بقلم : الشيخ محمد سليم سليمان سلمان بن رفيع ... 2007
قبيلة السواركه
لم تقتصر الهجرات العربية إلى مصر وبلاد الشام على القبائل اليمنية أو قحطان بل كان فيها هجرات عدنانية ، فالعرب المستعربة وتشمل مضر وربيعة وعياذ وتفرع من مضر قيس عيلان التي خرج منها بنو هلال وبنو سليم وغطفان ، كما تفرع منها بنو تميم وكنانة التي تفرعت منها قبيلة قريش ( المرجع – موسوعة سيناء طبع سنة 1982 –كتاب الجغرافيا البشرية والتاريخية لشبة جزيرة سيناء للدكتور محمد السيد غلاب ص 45 )..وقد أجمع المؤرخون وتواترت أخبار كبار ووجهاء القبيلة على أن نسب قبيلة السَّواركة يمتد إلى الصحابي الجليل عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي من بني غنم من قريش ، وهو أحد صحابة الرسول العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وكـان عكاشـة من أجمل الرجال شهد المشاهد كلهـا مع الرسول ( ص ) وحمل راية الجهاد في وجه الكفر والطغيان واستشهد في حروب الرِّدة عام 13هـ الموافق 633م ( عن كتاب بئر السبع والحياة البدوية للمؤرخ الشيخ أحمد أبو خوصة ) ,ويروي الحاج علي بن خلف أبو عبيد _ وهو من وجهاء عشيرة سواركة بن رفيع _ قصة يقول فيها بأن عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي كان في الجاهلية من صعاليك العرب المشهورين وحدث وان توجه إلى مضارب قبيلة طيء ، قبيلة أكرم العرب حاتم الطائي فوجد ومن معه أن أحوال حاتم الطائي لاتسر من كثرة كرمه ، فأخذ ورفاقه يغيرون علي القبائل وينهبون من إبلها وأغنامها ويقدمونها لحاتم الطائي ، فأعجب حاتم بعكاشة وزوجه ابنته التي ولدت له ابنه سراقة التي سميت القبيلة على اسمه ،حيث حرفت التسمية الآن إلى السواركة مع طول الزمن ، وكانت مواطن القبيلة في وادي السوالك الذي يقع غرب نجد إلى الغرب من مدينة بريده بالقرب من عيون الجوى والأسياح حيث توجد هناك عين ماء ترد عليها القبيلة 0 ويقول الحاج علي بن خلف أبو عبيد قد شاهدت هذه المواقع بنفسي ويذكر ( نعوم بك شقير في كتابه تاريخ سيناء ص123 )انه قد هاجر في عام واحد من العرب المسلمين 75 قبيلة من نجد والحجاز في سنة واحدة فسكنوا مصر وجنوب فلسطين وسوريا ومنهم ( الوحيدات ، والرُّشيدات ، والرُّتيمات ، والجُبارات ، والعايد ، والمَعازة ، والطُّمَيلات ، وبنو واصل ، وبنو سليمان ، والعيايدة ، والنُّفيعات ) ,ويذكر نعوم بك شقير في كتابه تاريخ سيناء ص 136 ( أما السَّواركة فأكثر قبائل سيناء عدداً وفروعها الرئيسية: العردات ، والدِّهيمات ، والمحافيظ ، والفلافلة ، والخناصرة وشيخ مشايخ السواركه الشيخ سلاّم بن عرادة من العردات ، ويقال للعردات عزُّ العرب لامتيازهم عن سائر البدو جيرانهم بنظافة المأكل والملبس وخلفه على مشيخة القبيلة الشيخ أبو عيطه من الّدهيمات ، وشيخ الزيود الشيخ حسن أبو داوود وشيخ السلاميين ( دوي سلاّم ) الشيخ عوده أبو منونه ، وشيخ الجرارات الشيخ عيد أبو مبارك أبوجرير واشتهر الجريرات وهم من السواركة الدهيمات بالصلاح والتقوى ومنهم أبو جرير الذي يحلف العرب بردنه الآن ، وأبو جرير الولي مدفون في مدينة العريش .
وهذا ما ذكره الحاج موسى أبو عبيد ويلقب السواركة بأولاد الظروة ، والظروة عندهم المرأة التي خالط الشيب سواد شعرها ، وأما نسبتهم للظروة فلها قصة يتداولها أفراد القبيلة مجملها بأن رجلين من ذرية عكاشة بن محصن الأسدي الصحابي الجليل وهما نصير ومنصور هاجرا من بلادهما ونزلا ضيفين على رجل من قبيلة بلي في وادي اللَّيف ، وكان نصير متزوجاً من قبيلته وأخوه منصور عازباً فرآى عند مضيفهِ بنتاً ظروة فزوجها لأخيه منصور ، وجاء الأخوان بامرأتيهما إلى بلاد العريش ، فكان من ذرية نصير بدنة العردات ، ومن ذرية منصور سائر بدنات القبيلة الأخرى ( المرجع نعوم بك شقير تاريخ سيناء ص 136 ) وكذلك روايات الثقات من كبار ووجهاء عشيرة سواركة بن رفيع ، وهم :
1- الحاج سليمان بن خلف بن علي أبو عبيد
2- الحاج عبد القادر بن سليمان بن رفيع – شاعر العشيرة
3- الحاج موسى بن سليم بن علي أبو عبيد
4- الحاج علي بن خلف بن علي أبو عبيد
عشيرة سواركة بن رفيع:
تنتمي هذه العشيرة إلى بدنة العردات من قبيلة السواركة أي أن جدهم نصير سالف الذكر، ويجمع وجهاء العشيرة وكبارها بأن عشـيرة سواركة بن رفيع هي من بدنة العردات ووسمهم للإبل العمود والزناد ، العمود وسم الجمال ، والزناد وسم النوق أما الأغنام فوسمـهـا عندهم المطرق على الأذن أو الوجه وقطش الأذن ، أي قص جزء من أذن الشاة ,,ويذكر وجهاء العشيرة هجرة العشيرة بأنها تمت أثناء الفتوحات الإسلامية حيث هبت القبائل العربية لنشر الإسلام والجهاد في سبيل الله والكل يجمع بأن قبيلة السواركة هاجرت من شبة الجزيرة العربية واتجهت نحو جنوب الأردن حيث أقامت في منطقة ظانا وحدث وأن حصلت بينهم مشكلة مع حاكم الكرك في تلك الأيام فضيق الحاكم عليهم وكانت القبيلة كبيرة العدد حيث يذكر ( نعوم بك شقير في كتابه تاريخ سيناء بـأن عددهم بلغ 12000 نسمة ، سنة 1906ص 143 ) فتوجه قسم من العشيرة إلى شمال سيناء وبلاد غزة وجنوبي فلسطين وشمالها وحتى وصل قسم منهم إلى مدينة القدس كما سيأتي ،وقسم تابع المسير إلى سوريا ولقد تعارفنا معهم ، ويذكرون بأن أول من استوطن فلسطين من عشيرة سواركة بن رفيع هم (الرَّغمات الذين سبقهم إليها "عبدٌ"؟ لهم يسمى الزَّريقي وبعدهم وصل النّميلات والمحاسنة والجبور ) ومن ثم ابن مِسْمِح ، وعشيرة المنصوريين بقيادة مبارك أبو حسن ، ويدعون بسواركة روبين باسم المنطقة التي نزلوا فيها ، وفرع من العردات برآسة أبو دلدوم وكذلك الكوزه نزلوا في قرية ملبِس بجوار فجة وسكن قسم من السواركة قرية بيت سوريك وسميت باسمهم ، وكذلك نزل قسم منهم في قرية المزرعة وسميت مزرعة شريتح نسبة لابن شريتح المنيعي السويركي ,وكذلك بقي قسم من السواركة في ظانا إلى اليوم وتعارفنا بهم ويسمون المنّاعيين ضمن قبيلة الحجايا في الأردن , ويوجد أثر للسَّواركة على صخرة نقش عليها وسم القبيلة العمود والزناد وهو ماثل حتى يومنا هذا ، ويذكر الحاج موسى سليم أبو عبيد أنه زار الشيخ عوده العودات من الحويطات في منطقة الفجيج بجنوب الأردن وقال له والله إن وسم قبيلتكم موجود على بئر ماء في خربة ظانا وهو موجود إلى يومنا هذا!!
وكانت قبيلة السواركة لها صولة وجولة في مناطق سكناها المترامية الأطراف وكعادت القبائل العربية غزت غيرها من القبائل وتعرضت للغزو من القبائل الأخرى وكان لفرسانها أيام مشهودة في الدفاع عن الحمى والمال والحلال يشهد لهم فيها العدو قبل الصديق وحدثت مواجهات كثيرة بين قبيلة السواركة و قبيلة الترابين و أحلافها من قبائل التياها والعزازمة والحويطات واللحيوات ، فتارة تنتصر وتارة تفشل ولكن القبيلة حافظت على مكانتها وكرامتها وهيبتها بين القبائل ولم يكن من السهل تجاوزها أو الاعتداء عليها ويحسب لغضبتها ألف حساب !!
ونورد هنا أسماء بعض المواقع التي خاضتها فبيلة السواركة وأحلافها من الرميلات والجبارات كما وردت في كتان نعوم بك شقير تاريخ سيناء القديم والحديث ص 617 إلى ص 621 ولمن يريد الاطلاع عليه الرجوع إلى هذا المرجع :-
1 – حرب الترابين والسواركة ( يوم القراره الأول ) :
2 – يوم الحناجره حدث في عام 1848 م
3 – يوم القرارة الثاني حدث في عام 1855 م
4 – واقعة المكسر حدثت في صيف 1856 م
5 – حرابة عوده وعامر حدثت عام 1856 وامتدت الى عام 1875 م
6 – حرب السواركة مع ثريا باشا متصرف القدس آن ذاك عام 1859 عن كتاب بئر السبع والحياة البدويه الجزء الثالث للمؤرخ الشيخ احمد أبو خوصه .
تحالف الجبارات مع السواركة وحدث وأن تعرض الجبارات لغزو من قبيلة الترابين وحلفائهم من قبيلة التياها فاستنجد الجبارات بحلفائهم السواركة فنجدوهم واسترجع الجبارات اراضيهم التي استولى عليها الترابين والتياها وبعد المعركة وعقد الصلح رجع قسم من السواركة إلى أهلهم في سيناء وبقي قسم منهم يعرف باسم ( الربيق ) وهم فخذ من السواركة في منطقة ذات أرض خصبة تعرف بوادي الحسي وقد تجمعوا حول سالم بن صقر بن رفيع وكان يقيم في برير وتزوج منها وكان من الأغنياء حيث يعمل في تجارة الإبل وشيخوه عليهم واشترى من أهل القرى المجاورة أراضى كثيرة وكذلك اشترى من رَبْعِهِ السَّواركة ، وكان قاضياً بارعاً في القضاء العشائري، وخلفه ابنه الشيخ محمد بن سالم بن صقر بن رفيـع ،وخلفه الشيخ مسلم بن سالم بن صقر بن رفيع (بحسب كتاب الباب العالي في عهد السلطان محمود الثاني الصادر بتاريخ 17/11/1852والموجه الى والي الشام ومتصرف القد الشريف.
وخلفه سلمان بن مسلم بن سالم بن صقر بن رفيع وكان يعرف بالحكـمة والشجاعة وسداد الرأي ، وكان قاضياً للعشائر وكان محبوباً من عشيرته وتدور حول هذا الشيخ قصصاً كثيرة تنم عن بعد نظر ومروءة وكرامة يتداولها أبناء العشيرة حتى يومنا هذا ويعتبر في نظر الكثيرين هو مؤسس عشيرة سواركة بن رفيع في فلسطين الحبيبة وجاء من بعده الشيخ سليمان بن سلمان بن مسلم بن سالم بن صقر بن رفيع الذي كان عضوا في محكمة بئر السَّبع ( قاضي ضريبي )،ورافق عشيرته بعد النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني إلى قطاع غزة وشهد مع أبناء عشيرته هزيمة عام 1967حيث ارتحل مع القسم الأكبر من العشيرة إلى المملكة الأردنية الهاشمية حيث وافته النية عام 1970 وجاء من بعده ابنه الشيخ عيد بن سليمان بن سلمان بن رفيع الذي كان قاضيا عشائرياً وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني الذي وافته المنية تاريخ 20/1/2001 في المملكة الأردنية الهاشمية رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته 0 ولقد اجتمعت العشيرة وأجمعت على اختيار أبن أخيه محمد سليم سليمان بن رفيع شيخاً للعشيرة خلفاً لعمه رحمه الله 0
فصائل العشيرة : -
تتكون عشيرة سواركة بن رفيع من أربعة أرباع وهي : -
1 – رُبْع الشّيخه 2 – رُبْع الرَّغمات 3 – رُبْع النّميلات 4- رُبْع المحاسنه
ويتكون كل رُبْع من الفصائل التالية : -
1 – رُبْع الشّيخه : ويضم فصيل الرَّوافِعه (بن رفيع ) ، وفصيل العبيدات وفصيل الفيايضه وفصيل الغوانمه وفصيل الموسه وفصيل الجعافرة وفصيل النَّجاجِره 0( ويسمون جميعاً بالجبور )
2 – رُبْع الرَّغمات : ويضم فصيل الرّشايده وفصيل الزّهَرات وفصيل العماوي وفصيل أبو بريك وفصيل أبوجويفل وفصيل العيادي وفصيل المْزيودي وفصيل العبيد 0
3 – رُبْع النّميلات : ويضم فصيل قوم نصر الله النميلي وفصيل سليمان النميلي وفصيل عيال عبد ربه النميلي وفصيل سلاّم النميلي0
4 – رُبْع الْمَحاسنه : ويضم فصيل أبو سردانه وفصيل الشْباكي وفصيل أبو هندي 0
• والمنايعه هم فخذ آخر من قبيلة السواركة وهم أقرب الناس لعشيرة سواركة بن رفيع وكانوا ضمن العشيرة في فلسطين وهم كثيرين العدد ولو اجتمعوا لتساوو مع عدد العشيرة ولكن أكثرهم كان يسكن في شمال فلسطين في منطقة روبين ومنهم ابن شريتح والسماعنة وابن عيطي والخلايله وأبو نار وأبو جراد هذا حسب رواية الحاج علي بن خلف أبو عبيد 0
مضارب عشيرة سواركة بن رفيع : -
تقع أراضي العشيرة في وادي الحسي ومن اراضيهم تل ابن رفيع وحنوة الحصان ووادي الغربات وحنوة العايد والحشحوش والحمره والسبيلية والمشيعليه وهذه أراضي الروافعه
والرسم للمرحوم مسلم الغوانمة والقرارة للفيايضه والحنوه للموسه والبخايته والبحيرة والذراع والقرضه والكروم للعبيدات .
ويحد أملاك السواركة من الشرق قبيلة الدقس ومن الشمال اراضي الولايده والرواوعه من الشمال الشرقي ومن الغرب اراضي برير والخطباء ومن الجنوب الغربي اراضي الثوابته ومن الجنوب الشرقي الشغيبات ومن الجنوب قرية هوج والعطاونه.
مدارس العشيرة في فلسطين :
اهتمت العشيرة بتعليم أبنائها وتزويدهم بالعلم والمعرفة وتعاليم الاسلام الحنيف منذ القدم حيث استقدم شيخ العشيرة الشيخ سلمان بن رفيع الخطيب علي المملوك ليدرس أبناء العشيرة
وأنشأت الحكومة البريطانية مدرسة الجبارات ودرس فيها أبناء القبيلة ومن ينهي تعليمه في هذه المدرسة يلتحق بمدرسة عليا في مدينة بئر السبع .
ثار أبناء قبيلة السواركة على الظلم العدوان الإسرائيلي على بلادهم وأخذوا يشترون السلاح للدفاع عن وطنهم الغالي رغم القيود التي كان يفرضها عليهم الانتداب البريطاني بأحكامه الجائرة ومن شهداء العشيرة الذين قضوا نحبهم في سبيل الله والدفاع عن الأرض والأهل والعشيرة في 18/ رمضان / 1947 م الشهداء التالية أسمائهم : -
1- الحج سليم العبيدات 2 – حماد أبو غيث الرشايدة 3 – ابر أهيم الشباكي وولده 4 –محمد أبو بريك 5 – بريك محمد أبو بريك 6 – سالم الفيايضة 7 – محمد أبو جويفل 8 – محمد المناصير 9 – عواد أبو ملفى 10 – ابراهيم موسى المنايعة 11 – محمد أبو منصور النميلات
رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جنانه اته سميع قدير
مشاركةأخوكم
الشيخ / محمد سليم سليمان سلمان بن رفيع
ديار النقب: شكرا للشيخ محمد سليمان سلمان بن رفيع, ونتمنى من جميع بدو النقب في الداخل والمهجر ان يحذوا حذو الشيخ محمد بن رفيع ويدلو بدلوهم حول تاريخ قبائلهم حتى يتمكن فريق ديار النقب من كتابة تاريخ البدو وتثبيته من خلال العشائر واهل النقب انفسهم!!..مع التأكيد على امكانية كتابة النقد او الزياده او الاعتراض!! ,,, ايمانا من موقع ديار النقب باعطاء كل ذي حق حقه بوعي الجميع لدورهم التاريخي ومصداقية المنشور واهميته للجميع!!