بقلم : ... 28.07.2014
بلغ عدد النازحين الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من ربع مليون لاجئ معظمهم إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمستشفيات طلبا للأمن.ويمثل سكان المناطق الحدودية للقطاع العدد الأكبر من هؤلاء النازحين الذين دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم، ومنعتهم حتى الآن من العودة إلى مناطقهم.وفي المستشفيات، يتضاعف ألم الذين هدّمت منازلهم ولم يجدوا سقفا يأويهم سوى ممرات المستشفيات وخيام لا تقيهم حرّ الصيف ولا توفر لهم أهم مستلزمات الحياة.لكل منهم قصته، لكن تفاصيلها لا تختلف عن بعضها كثيرا، فمعظمهم فقد عددا من ذويه وهدّم منزله وأصبح من دون مأوى.وعن هذا الوضع، يقول أب مكلوم باستشهاد ابنته بعد عدة أيام من استشهاد شقيقها وإصابة ثلاثة آخرين من أبنائه "لا يوجد لنا مكان ولا بيت".وتوضح امرأة أخرى نزحت من بيتها منذ عشرة أيام أن وضعهم سيئ جدا وحتى المساعدات لا تكفي، وتتابع "الله وحده يعلم متى نرجع لبيوتنا، ونحن ننتظر أن نعود اليوم قبل الغد".طفل صغير تحدث بمرارة عما عاينه حين عاد بحثا عن أغراض في بيتهم المدمر "رجعنا لبيوتنا نبحث عن ملابسنا وأشيائنا الخاصة، لكننا لما عدنا لم نجد شيئا سوى الدمار وآثار القصف والحرائق وجثامين الشهداء والرائحة الكريهة..".ولا يختلف وضع الذين فروا إلى المستشفيات عن وضع الذين نزحوا إلى المدارس، فكلهم لا يعرف متى يعود ويشكو من فقدان العناية اللازمة ونقص المستلزمات، مع يقين بأن العودة لمنازلهم باتت مستحيلة بعد أن دمرت بالكامل وأصبحت مجرد أنقاض.بين الموت والتشرد، يعيش النازحون أوضاعا إنسانية صعبة، في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي الذي غيّر ملامح حياتهم وعمّق جراحهم.!!