بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 25.12.07
منذ امد ونحن نلاحظ كثرة وتكاثر من يتداولون شأن فلسطينيي الداخل تحت مسميات وتسميات مختلفه, ولكن من الملاحظ تزايد عدد الكتاب او الكُتيبون الذين بدأوا بالكتابه حول هذا الشأن منذ ان طلبت اسرائيل الاعتراف بها ك" دولة اليهود" وكأن هذه الاسراويل لم تُجسد هذا التعريف بذاتها منذ ولدت ولادة قسريه وغير شرعيه خارج رحم التاريخ والمكان والزمان,, وتحديدا في العام 1948 حيث ولدت الدوله الاحلاليه والاحتلاليه على ارض فلسطين وعلى مقابر وعظام الشعب الفلسطيني, والمفارقه انه ومنذ ذلك الحين استبدل العرب بعض الفلسطينيين الجهله اسم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني باسماء كثيره من عرب اسرائيل ومرورا بالاقليه العربيه في اسرائيل وحتى عرب ال48, والحقيقه انني لم اسمع من قبل ان استبدل شعب او قطاع من هذا الشعب او ذاك اسمه بيوم او بتاريخ احتلاله او تشريده وبالتالي ورغم شذوذ وجود ونشأة دولة اسرائيل الذي حل فيها افواج من المهاجرين مكان السكان الاصليين وبقاء عدد من الفلسطيينيين ك""" اقليه" قُللت قسريا في جغرافيا ومكان تسكنه احتلالا واحلالا اكثريه يهوديه, ولكن هذا لايعني ان تشذ عقولنا مع شذوذ نشأة اسرائيل ونطلق على ذاتنا او نتقمص لذاتنا اسم يوم نكبتنا او احتلالنا كهوية تعريف او اسم نعرف به ذاتنا للعالم!...يا سيداتي سادتي: الخطأ وارد, ولكن مهمتنا كشعب وكأفراد ان نصحح الخطأ ونضع الامور في نصابها الصحيح, وأن لا نستمر في تغذية الخطأ ونكذب على ذاتنا ونلوك التهجين المهجن والتسميات الهجينه ونلوك الكذب والخطأ حتى نصدق ويصدق الاخرين اننا " عرب ال48" و اننا نعيش في واحة الديموقراطيه الاسرائيليه التي تطالب بيهودية الدوله الاسرائيليه وكأن هذا المطلب الصهيوني لم يطبق نظريا وعمليا على الارض الفلسطينيه منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الاول في بازل عام 1896 ومرورا بوعد بلفور 1914 و قرارتقسيم فلسطين 1947 وحتى زندقة نشأة اسرائيل في عام 1948 وطرد اكثرية الشعب الفلسطيني من وطنه وبقاء جزء منه في مناطق المهاجرين اليهود الذين احتلوا البلاد الفلسطينيه واعلنوا دولتهُم فيها وعليها!!... منذ ذلك الحين وفلسطينيي الداخل والاحتلال الاول لايظهرون في احصائيات اسرائيل الا ك"" ميعوطيم"" اقليات مختلفه فلاحين ومدنيين وبدو ودروز الخ ولا يشار الى اصلهُم الفلسطيني لا من بعيد ولا من قريب,,, ومنذ ذلك الحين تفنن العرب العاربه بتسمية فلسطينيي الداخل والاحتلال الاول:: من عرب اسرائيل الى اقلياتها وحتى عرب ال48 , والفلسطينيين داخل اسرائيل وحتى لا ادري ماهو القادم, ولكن الفلسطينيين انفسهُم كان لهُم ايضا دورا سلبيا في ترسيخ المسميات الخاطئه تحت مبررات مختلفه مثل الواقعيه, او كتبرير لانضمام العرب لعضوية الكنيست الاسرائيلي, او لاسباب موضوعيه او قسريه او اقتصاديه او انتهازيه او حتى لاسباب تتعلق بالتضليل الاسرائيلي ومدى قوة فرض الدعايه الاسرائيليه على الفلسطينيين بكونهم """ مواطني اسرائيل"" رغم انهُم لم يتمتعون في يوم من الايام لا بالمواطنه الحقيقيه ولا بالحقوق المدنيه[ اسرائيل لم تمنح فلسطيي الداخل والاحتلال الاول المواطنه الرسميه لابل فقط تأشيرة مكوث وليست جنسيه ومواطنه كما هو حال اليهود في قانون المواطنه الاسرائيلي!!] لابل انهُم من وجهة النظر الصهيونيه غرباء يعيشون في دولة اليهود اللذي تعيش يهوديتها وعنصريتها بكل تفاصيلها وحذافيرها, وما وجود العرب الفلسطينين والسكان الاصليين سوى وجود مؤقت فرضته ظروف الحرب والموازين الدوليه الذي شرد فيها الشعب الفلسطيني, واسرائيل في ذلك الحين أجبرت دوليا على ابقاء جزء ضئيل[160000فلسطيني]] من الفلسطينيين داخل كيانها كلاجئين شأنهُم شأن باقي اللاجئين الفلسطينيون الذين لجأوا الى الدول العربيه المجاوره, وم ثم فرضت الحكم العسكري على مناطق التواجد الفلسطيني[ ما تبقى من فلسطينيين عام 1948 ] من عام 1948 و حتى عام 1967 , وفي هذه الاثناء استثنت اسرائيل الفلسطينييين من جميع قوانينها المتعلقه بالمواطنه والعمل والمساواه والتربيه والتعليم وجعلتهُم عمليا وسياسيا خارج اطار الدوله اليهوديه" دولة الاسياد" اللتي اجبرت على منح حق المكوث لفلسطينيي االداخل لعدم تمكنها من التخلص منهُم حتى تحين فرصة التخلص[ تنقية الدوله اليهوديه من الغرباء] او الحل الذي عاد ليظهر شكليا بعد انابوليس في ما يسمى بالتبادل الجغرافي والديموغرافي بين وهم دولة فلسطين وحقيقة وجود دولة اليهود[ قسرا او طوعا!!] منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا لابل ان هذه الدوله راسخه اصلا في الايديولوجيه الصهيونيه وفي كتاب هرتسل المسمى حرفيا "بدولة اليهود " والصادر في عام 1896 في فينا [النمسا] وهو الكتاب الذي مهد الطريق لقرارات الكونجرس الصهيوني الاول وفيما بعد وعد بلفور, وسواء هذه القرارات او فيما بعد " قوانين دولة اسرائيل!!" جميعها تنكرت للوجود الفلسطيني تطبيقا لمقولة """ ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"" واكدت جميعها ايضا على نقاء دولة اليهود كيهوديه بالدرجه الاولى وليست ديموقراطيه ولا دولة كل مواطنيها كما يطالب البعض العربي المنتسب لكنيست[برلمان] الدوله اليهوديه التي تزخرف برلمانها بعضويه بعض الفلسطينيين المنتسبين لهذا البرلمان بهدف التمويه والتغطيه على عنصرية اسرائيل كدوله وكيان لجميع يهود العالم وليست كدوله لكل مواطنيها ومن يعيش في الاطار الجغرافي والديموغرافي لهذه الدوله المبنيه اصلا وفصلا على نظريه الاحتلال[ احتلال الارض الفلسطينيه] والاحلال [ احلال اليهود والمستوطنين بدلا من الفلسطيينين سكان الارض الاصليين], والعرق الاثني والديني[ دوله فقط لليهود], وبالتالي العجب ثم العجب ان تزور اسرائيل التاريخ والنشأه والمكان, ومن ثم يأتي بعض العرب وكتابهُم ومن هؤلاء الذين يطلقون على انفسهُم القاب التخصص بشؤون اسرائيل وعرب ال48؟,, يأتون ليكتبون حول " دولة اليهود وجنون العنصريه.." او ما شابه ذلك من عناوين وتهويلات وكأن اسرائيل هذه لم تكن عنصريه اصلا وفصلا وتاريخا , وكأن هؤلاء عرب ال48 قادمون ومنحدرون من الربع الخالي لاخر نجم في السماء, وكأن القضيه قضية مصالح وتبرير وفئويه وقبليه وتبعيه وتسميات تُبرر هذا الوجود او ذاك الكيان او تلك المسلكيه السياسيه, او مسح الجوخ لهذا الفلسطيني او ذاك الحزب المنتسب لبرلمان الدوله اليهوديه[ الجدل يجب ان يكون علميا وتاريخيا وليست عاطفيا او حزبيا او انتها زيا] دون المراجعه العلميه والذاتيه[ كاتب هذه المقاله استعمل تسمية ال48 كغيره في يوم من الايام دون ان يفكر في الامر عمقا , ولكنه يمارس النقد الذاتي وتطوير المفاهيم واعادة صياغتها؟؟] لما هو حاصل من تضليل تاريخي خطير يقوم به الضحيه الفلسطيني والعربي التائه دون ان يدري انه يقدم خدمة كبير لجلاده الاسرائيلي الذي سعى دوما الى تذويب ماهو قائم من الهو يه الفلسطينيه الوطنيه تاريخيا وديموغرافيا وجغرافيا وتسمية فلسطينيي الداخل والاحتلال الاول بعرب ال48 تخدم المشروع الصهيوني التذويبي من جهه و تسلب فلسطيني الداخل والاحتلال الاول هويتهم الفلسطينيه على ارضهُم وديارهُم التاريخيه من جهه ثانيه!!!!
هنالك من بيننا من يظن خاطئا ان تسمية فلسطيني الداخل والاحتلال الاول بعرب ال48 تمنحهُم تعريف توفيقي بين التاريخ والهويه التاريخيه وعكسها الاحتلال والاحلال الاسرائيلي الواقع على كامل الارض الفلسطينيه دون حدود لما يسمى بالخط الاخضر الذي هو في الواقع خط احمر تجاوزته اسرائيل ومشتقاتها في عملية تقسيم الشعب الفلسطيني واطلاق التسميات عليه وعلى قطاعات منه دون ان ننتبه نحن انفسنا لخطورة الطرح من عرب اسرائيل الى عرب ال48 وعرب الضفه وعرب القطاع[[ بالمناسبه اسرائيل تطلق على الضفه الغربيه اسم يهودا والسامره ولا تعترف بهويتها الفلسطينيه والعربيه], وبالتالي وماهو جاري ان فلسطيني الداخل قد تعرضوا الى الترقيم واصبحوا مجرد رقم عابر[48] في سجلات اسرائيل لا يقدم ولا يؤخر في هوية اسرائيل اليهوديه,و وللسخريه لم يرقى هذا العدد والتسميه حتى يومنا هذا الى ان يصبح مثلا عرب ال99 او عرب ال2007 او عرب ال2008 والسؤال المطروح : ماهي علاقة الرقم 48 باسم شعب وهوية شعب او قطاع من هذا الشعب؟؟ : الجواب على هذا السؤال يظنه البعض بسيط وبان الرقم 48 هو تاريخ النكبه الفلسطينيه وتاريخ نشأة الكيان الاسرائيلي,, وهذا صحيح على مستوى تاريخ الحدث والاحداث, ولكنه لا يشكل مرجعيه حضاريه تاريخيه لهوية الشعب الفلسطيني ولا حتى لهوية الوجود الفلسطيني واستمرارية كينونته قبل عام 1948 وحتى يومنا هذا, لا بل ان هذه التسميه تجعل جميع فلسطيني المخيمات في الخارج خارج هذه التسميه والتعريف بالرغم من ان اصلهُم بالاصل من حيفا وعكا ويافا والرمله ومناطق مايطلق عليهُم اليوم زورا وتضليلا بعرب ال48 , بمعنى ان هنالك مطب تاريخي وتعريفي يكمن في الرقم ال 48 دون التقليل من الحدث كحدث والنكبه كنبكه , ولكن ان يصبح هذا الرقم هويه تعريفيه لقطاع شعبي فلسطيني عريض ومع مرور الزمن كبديل[ الكار والتكرار الاعلامي] لهويه فلسطينيه شامله كامله تشمل جميع قطاعات الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا,,, فهذا خطأ لابد من تصحيحه وتحاشيه مستقبلا.. لاحظوا معنى ودعونا نستدرجكُم خطوه خطوه ودرجِه ودرجه :: قضية هوية الدوله اليهوديه قضيه كانت وما زالت محسومه منذ كتاب " الدوله اليهوديه" لثيودر هرتسل وحتى يومنا هذا والصهيونيه بالاصل لاتعترف بالوجود الفلسطيني وهرتسل نفسه كتب في كتابه" بأن الدوله اليهوديه ستكون بمثابة الحائط العازل بين البربريه[ العربيه] والحضاره الغربيه"", والحركه الصهيونيه انكرت اصلا الوجود الفلسطيني في فلسطين في حقبة كانت فيها فلسطين عامره بالكامل بشعبها الفلسطيني ولا يوجد فيها سوى نسبه قليله من يهود فلسطين وليست صهاينة هرتسل والغرب الذين احتلو فلسطين وطردوا شعبها ومن ثم انشأوا الدوله الاسرائيليه وما زالوا يحكمونها حتى اليوم!!.. الذي جرى ان احدا ما من بين ظهرانينا اختطف تسمية ال48 وراح يتاجر بها تارة كمواطنين في دولة اسرائيل واخرى ك عرب اسرائيل,, واخرى كعرب فلسطينيين وجزء لا يتجزا من الشعب الفلسطيني وهلم جرا,, ولكن وحتى ولو اخذنا الواقعيه والبراغماتيه كمرجع ام مبرر لهذا الطرح والتسميه الانتها زيه: فهل ساهم هذا الامر في تغيير وجه اسرائيل العنصري والبشع تاريخيا حتى تعترف بالرقم 48 كمواطن متساوي في الحقوق؟؟,,, ولو افترضنا جدلا اننا مجرد ارقام محموله مع الريح من جغرافيا الى جغرافيا اخرى او من مناخ الى مناخ اخر فهل يعني هذا اننا ليست فلسطينيون ولا نشعر ولا نتضامن مع اخواننا وابناء عمومتنا واهلنا[[ المقصود هنا ايضا حرفيا: البيولوجيا وقرابة الدم والعائله الواحده وليست الانتساب الوطني فقط] في غزه والضفه وكامل مخيمات الشتات؟؟ .. لماذا هذا التباكي التهويلي على هوية كيان دولة"اسرائيل" اليهوديه ووجود اكثر من مليون وربع المليون فلسطيني داخل هذا الكيان, وكأن هذا الكيان جزء من الشعب الفلسطيني او اعترف اصلا بوجودنا على ارضنا منذ شردنا بالملايين واعتبرنا مجرد ارقام عابره في سجلات الامم المتحده؟؟, والعكس هو الصحيح وهو ان هذا الكيان الذي يعرف نفسه ككيان يهودي هو نفسه الكيان الذي سلب فلسطين من اهلها ولا يعقل ان يعترف بالشعب الفلسطيني او جزء منه كجزء من هذا الكيان الاسرائيلي, ولا يعقل ايضا ان يطلب الفلسطينيون من هذا الكيان ان يعترف بهم كجزء منه في الوقت الذي هم جزء من الشعب الفلسطيني يقطنون على ارض فلسطين قبل وجود اولمرت وانابوليس وتجارة العبيد في امريكا!!!,,,, ونحن ياسيداتي وسادتي ليست رقم 48 ولا تسعون ولا مواطنون ولا يحزنون: نحن بكل بساطه شعب فلسطيني مزقته احداث 48 وبقي موجودا, ولكنه لم يُصنَع ولم ينبت كشعب او هويه في عام 48! والمفارقه ايضا ان هذا الشعب وبالرغم من ترقيمه لم يصبح جزء من اسرائيل حتى على ادنى المستويات السياسيه واعلاها حينما انضم بعض العرب واحزابهم الى كنيست اسرائيل ليصبحون اعضاء كنيست عرب في دولة اسرائيل::: هؤلاء الزخارف: لا تهش ولا تنش لا بل يهرب بعضهُم من بطش اسرا ئيل رغم كونهُم محصنون برلمانيا او ما شابه هذا في دولة "كل المواطنين" اللتي لم تكن في يوم من الايام دولة الفلسطيني او العربي لابل فقط كانت دولة اسرائيل واليهود وباقي ماتبقى ورق فارغ او مكتوب على الورق اللذي يزخرف ديموقراطية اسرائيل اللتي تسعى دوما وابدا لاحلال اليهودي الصهيوني مكان الفلسطيني و الاستيلاءعلى الارض الفلسطينيه وما عليكم الا ان تذهبوا الى النقب والجليل والمثلث العربي لتروا بام عينكم حال العرب الفلسطينيين والاستيطان الصهيوني الزاحف والظلم الصارخ الذي يلحق يوميا بالشعب الفلسطيني المُرقم برقم ال48 في دولة لاترى الا يهودها ويهوديتها منذ هرتسل وحتى يومنا هذا!!!.. ونتمنى ان يتوقف الطفيليين من سياسيين وكتاب فلسطينيين او عرب عن التهويل والكذب والتملق والظهور بمظهر المُتفاجئ من طلب اسرائيل الاعتراف بها كدوله يهوديه وهي اللتي كانت وما زالت ابشع مثال للعنصريه والاحلال والاحتلال,, وهي الدوله اللتي اتقنت لعبة زف العرب على وهم ديموقراطيتها وبرلمانها الصهيوني الذي يؤكد ليلا نهارا على يهودية اسرائيل واسرائيلية سكانها وليست فلسطينيتهُم!!
يبدو الطرح الاعلامي العربي التضليلي حول "" يهودية دولة اسرائيل" وعرب ال48 طرحا ساذجا وعاطفيا وفارغا من كل فحوى وتحليل وما على هذا الكاتب او ذاك من الطفيليين الا تصفيط بعض الكلمات وتصريحات لاعضاء كنيست عرب ليكتشف المفضوح منذ عقود بعبقريه جديده وهي "" عنصرية اسرائيل" وحال عرب ال48 ...يا زريف الطول وقف تأقولك!! ليس من هنا تؤكل الكتف ولا هكذا ترد الابل,, ونحن لمن خانته الذاكره من ابناء شعبنا وامتنا ليست باي حال عرب ال48 واسرائيل نشأة وكياناوممارسه على الارض هي دولة لليهود فقط بُنيت على ارضنا الفلسطينيه قسرا وتتعامل معنا كهنود حمر لا اكثر , ونحن ياسيداتي سادتي مواطني فلسطين المُكرهون على العيش في ظل الاحتلال والاحلال التي تمارسه الدوله اليهوديه الصهيونيه العنصريه منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا ضد كامل الشعب الفلسطيني ومن بينه فلسطيني الداخل والاحتلال الاول الذين اختطف البعض مصيرهم وكيانهُم واطلق عليه رقم ال48 المربوط مصيره بهوية دوله كانت بالاصل يهوديه صهيونيه احلاليه وبقيت وستبقى هكذا حتى ولو امتلكنا رقم الالف وتخطينا الرقم الصعب ال48 !!
من هنا لابد للخيل ان تعود الى مرابطها والمسميات لاصلها بالقول ان من السذاجه اعتبارنا مجرد رقم عابر بجانب او في داخل دولة اسرائيل, او بضاعه او ماده لربطنا بمنتوج صهيوني لا ناقه لنا فيه ولا بعير ومكرها اخاك لا راضيا ولا بطل لابد من الاعتراف باستحالة """"" دمقرطة "" دولة اسرائيل لانها ببساطه دولة الاحلال واليهود التي بُنيت على قبور الشعب الفلسطيني وليست دولة الفلسطيني سواء العادي او حتى ذاك الذي يتكور في كرسي الكنيست الاسرائيلي,, وعليه وحتى الا نتخبط سأعيد عليكم تلخيص لمقال حول وضع فلسطيني الداخل اللذي نشرته عدة مواقع عربيه وفلسطينيه, ورفضت نشره جميع المواقع المرقمه بارقام48 وغيرها من مواقع واحزاب "" عرب الداخل"" وصحف عرب لندن"" الموقره""": وهو حول علاقة الدوله اليهوديه بفلسطيني الداخل الذين يحملون الرقم 48 وهي علاقه تتجسد في السيطره الاسرائيليه على فلسطينيي الداخل وفي المقال تستعمل ايضا تسمية ال48 للتوضيح وذلك على النحو التالي:
إعتّمدت إستراتيجية السيطره الإسرائيليه نحو فلسطينيي الداخل على عناصر السيطره التاليه:
1. السيطره الجُغرافيه: وهِي السيطره الإسرائيليه من خلال إستيلاء إسرائيل على أراضي العرب وأماكِنْ تواجِدهُم الجُغرافي,إِما بِالقوه أو مُصادرة الأراضي من خلال قوانين إسرائيليه سُنّت خِصيصا لهذا الغرض أو من خلال الإستيطان الإسرائيلي وفرض سياسة الأمر الواقِع . هُنا لا بُد من التذكير أولا بِإِستيلاء إسرائيل على أكثرية المدن الفلسطينيه,ومن ثُم تدمير أكثّر من418 قريه فلسطينيه,بِالإضافه إلى ألإستيلاء على ملايين الدونمات من ألأراضي الزراعيه التابِعه لِمُلكية فلسطينيي الداخل واللاجئين الفلسطينيين,حيثُ أنّ مُتوسط مُلكِيّة سُكان القرى العربيه في فلسطين كان عام1948 -- 16 دونُم للفرد الواحد وقد إنخفض هذا المُتوسط إلى أقلْ من نصف دونم في الوقت الراهن. لقد إستغلت إسرائيل بعد عام 1948 القوانين العُثمانيه وبنت على أساسها الظالم والجائر قوانينها المُتعلقه بملكية الأرض واهمُها قانون الطابو العثماني اللذي أتاح أبان الحُكم العثماني لأِقليه عربيه محدوده تسجيل الأرض في الطابو[قانون الملكيه],وذلك بسبب الشروط الإستبداديه اللتي فرضتها الدوله العثمانيه على العرب أصحاب الأرض الأصليين من خلال قانون الطابو لِعام 1858 واللذي ربط تسجيل مُلكية ألأرض في الطابو بِشرط ألخِدمه في الجيش العثماني من جهه وبِدفع الرسوم والضرائب الباهِظه من جهه ثانيه,وبالتالي عدم تَمكُن الفلاحين الفلسطينيين[اصحاب الأرض الأصليين] الوفاء بالشُروط العثمانيه تبعا للوضِع الإقتصادي الصعب الناتِج عن سِياسة الإستبداد والإستِغلال العثمانيه ,مِما جعل تسجيل الأرض في الطابو يقتصر على طبقةالإقطاعيين والأفنديه والمُقربين من السلطه العثمانيه بِالرغم من أنّ أكثرية الفلاحين الفلسطينيين والعرب كانوا وما زالوا يملِكون سندات تُثبِت وُجودهُم وتصرفهُم باِلأرض على مدى أجيال. كان هذا الوضع معروفا للحركه الصهيونيه ومُؤسسي الدوله الإسرائيليه اللتي سنّت قوانين مُلكية الأرض على أساس وثيقة الطابو اللتي لا يمْلِكُها عدد كبير من الفلسطينيين عامه فلسطينيي الداخل خاصه رغمّ أنّ الفلسطينيين عامه يمتلِكون سندات تُثبِت مُلكيتهُم للأرض ُمنذ مئات السِنين بينما لا تملُك أكثرية اليهود الإسرائيليين أيّ وثيقه[سوى أُسطورة الألفي عام] تُثبِت مُلكيتهم لللأرض اللتي إستولوا عليها وصادروها من خلال عدم الإعتراف بِسندات الفلسطينيين اللذين لايملِكون الطابو,أو من خلال القوه العسكريه وإقامة المستوطنات في مناطق التواجد العربي سواء في الجليل او المركز او النقب في الجنوب الفلسطيني,بالإضافه إلى عدم إعتِراف إسرائيل بِوُجود عشرات القرى العربيه القائمه منذُ مِئات السنين قبل نشأة الدوله الإسرائيليه.
إستولت إسرائيل خِلال فترة الحُكم العسكري اللتي فرضتهُ على عرب ال48 [1948--- 1966 ] على ملايين الدونمات من الأراضي العربيه,حيثُ أنّها للمثال لا للحصر إستولت على أكثر من مليون دونم من الأراضي العربيه في فترة ما بين عام 1948 –1958,بِحجّة إعلانها لِهذه ألأراضي كمناطق عسكريه مُغلقه وسريان قوانين الطوارئ عليها,بِالإضافه إلى هذا سنّتْ إسرائيل ما أسمتْهُ بِقانون مُلكية ألغائب لعام 1950 واللتي إستولت من خِلاله على أملاك الغائبين والحاضِرين من الفلسطينيين من جهه,وإستيلاءإسرائيل على ألاف البيوت والمُمتلكات الفلسطينيه في المدن الفلسطينيه مثل يافا,حيفا,عكا,صفد,اللد,الرمله,عسقلان,إسدود... الخ من جهه ثانيه.
من الجدير بِالذكر أنّ عدد الفلسطينيين[عام 1948 ] اللذين بقُوا في أطر كيان إسرائيل كان 160 ألف نسمه,إعتبرت إسرائيل60 ألف مِنهُم في تِعداد الغائبين الحاضِرين,وإستولت على أملاكهُم تحت قانون مُلكية الغائب!!!
كُلُ ما في ألأمر أنّ جميع القوانين الإسرائيليه المُتعلِقه بِمُلكية الأرض,سُنّت على أساس تشريع ألإستيلاء على ألأراضي العربيه,وبالتالي كانت وما زالت الأساس القانوني لإِستراتيجية السيطره الجُغرافيه والتتغيير الجغرافي القسْري,بِمعنى السيطره على أماكِن التواجُد العربي في إسرائيل من خِلال ألإستيلاء على الأراضي العربيه ومُحاصرة القُرى والمدن العربيه من خِلال بِناء وإقامّت المُستوطنات اليهوديه حوِل وداخِل مناطِق التواجُدالعربي,وتوسُع هذه المستوطنات فِيما بعد على حِساب اراضي القُرى والمدن العربيه داخِل الخط الأخضر, كما حدث ويحدُث وللمثال لا للحصر إستيلاء الناصره العُليا على أراضي مدينة الناصره والقُرى العربيه المُجاوره,وإستيلاء مُستوطنة روش هعايِن على أراضي كفر قاسم,وإستيلاء إسرائيل على مُعظم أراضي عرب النقب[بدو الجنوب] من خلال عملِية التوطين القسْري اللتي تُمارِسهُ إسرائيل أزاء عرب النقب,بِالإضافه إلى ما يُسمى بِالمدن المُختلطه[المدن الفلسطينيه اللتي إستولت عليها إسرائيل عام 1948 وشرّدت أكثرِية سكانها الفلسطينيين] اللتي اصبح سكانها العرب مُحاصرون في جيتوات صغيره ومعزوله مُحاطه بِاكثريه يهوديه.
2.السيطره ألديموغرافِيه[أالسُكانيه] : وَهِيَ السيطره الإسرائيليه بِواسطة تَغيير التركيبه السُكانيه لِصالح القِطاع اليهودي من خلال زَرِعْ المُستوطنات والمُستوطنين اليهود في مناطق التواجد العربي في الجليل والمُثلث والنقب بِهَدَف تَهويد هذه المناطق العربيه من خلال خَلْقْ أكثريه يهوديه مُقابِل أقليه عربيه في هذه المناطق.
مِما لا شَك فيه أنّ بِداية السيطره الديموغرافيه ألأسرائيليه,كانت تَشريد الأكثريه الساحقه من الشعب الفلسطيني في عام 1948 وَبَقاء 160 الف فلسطيني داخِل حُدود الكيان الإسرائيلي,بِمعنى تَحوُل ما تَبَقى من فلسطينيين داخِل فلسطين التاريخيه إلى أقليه مُقابل أكثريه يهوديه داخل إسرائيل,إِلاّ أَنّ هدف إستراتيجية السيطره السُكانيه الإسرائيليه كان ليس تَحوِيل الفلسطينيين إلى أقليه داخل إسرائيل كَكُل لا بل ايضا تَحوِيل ماتبقىمن سكان المناطق والجُيوب المأْهوله بِالعرب[الجليل,المُثلث,النقب] إلى أقليه مُقابل أكثريه يهوديه من خلال إقامَة مشاريع إستيطانيه يهوديه داخل وحول المناطق ِالعربيه.
من هُنا ورغم مرور أكثر من نصف قرن على تَواجُد العرب داخل الكيان الإسرائيلي,ورغم أُكذوبة إسرائيل بِكَون العرب مواطني دولة إسرائيل,إِلآ أَنّ الدوله الإسرائيليه ما زالت ترى في عرب ال48 حجر عثره أمام بَسِط المشروع ألإستيطاني الصهيوني سيطرته الكامله على فلسطين التاريخيه من جهه وتَرَى أن العرب يُشَكِلون خَطرا ديموغرافيا على دولة إسرائيل وهويتُها اليهوديه من جهه ثانيه,وبالتالي عَمَدَتْ إسرائيل إلى تَشجيع ودَعِم ألإستيطان اليهودي في مناطق التواجُد العربي من خلال مشاريع إستيطانيه إِحلاليه كان أوّلُها مشروع تَهويد النقب في بِداية السبعينات من القرن العشرين,والهادف إلى تَرحيلْ عرب النقب [بدو الجنوب] عَن اراضيهُم وأماكِن سُكناهُم,ومن ثُم تَوطينهُم قَسْرِيا في قُرى ومدن حَدّدتْ إسرائيل مكانها بِِهدف ألإستيلاء على ألأرض وتغيير التركيبه السكانيه لِصالح اليهود. ومن ثُم جاءَ مشروع كينغ ِلعام 1976 [ كينغ:مسؤول الحكومه الإسرائيليه أنذاك لِمنطقة الجليل والشمال] الهادف إلى تهويد منطقة الجليل العربي في الشمال من خلال مُصادرة ألأراضي العربيه وزرع المستوطنات اليهوديه حَوِل ووسط القرى والمدن العربيه في الشمال,بِالإضافه إلى هذا جاءَ مشروع النجوم السبعه لعام 1990 الصادر عَن وزارة ألإسكان ألإسرائيليه بِرئاسة شارون , الهادف إلى تهويد منطقة المركز والمُثلث العربي بواسطة تَكثيف الإستيطان اليهودي في هذه المنطقه العربيه.
لم تكتفي إسرائيل بِمشاريع تهويد مناطق تواجُد عرب ال48 لا بل أنّ الأمر وصل إلى حد عقد مؤتَمر أكاديمي عام 2001 شارك فيه أكاديميون إسرائيليون للبحث في كَيفِية تحديد نسل العرب والحيلوله دون تكاثرهُم داخل الدوله ألإسرائيليه!!! ناهيك عن ما يُسمى بمشروع تطوير النقب والجليل اللذي يهدف الى تغيير التركيبه السكانيه في النقب والجليل بشكل جذري من خلال إقامة المستوطنات اليهوديه في اماكن التواجد العربي!
من الجدير بِالذكر بِأنّ الهدف الإسرائيلي الإستراتيجي من تَغيير التركيبه السكانيه في مناطق تواجُد عرب ال48 وَجَعلُها تَميل لِصالح اليهود هُو فَرض حزام امني سُكاني يهودي حول المناطق العربيه للحيلوله دون تَوَسُع العرب ديموغرافيا من جهه وفرض السيطره السُكانيه الصهيونيه على المناطق العربيه من جهه ثانيه.
3.السيطره الإقتصاديه : وَهِيَ من اهم عناصر السيطره ألإسرائيليه نحو عرب ال48 , وقد بَدأَت إسرائيل بِفرض السيطره الإقتصاديه على العرب مُنذ عام 1948 من خلال مُصادرة الأراضي الزراعيه [ أكثرية العرب في فلسطين كانت تعتاش على الزراعه] دون طرح أو بِناء مُقومات إقتصاديه بديله للعرب,وبالتالي مُصادرة ألأراضي العربيه كَأَساس إقتصادي رئِيسي ومن ثُم تَحوِيل مناطق المطلق عليهُم عرب 48 إلى مُجرد مُعسكرات بشريه تنقُصها البُنيه التحتيه والمُقومات ألإقتصاديه حتى يومنا هذا.
سَعَت إسرائيل منذ قِيامها إلى ربط القرى والمدن العربيه إقتصاديا بِسوق ألعَمل في القطاع اليهودي من جهه,والحيلوله دون قيام بُنيه تَحتيه إقتصاديه في القطاع العربي من جهه ثانيه, وبالتالي تَحويل المدن والقرى العربيه إلى مُعسكرات عُمال مُهِمَتُها تَزويد سوق العمل الإسرائيلي بِالقُوى العامله,وفي الوقت نَفسه المُحافظه المُبرمجه على بَقاءْ المناطق العربيه كَسوق إستهلاكي للبضائع ألإسرائيليه والحيلوله دون قِيام إقتصاد عربي مُستَقل كَي لا يُنافس القِطاع ألإقتصادي اليهودي.
هُنا لابُد من ألإشاره إلى أَنَّ أحد أهداف الحُكم العسكري [خضع فلسطينيي الداخل للحكم العسكري الإسرائيلي منذ عام 1948 حتى عام 1966] كانت الحِفاظ على هُوَّه [ثُغره] في التطور بين القِطاع العربي واالقطاع اليهودي ,بِمعنى المُحافظَه المُبرمجه على تَخَلُف عرب48 إقتصاديا عَن القطاع اليهودي الإسرائيلي والمُحافظه على هذا الوضع من خلال عَدمْ دعم الدوله ألإسرائيليه إِقامَت مشاريع إقتصاديه وصناعيه في القطاع العربي من جهه,وعدم تَخصيص الميزانيات الكافيه للمجالس المحليه والبلديات العربيه ,وعدم إِقْرارْ خرائط هيكليه لأِكثرِية المدن والقرى العربيه من جهه ثانيه,وبالتالي فرضت إسرائيل التَبَعِيه والتَخَلُف الإقتصادي على العرب,وَجَعْلتَهُم يرتكزُون على سوق العمل الإسرائيلي كَمصدر رزق وحيد وفي نفس الوقت سعَت إسرائيل للحيلوله دون إقامَة أماكِن عمل في القرى والمدن العربيه. من الجديربِالذكر أَن المناطق العربيه تتصدر دوماً قائمة الفقر والبطاله في اسرائيل,ويَصِل عدد من يعيشون تحت خط الفقر في بعض المناطق العربيه إلىنسبة50 % ,وإجمالي عدد الأطفال العرب اللذين يعيشون تحت خط الفقر يصل إلى 56%.
َتتلخص أهداف السيطره الإقتصاديه على فلسطينيي الداخل في هَدَفيِن أساسِيين, وَهُما الأول:المُحافظه على تَفوُق القطاع اليهودي إقتصاديا على االقطاع العربي والثاني: هدف سياسي،بِمعنى أنَّ تبعيِة العرب وإرتِباطَهُم بِسوق العمل الإسرائيلي كَمصدر رزق وحيد يُسَهِل على إسرائيل السيطره على العرب في حال حُدوثْ إِحتِجاجات أو مُظاهرات عربيه يَصعُب السيطره عَليها,وذلك من خلال مَنِع العمال العرب من التَوَجُه أماكن عَملَهُم في إسرائيل من جهه وَمَنِع إِدْخال المواد التموينيه والإستهلاكيه إلى المناطق العربيه من جهه ثانيه.
4.السيطره على التربيه والتعليم: وذلك من خلال برامج ومناهج لِتعليم العرب في اسرائيل يَعِدُها ويُشرِف عليها ما يُسَمىبِالمُستَعربين الصهاينه ,وتُخصَّص لِتعليم الطلاب والتلاميذ العرب, بِهدف تَشويه هَوية التلاميذ العرب وإِنكار جُذورَهُم الفلسطينيه في مُحاوله إسرائيليه بِدَفِع العرب في إتجاه الأسرَّله الهادِفه إلى خَلْقْ أجيال عربيه مُهَجَّنه ومُغَرَّبه عن جذورها العربيه حتى يتسنى لإِسرائيل السيطره عليها بِسهوله. ناهيك عن النقص في المدارس والمعلمين المؤهلين اللتي تُعاني منهُ التجمعات العربيه.
واخيرا وليس أخرا لا بُد من التطرُق إلى عُنصرالسيطره السياسيه على عرب ال48 والتناقُض السياسي العربي الداخلي كَجزء من إِستراتيجية السيطره ألإَسرائيليه نحو فلسطينيي الداخل,وهذا ما سَنتطرق لهُ بِإسهاب في الجزء الثاني من هذه المقاله وذلك كالتالي:.
إرتِكازا على ما سبق ذكرهِ فلا بُد من التطرق إلى العُنصر الخامس والأخير من إستراتيجية السيطره الإسرائيليه نحو "عرب" ال48 ,وهُو:5. السيطره السياسيه على عرب ال48 والتناقُض السياسي العربي الداخلي كجزء من إستراتيجية السيطره الإسرائيليه : يَتَعَرَض عرب ال 48 مُنذ نشأَة الدوله الإسرائيليبه وحتى يومنا هذا إلى سياسة اضطهاد وترويض مبرمجة شملت جميع المجالات الحياتية , وانعكست سلبياً على الوضع العام لعرب 48 سواء اجتماعياً او اقتصادياً او سياسيًاًا وثقافياً , ورغم ان العرب يشكلون نسبة ال 22% من مجموع السكان في اسرائيل الا انهم ما زالوا مُغيَّبين ومُهمَّشين سياسيا وبعيدين كل البعد من ان يُؤَثروا في السياسة الاسرائيلية وفي مراكز اتخاذ القرارات التي تتعلق بوضع عرب الـ 48 في اسرائيل , فبدلاً من تسعى اسرائيل الى مساواه العرب في الحقوق سعت هذه منذ قيامها في اتجاه احتواء وترويض العرب سياسيا بهدف السيطرة السياسية عليهم من جهة , وبهدف المحافظة على قواعد اللعبة الاسرائيلية من خلال تضليل العرب بشعارات الديمقراطية وفتات الحقوق , مع الابقاء على وضعهم ووضعيتهم داخل الدولة الاسرائيلية دون تغيير في جوهر التعامل العنصري من جهة ثانية .
من هنا وضمن استراتجية السيطرة حاولت اسرائيل منذ قيامها عزل العرب عن إِنتمائهم الوطني وتشوية هويتهم التاريخية الفلسطينية , حيث ان العرب لا يُعاملون كعرب في المؤسسات والاحصائيات الرسمية الاسرائيلية , بل يطلق عليهم غيراليهود وفي احسن الاحوال ميعوطيم والتي تعني أقليات مُختلفة حَدَّدت لهم الدولة الاسرائيلية ملامح وأُسس هوية مُزيفة مثل الدروز , البدو , العرب وذلك بالرغم من ان الحقيقة التاريخية تُثبت زيف هذه التَسميات الهادفة لفرق تسد والسيطرة , ولا يمكنها ان تخفي حقيقة ان هؤلاء جميعاً يُشكلون قطاعات فلسطنية وجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني, وبالتالي ورغم فشل اسرائيل الذريع في تحديد هوية وتبعية بعض القطاعات العربية الا انها تُصر على استمرارية نهجها في انكار الخصوصية التاريخية والحضارية للعرب.
لم تشمل سياسة السيطرة محاولة طمس هوية العرب فحسب لا بل ان القمع البوليسي والسياسي كان وما زال اسلوب ثابت في تعامل اسرائيل مع الحركات السياسية العربية المطالبة بالمساواه في المواطنة والحقوق والاعتراف بالعرب كاقلية قومية , ولكن الانكى من هذا كله[ورغم مرور 58 عاما من النفاق السياسي الاسرائيلي] هُو ان العرب في اسرائيل لم يحصلوا بعد على الجنسية والمواطنة الحقيقية بمعنى ان قانون المواطنة الاسرائيلي يعني اليهود فقط بينما الوضع القانوني لوجود العرب يندرج تحت وضعية تأشيره حق المُكوث التي تمنحها الدول عادة للأجانب او الاشخاص الغير محددة هويتهم ووطنهم !!.
رغم ان العرب في اسرائيل يعيشون منذ اكثر من نصف قرن داخل الاطار الجغرافي لدولة اسرائيل لكنهم في الحقيقة خارج هذا الاطار من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية , بمعنى عدم اهتمام الدوله الإسرائيليه ِبمساواة العرب باليهود لا بل سعت فقط للسيطرة عليهم ضمن اطر علاقة تضمن تعايشهُم مع وضعهم ووضْعيِتهُم الدونية مقابل الوضعية الفوقية للشعب السيد في دولة الاسياد .
5. السيطره السياسيه:
ارتكزت استراتجية السيطرة السياسية نحو فلسطينيي الداخل على الاساليب التالية :
1.الحيلولة دون وحدة المجتمع العربي سياسياً من خلال التجهيل والتضليل التي إتبعتْهُ السياسة الرسمية والاحزاب الصهيونية والموجه ضد وحدة المجتمع من خلال تحالف الدولة مع قوى رجعية وقبلية ورموز انتهازية تتبادل المصالح مع الدولة والاحزاب الصهيوينية من جهة,وتَلعب دور الوكيل المحلي في تَرويج سياسة ألتضليل وتَرسيخ الجهل والتجهيل من جهه ثانيه وبالتالي تحالف بين رموز ومُخَطِطِي سياسة اسرائيل ورموز عربية محلية مُهمتها الحفاظ على الوضع القائم في القرى والمدن العريبة , بمعنى ان مُهِمة الوُكلاء المحليين هي بث الخُنوع وبعدم جدوى النضال السياسي في تغيير الحالة الاجتماعيه والاقتصادية للعرب وفي المقابل تقوم الدولة الاسرائيلية بِتَلْمِيع رموزها ووكلاءها والاعتراف بهم كقيادة محلية في المجتمع العربي . وهُم [اي الرموز] في الغالب رموز جاهلة وساقِطة وتبحث لها عن دور اجتماعي وقيادي وتَجِد ضَالتُها في الدولة الاسرائيلية وسياستها .
2. القمع السياسي المباشر وغير المباشر الموجه ضد الحركات والمؤسسات السياسية العربية التي تُحاول تغيير اُصول اللعبة السياسية الاسرائيلية مع العرب , وتُدافع عن حقوق العرب, بمعنى ان القمع السياسي المباشر يعني استعمال اسرائيل لقوتها البوليسية والقانونية الخاصة والمُغرضة في قمع المظاهرات والإحتجاجات كما حدث في يوم الارض عام 1976 وبداية انتفاضة الاقصى عام 2000 وغيرها من الاحتجاجات العربية في اسرائيل , اما القمع الغير مباشر فيتجلى في اسلوب اجهاض الحركات والمؤسسات السياسية الجذرية في المجتمع العربي من خلال طرح الدولة الاسرائيلية لبدائل سياسية بواسطة رموز عربية محلية ساقطة وعميلة مهمتها الدعاية المضادة للحيلولة دون الإلتفاف الجماهيري حول المؤسسات والحركات العربية اللتي تُطالِب بِتغيير الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعرب .
من الجدير بالذكر ان الدولة الاسرائيلية الاحلاليه تَرَكِزْ على عملية الاستقطاب العائلي والتعصب القبلي داخل التجمعات العربية, وتُغذِي هذا الاستقطاب والتعصب بِإِمتيازات وتسهيلات ونوع من النفوذ المحلية للقياداة العائلية سواء التقليدية منها او تلك الشابة والمُهَجَّنة بِمَنْظِرٍ حَديث وعقلية فحواها القبلية والعائلية, وهذا ما ُنلاحِظَهُ في فترة الانتخابات المحلية والبرلمانية حيث يرتكز المرشحون سواء متعلمون او غَيْرَهُم على اصوات ودعم عائلاتهم بالدرجة الاولى ودعم الاحزاب الاسرائيلية .
3. التجهيل الاعلامي والسياسي التي تُمارسه اسرائيل للحيلولة دون تبلور وعي اجتماعي وسياسي عربي وفي المقابل دعم الدولة الاسرائيلية بصورة مباشرة وغير مباشرة لثقافة الواسْطَّة واالبَخْشِيش داخل التجمُعات العربية , بمعنى تَرسيخ مفهوم الحصول على وظائف وامتيازات عبر الوسطاء التي هم غالباً ما يَكونون مقربين من سياسة الدولة والاحزاب الاسرائيلية, وبالتالي ستكون النتيجة الحتميه هي التبعيه والفساد والخنوع السياسي التي تعاني منه مجموعات وشرائح اجتماعية عربية من بينها عدد لا يستهان به من شريحة المًتعلمين واصحاب الاثر على المجتمع كَكُل وسلك التربية والتعليم خاصة.
4.شَكَّلَ إِعطاء العرب حق التصويت والترشيح في الانتخابات البرلمانية والمحلية ألإسرائيليه سَيفٌ ذو حَدين, فَمِن ناحية اولى كان بمثابة دعاية خارجية لديمقراطية اسرائيل ومن ناحية ثانية اعطاء الدولة والاحزاب الاسرائيلية فُرصة التَغلغُل في المجتمع العربي في اسرائيل واللِعب على حبل التناقُضات السياسية الداخلية وإِستِثمارُهاا لصالح الاحزاب الإسرائيلية وسياسة الدولة الاسرائيلية , وبالتالي إرتباط عملية تَسْيِيس العرب ضمنياً بِمُشاركتهم في الانتخابات البرلمانية والمحلية , حيث ان هذه المشاركة تَضمَّنَت من الناحية الاسرائيلية عملية ترويض العرب وإِدخالهُم في تناقضات سياسية واجتماعية تَخدِم بِالدرجه الأولى إستراتيجية السيطره الإسرائيليه من جهه,وتَقويض العرب سياسياً والحيلوله دون وحدة مَطالبهم السياسيه ووحدة صفهُم من جهه ثانيه.
من هُنا ومنذ قيام الدوله ألإسرائيليه كانت وما زالت مواقف الأحزاب الصهيونيه مواقف إنتهازيه ومُنافقه نحو قضايا العرب في إسرائيل,حَيثُ أنَّ هذه الأحزاب تَغْمُر العرب بِالوعود في فترة ألإنتخابات ثُم تتخلى عن هذا بعد الإنتخابات لابل أنَّها وللمثال لا الحصر تقتُل 13 عربيا وتجرح المئات من العرب ,مثلما فعلت قوات الشرطه الإسرائيليه عندما قمعت المُتظاهرين في هَبة أكتوبر 2000 في بداية إنتفاضة ألأقصى,مع العلم أنَّ العرب منحوا باراك [رئيس الحكومه الإسرائيليه أنذاك] 95% من أصواتهُم وذلكِ لأِسباب داخليه وتَلبية لِنداءاَت خارجيه!!
رغمَ أنهُ من الصعب سَردْ تاريخ الحركه السياسيه العربيه داخل اسرائيل في مقاله واحده,إلا أنَّهُ ومنذ نهاية السبعينات من القرن العشرين بداَت ظاهرة تأسيس ألأحزاب العربيه المُستقله اوهكذا يَحلو لِمُؤَسسيها تَسميتها بِالأحزاب العربيه وغير الصهيونيه مع أنَّ مرجعِية البرلمان ألإسرائيلي مرجعيه صهيونيه,وقانون المُواطنه الإسرائيلي اللتي حرم العرب من حقوق المواطنه الكامله أقَرَّهُ هذا البرلمان,وبالتالي لا يَكمُن الخلل في إدِعاء قومية وعروبة الأحزاب اللتي يًرأسُها بعض العرب لابل أن القضيه هُنا تَمُس جوهر ولُب إشكالية ووضعِية الوجود العربي في اسرائيل والسؤال لمطروح: لماذا مَنحت اسرائيل العرب حق التصويت والترشيح للبرلمان الإسرائيلي وفي المُقابل سلبتهُم حقوق المواطنه الكامله؟؟؟ وهل تواجُد اعضاء برلمان عرب في الكنيست الاسرائيلي جُزء من تَسويق ديموقراطية اسرائيل رغم أنَّ الأعضاء العرب لا يَتمتعون بِحق المواطنه الكامله كزُملائَهُم من البرلمانيين ليهود؟؟؟؟
الجواب على هذه الأسئله المطروحه يَكمن أولاً في إصلاح المسلكيه السياسيه لِكثير من الأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي اللذين يُسبِبُون في بعض الأحيان الإرباك السياسي في فترة الإنتخابات البرلمانيه واالمحليه,حًيثُ تُؤَدي التعبئه السياسيه الخاطئه إلى إنقسامات حاده داخل التجمعات العربيه إلى حد بُروز ظاهرة الإستقطاب والإستنباط القبلي والطائفيه,وظاهرة العُنف والعُنف المقابل بسبب الصراع على الاصوات والمراكز مما يصُب في صالح إستراتيجية السيطره الاسرائيليه.
هُنا لابُد من القول أنَّهُ من الصعب فَهم أن يصبح الفرد[الإنسان] مُمثل لِشعب أو أقليه عُضواً في برلمان دوله قبل أَن يصبح مواطن هذه الدوله!!! أَلَيسَّ في هذا تناقض صارِخ ؟؟؟ أَلَيسَّ تَبَنِي شعاردولة جميع مواطنيها و دولة جميع ا لمواطنين تَرسِيخاً صارِخاً ومفضوحاًً للعنصريه الإسرائيليه وترسيخا ًلِتأشيرة المُكوث وليست المواطنه!!!؟؟.. الم يهرُب احد طارحي هذا الشعار الى الخارج من بطش دوله كان عضوا في برلمانها؟؟ الاتطالب اسرائيل اليوم بالاعتراف بها كدوله "يهوديه" بهدف محو الوجود الفلسطيني وتالحيلوله دون عودة الالاجئين الفلسطينيين الى وطنهُم؟؟.. الا يُشكل انتساب العرب الفلسطينيين الى الكنيست الصهيوني الذي يُشرع ظلمهُم وطرد شعبهُم..الايشكل هذا فضيحه تاريخيه ووطنيه!!؟
كُلُ ما في الأَمر أنَّ اسرائيل وبعد أَأكثر من نصف قرن ما زالت تَزُف العرب[ فلسطينيي الداخل] على نفاق الديموقراطيه,بمعنى منحهُم حق التصويت والترشيح وإقامَة ألأحزاب وفي نفس الوقت الحيلوله دون مُشاركتهُم في صِياغة او التأثير في القرار السياسي الإسرائيلي حتى في ما يَتعلق من قضايا بالعرب أنفسهُم,وهذا ما يُفسر عملية تَحنِيط الأعضاء العرب وتهميشهُم داخل الكنيست الأسرائيلي,ومن ثُم تَحويلَهمُ إلى مُجرد زَخارف للديموقراطيه الإسرائيليه!!
واخيراً وليس اخرا يبدو جَلِياً أَنً سياسة الدوله الإسرائيليه نحو فلسطينيي الداخل سياسه ثابته,وترتكز على نُقطتين أساسِيتين وهُما: إستِمرارية السيطره بِكُل اشكالها والوصايه على العرب من جهه وتَرسيخ موقع دونيه وهامشيه العرب داخل كيان الدوله الإسرائيليه مُقابل فوقيه مُطلقه للقطاع اليهودي في الدوله اليهوديه.