بقلم : د.شكري الهزيل ... 22.7.07
منذ عام 1977 وتحديدا بعد ان قام ارييل شارون الذي كان يشغل انذاك منصب وزير الزراعه الاسرائيلي,بِتشكيل ما يُسمى بِ"الدوريات الخضراء" الشبه عسكريه ,حَلَّت هذه الدوريات عمليا مكان الحكم العسكري[1948 الى 1966] اللذي فرضته اسرائيل على فلسطينيي الداخل ومن ضمنهم عرب النقب ,وبالتالي كانت ومازالت الدوريات الرماديه العامله في النقب بِمثابة الذراع الطويله لسياسة الدوله الاسرائيليه الهادفه الى تحجيم الوجود العربي في النقب من خلال إستعمال الدوله الاسرائيليه لِشتى الاساليب العنصريه وعلى رأسها الاساليب الاجراميه اللتي تُمارسها الدوريات "السوداء" ضد العرب في النقب واللتي تحظى بدعم االدوله الاسرائيليه في مُلاحقتها وتضييقها الخناق على عرب النقب وخاصة هؤلاء اللذين ما زالوا صامدين على ارضهم وفي ديارهم الاصليه ويرفضون التهجير والتوطين القسري اللتي تسعى اسرائيل الى فرضه على عرب النقب مُنذ عام 1948 وحتى يومنا هذا .ورغم أنَّ "الدوريات الخضراء" تختبئ وراء أُكذوبة "الطبيعه" وتُطلق على ذاتها إسماً رَناناً, إلا انها في الحقيقه صاحبة تاريخ مُظلم وجائر يتجلى في دورها الارهابي اللتي مارسته وتُمارسه بِحق عرب النقب سواء في طرد العرب من اراضيهُم وترحيلهُم عن ديارهُم بالقوه,او في إرهاب المواطنين العرب ومُطاردتهُم تحت ذريعة "الحفاظ على الطبيعه",او مُصادرة مواشي البدو وإبادة الزرع والمزارع كما يجرى كل عام لمزارع عرب النقب وخاصة في وقت الحصاد او قتل البدو وتصفيتهُم جسديا مثلما قتل رجال الدوريات الخضراء بدم بارد الشاب سلمان ابوجليدان في عام 1998 .
واصلت اسرائيل واذرعتها البوليصيه والبلطجيه وجرافاتهاهدم البيوت العربيه في النقب كما جرى ويجري كل يوم وكل اسبوع, و ارتكاب الجرائم بحق عرب النقب مثلما فعلت على مدى اكثر من نصف قرن وللمثال قامت اسرائيل في عام 2003 بهدم مساجد وبيوت في القرى العربيه وإتلاف مزارع البدو وإستمرت في ذلك عام 2004 وعام 2005 قرية الترابين وغيرها وعام 2006 سعوه وغيرهاوهاهي تواصل عام2007 الهدم والاجتثاث وتهد م بيوتطويل ابوجرول وام الحيران وعتير وتترك العائلات والاطفال في العراء في موسم الشتاء والبرد القارس وموسم الصيف والحر الشديد , لا بل ان الحكومه الاسرائيليه والدوريات المجرمه ووزارة الداخليه الاسرائيليه وما يسمى ب"دائرة اراضي اسرائيل" وغيرها من مؤسسات صهيونيه, يُمارسون الارهاب المُبرمج ضد عرب النقب منذ عام 1948 ومرورا بعام 1977 وحتى يومنا هذا حيث ان هذه السياسه حظيت و تحظى بدعم حكومات اسرائيل المُتعاقبه التي منحت الدوريات الرماديه وأذرعة السلطه الاسرائيليه القمعيه غطاء قانوني وصلاحيات واسعه بهدف ارهاب و ترهيب عرب النقب والاستيلاء على اراضيهُم ومواشيهم وتدمير حياتهم الاقتصاديه والتاريخيه وبالتالي ورغم أن الدوريات السوداء تابعه لما يُسمى بوزارة "جودة البيئه" [ ولكنها في الحقيقه الذراع الطويله "لدائرة اراضي اسرائيل"ووزارة الداخليه الاسرائيليه] ,إلا أنَّها لطالما قامت وتَقُوم بِرش المُبيدات الكيماويه والسامه على الزرع والبشر في أنٍ واحد غير مُكترثه بالعواقب البيئيه والصحيه الوخيمه اللتي تُخلفها المواد السامه على الارض والبشر من العرب في النقب اللذين يقطنون وسط اراضيهم المزروعه اللتي تقوم وزارة تَخريب البيئه برشها بالمبيدات السامه .
لقد مارست حكومات اسرائيل بيمينها وما يُسمى بيسارها وتُمارس من خلال الدوريات الاجراميه المُختبئه في ثوب "الطبيعه" ووراء "جودة البيئه" ووزارة الداخليه ابشع اساليب التخريب المُتعمد بِحق حياة وبيئة عرب النقب ولم تأبه حتى لحياة البدو اللذين يعيشون في مُحيط مصانع ونفايات المواد السامه االلتي تتغاظى عنها وزارة "جودة البيئه" اللتي لم تُعالج ايضا مشكلة وادي الخليل ومياهه المُلوثه بمياه المجاري العادمه اللتي تُؤثر على صحة المواطنين العرب القاطنين بالقُرب من وادي الخليل اللتي تتكاثر فيه الحشرات السامه الناقله للأمراض بسبب المياه المُلوثه,وهذا ما يدحض ببساطه الإدعاء ان مهمة الدوريات " الخضراء" وحكومة اسرائيل الداعمه لهذه الدوريات الارهابيه المُحافظه على "جودة البيئه" وتَحسين الظروف الاقتصاديه والاجتماعيه المُزريه التي يعيشها عرب النقب بسبب الُممارسات العنصريه لاولمرت ومن سبقهُ من حكومات اسرائيليه كان وما زال هدفها الاستيلاء على ارض عرب النقب!!, ومن الواضح ان مشروع تهويد النقب المختبئ في ثوب "تطوير" يهدف في الحقيقه الى تضييق الخناق على عرب النقب وتهويد النقب من خلال ترحيل البدو قسريا الى بلدات التوطين القسري كما تطرح بوضوح الخطط الاسرائيليه الكثيره... تماما هذا هو المخطط الاجرامي التي تُخطط له اسرائيل منذ امد!!
واخيرا لا بد من الاشاره الى ان جرائم توطين عرب النقب ظاهره بكل مأساويتها في مدن التوطين القسري والفقر والبؤس التي تُعاني منه هذه التجمعات القسريه والمأساويه اللتي صنعتها اسرائيل مع سبق الاصرار على الزج بأكبر عدد من عرب النقب على اقل مساحه جغرافيه في النقب!! فَل يكُن واضحا ان التاريخ وثم التاريخ وثم الحق وجوهر الحق,,, وقلب الحق النابض في هذه المره هم سكان القرى العربيه في النقب, وهذا القلب سيبقى صامد ونابض مهما صَوبُوا اليه من سهام عنصريه ومجرمه ومهما خططوا له من مخططات مجرمه تهدف الى ترحيل عرب النقب من قراهم الاصليه.. في هذه المره كما يبدو ان الامر فيه صعوبه ويبدو ان رحيل سكان القرى البدويه في النقب لن يكون سهلا في هذه المره ولن يكونوا لقمة صائغه في فم اسرائيل!!!