخشى أن يكون الارهابيون يحاولون قطع الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد بالشمال.»ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق الخميس. وقال سفير العراق لدى فرنسا فريد ياسين إنه سيدعو إلى تقديم أسلحة ودعم جوي.وأضاف فريد لراديو فرنسا الدولي ان بلاده تحتاج إلى معدات وطيران إضافي وطائرات بدون طيار. وتابع قائلا إن على المجلس دعم العراق لأن ما يجري لا يمثل تهديدا للعراق فقط بل للمنطقة بكاملها.وقفز سعر النفط حوالى دولارين امس الخميس مع تزايد المخاوف من أن يؤدي العنف إلى تعطيل الإمدادات من الدولة العضو في أوبك. وقال وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي إن المنشآت الرئيسية لتصدير النفط يقع معظمها في المناطق الشيعية في الجنوب وهي آمنة تماما.وأعلن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي بات يسيطر على مناطق واسعة من شمال العراق، عن حملة هجمات جديدة في البلاد، متبنيا تفجيرات الاربعاء في بغداد التي قتل فيها 30 شخصا على الاقل.وقال التنظيم في بيان حمل تاريخ الامس «بعد الفتوحات الاخيرة التي خص الله بها الدولة (…) وبعد وصول التعزيزات البشرية والمالية والاسلحة والاليات كافة، فان اخوتكم في ولاية بغداد (…) يعلنون عن بدء حملة جديدة اسميناها حملة الزحف».واوضح التنظيم ان الموجة الاولى من هجمات هذه الحملة بدأت أمس، متبنيا في البيان تفجيرات قتل فيها 30 شخصا على الاقل في مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد بينها مدينة الصدر حيث قتل 15 شخصا في تفجير انتحاري استهدف مجلسا عشائريا.ونشر البيان الخميس على حساب التنظيم الخاص بمحافظة بغداد على موقع تويتر.وقد دعا المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي مقاتليه الى مواصلة «الزحف» في العراق جنوبا نحو العاصمة ومدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين!!