أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
ماذا بقي لها لنسلبه ؟

بقلم : صفوت بلاصي ... 20.8.08

هنا ... تكثر الممنوعات فهناك قائمة طويلة من هذه الممنوعات فهنا يحرم الكلام و ألاختيار وتمنع الحرية , حتى الصمت .
لكن أكثر ما يؤرقني هو إضافة الحزن إلي هذه القائمة المحظورة , فقد أصبح الحزن ممنوعا أيضا على النساء في هذه الأيام .
عندما كانت تحدثني عن ذلك في البطء في دقات عقارب الساعة , وعن بشاعة الوحدة بين أربعة جدران في ذلك السجن المسمى ( بيت ) , وعن ذلك الحرمان من كل شيء حتى من الصمت .
كانت عندها تعزي نفسها بأنها مازالت تحتفظ بإحدى حقوقها وهو أن تحزن وان تبكي .....
لكنها الآن بلا ذلك الحق , فقد منعت من الحزن لأنه يعتبر خدشاً للشرف وكسرا لذلك المستوى الاجتماعي الرفيع !!!
دعونا لا نطالب بتحرر المرأة ولا بمساواتها مع الرجل وان لا نناضل من اجل حقها في الاختيار وتقرير مصيرها , دعونا لا نفعل ذلك كله, بل لنتحرك جميعا من اجل حقها في الصمت أو الحزن فهذه أخر حقوقها .
كفانا سلبا لأدميتها لقد حولناها لأقل من آلة , فأنتم تريدونها كائن بلا خيار بلا مشاعر ولا حتى إحساس , فإلى متى هذا الاستخفاف بالإنسانية وبالدين وهذا الامتهان للأخلاق ؟! .
الم تبنوا مجدكم بعد ؟ الم تكفيكم كل تلك الجماجم من رؤوس النساء لتبنوا بها مجدكم وشرفكم ؟! .
انتم يا من تدعون التمدن ويا من تغالون بالدين هل يعني تمدنكم الاستعلاء عن الناس , هل يعني تدينكم استعباد النساء ؟ .
لا اعتقد أن ربطات العنق وكلامكم المنمق , وصلواتكم الكثيرة , وذلك المظهر المتمدن وتلك الطبقية العفنة , لا اعتقد بأنها ستحميكم من عذاب ضميركم ولن ترحمكم من جرائمكم ضد النساء, فهما تذرعتم بالشرف والأخلاق , لن نصدقكم , فأنتم أنانيون لا تبحثون إلا عن ذاتكم وعن مجدكم وما النساء بالنسبة لكم إلا درجة إضافية تستخدمونها للوصول .
أنصحكم بان تحترموا ذاتكم وان تقدسوا إنسانيتكم التي فقدتموها بين أمواج مصالحكم .
" في هذه الحياة الغريبة ليس هنالك الكثير مما يمكن فعله سوى الصمت...القدرة من نصيب من يتحكم في الآخرين...نصيب للحاكم، ونصيب للأب والأم والشرطي والإداري والقاضي "

المصدر: المركز التقدمي لدراسات وابحاث مساواة المرأة