بقلم : ... 25.07.2014
اطل الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله علنا في تجمع شعبي الجمعة، بعد مرور عام على آخر اطلالة علنية له، بحسب ما افاد مصور لوكالة فرانس برس.ونادرا ما يظهر نصرالله علنا لاسباب امنية، بحسب ما يقول مسؤولو حزب الله. وسمعت اصوات طلقات نارية في الهواء بعد بدء خطابه الذي يلقيه في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت لمناسبة يوم القدس و”التضامن مع غزة”، بحسب ما جاء في الدعوة التي وجهها الحزب.ووجه نصرالله في مطلع خطابه “تحية الى ارواح شهداء غزة”.وقال ان “تطورات غزة وخصوصية يوم القدس العالمي أوجب علينا أن نلتقي في المكان الذي اعتدنا أن نشيع فيه شهداءنا”، مشددا على ان “قضية فلسطين تبقى القضية المركزية” على الرغم من محاولات لتحويل الانظار عنها.وكان نصرالله اجرى الاسبوع الماضي اتصالين هاتفيين برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح ليؤكد “وقوف حزب الله والمقاومة اللبنانية الى جانب انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا وارادة ومصيرا”، و”تأييدها حول رؤيتها للموقف وشروطها المحقة لانهاء المعركة القائمة”، بحسب ما افاد المكتب الاعلامي للحزب.وأعرب السيد حسن نصرالله عن "ترحيبه بالحاضرين بالاحتفال وشكر حضورهم بالرغم من ما يفترض من بعض المخاطر الأمنية، مشيرا الى "اننا في شهر رمضان المبارك وكثيرون قاموا بالغاء الافطارات الجماعية والشعبية حرصا على الناس وتخفيفا من الاعباء، لكن تطورات غزة وخصوصية يوم القدس العالمي فرض علينا وأوجب علينا أن نلتقي في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية اليوم، وفي هذا المكان الذي اعتدنا أن نشيع شهداءنا وأن نستقبل به اسرانا وان نقيم اعراس النصر لمقاومتنا وان نعبر فيه عن مواقفنا".وأضاف نصرالله: "بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وسيطرته على كامل فلسطين، فضلا عن توسعه في أراض فلسطينية أخرى، كان الصهاينة منذ ذلك الحين وهدفهم الاساسي هو تصفية القضية الفلسطينية واعتبار شعب فلسطين غير موجود وارض فلسطين لم تعد موجودة والقدس أصبحت عاصمة ابدية للدولة اليهودية، والهدف بعد الاحتلال كان انهاء القضية الفلسطينية، ولم يكن واردا في عقولهم أن يعيدوا شبرا واحدا من ارض فلسطين الى اصحابه ولا لاجئا واحدا الى داره، لذلك نجد الاجماع الاسرائيلي حول القدس وحول منع عودة أي لاجىء".ولفت الى ان "الصهاينة كانوا يعلمون ان أرضا مقدسة وشعبا لا يمكن حذفة في سنة أو سنتين ولا في جيل او جيلين لذلك وضعت خطة طويلة الامد لتحقيق هذا الهدف، يمكن لاي منا أن يحلل ما جرى منذ العام 1948 حتى اليوم ليكتشف معالم برنامج تصفية القضية الفلسطينية وهذا الحلم الموجود عند الغرب والاميركيين والصهاينة"، موضحا انه "على سبيل المثال، كانوا يفترضون أن الارض العربية واسعة ومن الممكن توطين اللاجئين وتذويبهم في المجتمعات العربية المتعددة، وهذا الخطر كان قائما ولا يزال قائما ويلاحق اللاجئيين، ومثال آخر، هو العمل على اختراع قضايا مركزية لكل شعب وكل دولة لتغيب مركزية فلسطين ومركزية القدس وهذا وفقوا فيه لدرجة كبيرة جدا".واشار نصرالله الى أن "هناك غرف سوداء تعمل لكي لا يبقى أي صلة بين أي لبنان وأي مصري وأي سوري وبين فلسطين، واختيار انتحاريين فلسطينيين في تفجيرات لبنان كان أمرا متعمدا، وهناك الكثير من الأمثلة التي من الممكن الحديث عنها".وأكد قائلا: "بالرغم من كل ما حصل وكل المؤمرات والتحديات بقيت هذه القضية تفرض نفسها على المنطقة والعالم وما يجري في غزة الان شاهد على هذا الاستنتاج لاسباب عديدة أهمها الشعب الفلسطيني، ومنها على سبيل المثال صمود بعض الدول العربية وأبرزها سوريا وعدم خضوعها لشروط التسوية، ومنها انتصار الثورة الاسلامية في ايران وتبنيها القضية الفلسطينة ومنها حركات المقاومة في لبنان وانتصارها في لبنان واسقاطها لمشاريع اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية، لكن الأهم هو الشعب الفلسطيني لانه بالرغم من كل شيء كان عصيا على اليأس والاخضاع والاستسلام وكان لا ينسى المفتاح الذي ينتقل من الجد الى الاب الى الابناء وهذا جزء من خطة مقابلة ولو بالفطرة"، لافتا الى أن "الشعب الفلسطيني بالرغم من ظروف الحياة القاسية وبالرغم من اغراءات الهجرة بهدف تشتيت هذا الجمع الشعبي بقي متمسكا بأرضه وقضيته وحقله ويرفض الاستلام والخضوع وما زال الشعب الفلسطيني يفعل ذلك".ولفت زعيم حزب الله قائلا: "كان خيار الصمود والمقاومة منذ البداية، حركات وفصائل المقاومة الفلسطينة على اختلاف توجهاتها والشعب الفلسطيني حمل هذه القضية وناضل من أجلها. عندما نتحدث عن خطة عملت عليها اسرائيل والولايات المتحدة وساعدهما عليه العديد من الانظمة العربية التي كانت عرشوها مرهونة، ولا يزال هذا البرنامج فعالا وشغالا. ما نحن فيه اليوم هو أخطر مرحلة على الاطلاق منذ اغتصاب فلسطين والسبب هو هذا التدمير المنهجي الذي يحصل في المنطقة والذي كانت بداياته ثورات شعبية صادقة ولها مطالب لكن هناك من ركب هذه الموجة وأخذها بالاتجاه الذي يريده".ودان "تواطؤ بعض المجتمع الدولي وأميركا والغرب ومجلس الامن وبعض الانظمة العربية، لكن في المقابل كان هذا الصمود الشعبي الرائع وتمسك أهل غزة بالمقاومة وهذا الاداء والصمود السياسي المميز لحركات المقاومة، لكن في نهاية المطاف أقول للجميع أن الذي يحسم الموقف سيحسم ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي. في هذه الحرب القائمة، المستهدف هو سلاح المقاومة والمقاومة وارادة المقاومة وليس فقط حماس والجهاد الاسلامي بل كل المقاومة في فلسطين، وكل نفق في غزة وكل صاروخ في غزة بل كل دم مقاوم يجري في عروق أبناء أهل غزة، الافق هو أن يصل الاسرائيلي الى مكان يجد فيه أنه لا يستطيع أن يكمل وعندها يستطيع الاستعانة بالأميركي، اليوم أقول إن غزة انتصرت بمنطق المقاومة.وقال: "نجد أمامنا الفشل الاسرائيلي وانجاز المقاومة، وحتى اليوم هناك ارباك في تحديد الهدف من الجانب الاسرائيلي، وهم خائفون منذ البداية من الفشل، ولذلك لم يحددوا أهداف عالية وتعلموا من تجربة تموز 2006"!!