بقلم : ... 16.10.2014
375 ألف ليرة سورية هي الكلفة التي دفعها الناشط المدني محمد الشامي للعقيد يوسف الموجود على أحد حواجز النظام السوري، للخروج من سقبا في ريف دمشق الشرقي المحاصر إلى لبنان عن طريق مخيم الوافدين مع 3 شبان آخرين باستخدام هويات سورية مزورة.ويقول الشامي بعد فراره من الحصار والقصف «كنت مطلوباً للنظام نتيجة تعاملي مع بعض القنوات الفضائية التي صنفها النظام على أنها قنوات فتنة، وعلى الرغم من ذلك فقد استطعت الخروج من مدينة سقبا المحاصرة بـ375 ألف ليرة سورية قمت بدفعها عبر سمسار إلى العقيد يوسف».وأشار إلى أن أهالي الغوطة والمناطق المحاصرة لم تعد تحتمل الجوع والحصار ومنهم من فضل دفع تلك المبالغ الكبيرة للخروج الى دمشق أو مدينة السويداء المجاورة.وأوضح الشامي أن العائلات غير المطلوبة أمنياً تقوم بدفع مبالغ اقل وفي هذه الحالة يكون الدفع على عدد الهويات بينما الأطفال فيتم تهريبهم مجاناً، منوّهاً إلى إن المستفيد من هذه العملية هم السمسار الذي يسكن في الغوطة المحاصرة، و الضباط من الرتب العالية أما العناصر من الرتب الصغيرة فلا يتقاضون شيئاً في هذه العملية.لكن عمليات التهريب هذه تحمل الكثير من المآسي على حد تعبير الشامي، حيث يروي قصة رجل كهل في الستين من العمر خرج من الغوطة مقابل 400 ألف ليرة سورية نتيجة إصابته بمرض السرطان، وذلك كي يتلقى العلاج خارج المنطقة، وتمت عملية التهريب عن طريق العقيد يوسف أيضا الذي يشرف على حاجز حرستا.وبين أن مشاكل كثيرة حصلت بين يوسف وبين ملازم آخر نتيجة الخلاف على المردود المالي في مثل هذه العمليات.وهذه حالة من حالات الفساد العديدة التي يقوم بها ضباط وعناصر تابعين لجيش النظام السوري في الحواجز التي تفرض حصاراً خانقاً على قرى وبلدات الغوطة في ريف دمشق من أكثر من عام ونصف العام، بحسب ناشطين.وكان النظام السوري قد فرض سيطرته على مداخل ومخارج الغوطة الشرقية في ريف دمشق بعد أن سقطت عشرات الأحياء الثائرة سواء كانت بمعارك بينه وبين قوات المعارضة المسلحة فيها، او بمصالحات وهدن فرضها على ثوار تلك الأحياء بسبب حصاره الخانق لها والذي تسبب بموت عشرات الجرحى و منهم من مات جوعاً!!