أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
التيه الفلسطيني الى اين ومتى!؟

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 8.3.07

كل عام ونحن على موعد مع مواعيد ومناسبات شبه ثابته, وكل عام تزداد قوائم ذكرى وتواريخ التاريخ الفلسطيني من النكبه الى النكسه وما بينهما وبعدهما من حشو الاحداث من ثورة القسام في بدايات القرن الماضي ومرورا بانتفاضة الحجاره وحتى انتفاضة الاقصى واحداث غزه وانبعاث محاور غزه ورام الله!, ومن حرب الى اخرى ومن عدوان الى اخر على الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا , ومن حصار الى اخر,, ومن مبادرات وهم: من الارض مقابل السلام او العكس, الى اقامة جسور ووطن على الطابق الثاني للفلسطينيين المقيمين على اطراف وفي اكناف الوطن الام المحتل,, وبعد ان طارت شعارات الوهم ومعها الارض بقي السلام المزعوم عاريا وحافيا الى ان جاء وهم اخر اطلقوا عليه " خارطة الطريق" الذي وافق عليها المعتدلون والمعَدَلون ودول الاعتلال العربي, وهكذا صارت القافله الفلسطينيه تسير على درب التيه ضمن خطة التخمينات والتطمينات,, تارة وصلنا واخرى لم نصل.. ارض.. دوله... شبه دوله.. سلام...شبه سلام , وتارة ندخل في مفترقات طرق ونتيه من جديد الى ان وصلنا الى مرحلة العطش والجوع, وكأن حالهم وحالنا يقول لنا بالفم المليان::من كل هذا الوطن وكل هذا الحلم الفلسطيني الكبير لم يتبقى لكم الا العذابات والعطش والجوع!!.. لم يتبقى لكم الا ان تفترسوا انتم بانفسكم ما تبقى من بقايا فتات حقوق قافلة التيه الفلسطيني!..استراتيجية ابقاء ما تبقى على قيد الحياه!!.. دمكم ودمنا كان دوما طب ودواء لغسل الذنوب والايادي من ما اقترفت بحقكم او حق الاخرين من جرائم!!.. الغرب غسلوا ذنوبهم نحو مواطنيهم من اليهود بالدم الفلسطيني والوطن الفلسطيني كقربان!! والعرب شدوا رحالهم منذ امد عن الهم الفلسطيني وغسلوا ذنوبهم ومعاصيهُم ونسيوا قدسهم واجترحوا دعاء جديد:: اللهم اهدي الفلسطينيين على ان لا يهتدوا بعدما غسلنا ايدينا من قضيتهُم واتخذنا من جراحهُم ونزيفهم الداخلي سببا كافيا لنقول على الملأ:: ماذا تريدون؟ هاهم الفلسطينيون انفسهم ياكلون بعضهم كالسمك في البحر! ويفترسون قضيتهم في ادغال العالم وعلى شواطئ غزه وفي جبال رام الله!! هاهم هناك يلوحون في الافق البعيد لتيه التائهين يسألون القوافل العابره:: اين الطريق الى فلسطين! واخرين يتعاملون بالمفارفه بالسؤال عن طريق الهروب من فلسطين!!.. ضاعت معالم طريقهم وشاخ زمانهم ومكانهم كما شاخت وهرمت حيفا ويافا وعكا وغرق كامل الوطن الفلسطيني في معالم بحار االاستيطان والاحلال الصهيوني!!! وما زال من بين الفلسطينيين من يتسكع في دروب التاريخ التائه بلا طريق ولا خوارط!!, ويتلكع بالكلام الفضفاض عن السلام في زمن بُقرَت فيه بطن الوطن وبطن الخليل العربي والجليل الفلسطيني والقدس اللتي تُنخر عظامها عاصمة دولتنا اللتي اكلناها في اوسلو...كمن عبدوا التمر واكلوه!! او كمن عبدُوا طيفهُم ومن ثم افترسوه!!.. احد الاوسلويين يدعو الى تحرير غزه من غزه حتى يعيدها الى حضيرة حكم رام الله!!.. هكذا....يُقال والعلم عند الله انه برتبة جنرال مستشار اعلامي في يافطة منظمة التحرير الفلسطينيه االمخطوفه, ومايقوله هذا المستشار ولاحظوا معنى انه يتبوأ مكانا في منظمة " التحرير" وعلى هذا الاساس لا يدعو الى تحرير القدس[ لم يؤهل هذا المستشار لهذه المهمه!!] لابل تحرير غزه من حماس بواسطة الجيوش العربيه وهو يقول بكل بساطه للعرب المعدلون في دول الاعتلال العربي:: اقرأوا بالحرف الواحد ماذا يقول المستشار الفضفاض عن دوره ودور رجاله من الفلسطينيين في عملية تحرير غزه ::: " رجالنا رأس الحربة ودماؤنا لقوات العرب بترول"!!! هكذا حرفيا يصرح ويتكلم فلسطيني تائه ومعتوه وموبوء بالفساد والحقد الاسود ليس على الاحتلال الاسرائيلي لابل على ضياع غزه وخروجها عن سلطة الدايتونيين اللتي ينتسب لها هذا المستشار الدايتوني!! .. هذا غيض من فيض الفوضى والتيه الفلسطيني!!... وا عيبَّاه :: ان يصل الفلسطينيون الى هذا المستوى والمنحدر الهابط الذي يحرضوا فيه اسرائيل والعرب المعدلين في مختبرات واشنطن على الشعب الفلسطيني في غزه!! ان يطالب الدايتونيين بتشديد الحصار على غزه حتى تركع لشرعية الفساد والعجز الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي والعنجهيه الامريكيه!!.. هكذا بكل وضوح وبدون لف ودوران!!!!؟ ... هكذا ايضا يحرضون على شعبهم ويعتقلونهم في رام الله ويعذبونهُم في غياهب السجون حتى الموت::عضويتهم في حماس تشرع موتهم وتعذيبهم!! لابل وجود وحكم حماس في غزه يُشرع حصارها وتجويع الشعب الفلسطيني في غزه!!؟
ماهو جاري الان للقضيه الفلسطينيه هو تيه سياسي وتضليل شبه مبرمج تدعمه اسرائيل وامريكا ومشتقاتها من عرب وفلسطينيبين لابل ان الذبح الاسرائيلي واراقة الدم الفلسطيني على وجه الخصوص في غزه يسير على قدم اسرائيلي ويرتكز على مذبح التيه واللغط الفلسطيني: حماس تتهم فتح وفتح تتهم حماس والشعب الفلسطيني يُقتل يوميا ويُداس في وقت تسير فيه قافلة التيه الفلسطيني على طريق بلا خارطه ولا بوصله.... خارطة تيه بوش واولمرت ودايتون!!...خارطة التعصب والتحزب الفصائلي وادعاء هذا الفريق او ذاك بحرصه على مصالح الوطن وجدارته بقيادة المركب!!... على مايبدو بالعكس: قيادة القافله الفلسطينيه نحو مزيد من التيه ونحو المزيد من مقولة كل يغني على ليلاه ويتباكى على الوطن بينما الوطن يبكي وينزف دما على حاله وحال قيادات فلسطينيه فصائليه وعدميه الى حد الغاء الحلم الفلسطينني الكبير واستبداله باحلام فصائليه صغيره!!..لا ادري لماذا يتقاتل الفلسطينيون على جثة سلطة اوسلو في حين تحاصر الدبابات والطائرات الاسرائيليه غزه, وفي حين تقف هذه الدبابات ليست في وسط رام الله فحسب لابل تتمركز على عتبة مقاطعة رام الله موقع اقامة الرئيس الفلسطيني المزعوم!!...تبدو السخريه واضحه بزعم حماس وفتح لملكيتهم للشرعيه الفلسطينيه تحت حراب الاحتلال الاسرائيلي, وكأن هنالك متسع من الوقت في وطن يبتلعه الاحلال والاستيطان الاسرائيلي حتى يغامر ويقامر الفصائليون بالمصير الفلسطيني من خلال المزيد من التيه والانحراف والتفرقه الى حد اختزال كامل القضيه الفلسطينيه في فتات وحطام سلطه فلسطينيه وهميه منشغله بالكاد فقط في دفع رواتب موظفيها ورواتب حراس طاولات وقاعات القمار السياسي الجاري وحراس تجار الفصائل والتفصيل على مقاس هذا او ذاك من حلفاء مركبات المشهد الفلسطيني الداخلي..صار هم الفلسطيني اليومي و العادي توفير الماء والكهرباء والدواء في حين يتناطح المتناطحون الفلسطينيون بقرون الفصائليه والعدميه ساعيين الى تسجيل النقاط والاهداف في لعبة التيه ومسار التيه...شعبنا .... حبيبنا...الراتب ... الوطن.. الرغيف والكهرباء مقابل الوطن...دواء.. معابر...دم...نداء استغاثه.. شرعيه.. انقلاب.. وهكذا ضاع الاحتلال بين طيات التيه الفلسطيني كداء يحتاج الى دواء وعلاج دائم حتى يشفى الجسد الفلسطيني من هذا الداء ومن هذا الاحتلال ومشتقاته!!.. ماهو جاري الان حرب وحراب ووهم واتهامات فلسطينيه فلسطينيه... الغاء.. ابعاد.... اقصاء عن السلطه.. الخ,, فيما ماهو جاري هو الغاء المشروع الوطن الفلسطيني وحرف بوصلة النضال الفلسطيني نحو المزيد من التيه!!
من الواضح اننا ليست بحاجه لاجتراح المعجزات حتى نفهم ونستوعب ماهو جاري للشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع, وكما هو واضح اصبحت اللعبه مفضوحه وواضحه المعالم والعناصر وهي الوجه الأخر لمعادلة ولعبة " الغذاء مقابل النفط" اللتي فرضتها امريكا على العراق لفتره طويله ,.. في فلسطين الان وتحديدا غزه تدور معركة كسر العظم حول الكهرباء والدواء والطعام مقابل تسليم مفاتيح غزه والوطن الفلسطيني لمن يقبلون بفتات الحقوق وبشروط اسرائيل وامريكا, وما هو واضح ايضا هو ان جميع القوى العالميه والاقليميه العربيه اللتي شاركت في حصار العراق ومعادلة " الغذاء مقابل النفط" وفيما بعد إحتلال العراق وإسقاط النظام, هي نفسها تُشارك اليوم في حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزه [ يحاولون اعطاء صوره مشوهه وتضليليه حول مناطق الضفه الفلسطينيه وكأنها تنعم بالرخاء والرفاهيه في ظل سلطة عباس والطيراوي!! ]]] وبالتالي من الواضح ان ما هو جاري للشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع , يسير ضمن خطه مبرمجه تهدف الى تركيع الشعب الفلسطيني من خلال سياسة الحصار الاقتصادي والعسكري والتجويع على وجه التحديد!,...غدا سيتباكون على اطلال مأسي الشعب الفلسطيني ليقولون لهذا الشعب المظلوم:: الم نقل لكم ان انتخاب حماس نقمه وشرعية عباس نعمه...ديموغرافيه وجغرافيه تحكُم وتتحكم برقع جغرافيه في وطن تفرض اصلا اسرائيل عليه ليس الاحتلال والكانتونات فقط لابل تفرض عليه الجوع كسلاح في حرب إحلاليه وإحتلاليه من ضمن اهدافها الكثيره فرض الفوضى والتيه السياسي والوطني الجاري في بعض مناطق وكانتونات الضفه الغربيه وقطاع غزه والسؤال المطروح: كيف يصح ويجوز تمرير هذا الخطأ في الفكر والممارسه الفلسطينيه من البعض الفلسطيني الذي يُقدم لاسرائيل التيه الفلسطيني والفوضى الفلسطينيه على طبق جاهز!!!؟؟ كيف سمح الفلسطينيون للمتسلقين والعدميين والفصائليين ان يختطفوا قافلة النضال الفلسطيني ويزجو بها في صحراء التيه التاريخي والسياسي؟؟؟
الاجابه على هذه الاسئله تتطلب الاعتراف اولا بَ حقيقة الوضع الفلسطيني الداخلي المزري والمقرف فصائليا وسياسيا في ظل ارتكاب اسرائيل يوميا لجرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني, وتَحَوُل هذه الجرائِم إالى روتينية يومية, وتتطلب الاعتراف ايضا بعدمية الجدل السياسي والصراع الفصائلي بين اوكار ومحاور غزه ورام الله الجاري في المناطق الفلسطينيبه وهذا اللَهو بالحكومات الوهميه[[مُقاله وشرعيه على حد زعم الفصائل] والراتب واالركض وراء سراب التصريحات والشعارات الخاويه وبقاء سيف الجوع مُسلط على رقاب الناس , والتقسيم واالعزف على اوتار مُقطعه لرؤيه عدميه تمتطي صَهو أوسلو وتدعي الشفافيه وتمثيل القضيه الفلسطينيه اللتي تَعَثَّرت في طريق زَيف وهَجين التاريخ اللتي حاول ومازال يُحاول البعض تكحيله بشعارات خاويه لا تُشبع امعاء خاويه ولا ذلك البديل الذي إمتطى " السلام" االذي تَنهَشه مُجنزرات "الشريك وراعي السلام" وتنهش في لَحمه وارضه ليلاً ونهاراً على مرأَى من أَطلَق عليهُم المُهَرِجون رعاة السلام ودعاة السلام وكأن الحرب الدائره على غزه واطفال غزه جاريه على سطح المريخ وليست على مرمى حجر من دَجالي التاريخ المُفبركين في واشنطن وبالتالي لم يَعُد الرُكام رُكاماً بِمعناه المادي والمَنظُور والجاري في صورة تجويع غزة هاشم وحصارها لا بل ان االرُكام السياسي الفلسطيني والهَجِين المُهَجَّن في دواليس واشنطن وتل ابيب وغيرهما من عواصم دول الاعتلال العربي هو الركام الحقيقي الذي يعيش في وسطه اعرق الشعوب نضالا وتاريخا وهو الشعب الفلسطيني المخطوف رسنه والمتوه في تيه الاتياه والتائهين من فصائليين وعدميين ودايتونيين همهُم الاول يكمن في كيفية جمع النقاط السياسيه من خلال الجوع والتجويع وفرض تبعية رغيف الخُبز وجبروته على رقاب الشعب الفلسطيني.وتطيين الطين باطين منه وليست زيادتة بله فقط!!! .. لاحماس ولا عباس يملك مفتاح الحل ولا احد يأبه كما هو واضح بمسافات التيه الذي يقطعها الشعب الفلسطيني في ظل قيادات عدميه!! والمطلوب اليوم بكل الحاح تصحيح المسار الفلسطيني نحو كفاءة وطنيه تقود الرسن الفلسطيني في اتجاه الخروج من هذا التيه الجاري!!.. لايجوز باي حال من الاحوال ترك الحبل الفلسطيني على غارب الواقع السياسي الراهن...!!! باعتقادنا ان الشعب الفلسطيني يملك القدره على المبادره في اتجاه ضبط ايقاع زمام الامور وتصحيح المسار الوطني الفلسطيني وتحرير ه من الايادي العدميه والغير مسؤوله!!

*الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه