بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 31.1.09
الحكايه طويله ومكوناتها كثيره وسرد احداثها لا يبدأ ولا يتوقف عند ما جرى في غزة هاشم من مجازر صهيونيه استهدفت البشر والحجر والشجر, وكأنهُم عادوا لتطبيق مقولة الصهيوني يتسحاق رابين في عام 1948 بضرورة " عدم ابقاء حجر على حجر من القرى الفلسطينيه التي شردت اهلها عصابات الهاجانا الصهيونيه" حتى لا يعود الفلسطينيون الى قراهم ولا تعود الحياه الفلسطينيه الى هذه القرى, وغزة هاشم هذه وقطاع غزه كانت عبر التاريخ مركز تجاري واستراتيجي تعبر من خلاله القوافل الى مشرق الارض ومغربها, وقد اعادني منظر الجثث الفلسطينيه الغزيه المتخلله تحت الدمار والردم الى ذاكرة حكايه شبه بعيده وشبه قريبه وهي ان هؤلاء المجرمين الصهاينه الذين يقتلون اطفال غزه هم احفاد وابناء من اعتدوا على غزه في العام 1956 والعام 1967 و1987 و2000 وما بعده وقبله من احتلال وبطش صهيوني تعرض له قطاع غزه وكامل الوطن الفلسطيني, والحكاية يا سيداتي سادتي سردها احد معازيب شقنَّا[ الديوان] في زمن طفولتنا الضائعه بين انياب الزمن الصهيوني المجرم وازمان العرب الرديئه وهي حكاية تدور حول"المتسللين" الفلسطينيون من غزه الى الوطن او الضفه الفلسطينيه عبر النقب الى الضفه والعكس, والمتسلوون كنية اطلقت على الفلسطينيين الذين كانوا [ بعد عام 1948 وحتى 1967] يحاولون التسلل و العوده الى ديارهم في فلسطين الداخل او التجاره او النضال والعمليات الفدائيه والمرور عبر منطقة النقب جنوبي فلسطين وشرقي غزه الى الضفه الفلسطينيه والعكس صحيح, والقصه تدور ان عوَّاد البدوي ذهب في الشتاء لجمع الحشائش الى منطقة وادي الشريعه الذي يقع بين غزه والنقب , وحين كان منهمكا في عمله داهمته رائـحة الجثث المتعفنه فنظر الى سفح الوادي الذي جرفته السيول ليرى جثث عربيه مكدسه كمَّن لهم الصهاينه في تلك المنطقه وقتلوهم جميعا والقو بهم في سفح الوادي, فأرتعب عوَّاد وولى هاربا من الصدمه خوفا من ان يكتشفوه كشاهد على الجريمه ويلحقوه باخوانه في سفح الوادي, حيث كان الحديث المتداول في قصص الناس ان اليهود يعدمون الشهاد او من يكتشفون جثث المتسللين حتى لايكتشف الامر, والحديث كان يدور عن ضباط ومجرمين صهاينه كانوا معروفين للناس في النقب وقد امتهنوا مهنة الكمين للمتسللين وقتلهم ودفنهم في مكان ما, والقصص تدور حول اعدامات ميدانيه للمتسللين الفلسطينيين افرادا وجماعات في الوديان والصحاري والجبال والابار والبوايك[ بيوت الطين المهجوره] والحديث يدور حتى عن اعدام الجواسيس والمُخبرين العرب بعد ان يؤدوا مهمتهم وحتى لا يحدثون احدا ما عن ما راوه من اعدامات وجرائم صهيونيه , والحديث يدور ايضا عن بعض القصَّاصين[ قصاصي الاثر] من العُملاء العرب الذين اعتنقوا اليهوديه و قصوا اثر المتسللين وساهموا في قتلهُم ...قصة ونهاية احد هؤلا ء العُملاء من الشمال الفلسطيني وعاش في الجنوب الفلسطيني كيهودي كانت نهاية خائن حيث رفض الحاخامات اليهود دفنه بعد موته في مقبره يهوديه لانه ليست من اصل يهودي رغم اعتناقه لليهوديه واجرامه بحق المتسللين الفلسطينيين!!.. نهاية الدايتونيين ونبَّاحي الفضائيات الذين يشككون اليوم في نصر المقاومه وصمود غزه ستكون ايضا مز بلة التاريخ... "المتسللين" هؤلاء من لا يعرف قصتهُم كانوا غزيين وفلسطينيون نشاما يخاطرون بحياتهم من اجل العوده او النضال او الحياه, وهؤلاء كان دورهم كما هو دور نشاما الانفاق في رفح اليوم, حيث كان المتسللين يهربون بضائع ضروريه الى ومن قطاع غزه من فلسطين وخارج فلسطين لابل ان هؤلاء المتسللين كانوا يلعبون دورا في انعاش الاقتصاد الغزي وتزويد الاسواق الغزيه بالمواشي واللحوم والبضائع في زمن الحكم المصري لغزه وهو زمنا كان صعبا وقاسيا من الناحيه الاقتصاديه كما وصفه الغزيين انذاك وفيما بعد... نعم انها حكاية وطن تختزله غزه الى حد بعيد في طيات و احشاء تاريخها المناضل منذ زمن المتسللين وقبله وبعده ومرورا بالاحتلال عام 1967 والنضال الفلسطيني وخطة المجرم ارييل شارون في بداية السبعينات من القرن الماضي بتدمير البيوت و الشوارع وتوسيعها في مخيمات غزه بهدف الكشف والاستطلاع وتسهيل عملية القضاء على المقاومه في زمن جيفارا غزه وغيره من المناضلين الاشاوس... غزه هاشم التي فجرت انتفاضة عام 1987 وشاركت الضفه الفلسطينيه في اعظم واشرس انتفاضه عرفها التاريخ الفلسطيني, ليأتي للاسف فيما بعد المتؤسلون[ اوسلو] ويلتفوا على انجا زات هذه الانتفاضه العظيمه كما التفوا فيما بعد على انجا زات انتفاضة الاقصى 2000 ويشاركون اليوم في حصار غزه ويتأمروا مع العدوان الاسرائيلي على غزه [ 2008 .. 2009]... غزه هذه هي البطله الصامده التي شن عليها باراك واولمرت وليفني هجومهم الفاشي والحاقد,. هي غزه نفسها التي عجز باراك وشارون وحثالات الانسانيه من اخضاعها وهزيمتها من قبل.. غزه هي نفسها التي مارسوا فيها مهنة تقطيع البشر بالصواريخ,, ودفن البشر والاطفال احياءا تحت ردم دمار المنازل, ولكنها لم تستسلم,,,,,, وغزه هي نفسها التي ولدت الابطال والبطلات عبر التاريخ الفلسطيني ... وغزه وقطاع غزه هو نفسه الذي هزم الاوسلويين والدايتونيين2007 وطردهم من ديار غزه التاريخ وغزه الصمود.... قطاع غزه هو نفسه الذي تأمر عليه المتأمرون من صهاينه وعرب وفلسطينيين دايتونيين, وقاموا بحصاره جوا وبحرا وبرا تحت حجة " انقلاب"حماس بينما الحقيقه هي انهم ارادوا ضرب غزه الرمز وغزه النضال ورفح بلد الابطال والانفاق الذي صارت خيشم قطاع غزه في زمن حكم النذل حسني مبارك والساقط محمود عباس والنبَّاح العقُّور ياسرعبدربه ومشتقاته من وكر لحد في رام الله.....غزه هي غزه الذي عهدناها عبر التاريخ.. ستنهض من تحت الركام والدمار اللتي لحق بها جراء العدوان الهمجي الصهيوني .. ستلملم جراحها وتعنى بشؤون اطفالها وشيبها وشبابها وابناءها وبناتهاوستواسي دلال ومحمد وعائشه وكل اطفالنا الاعزاء الذي تأمر عليهم الصهاينه وحسني الشاطر وابوالغيط وال سعود وعباس وعبدربه ووكر رام الله العقُور... على كل هؤلاء العقورين من شرم الشيخ ومرورا برام الله والكويت ان يصهُوا ولا يمتطو صهوة تحميل المقاومه مسؤولية العدوان على غزه ... غزه هي الوطن وهي حكاية وطن وصمود منذ زمن المتسللين عبر الوطن وحتى المناضلين في الوطن الذين يذودون اليوم عن غزه والوطن....!!
شتان بين المتسللين عبر الوطن والمناضلين في الوطن وبين دُخلاء اوسلو الذين يحاولون جعل الضفه الفلسطينيه في معزل عن غزه وكأن معركة غزه ليست معركة الضفه الذي يسيطر عليها الاحتلال الاسرائيلي وعباس وعبدريه وعبد الرحمن وقوات دايتون التي سعت الى قمع المتظاهرين وتكريس الانقسام الوهمي بين غزه والضفه الذي يحاول الدايتونيون واللحديون الجدد فرضه فرضا قسريا على الشعب الفلسطيني ....الصحن الفلسطيني ينضح وحدة ويفيض نضالا,,, والنخاله القاطنه في وكر رام الله سينُخلها الشعب الفلسطيني اجلا ام عاجلا وستخرج من طحيننا ولن تتحكم برغيف خبز اطفالنا في غزة هاشم .... رحى التاريخ ستطحن وتُنخل كل الداخلين والدُخلاء على التاريخ الفلسطيني!!
يا سيداتي سادتي اين ما كنتم وتواجدتم وطنا ومهجرا : ان غزة ستبقى نبراسا للنضال منذ زمن المتسللين عبر الوطن ومرورا بحفَاري الانفاق في رفح وحتى المرابطون اليوم على تخوم غزه يدافعون عنها.. المجد والعزه لغزة والضفه والقدس والمخيم والوطن والمهجر وفلسطين كل فلسطين, والخزي والعار لوكر رام الله الذي يعيش في رحاب وتحت حراسة حراب الاحتلال الاسرائيلي, ويتأمر على شعبنا باسم الشرعيه وهو في الحقيقه زنديق الزناديق الاوسلوي المولود خارج رحم التاريخ الفلسطيني...نعم ان غزه هي حكاية وطن مُتجدد ويولد من جديد في كل يوم , ويكبر في قلب الفلسطيني والعرب وكل شرفاء هذه الدنيا...غزة هذه : هي حكاية وطن فلسطيني شرعي وحقيقي,,, في حين ان العكس هو الحاصل في وكر رام الله:: حكاية تُجار وطن وعُملاء للنظام المصري والاسرائيلي والامريكي.... تحية لغزه الصامده وشعبنا الفلسطيني والعربي في كل مكان والخزي والعار لوكر رام الله العقُور...!