بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 6.4.08
من يتأمل حالنا وحال الشعب الفلسطيني يجده حال صعب ومرير,و للاسف لطالَما وما زال يُعَلق البعض من بيننا الأخطاء وحقيقة الازمات الوطنية على شماعة العوامل الخارجية, ورغم فهمُنا العميق لهذه العوامل وأهداف الإحتلال الإسرائيلي والإنتداب السياسي الأمريكي المفروض على " بَقايا" السلطة الفلسطينية, إِلاَّ أنَّ حقيقة الوضع الفلسطيني الداخلي والمزري,و ما ترتكِبه اسرائيل من جرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني, وتَحَوُل هذه الجرائِم إالى روتينية يومية, تَجعَلُنا نتساءَل عن حقيقة اللَهو الذي تُمارسهُ السلطة الفاسده من خلال مُمارسة لعبة المفاوضات الوهميه والانتخابات ولعبة الشرعيه ولعبة تقسيم الوطن الى غزه والضفه!!, و لعبة تقسيم المهام والتعيينات بين أفراد العائلة "المالكة" و نصف الحاشية المتبقيه بعد هزيمة غزه وما تبقى من اشلاء اوسلويه تَربعَت على الحُكم بِإِمتطائها صَهو أوسلو اللتي تَعَثَّر في طريق زَيف وهَجين التاريخ اللتي حاول ومازال يُحاول المارقون تاريخياً فرضَهُ على الشعب الفلسطيني االذي تَنهَش مُجنزرات "الشريك وراعي السلام" لَحمه وارضه ليلاً ونهاراً على مرأَى من أَطلَق عليهُم المُهَرِجون القاب الرئيس مُبارك المُبارك, " وحامي الحرمين "من جهة، وعلى مرمى حجر من دَجالي التاريخ المُفبركين في واشنطن وتل ابيب يرزح شعب تحت ابشع انواع الإحتلال والاذلال والجوع والتجويع من جهة ثانية, وبالتالي لم يَعُد الرُكام رُكاماً بِمعناه المادي والمَنظُور لا بل أن رُكام رُموز أوسلو والهَجِين المُهَجَّن في دواليس واشنطن وتل ابيب والقاهرة, ما زال يُحاول جَمِع ما أَمكنَهُ من تَرَاكُمات الفشل السياسي وأُكذوبة الواقعيه التاريخيه حتى يَتَسنى لِهذا الرُكام البائِس والفاسد أَن يَعود للتَسَوُق بِالقضيه الفلسطينيه في أسواق واشنطن وتل ابيب والقاهرة وعمان والرياض اللذين أرسَلوا وما زالو جميعاً و يرسلون مُخابراتًهُم ومدربين لتدريب الفرق العباسيه في مناطق الضفه الفلسطينيه لِمُساعدة التُجار وإرشادَهُم في كَيفِية الحفاظ على سقف التَسعيره اللتي فرضتها واشنطن صاحبة التجربة في فرض تسعيرة براميل النفط على البراميل الإنسانية وفرض تبعية رغيف الخُبز على أكبر دولة عربية يحكِمُها تاجر آخر من شبكة التُجار المُعَربَّة في العالم العربي والعاملة في الوكالة الأمريكية.
لقد تعود الجميعً على إسلوب بغيض نُحمِلُ فيه المسؤولية للإحتلال فقط, ونُعفي ذاتُنا من حِساب النفس وتقييم التناقُض الحاصل بين واقع الإحتلال وواقع هؤلاء الذين يتاجرون بالقضيه الفلسطينيه بابشع الاشكال والاساليب وبكل وبشتى الأعذار, ويُشاركون عملياً في قلب الحقائق وتًشويه صورة الواقع الفلسطيني إلى حد أنَّ هؤلاء اصبحوا يُشوِهون مفهوم الاحتلال سِراً وجهراً لابل يشوهون عنوه صورة المقاومه الفلسطينيه!, وهُم أخًر لا بل الوحيدون الذين يَتكلمون عن "خراب عملية السلام,, واستمرار عملية السلام ومشتقاتها من اكاذيب!!!, والعودة إلى المفاوضات!!" رغم أَن شريك وراعي سلامهُم لم يعُد شريكاً وراعياً إِلاَّ في ذبح الشعب الفلسطيني جسدياً وسياسياً وخًنْقِه جُغرافياً اًوإقتصادياً كما هو حال قطاع غزه المحاصر والضفه التي ينهش خاسرتها وقلبها الاستيطان الصهيوني الزاحف, وبالتالي يبدو المشهد الفلسطيني عجيباً ومُتناقضاً ويتجلى في طرفه الأول في مسرحية عجز سياسي صارخ وتقسيم ألأدوار والمناصب داخل العائلة "المالكة" ونصف العرش الباقي بعد "ضياع" او تحرير غزه من ايادي الفا سدين من جهة، وفي طرفه الثاني المُعاناة الرهيبة اللتي يُعانيها الشعب الفلسطيني الصامد والصابر على اشد اصناف القمع والقهر من جهة ثانية.
مما لاشك فيه ان الشعب الفلسطيني أثبت انهُ جمل المحامل الذي تحمل وما زال يتَحمَلْ الكثير على الطريق الطويلة نحو الحرية والإنعتاق من الإحتلال والظلم الإسرائيلي, ولكن من المؤسف ان يدفع الشعب الفلسطيني ايضاً ثمن أخطاءٌ سياسية داخلية إرتكبها من يُحاولون اليوم إرضاء امريكا واسرائيل من خلال ترميم الوضع المهلهل سياسيا للعائلة والحاشية "المالكه" التي فقدت عرشُها التاريخي والوطني وحًوَّلت الوطن الفلسطيني إلى مجرد ورشة مصالح تتقاطع تناحُرياً مع مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني, ناهيك عن التنبيه إلى أنَ الإستعمار السياسي الداخلي لا يقِلُ خُطوره عن الإستعمار الخارجي إِنْ لم يَكُن احد ركائزه المهمه, وبالتالي ما هو جاري ليس قلب حقائق وتشويه للواقع الفلسطيني لابل تجاره حره وتحويل القضيه الفلسطينيه الى خرذه سياسيه يُتاجر بها تُجار إمتهنوا مهنة سياسة الخرذه والدمار وتسعيرة سوق واشنطن!!
يَبدو لي أنَّ هَول مُمارسات الإحتلال الآسرائيلي والطوق العربي المفروض على الشعب الفلسطيني وخاصة على قطاع غزه,بِالإضافه إلى التناقُض الحاصل بين ما يسمى بالسلطه الفلسطينيه والواقع الفلسطيني,قد أفرَزَ حاله من التخبُط السياسي ويَحُول مرحلياً دون تبلور قُوى فكريه سياسيه من خارج القوى الجهويه والفِئويه القائمه على الساحه السياسيه الفلسطينيه,بمعنى وبصورةٌ أوضَّح يبدو جَلياً أن السلطه الفلسطينيه مُنهَمِكه حاليا فقط في إنقاذ ذاتُها وإثبات حُسن السلوك تَلبية لِمطلب امريكي/اسرائيلي, والمعارضه الفلسطينيه المتجسده مرحليا في حماس محاصره جغرافيا وسياسيا في غزه ومطارده في مناطق الضفه؟!!,في حِين أنَّ الواقع الفلسطيني العام يَتطلَب في هذه المرحله التاريخيه الدقيقه والحرجه إصلاحاًً شاملاً يَفرق بين معنى السلطه ومعنى بقاءُها اوزوالها وبين معنى الأهميه التاريخيه للحق الفلسطيني والمُحافظه عليه,مع الأَخذ بِالإعتبار أن زوال السلطه والأنظمه والإستعمار أمرٌ لهُ مُصوغات وسابقات تاريخيه,بينما زوال الحق الفلسطيني او التنازل عنه أمرٌ في غاية الخُطوره إذا اخذنا بِالحسبان أن بقاء السلطه الفلسطينيه معناه كما هو واضح يتجلى في التنازُل المُستمر عن ثوابت فلسطينيه تاريخيه وجغرافيه وسياسيه وديموغرافيه تًدحض وتنفي أصلا قيام الدوله الفلسطينيه بِمُقوماتها الجغرافيه[الأرض] والديموغرافيه[الشعب] والإقتصاديه اللتي يَستحوذُ عليها جميعها الإحتلال الاسرائيلي والقرار الأمريكي. والسؤال المطروح هنا : متى ستتوقف سلطة اوسلو عن نهش مقومات القضيه والدوله الفلسطينيه؟؟ وهل يُعقل ان تؤمن الذئب على الشاه, وامريكا على قيام الدوله الفلسطينيه!!! وهم.... وسراب.....يلوكه المُتلكئون ومشتقاتهم وحلفاءهُم من عرب الرده!!!
من الواضح تاريخياً وسياسيا انَّ المشروع الصهيوني الإستيطاني/ألإحلالي مبني على أساس ايديولوجي وإستراتيجيه بعيدة المدى هدفها النهائي دَحر كُل ماهُو فلسطيني وذلك من خلال إستعمال الحرب وخديعة "السلام" في أنٍ واحد لفرض سياسة الأمرالواقع,وهذا ما يُفسر زِيادة وتيرة ألإستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينيه بعد إتفاقية "أوسلو" اللتي لم تَكبَح توسُع ألإستيطان الاسرائيلي في مناطق "السلطه الفلسطينيه" لابل زادت من وتيرة هذا ألإستيطان وخاصة في القدس ومناطق الضفه الفلسطينيه,وبالتالي ماهو جاري الان بما يخُص اعضاء سلطة الفساد هو كما يبدو عملية جمع اموال وإمتيازات بهدف العيش مُستقبلا في عمان والقاهره وباريس!! بالمناسبه: لعبة الانتخابات الاسرائيليه والامريكيه سارية المفعول منذ اكثر من نصف قرن!!! نتمنى ان لا يبقى الشعب الفلسطيني الى الابد كُرة إنتظار ولعب في مسلسل مباريات الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه!!!! وها نحن الان من جديد وللمره الالف نقف على اعتاب انتخابات الرئاسه الامريكيه التي تعني انتظار الفلسطينيين نتيجة الانتخابات والكذب الامريكي المتواصل, بان الامور والسلام المزعوم سيحل بعد نهاية الانتخابات الامريكيه وانتخاب رئيس جديد!!! وهكذا دواليك منذ قرن من الزمان... . الى ذلك الحين نتمنى ان تبقى ارض فلسطينيه ووطن وفلسطين للفلسطينيون , و حَقا يُطالَب به لاحقا... واقع فلسطيني مُر!! والسؤال المطروح::: متى سيُقرَع ناقوس الخطر؟؟