بقلم : رانية مرجية ... 16.2.08
مؤتمرالعنف ضد المرأة واقع وطموح وتوصيات:
"واحدة من بين كلّ ست نساء تواجه العنف في مجتمعنا العربي"
30%من مجتمعنا العربي يتفهم ظاهرة العنف ويؤيدها , و37% يتفهم ضرب النساء ويبررّها.....
الشيخ مهدي أبو لبن إمام الجامع الكبير بالرملة : " كم من النساء البريئات قتلن لأسباب متخلّفة ، هل هذا شرف العائلة ؟ أم أنه تخلّف وتعصّب أعمى يفقد بعض رجال الأسرة بصيرتهم ...ويعمي قلوبهم لقتل فلذات اكبادهم أو اخواتهم لكي يشار إليهم بالبنان انهم رجال معتبرون."
السيدة نوال ابو عامر مديرة مدرسة الجواريش" أمل أن يوفر هذا المؤتمر حلولا موضوعية تساعد الجميع في ممارسة حياة هانئة وتنقذ أكبر نسبة من النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسّري بمختلف أشكاله"!!
استضاف المركز الجماهيري العربي يوم الثلاثاء الماضي المؤتمر النسوي الأول من نوعه الذي يعقد في منطقتي الرملة واللد تحت عنوان النساء والفتايات العربيات في الرملة واللد رؤيا مستقبلية.
وتركّزت الجلسة ألأولى حول قضية العنف الذي يمارس ضد المرأة بكافة أشكاله ..الجسدية والمعنوية ، وتم تناول القضية من الناحية الاجتماعية, القانونية , والدينية افتتح الجلسة ألأولى الشيخ مهدي أبو لبن إمام الجامع الكبير بالرملة حيث أدان بشدّة قتل النساء والفتايات على خلفية ما يسمى بشرف العائلة ، قائلا ان المجتمع الجاهلي مع احترامنا لمجتمعنا لم يعرف عنه مثل هذه المصطلحات ، وأن ما يعرف بشرف العائلة لا يعدو عن كونه بدعة اختلقها بعض المتمزمتين إجتماعياً ، واكد ان هذا المصطلح لم يوجد في التاريخ الاسلامي من قبل ، واضاف أن الإسلام الحنيف لم يعط الرجل الحقّ بالقصاص ..من المرأة في اسرته ..سواء شقيقته او أمّه او أبنة عمّه ،لأن هذا دور الأجهزة المختّصة ، خاصة وان كثير من الحوادث التي قتلت فيها نساء وفتيات كانت ترتكز على الريبة والشكّ دو سند شرعي يقتضي التشدّد في الشهود ..او الاعتراف الصريح بالواقعة فمن يقتل في مثل هذه الحالات وسواها هو مجرم يعتدي على الشرع وعلى عباد الله وهوعدو للحق و لله عز وجلّ ، وأضاف الشيخ أن الاسلام كرّم المرأة وناشد الجميع للعودة إلى الإسلام القويم الذي ينهى عن هذا ، واختتم الشيخ بقوله : انا شخصيا ضد العنف الذي يمارس على المرأة باستمرار فكم من النساء البريئات قتلن لأسباب متخلّفة ،وتساءل ..كيف بربكم نرضى عن قتل احدهم لفتاة ترفض الارتباط بابن عمّها المنحرف أخلاقياً ؟ هل هذا شرف العائلة ؟ أم أنه تخلّف وتعصّب أعمى يفقد بعض رجال الأسرة بصيرتهم ويعمي قلوبهم لقتل فلذات اكبادهم أو اخواتهم لكي يشار إليهم بالبنان انهم رجال معتبرون ..وهل هذه قيّم الرجولة الحقّة ومعانيه السامية ؟
ثم تحدثت السيدة فداء طبعوني ابو دبي من جمعية نساء ضد العنف حيث اشارت ان في المجتمع العربي الفلسطيني هنالك واحدة من بين كلّ ست نساء تواجه العنف وأشارت انا واحدة فقط من بين أربع نساء فقط يتوجهن لمراكزالدعم ، واضافت الكثير من النساء يؤثرن الصمت ..خوفا او حرصاً على اطور العنف ضدّهن لأن التوعية لا تصل للرجل وهو دوما مستعد للإنتقام في حال إفشاء سر تعنيفه أو ممارسة الاضطهاد الجسدي والمعنوي ضد المرأة ، وهنالك عنف اقتصادي يمارس ضد المرأة فقط لأنها امراة ، ونوّهت في مجمل حديثها ان الاحتلال يساهم في انتشار العنف وزيادة حدّته ، وأضافت أن التمييز بالتربية بين الأنثى والذكر، هي أحد أهم العوامل في زيادة وانتشار العنف وأوضحت أن ما نسبته 30% من مجتمعنا العربي يتفهم ظاهرة العنف ويؤيدها . و37% يتفهم ضرب النساء ويبررّها ، وأضافت أن من العوامل التي تسهم في تفاقم ظاهرة العنف عدم توفّر برامج تثقيفية حقيقية رادعة ومؤثرة للحدّ من العنف ولا سيما في منطقة المركز ، إضافة لسوء الأوضاع الإقتصادية وصعوبتها لا سيّما في المدن المختلطة.
أمّا الجلسة الثانية فقد كانت عبارة عن حلقات مصغّرة كلّ مجموعة من المجموعات الثلاث تناولت موضوعاً معيناً وبحثت فيه ..فالمجموعة الاولى مثلاً بحثت موضوع العمل الجماهيري وظاهرة العنف ومناقشة العلاقات الأسرية ، وطرح الحلول ، حيث أشرفت على النقاش العاملة الاجتماعية الجماهيرية في قسم العمل الجماهيري نيطع هارئيل.فيما تناولت المجموعة الثانية موضوع العنف ضد المراة وبحث سبل العلاج الناجع وأدارتها العاملة الاجتماعية في مؤسسة برامج الطفولة والعمل الجماهيري رغدة النابلسي, كذلك ركزّت المجموعة الثالثة على سبل الوقاية " درهم وقاية خير من قنطار علاج " وسبل تفعيله للحؤول دون استشراء ظاهرة العنف المجتمعي والأسَري ضد المرأة ... وأشرف على النقاش السيد سائد تلي.
هذا وقد افتتح المؤتمر السيد فريد أبو غوش – رئيس الهيئة الإدارية لمؤسسة برنامج الطفولة والعمل الجماهيري ، حيث رحّب بالحضور وتطرق في مجمل حديثه عن نظرة الأديان السماوية للأسرة والسبل الكفيلة بنا كمجتمع متحضر لتطبيق القوانين والشرائع وطالب مدراء المدارس أن يعملوا ما بوسعهم لتطبيق برامج عينية تساعد في تطبيق العلاج الوقائي وشدّد في كلمته الشاملة على ضرورة تكا تف كافة الجهود في مختلف الأصعدة والميادين للنهوض بالقدرات المتوفرة ومنحها الفرص الكفيلة بتحقيق المرجو من قدراتها الذاتية الفردية ، والجماعية وتحدثت بالافتتاحية العاملة الاجتماعية ريكي بن يشاي من قسم الرفاة الاجتماعي في بلدية الرملة ومن اهم ما ذكرته ان هذا المؤتمر يعطي فرصة للنساء والفتايات العربيات لممارسة مهارة الاستماع وفنّ الإصغاء للآخر لما له من اهمية في فهم ما يدور حول المرأة . ومن جانبها اكدت السيدة نوال ابو عامر مديرة مدرسة الجواريش عضو الهيئة الادارية للمركز الجماهيري لتطوير الوسط العربي في الرملة عن أملها ان يوفر هذا المؤتمر حلولا موضوعية تساعد الجميع في ممارسة حياة هانئة وتنقذ أكبر نسبة من النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسّري بمختلف أشكاله ..أمّا العاملة الاجتماعية سماح سلايمة اغبارية مسؤولة مشروع الفتيات في مؤسسة برامج الطفولة والعمل الجماهيري التي عملت بجد وإخلاص ليل نهار طوال سنتيين لانجاح مثل هذا المؤتمر فقد شكرت كافة المؤسسات في مدينة الرملة والحركات والجمعيات النسائية واللجان الفعالة التي ساهمت في انجاح مثل هذا اليوم التاريخي في حياة المرأة العربية . وفي نهاية اليوم تم عرض عمل الحلقات المصغرة وتلخيصها على هيئة بيان موجز حيث تم استعراض التوصيات التي تم تبنّيها كحلول جزئية مؤقتة ودائمة للوقوف في وجه هذه الظاهرة المؤلمة للفرد والمجتمع والتي تستهدف المراة بشكل خاص ، وتم التركيز على ضرورة تنفيذ التوصيات كي لا يتحوّل مثل هذا المؤتمر إلى مجرّد لقاء استعراضي مفرّغ من مضامينه ومحتواه الحقيقي ، وكي لا تتحول الجهود الى مجرّد حبر على ورق . واتفّق المجتمعون على اهمية تكاتف كل المؤسسات و الجمعيات المهتمّة بهذا الشأن لتنفيذ التوصيات على أرض الواقع بما يكفل مردوداً إيجابياً !!.