بقلم : نبال شمس ... 25.2.08
كون القمر اقتحم الوهيتها تبعثرت الابعاد اقحوانا بلون الحلم
كونها هي الهة القمر, اكتملت لوحة الابعاد المتناثرة دون طقس الارتطام
******************
جئتكَ, اقتحمتكَ واقترفتُ الوحدة مثلك, أنا هنا وأنت الرابض لي هناك, تكفن جوانبي وتعيد تكوين رماحي, تتأمل غموضي وأتأمل محيطاتك, انهشها وتنهشني, كسمكة مجنونة لا يسعها عمق المحيط, فلا عتمة به ولا مياها تجتر عطشي.
ليس في سراديب نوري ألاك ..أيها المقيم في معابد القلب..والصمت المتكلم أزليا.. جئتك بألمي وفرحي, جمالي وقبحي. اعتليت وحدتك فانصهرت نفوسنا واحدة كما اللوتس ينصهر مع الماء.
غربتنا - صمتنا كصخرة سيزف, ثقيلة ومكررة نرفعها برفق فتعود تتدحرج, ونعود نرنو اليها في العتمة إلى وهم ...إلى حنين.إلى غيب انقشه في عتمة السماء عّل الفرح يحبو إليك ..إلى...يكفنك..يكفنني, يعيد طبوغرافيتك الى الفراغ الذي يلفك من بعيد ومن قريب,لا ينفصل عنك ولا ينفصل عني, فرماحي من نار وجرمك من نور.
أغدو باغترابي كارتعاش النسيم على الهضاب في فجر ربيعي, نغم يذوب في النغم.. ارتشف عبق الياسمين من نهرك الذي سكن عيوني.
ترسل الي ضوءا باهتا, يتقاذف روحي في أنحاء أشلائي, وأنت القابع في السماء كبدر أحييه ويحييني وكمحاق قتلني وقتلته, لا يصلني ولا أصله.
جئتني -جئتك..اقتحام في متاهات ذاتيين عميقتين.. ذات عميقة التأمل والأخرى عميقة الحرف.. كأس يكمّل الآخر.. سيمفونية عذبة..
تتخبط, تتمرد, وأعود لأرنو إليك من بعيد, أحتسي قهوة برازيلية ثقيلة تكتسح تعبي الذي فاض مني, والعالم الدنيء يرقبني ويتتبع خطواتي, أحبو نحوه -نحوك كمهرة مكسورة اليد تنتظر الفناء.
أيها الجرم السماوي العجيب!
ألا تمل الارتطام في الفراغ؟ تدور حول محورك وحولي, تقتحم وحدتي وفراغي, تكتسح ذاكرتي, تتسكع في خلايا دمي. أكلتك نيازك الغربة..غربة سكنتني, اشتاقتكَ وأنت تسكنني, ترتع بين أوردتي في صومعتك البعيدة. أحن اللجوء إليك - إليها, ألهو تحت نسائم تضاريسك على خارطة من ضوء, ومحيطاتك متقشفة المياه متناسلة الصخور. أشتاقها وتشتاقني , سأكون بدرك وتكون محاقي, ستكون محاقي وسأكون بدرك, سندور أنا وأنت في الفراغ الكبير,ننصهر ونتبعثر ننثر غربة بيضاء مطعونة الرماح.
أنت الساكن بي وأنا الساكنة بك..نتوه .. نرتطم في الأبعاد أقحوانا بلون الحلم من تأمل وصمت.
ندور..لا نمل الدوران.. تأملكَ صمت - صمتي نور.. تغفو عليه حكاياتي لك - بك مع النجوم الآفلة.
تكتمل لوحة الأبعاد, طقوس طفولية دون ملل الارتطام...
اقترب إليك بعيوني تقترب إلي بضوء يتلحفني, تعزفنا الطبيعة سيمفونية هادئة وتطحن أشلائنا في حلقات فارغة. ترمينا فوق الأرض وتحت الشمس.نموت ونموت ولا نفنى. نحيي أساطيرنا, ونعود لنرنو في الفراغ نطحن بعدنا وغربتنا أثقل من صخرة سيزيف.
أيها المستوطن أشلائي..لغة تقمصت إحساسي..تحملّت ظلمات نفسي..أتبقى فيض نور يشع في ليل غربتي مع المكان؟
يا قمرا يدور حولي ويبقى..يبقى, يرحل ويعود من تيه الوقت.. وظلمة المكان...فيَّ -اليَّ...يعيد تكويني تأملات صمت و ينسج صمتي تأملات نور.. لا ترحل-لا تبقى.