بقلم : ... 16.11.2014
أعلن دليتا محمد دليتا مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا أن الاتحاد سيقدم خارطة طريق لحل الأزمة في في البلاد بالتنسيق مع الجوار الإقليمي والدول المعنية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.واستبعد رئيس وزراء جيبوتي السابق؛ حسم الصراع عسكريا في ليبيا، معتبرا أن الحوار هو أمر حتمي وأن “حوار البندقية لن يخدم الشعب الليبي”.وقال دليتا إن عوامل انهيار الدولة في ليبيا قد اكتملت ما لم يتدارك المجتمع الدولي ويعمل على تضافر الجهود من أجل إنقاذ البلاد من الدخول في صراعات قد تعصف بأركان الدولة.وناشد الأطراف الليبية للحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي توافقي يتفق عليه كل أهل ليبيا، قائلا إن “حوار البندقية لن يخدم الشعب الليبي الذي هو بحاجة إلى بدء مرحلة جديدة من التسامح وطيّ صفحة الماضي”.ولفت إلى أن اجتماعا وزاريا لدول الجوار الليبي سيعقد في العاصمة الإسبانية مدريد الأربعاء القادم بمشاركة وزراء خارجية (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا).وأعرب المبعوث الأفريقي عن أمله في أن يحدث هذا الاجتماع انفراجة في مسار الأزمة الليبية؛ مشيرا إلى الجهود الحثيثة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري من خلال اتصالات مكثفة يجريها مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة في ليبيا لإنجاح الاجتماع الوزاري في مدريد.وأضاف أن الاتحاد الأفريقي على تنسيق دائم مع الأمم المتحدة من أجل دعم الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة في ليبيا.وطالب المبعوث الأفريقي الدول التي ساهمت في إسقاط القذافي أن تساهم اليوم في عملية استقرار ليبيا في ظل تغول الميليشيات واتساع رقعة الخلاف بين الفرقاء في ليبيا، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود لحل الأزمة.وأرجع أسباب عدم إحراز تقدم في الأزمة الليبية إلى تباعد المسافات بين الفرقاء في ليبيا؛ ووجود تباينات بين دول الجوار الليبي التي اختلفت في فهمها وتعاطيها مع الأزمة الليبية التي تأثرت بتعقيدات المشهد السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط؛ والخلافات العميقة بين الدول العربية التي تنعكس سلبا على الوضع في ليبيا.وأوضح دليتا أن القوى المتصارعة في ليبيا تتغذى وتستفيد من التجاذبات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى الانقسام الذي تشهده الساحة السياسية الليبية في الفترة الأخيرة بوجود حكومتين وبرلمانين يعكس حجم التعقيدات التي تعيشها البلاد.وتشهد ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافي حالة من الفوضى غذّتها الجماعات المسلحه التي تسعى بتواطؤ من جهات محلية وإقليمية للسيطرة على البلاد.وأدت الاشتباكات بين الإسلاميين الذين يقودهم تنظيم أنصار الشريعة وبين الجيش المدعوم من حفتر ومدنيين متطوعين في بنغازي إلى سقوط ما لا يقل عن 340 قتيلا، وفق مصادر طبية وعسكرية.وذكرت مصادر طبية متعددة ومسعفون أن “المعارك وأعمال العنف المتفرقة في بنغازي والإعدامات خارج إطار القانون أوقعت منذ 15 أكتوبر نحو 340 قتيلا بينهم أكثر من 200 جندي”.وأوضحت هذه المصادر التي تعمل في مستشفيات وجمعية الهلال الأحمر أن “بين القتلى مدنيون أصيبوا برصاص أو قصف عشوائي في مناطق الاشتباكات، إضافة إلى المدنيين الذين شاركوا قوات حفتر القتال”.وتشمل هذه الأرقام “مقاتلين إسلاميين وصلت جثثهم إلى مستشفيات المدينة”.ونادرا ما يعلن الإسلاميون عن خسائرهم في المعارك، كما من النادر نقلهم لجرحاهم وقتلاهم إلى مستشفيات المدينة العامة أو الخاصة.ورغم سيطرته التامة على معظم أحياء بنغازي بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد المسماري، ما زال تقدم الجيش بطيئا في محور منطقة الصابري وسط المدينة رغم خوضه عدة معارك عنيفة تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة معززة بغارات لمقاتلات سلاح الجو الموالي لحفتر.وقال المسماري إن الجيش مازال يخوض معارك ضارية على محور المدخل الغربي للمدينة حيث مقر ميليشيا 17 فبراير الإسلامية، إضافة إلى مقرين هامين للجيش هما اللواء 204 دبابات والكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة.وأضاف أن المحور الجنوبي الشرقي للمدينة تسيطر عليه قوات الجيش التي تتقدم لخوض المعركة الكبرى في منطقة الليثي جنوب وسط المدينة والتي تعد معقل الجماعات الإسلامية وخصوصا المتطرفة منها.وأوضح أن ما يعيق عملية الحسم للجيش في محوري الصابري والمدخل الغربي لمدينة بنغازي هو امتلاك الإسلاميين لأسلحة قنص متطورة وبعيدة المدى إضافة إلى تحصّنهم داخل الأبنية والمؤسسات العالية.من جهته أعرب العقيد جمال الزهاوي آمر الكتيبة 21 عن أمله في أن “يصمد المدنيون المسلحون الموالون للجيش في مختلف مناطق المدينة ويستمروا في إغلاق منافذ مناطقهم حتى لا يتمكن الإسلاميون من الفرار إليها”.وطالب الزهاوي المناطق الواقعة غرب بنغازي بتأمين كافة الطرق المؤدية إلى المدينة لإغلاق خط الإمدادات على الإسلاميين.وتعاني مدينة بنغازي من انعدام أوجه الحياة بشكل شبه تام، فضلا عن نقص في الأدوية والمحروقات والسلع والمواد الغذائية، مع شلل أصاب جميع المصارف والدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية وعددا من المرافق الطبية التي باتت مغلقة أمام المواطنين!!