بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 19.1.08
جاء بوش وذهب بوش وهو ملطخا بدماء الملايين من العرب والمسلمين, جاء معتوه واشنطن الى المشرق العربي ليتوج مرة اخرى معنى ومفهوم العربده والاجرام الامريكي ,, جاء حاطا بداية اقدامه في قلب الوطن العربي المنزوع من الجسد العربي منذ ان تامر اجداد بوش وسلالات الاجرام الامريكي على فلسطين واهلها بقرارات هيئة امم امبرياليه وامريكيه ادت فيما ادت اليه الى كارثة تشريد الشعب الفلسطيني من وطنه واحلال المستوطنين الصهاينه في مكانه حتى يومنا هذا, لابل ان سلالات الاجرام الامريكي ورؤساء امريكا المتعاقبين ما كلُوا ولا ملُوا من الامعان في دعم اسرائيل من جهه والامعان في هضم حقوق الشعب الفلسطيني من جهه ثانيه وبالتالي جاء بوش ليزور بالدرجه الاولى اسرائيل كدعايه موجهه بهدف كسب اللوبي الصهيوني في امريكا لصالح ودعم الحزب الجمهوري الامريكي في الانتخابات الرئاسيه الامريكيه القادمه...جاء بوش لزيارة اسرائيل ودعمها فقط وباقي ما تبقى من زيارات وتشويحات هي مجرد مجاملات امريكيه في اتجاه وكلاء المحميات الامريكيه من عرب الرده والدونيه,, والحديث عن مجئ مجرم حرب كداعية سلام هو حديث مردود على ثلل الخيانه العربيه واوكار الدونيه الذي صنعتها ورسختها قوى الخيانه والمهانه العربيه في ارض الكنانه ومرورا بارض الجزيره العربيه وحتى وكر رام الله الصغير وبالتالي وحتى لايتوهم الواهمين بكذب محلليهُم من عرب وغرب فلابد من القول ان بوش جاء لزيارة اسرائيل بالدرجه الاولى وكل ماتبقى من زيارات عابره لوكلاء امريكا في العالم العربي هو مجرد مجاملات كاذبه تهدف الى تلميع صورة جزار العراق دولة وشعبا,,, ومُحاصِر القضيه الفلسطينيه وطنا وشعبا ومشاركا فعالا في جريمة حصار وقتل ياسر عرفات!!...المفارقه ان تحشد سلطة اوسلو في رام الله عشرات الالاف من الشرطه الفلسطينيه لحماية مجرم حرب كان وما زال يزاود على الاسرائيليين في امعانه في ذبح وحصار الشعب الفلسطيني!!... لا احد في العالم يلاقي جلاده بالورود والاستقبال الرسمي الا في عالمنا العربي وتحديدا في مناطق المحميات الامريكيه الذي يدير شؤونها المحليه وكلاء عرب يتقاضون رواتبهم ودعمهم من امريكا,, واليوم وتحديدا في الوقت الراهن يعيث وكلاء امريكا من العرب العاربه من المحيط الى الخليج ومن العراق ومرورا بلبنان وحتى فلسطين , يعيثون جنبا الى جنبا مع امريكا دمارا وقتلا وخرابا وطنيا الى حد تحديد وتأطير موقع دونية العرب في قواميس اللغات والشعوب على طول وعرض هذا العالم الذي قام جورج بوش بتدمير اجزاءه ومناطقه العربيه واللغ في الدم العربي والعراقي والفلسطيني الى حد ان يأتي معربدا بعد سبعة سنوانت من الذبح ليقول حال لسانه للعرب:: ها انا انتعل جزمة كاوبوي وادوس اوطانكم باقدامي كزائر منتصر وادوسها باقدام العسكر الامريكي ومن فوقي وحولي بارجات وطائرات تحميني وعلى الارض يحميني المارينس وملحقاته من جيوش وشرطه عربيه تابعه لواشنطن, وفي المقابل هاهُم العرب و السادة المشاهدون والمحترمون يتكدسون من جديد أمام شاشات التلفزة والفضائيات التي تنقل مباشره زيارة بوش الى تل ابيب والعالم العربي كما نقلت هذه الفضائيات من قبل[2003 وحتى اليوم] مشاهد القصف على بغداد الرشيد وعراق الحضارة الإنسانية الذي دمره بوش وقتل وشرد الملايين من العراقيين, وكل ما يشاهده العرب السادة المحترمون والمحنطون اليوم هو مجرد زياره عاديه يقوم بها رئيس امريكي عادي[ليست مجرم] لمنطقة المشرق العربي ويُفرش له البساط الاحمر ويُستقبل استقبال الكرام وكأن دماء اطفال العراق وفلسطين مجرد قرابين كان لابد من تقديمها لمجرم واشنطن ضمن علاقة الضيف والمحلِي وكرم وحفاوة الضيافه العربيه !! تماما كما هو حال نقل الفضائيات العربيه والنفطيه لوميض ودخان القصف الامريكي على بغداد الذي لا يعبر عن هول الجرائم وكثرة الضحايا التي خلَّفها وراءه هذا الوميض والدخان العابر والقادم من وراء المحيطات البعيدة حاملا في طياته سُخرية القدر التاريخي في حُقبة زمن يَصبح فيها المُجرم ملاكا "للحرية" والسلام ورمزاً " للإنسانية" المقلوبة والمنقولة حياً عبر الأثير المرئي والمسموع مُباشرة إلى عقل ملايين العرب المُقَيَّدين بقُيود لا تحصى ولا تُعد... ..من رغيف الخبز القاطن بين فَكي تَنين مُتجَبِر مرورا بِصحنٍ بشري يَندب حظه المتعثر على فراغ عُمرٍ قَضَاهُ في عَراء التاريخ ووحشة المكان وغُربة الإنسان في وطن تُتاح فيه الحياة فقط لِغير أهله... ايَّ وطن هذا؟؟ واين هي الكرامة الانسانيه في ظل هذا الانبطاح والدونيه العربيه المخزيه التي لا يخرج فيها العرب والوطن العربي في مظاهره ربع مليونيه! احتجاجيه على زيارة جزار ومجرم حرب قام ويقوم بذبح الشعب العراقي مباشره ومساندة اسرائيل في ذبح وحصار الشعب الفلسطيني!!
مُنذ عقود وقرون يتكرر المشهد ويتوالد ويتكاثر في بيئة حُبلى بروتينية الحدث المتكرر الذي يَصنَعهُ أهله ويُخرِجهُ الغُرباء إلى حيز المكان والزمان حيثما وكيفما ما شاءوا في زمن الجيل العربي الغابر والحاضر الذي يتوالد لِصُنع القادم والمُثقل بِتُراث يَفوحُ منهُ عَبَق الموت والحياة المسروقة مُنُذ ولادتها أسيرة وراء قُضبان سميكة بِسُمك طبقات الهزائم والكوارث غير الطبيعية... وما أدراك بالهزائم الطبيعية التي طَبَّعنا معها علاقة كادت أن تكون أبديه وقسرية وطَوعِيه وإحلالية واحتلالية واستعمارية وسمّها ما تَشاء....كُنا نَسمُعها ولا نراها واليوم قد صَنَعوا لَنا صُحون العجب اللاقطة حتى نَراها على بَياض,.نحن الذي قَضَمْنا الحُصرم تلوى الحُصرم كُنَّا على مدى أجيال "السادة المُستمعين" واليوم أصبحنا "السادة المُشاهدين" والمُشاركين في إنتاج وإخراج آخر صرخة لأفلام الكاوبوي ومُرتزقة الكاوبوي الذي يقذف بِحُمم بُركانه جواً وبراً وبحراً على رؤوس تكاثرت وأينعت وحان وقت الجولة الجديدة وموسم التَقليم التاريخي, وقطف الثمرة الكبيرة على صهو برميل نفط مُزَوَّق بِعباءَة عربي تَعرِفَهُ الدُنيا والداني والقاصي على أنَّه مُجرد برميل نفط, واليوم أصبح قاعدة ووُقوداً للبطش بكُل ما هو عربي أو على هذه الصورة.!! .. عربي بالمقلوب وفاقد لكل شئ ويتقوقع في موقع الدونيه والامعان في تخليد ذاكرة الاجرام بحق العرب وهاهُم يضيفون الى ارض السواد العربي حدث جديد وهو زيارة معتوه واشنطن واستقباله في العالم العربي لابل استقباله في مقاطعة رام الله حيث يرقد ياسر عرفات ضحية الغيض من فيض جرائم بوش في الوطن العربي!!..ياترى هل مر بوش من امام ضريح ياسر عرفات ليلقي عليه نظرة النصر والشماته بحاله وبحال شعبه وحال هؤلاء المُفلسطنون الذين يستقبلونه ويحمونه في رام الله المحتله!!
قد تَبدو بعض الأحداث غريبة أو عادية وبعض الأمور عادية أو غير عادية, ولكن في واقع العرب لا يُوجد شيئ غريب ولا أمر غير عادي في أذهان تَنفي واقعها وتذهب بعيداً لتفتش عن غائب حاضر بِقُوة أمر حاصل يَتأرجح بين كَر واقع الدونيه والهزيمة الذاتية والفرار منها بِتفسيرات تَضمن عَودتها إلى مرابض العرب أينما كانوا وأينما تواجدوا في وطن يسرح ويَمرح فيه العابثون كيفما شاءوا على مرأى من شعوب تَحوَّلت إلى مُجرد "سادة مُشاهدين" تَقف أمام شاشة فضائيات تفوح منها رائحة النفط ورائحة الخَديعة والمَصيدة الإعلامية التي مارستها فضائيات مُرتزقة أمريكا من خلال التضليل والتعوِيم المُبرمج ...تارةً بتجريد الحالة العدوانية وتحويلها إلى مُجرد "حرب على العراق" وتارة بِتسويقها للاستعمار الأمريكي كـَ"تحرير العراق" وأُخرى بنقل الحرب النفسية الأمريكية إلى كُل بيت وحارة عربية في وطنٍ كان السادة المُشاهدون حَطَب المشهد وهدفهُ الأساسي والنهائي.!!! والان جاء دور تسويق زيارة بوش كداعيه للسلام!....شئ معيب!!
من هنا ساعيد هذه الجمله الذي كتبتها في احدى المقالات بعد احتلال العراق وتدميره من قبل معتوه واشنطن ومشتقاته من عرب:: لم تجرِ الأحداث في دُنيا العرب على نحو مُغاير لِما جرى ويَجري, ولم يَكُن الحدث مُجرد حدث عابر مَقطوعٍ أو دَخيلٍ على الواقع العربي المُلقى مُنذ أمدٍ بعيد في زِنْزانَة المُرتزقة والطُغاة والاحتلال الفكري لأسياد المُرتزقة العربية التابعة للغرب الاستعماري الذي يَسوط العرب بِسوط الجهل والتخلف الذي هو من إنتاج وإخراج مدارس أنظمة الظلام العربي القابِضة على الهزيمة والذل والخذلان كركيزة وسند للِبقاء على كُرسي تَحميه أمريكا مُقابل منحها الحرية بِالعبث كيفما تَشاء بِالوطن العربي... كل ما في الأمر أن دنيا العرب تقبع في الدونيه ومليئة بِالتناقضات والفوضى الفكرية والسياسية والاجتماعية والعوز الانساني والاقتصادي الذي فرضته ظروف داخلية وخارجية أهمها مطرقة الاستعمار والأهم من هذا سندان الجهل والتَجهيل الذي تُمارسه الطبقة الحاكمة ومعها جيش من مُثقفي البلاط والطُفيليين الذين يَعتاشون على بث الهزيمة في النفسية العربية من جهة ويروجون للاستعمار بكُل أشكاله الفكرية والمادية والاقتصادية بهدف الحِفاظ على مَصالحهم, وهذا ما رأيناه بوضوح إبان العدوان على العراق والطريقة التحليلية التي انتهجها الكثير ممن يُسمون بِالمُحللين "العرب" على شاشات الفضائيات العربية المأجورة. , والتاريخ بِحد ذاته عبارة عن جَولات تارة مع الصالح وأُخرى مع الطالح, والجَولة الأخيرة ما زالت مَفتوحة على مِصراعَيها.!! ولكننا للاسف لا نتعلم من التاريخ ونكرر الاحداث ونهوى مسلكية الدونيه الى حد ان يستقبل عرب الرده جورج بوش بعد ان امعن هذا المجرم في قتل الشعب العراقي وقتل الشعب الفلسطيني وهاهو قد قدم لاسرائيل ليقول للفلسطينيين ان قرارات هيئة الامم الامبرياليه الجائره اصلا قد أنتهت وعلى الفلسطينيين قبول واقع الاستيطان والمستوطنات الاسرائيليه في الضفه الفلسطينيه, وفي المقابل يصف رئيس سلطة اوسلو زيارة بوش بالتاريخيه,, ومستشاره يؤمن بوعود بوش في زمن المستوطنات الاسرائيليه الشرعيه وغير الشرعيه!!؟.. لايوجد شرعيه فلسطينيه..هكذا!!.!!..فوضى الانبطاح والدونيه العربيه واستمرارية منطق العربده الامريكيه والاسرائيليه!!