بقلم : د. شكري الهزَّيل * ... 22.12.07
من الواضح ان العالم العربي بعد احتلال العراق ومن قبله فلسطين وما جرى ويجري من دمار وخراب في العراق , قد دخل في طور مرحلة جديدة من الاستعمار والاستكبار المباشر المفروض بقوة السلاح وقوة العُملاء وقوة الاعلام التضليلي وذلك بعد ان إنتهت جُزئيا مرحلة الاستعمار بِالوكالة التي يُمارسها الحُكام العرب على مدى عقود كوكلاء للإستعمار الامريكي في المنطقة العربية, ويبدو بوضوح أننا نقف على اعتاب وفي وسط أخطَّر المراحل التاريخية التي واجهها ويُواجهها العالم العربي مُنذ زمن الاستعمار والاستكبار القديم ومرورا بالاستعمار بِالوكالة وحتى بروز معالم الاستعمار والاستكبار الامريكي الجديد الذي يتجلى بوضوح في تَخطي الامبريالية الامريكية ما يُسمى بِسياسة "العصا والجزرة" والضربات الاستباقيه ودخولها الى مرحلة الاستِباحة المُطلقة للوطن العربي من خلال القوة المُسلحة والحكم المباشر من جهة، ومن خلال تحطيم ومحو واجتثاث هوية ومعالم ومؤسسات الدولة القوميه العربيه كما جرى في العر اق من جهة ثانية، وبالتالي يُشكل النموذج الاحتلالي الاجتثاثي في العراق بِداية شكل جديد من اشكال الاستعمار [التَخريب] الذي يعتمد على مَحِق معالم الدولة القومية وسحق هويتها التاريخيه وتحويلها الى اشلاء سياسية ومنطقة تجارب سياسية لِبناء استراتيجية امريكية نحو العالم العربي تعتمد على الاطاحة المُباشرة بِانظمة الحكم ومحو دور الوكالات الاستعمارية [الحُكام العرب] والاعتماد بشِكل رئيسي على الاحتلال المباشر والقوى "العربية" المُستورده مثل "المعارضه العراقية" سابقا والقاطنه في خضراء بغداد كَغطاء سياسي وزخرفة تُبارك وتبرر وجود الاحتلال الامريكي الى حد تقديم الطلبات المتكرره الى ما يسمى بالامم االمتحده بضرورة بقاء الاحتلال واستمراراه في العراق....حكومه يقودها المالكي والربيعي والحكيم والعمامات الداعمه لها لا تحلل بقاء الاحتلال الامريكي فقط لابل تقدم طلبات رسميه بين الفينه والاخرى لهيئة الامم المتحده لتمديد بقاء الاحتلال الامريكي في العراق...شرعيه دوليه لدعم الاحتلال والعملاء!!
يعتمد الاستكبار الامريكي العراق الى حد بعيد على نظرية واستراتيجية البلدوزر [الجرافة] والتي لا تعني ولم تعني ولم تكتفي فقط بإسقاط نظام الحكم2003 في بغداد لا بل تتعدى وتعدت هذا بِكثير نحو تدمير وتَجريف كل ما هو قائم في العراق من منظومة تاريخية وحضارية واقتصادية وسياسية وعسكرية بهدف محو مفهوم العراق كدولة وكيان وسلخ الهوية العربية العراقية وإعطاء العراق صبغة الاعراق الإثنية والهوية العشائرية والقبلية التي كان الاستعمار الغربي دوما يُراهن عليها كَقُوى حليفة لهُ في فرض السيطرة الاستعمارية على الشعوب والاوطان المُستَهدفة وما تشكيل ما يسمى بمجالس الصحوات القبليه والميليشيات العميله الاحتلال للامريكي الا خير دليل على الاستراتيجيه الامريكيه , ولكن ما هو جديد ومتجدد هو اعتماد الامبريالية الامريكية ليس على كسب ود الاقليات فقط، كما دَرَج على هذا الاستعمار القديم، لا بل تَجنيد وتدريب العُملاء من الخارج وإعطائهم صبغة المعارضة، وفي نفس الوقت تجنيد الاقليات العرقية [الاكراد وغيرهُم] وإعطاءها دوراً أساسياً في تَشكيل العراق "الجديد" على مقاس المصالح الاستعمارية وعلى حساب الاكثرية العربية في العراق التي يَسعى الامريكان الى تَهميشَهُا (الأكثرية العربية) في عملية سلخ العراق عن هويته العربية وتَحويله الى مُجرد كيان أثني تُدير شؤونه امريكا وعُملاؤها من اكراد وعرب ناهيك عن دور جيش المرتزقه المجلوب من الخارج كأداه ونهج جديد في نمط استكباري جديد يوظف في قمع الشعب العراقي ومحاربة المقاومه العراقيه!!
هُنا وفقط للتذكير، لا بُد من القول ان قضية الشعب الكُردي قضية عادلة شأنها شأن القضية الفلسطينية وغيرها، ولا بُد من التفريق بين موقف طلباني وبرزاني والأخطاء الفاحشة التي ارتكباها بِحق الشعب الكردي وتشويه صورته في المنطقه ومُساهمتهُما في هضم الحقوق التاريخية للشعب الكُردي وخاصة الاكثرية الساحقة من الاكراد الذين يعيشون تحت الحكم التركي والايراني والسوري والذين سقطوا ضحيه للتقسيم الاستعماري الذي قَسَّم كُردستان جُغرافيا وسُكانيا بين عدة دول ومن بينها العراق االذي لا يُمثل السُكان الاكرادفيه و من يخضعون لسيطرة طلباني وبرزاني إلا نسبة صغيرة من الشعب الكردي, ونسبة ضئيلة من جُغرافيا كُردستان التاريخية, وبالتالي لا بُد من التفريق بين انتهازية طلباني وبرزاني ودورهُما في ضرب القضية االكردية تاريخيا و تآمرهُم الراهن على العراق، وبين حقوق الشعب الكردي الذي يُناهز عدده عدد الشعب التركي والشعب العراقي مُجْتمِعان!!!...هنا لابد من وضع الامور في نصابها الصحيح:: طلباني وبرزاني هما نسخه طبق الاصل من العُملاء العرب, وهم لايمثلون الشعب الكردي المظلوم وعلينا كعرب وكبشر ان نفرق بين القضيه الكرديه وحقوق الشعب الكردي وبين نهج الطلباني والبرزاني كما هو الحال التفريق بين المالكي والربيعي والحكيم وبقية العملاء وبين الشعب العراقي الوطني والمناضل!!!
من هنا لابد من التأكيد على ان الشعب الكردي ايضا قد تعرضت بلاده التاريخيه الى احتلال واحلال وصل الى حد ان تُمنَّع اللغه الكرديه في تركيا من التداول بين الاكراد انفسهُم والى حد حرق عشرات القرى الكرديه وطرد سكانها في منطقة ما يسمى بشرق تركيا[كردستان] ناهيك عن ما تعرض ويتعرض له الاكراد من ظلم وقمع في ايران والعراق, وهذا هو للاسف اسلوب ليست اجتثاثي فحسب لابل احلالي ايضا, وماحدث ويحدث في فلسطين هو العينه الاخرى والحيه من الاحتلال والاحلال الصهيوني والغربي, بمعنى احتلال الارض الفلسطينيه واجتثاث الشعب الفلسطيني واحلال المستوطنين الصهاينه مكان الشعب الفلسطيني, وهذا ماهو حاصل ليست في مناطق الضفه والقطاع فقط لابل في مناطق تواجد فلسطيني الداخل سواء في الجليل او النقب او مناطق تواجد اخرى داخل فلسطين التاريخيه!!.. الاحتلالو من ثم الاجتثاث ومن ثم الاحلال[ احلال المستوطنين اليهود بدلا من الفلسطينيين على الارض الفلسطينيه]!!
ما يَدور في العراق وما هو جاري من مذبحه وتجزير هو نموذج استعماري استكباري جديد يعتمد على مفهوم الغزو الكامل والشامل الذي يستهدف جميع مجالات حياة وتاريخ الشعب العراقي والمنطقة العربية جَمعاء بهدف خلق نموذج استعماري جديد يُشارك فيه بعض العرب والاكراد كَطُعُم في الصُنارة الامريكية التي تسعى من خلال هذا الطُعُم لإستقطاب وتَجنيد قوى عربية وعِرقِية وقبليه كحليفة وشريكة للإستعمار والاستكبار الامريكي الذي يَختبئ وراء شعار "تحرير" الشعوب من جهة، وتسعى الى اعطاء غَزوها للعراق "شرعية" محلية واقليمية من خلال الزج بالعُملاء العرب الى الواجهة الاعلامية والدعائية للترويج للمشروع الامريكي وتشريع احتلال العراق من جهة ثانية، وبالتالي هذا ما يُفسر ليس تأييد وكر شرم الشيخ وعرب الردة من عراقيين وغيرهُم للاجتياح الامريكي للعراق فحسب، لا بل ايضا اجتياح امريكا وعُملائها للإعلام العربي والترويج المُكثف للسياسة الاحتلالية والتخريبية التي تُمارسها في العالم العربي, وتسويق هذه السياسة كَمُنقذ للشعب العراقي!!.. ما جرى ويجري للمثال ان عرب الرده بقيادة عمرو موسى والجامعه الغربيه هم اول من اعترفوا بعملاء الاحتلال في العراق كمندوبين وكوزراء """عراقيين" يمثلون العراق في المنابر الدوليه والعربيه والمشاركه للمثال لا للحصر في اجتماعات دوليه وعربيه كهذا الاخير الذي عُقد في المنامه والذي شارك فيه الجربوع المسمى ب" مستشار الامن القومي العراقي" والذي طالب بعودة حلف بغداد القديم وهو الحلف العميل الحليف لغرب والذي كان مناهض لقضايا التحرر العربي!! والمثال الاخر الزيارة الاخيره لما يسمى ب" وزير خارجية العراق" لسوريا و القضيه لا تكمن بكون اصوله كرديه لا بل في تبعيته للاحتلال وكراهيته لهوية العراق العربيه!!
..لاحظوا معنى ايضا كيف اختبأ الجلبي والطلباني والبرزاني والحكيم وراء قانون بريمر و ماسمي ب" اجتثاث البعث" الهادف اصلا الى اجتثاث عروبة وهوية العراق العربيه!!...ايا كانت الاسباب والدوافع لهذا الانتساب, ولكن من المعروف ان المنتسبين الى حزب البعث العربي في العراق كانوا يعدون بالملايين من العراقيين,, بمعنى تشريع اجتثاث هذه الملايين حتى يتسنى لامريكا وعملاءها البقاء في المنطقه الخضراء!!
هنالك مُحاولة امريكية تَجري على قدم وساق للخلط المُبرمج بين مفهوم واهداف الاستعمار الامريكي وما يُسمى بِالاهداف الوطنية كهذه اللتي يَطرحها عُملاء امريكا من العراقيين المدعومين بِقُوة السلاح الامريكي, بمعنى الربط المَقصود بين ضرورة الوجود الامريكي وبين المصالح "الوطنية" العراقية التي يَصونها وجود الاحتلال الامريكي العراق!؟، لا بل ان المصلحه "الوطنية" العراقية من وجهة نظر المُرتزقة العراقية تُبرر قيام امريكا ليس بِإسقاط نظام الحكم فحسب، لا بل تُبرر تَدمير العراق ونهب تاريخه وتجويع شعبه واعادته للعصر الحجري حتى يَتسنى لامريكا ومُرتزقتها الزعم بِأنهُم يقومون بإعمار بلد مُدمَّر ومُعدم قاموا هُم انفسهُم بِتدميره وسلبه قبل العدوان الاخير وخلاله وبعده بِهدف احتلاله واستغلال موارده النفطية لِصالح شركات امريكية تَزعم أنَّها سَتَقوم بِإعمار العراق, بينما الحقيقة التاريخية تَقول أن امريكا تَزرَّع الخراب ولم تَقُم في يوم من الايام بِزرع العَمار سواء بعد حرب كوريا المُقسمة منذ منتصف القرن العشرين حتى يومنا هذا و مرورا بفيتنام المُدمرة إقتصاديا حتى يومنا هذا, وحتى احتلال ا فغانستان والعراق... ناهيك عن التاريخ الاجرامي للإنقلابات العسكرية التي قادتها امريكا وعُملائها في العالم وخاصة تلك الانقلابات الداميه في امريكا الجنوبيه التي كانت اهدافها وما زالت ترسيخ احتكار الشركات الامريكية لِموارد امريكا الجنوبية التي لم تزرع فيها هذه الشركات سوى الدمار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي... ما جرى ويجري في العراق هو قتل وذبح ومجازر و تهجير واحلال واجتثاث وتوطين قسري وملايين اللاجئين والهاربين العراقيين وتغيير ديموغرافي قسري[ مناطق السنه والشيعه على حد سواء] وبناء جدارات عازله قسريه بين الشعب العراقي الواحد واجتثاث عروبة العراق بحجة اجتثاث البعث لابل ان الماده 140 من قانون بريمر تسمح باجتثاث عرب كركوك بهدف تكريد المدينه وضمها الى مختارة طلباني وبرزاني!!!.....بمعنى ان عملية الحديث عن نمط استعماري امريكي جديد في العراق يُضاف الى الانماط والاشكال الاستعمارية الامريكية الأُخرى تعني ان شكل الانقلابات العسكرية التي كانت تقودها امريكا من خلال عسكريين في جيوش الدول المُستهدفة قد تَغَيَّر الى جلب الحاكم المُعَدْ في امريكا داخل الدبابات الامريكية وبِقوة السلاح كما هو حال الجلبي ومُرتزقته والحكيم وغيرهما من عراقيين وتشكيل هؤلاء وميليشياتهُم الفارسيه والامريكيه جيش مرتزقه اطلقت عليه امريكا اسم "جيش العراق الوطني" المُعد سلفا للحلول مكان الجيش العراقي الوطني القائم اصلا منذ عشرات السنين [قبل فترة حكم صدام حسين] التي قامت امريكا بِتدميره وتَفكيكه واجتثاثه بِحُجة "النظام العراقي", بينما الحقيقة هي ان الجيش العراقي الاصيل والعروبي والوطني كان هدفا رئيسيا من اهداف العدوان الامريكي الذي جاء بـ"جيش العراق الميليشي " كنواة لاِقامة جيش عراقي مُوالي لأمريكا تقوده المُرتزقة العراقية التي جَنَّدتها امريكا لهذا الغرض.. وهذا ماهو حاصل اليوم::قامت امريكا بحل واجتثاث الجيش العراقي الاصيل, واحلت مكانه جيش ميليشيات تابع للاحتلال ويدافع عن الاحتلال ووجوده في العراق!!!.. الحاله الفلسطينيه " وكر رام الله" تختلف نوعا ما عن العراق ولكن ماهو جاري اليوم ان اسرائيل وامريكا اعادت عمليا وموضوعيا روابط القرى[1981] التابعه لها في ثوب روابط سلطة اوسلو اللتي " تفاوض" اسيادها الامريكان والاسرائيليين على الوهم في حين تفتك الدبابات الاسرائيليه بقطاع غزه وتنهش يوميا في اللحم الفلسطيني!!...احتلال.. احلال..عدوان. روابط عُملاء تابعه لاسرائيل وامريكا!!
من اللافت للنظر لُغة الشماتة وتكريس الاحباط التي يُمارسها الاعلام العربي الموالي للاستعمار الامريكي اما بالاختباء وراء القاعده وما يسمى باالارهاب[ لم نسمع بوجود القاعده في العراق قبل احتلاله 2003] او بِإستهداف الفكر القومي العربي بربط هذا الفكر بما يسمى بممارسات النظام العراقي وهزيمته العسكرية والربط بينه وبين الفكر الناصري وهزيمة حزيران 1967 رغم الفرق الشاسع بين الحالة البعثية في العراق والناصرية في مصر, وبالتالي هُنالك مُحاولة اعلامية امريكية وعربية قريبة من الهمجية الفكرية تسستهدف هوية وقومية العرب من خلال تَحميل الفكر القومي العربي مسؤولية الهزائم الذي يتعرض لها العرب من جهة وتبرير المسلكية الخيانية التي تُمارسها انظمة حكم عربية مُساندة للاستعمار الامريكي من خلال إدراج الخيانة والخذلان في أُطر "العقلانية" السياسية حتى لو كان ثمن هذا ذبح الشعب الفلسطيني واحتلال العراق وتدمير الوطن العربي معنويا وسياسيا. وهذا ما يعني أن هُنالك هجمة صهيوامريكية/عربية تستهدف ترويض العقل العربي بحتمية قبول موقع الدونية والخنوع لِقدر الجبروت الامريكي و"عقلانية" خيانة الحُكام العرب وتحالفهُم مع امريكا ودعمهم لها, وحال لسان الاعلام العربي الرخيص يقول: انظروا ما حدث للعراق إذا لم تُصدقوا وتؤمنوا بِعقلانية الانظمة ومُشتقاتها من عُلماء دين ومعاول الهدم الحضاري والسياسي التي لم تزرع مُنذ عقود إلا الذل والهوان في اجيال عربية حولها الحُكام المُجرمون الى حالة انسانية بائسة ببؤس ثقافة الهزيمة والخيانة تارة بِعقلنة الخيانة وأُخرى بِتجنيد الدين وما يُسمى بِالعُلماء في خدمة الاستعمار الغربي وا لطُغاة العرب في أنٍ واحد!!!.. تكرار المذابح بحق العرب وتحويلها الى امر روتيني وعادي و من ثم عقلنة الهزيمه وتوظيفها لصالح الاستكبار وذيوله كما هو جاري في العراق!!
لا يوجد اشكاليه بين اهداف الاستكبار الامريكي واهداف الاستكبار العربي الداخلي [الحُكام العرب] وذلك لأن الاستعمار المُباشر جاء ليُعَزِز مكانة الوكلاء الاقليميين من عُملاء صغار وكبار تعتبرهم امريكا سماسرة بيع وشراء يقومون بِإبرام صفقات بيع الاوطان والشعوب العربية بِاثمان بخسة لا تُكلف طُغاة واشنطن سوى التلويح بِالعصا الغليظة ولا تُكلف الطُغاة العرب سوى الاستمرار في طَحن الانسان العربي في طاحونة الهلاك التاريخي والسياسي كما هو جاري منذ عقود ضمن تفاهُم وإنسجام كامل على ضرورة إحباط أيَّ مُحاولة تغيير نَهضوي في العالم العربي واجهاض هذه المُحاولة من خلال طرح الامبريالية الامريكية مشاريع سرقة مفضوحة لِِتَطلُعات الشعوب العربية تحت شعار "الديموقراطيه والتغيير" في إطار ضمانة بقاء لصوص الوطن العربي في مكانهُم وضمان وراثة ابن اللص لِحكُم والده, وبالتالي ضمان استمرارية صفقات التجارة بألاوطان والشعوب العربية بين الاستعمار الامريكي ووكلاؤه من العرب.... تماما كعلاقة الشركة بوكلائها، وتماما كما يُورث الابناء شركة والدهُم يُورث الابناء في جمهوريات وممالك العرب الحُكم والنظام والعلاقة مع امريكا!ّ!!!.. امريكا لا ترى ولا تُقيم ِ العالم العربي الا من خلال سعر برميل النفط:: الفكر الامريكي الاستكباري والفاشي يربط بين قيمة برميل النفط والانسان العربي من خلال تسعيرة رخص الدم العربي مقابل غلاء واهمية برميل النفط العربي!!.... ان تجتث وتشرد امريكا ثلث الشعب العراقي وتجرح وتقتل الملايين مقابل الحصول والسيطره على النفط العراقي يبدو انه امر عادي متفق عليه بين امريكا وعملاءها في العراق والعالم العربي!!!
رغم ان الوطن العربي كان وما زال عامِراً بِشعوبه, يبدو ان المُستعمرين الجُدد عادوا يستعملون موضوعيا مقولة الصهيونيه " ارض بِلا شعب لِشعب بلا ارض" وكُلنا نعرف ان فلسطين كانت وما زالت عامِره بأهلها قبل نَشأة الصهيونيه بِعِدة قرون, لهذا ومن هذا المُنطلق الاستعماري نرى كيف تصول وتجول امريكا العالم العربي خرابا ودمارا من منطلق و من منطق عدم وجود شعوب عربيه في المنطقه العربيه ودون الاعتراف بِوجود وحقوق هذه الشعوب في اوطانها التي يعتبرها الفاشيون الجُدد مُجرد مساحات جُغرافية مُخصصة لنفط و لِتُجار واشنطن وسماسرتهُم من العرب المُتأَمْركين, وبالتالي ومن وجهة نظر بوش وعصابته المُسلحة يرى هؤلاء أنَّ من "حَقهُم" الطبيعي احتلال العراق والعالم العربي والاستيلاء والسطو المسلح على ثرواته بِإعتبار الشعوب العربية حاضره/ غائبة او غَير موجوده اصلا وكُل ما يحتاجونه في عملية السطو المُسلح سُمسار عربي يوفر لَهُم المُساعدة اللوجستية والجُغرافية, وهُم [السماسرة العرب] كُثُر في الوطن العربي ومناطِقِه الحُرة المُخصصة للتجارة والاحتلال والخيانة الوطنية, ناهيك عن أن الخيانة اصبحت "مصلحة" وطنية لِحماية "الامن القومي" في تلك المناطق الحُرة!!!!...الاجتثاث والاحتلال والاحلال والتغيير االديموغرافي القسري طُبق بشكل حرفي وهمجي في العراق ومن قبله وباشكال وباساليب اخرى طبق ويطبق هذا حرفيا في فلسطين والحبل ما زال على الغارب!!!!.. وكل عام وانتم بخير