بقلم : ... 25.09.2014
اعتبرت صحف سورية امس الاربعاء ان الجيشين السوري والأمريكي باتا «في خندق واحد» غداة بدء تحالف دولي تقوده واشنطن شن ضربات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» في سوريا، لكنها شككت في الوقت نفسه بنوايا الولايات المتحدة في «مكافحة الإرهاب».ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن مصادر دبلوماسية قولها ان «القيادة العسكرية الأمريكية باتت في خندق واحد مع قيادة الجيش السوري في الحرب على الإرهاب داخل سورية وعلى حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية، حتى لو رفضت واشنطن ودمشق مثل هذا التشبيه لأنه يتعارض مع توجهات رأيها العام، إلا أنه واقعي وحقيقي».واضافت ان «الجيش السوري سيستفيد حتما من الضربات الجوية الأمريكية وخاصة أنه الأقوى على الأرض ولديه قدرة ومرونة في التحرك الميداني وهو الذي سيقيم نتائج الضربات الجوية الأمريكية وإن كانت حققت هدفها أم لا».وبدأت الولايات المتحدة وحلفاء لها ابرزهم السعودية والاردن، شن ضربات جوية وقصف صاروخي فجر الثلاثاء على اهداف لتنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا، اضافة الى مواقع «جبهة النصرة المرتبطة» بالقاعدة في سوريا و»مجموعة خراسان» التي قالت واشنطن انها كانت تعد لتنفيذ هجمات في الغرب.الا ان الصحف السورية شككت في نوايا هذه الضربات، وما اذا كانت واشنطن جادة في «مكافحة الإرهاب»، وهي العبارة التي يستخدمها نظام الرئيس بشار الاسد في وصف المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام.وذكرت صحيفة «البعث» في افتتاحيتها ان التحالف شن هجماته «وسط سيل من التساؤل والتناقض في التحليلات لما جرى ولما سيأتي، وقد رافق هذا شعور عام (…) مقترن بشكوك كبرى في نوايا الإدارة الأمريكية».اضافت ان «الإدارة الأمريكية وأزلامها يفتقدون العقلانية والمصداقية»، متحدثة عن «مؤشرات واضحة الى استمرار الازدواجية في مكافحة الإرهاب حيث الذريعة إلى المصالح والأجندات الصهيوأمريكية».وذكرت صحيفة «الثورة» ان ضربات الامس «هي السماجة الأمريكية الاكثر حضورا في وسط المسرحيات الهزلية لمكافحة الإرهاب والاكثر فشلا في اخراجها هو العهر الاخلاقي والسياسي عندما تفتح الدول الداعمة للارهاب في سوريا نيران طائراتها على مواقع الإرهابيين فيما حسابات مصارفها مفتوحة لتمويلهم». اضافت «جديد ان تتعرض الاراضي السورية لهجوم من تحالف تشارك فيه الدول العربية وخاصة من حيث ان الهجوم يستهدف قوى ارهابية كانت سوريا سباقة الى قتالها وهي مستمرة في ذلك في الوقت الذي تلقت هذه القوى الإرهابية دعما اكيدا من كل الدول التي هجمت عليها اليوم بالطائرات».وغالبا ما اتهمت دمشق دولا غربية وعربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الساعين الى اسقاط نظام الرئيس الاسد.الى ذلك قال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر لـ«رويترز» امس الاربعاء ان الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين تسير في الاتجاه الصحيح من حيث عدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية.وقال «بالنسبة للغارات في سوريا نقول ان ما حصل حتى الآن يسير بالاتجاه الصحيح من حيث ابلاغ الحكومة السورية وعدم التعرض للمؤسسات العسكرية السورية وعدم التعرض للمدنيين.»وأوضح ان «الأمريكي خضع للشروط السورية لذلك قالت سوريا انها أبلغت.»وقالت الولايات المتحدة أمس إن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة أبلغت نظيرها السوري بأن ضربات جوية ستقع ولكن واشنطن استبعدت التنسيق مع الأسد الذي تعتبره جزءا من المشكلة.وكان الوزير السوري قد قال الشهر الماضي إن دمشق مستعدة للتعاون في أي جهد دولي لمحاربة الدولة الإسلامية.وعلى الرغم من ترحيب الوزير السوري بالضربات الجوية إلا أنه قال إن الأمر يحتاج ما هو أكثر من هذا العمل العسكري.ومضى يقول «الحرب على الإرهاب ليس لها شكل واحد. الغارات الجوية لا تشكل الوسيلة الوحيدة لمحاربة الإرهاب وبدون شك العمل العسكري ممكن ان يطول وهذا جزء من مشروع محاربة الإرهاب.»أضاف «ليس لدينا مشكلة ان تقوم الدول بواجبها تجاه محاربة الإرهاب ولكن دون ان يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية.»«لكن لا يزال قدر من التنسيق مطلوب وبدون شك ننظر بعين الحذر لجميع التطورات.»وتصف الحكومة السورية كل الجماعات المسلحة على اراضيها بأنها إرهابية من الجماعات التي يدعمها الغرب إلى مقاتلي الدولة الإسلامية الذين احتلوا مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا وفي العراق المجاور!!