بقلم : شوقى حافظ ... 31.1.08
مشعوفان الحائز على لقب أجمل فحول الابل في العالم مات بسبب الدمامل التي هاجمت رقبته بضراوة أفقدته مناعته وصرعته، ولم يشفع له النقاء الخالص لسلالته العربية الأصيلة، ولا المراكز الأولى التي أحرزها في مضمار السباق، ولا ملايين النطف التي أودعها أرحام النوق العربية فأنجبت صغارا، القيمة السوقيّة للواحد منهم خمسة ملايين ريال كما تقول صحيفة (المدينة) السعودية .. نفق رمز الفحولة العربية الخالصة ـ ببساطة ـ لأنه لا يمتلك آليات الدفاع عن نفسه ضد البكتيريا المسببة للدمامل، فراح ضحية متلازمة العوز المناعي التي تضرب الإبل.. أصيلها مع خسيسها!
وفحول أخرى متعددة الجنسيات بزعامة فحل أميركي استحلت أرض السواد وأتت معها بالديموقراطية والتعددية وحقوق الانسان، أنجبت أسواق نخاسة في قلب بغداد لبيع الأطفال العراقيين بقيمة خمسمائة دولار ثمنا لكل (رأس).. في استثمار متعدد المجالات كمخازن حيّة لقطع الغيار البشرية وللتبني والخدمة في البيوت وممارسة الأعمال الشاقة، مع الاستغلال الجنسي الشخصي أو العام، الذي يدر أرباحا طائلة لشبكات مافيا التجارة بالبشر، كما تؤكد صحيفة سويدية نشرت تقريرا عن سوق النخاسة البغدادي، ونقل عنها التليفزيون السويدي صورا وحوارا مع طفلة من الضحايا عمرها أربعة أعوام واسمها زهراء!
صاحب مشعوفان تلقى سيلا من الاتصالات للعزاء في الفقيد الكريم، وصغار العراق في أسواق النخاسة تلقوا عزاء عمليا من الشعب السويدي كله وحكومته، التي أعلنت فورا استعدادها لاستضافة هؤلاء الأطفال دون حدود أو قيود.. عاشت الفحولة العربية كريمة أبية مرفوعة الرايات في سباقات الركض ومسابقات الجمال والقدرة الخصيبة على مضاجعة الإناث، وسبيّة عاجزة ذليلة في أسواق النخاسة التي أسستها ديموقراطية الفحول متعددة الجنسيات!