بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 09.11.2008
بداية لا بد من القول ان قضية الاعتراف تاريخيا بوجود القرى العربيه في النقب هي قضيه محسومه من الناحيه التاريخيه والقانونيه و لا تتعلق باعتراف اسرائيل الدوله الاحلاليه والاحتلاليه بهذه القرى اللتي سعت وتسعى اسرائيل من خلال عدم اعترافها بوجود اكثر من 45 قريه بدويه في النقب الى سحب الشرعيه التاريخيه والقانونيه اللتي تتمتع بها هذه القرى منذ عقود طويله وقبل نشأة الكيان الاسرائيلي بزمن طويل وبالتالي لا بد من التفريق بين وجود القرى العربيه في النقب كحق وواقع وبين عدم اعتراف اسرائيل بهذه القرى كباطل يراد به فرض التهجير والتوطين القسري على سكان هذه القرى اللتي تسعى اسرائيل الى احتلالها جغرافيا واحلالها ديموغرافيا ... السيطره على الارض العربيه في النقب واحلال المستوطنين اليهود بدلا من العرب على هذه الارض[ نظرية الاحتلال والاحلال ]!!
من هنا وما يتعلق بمشاركة سكان القرى العربيه الغير معترف بها من قبل اسرائيل في الانتخابات البرلمانيه والمحليه في اسرائيل ,,فمن المؤسف القول أن هُنالك قضيه مهمه لم ينتبه لها سكان القرى العربيه الغيرمعترف بها في النقب, وهي قضيه جوهريه في نضالهُم نحو الاعتراف بهم جغرافيا وديموغرافيا وسياسيا!,!! والحقيقه انني نبهت لهذه القضيه قبل عدة اعوام , حينما إكتشفت مثلا انهُ خلال الانتخابات المحليه الاخيره لبلديه رهط[قبل عدة اعوام !!] قام بعض الانتهازيون والجهله من تسجيل سكان القرى والمضارب المجاوره لرهط في سجل الناخبين لبلدية رهط لابل إدراج عنوان هؤلاء المخدوعين في سجل عناوين رهط!!, وفي هذا العام اثيرت هذه المشكله والاشكاليه في بلدة حوره حين نبه احد المرشحين للانتخابات المحليه لوجود اعداد لاباس بها من الناخبين المسجلين في سجل الانتخابات في حوره رغم انهم من سكان القرى الغير معترف بها ولا يسكنون في حوره كمشروع توطين تعترف بوجود وكيانه الديموغرافي الدوله الاسرائيليه, والهدف من هذا التصرف الارعن[ تسجيل ناخبين في سجلات انتخابات] هو محاولة بعض المرشحين لعضوية ورئاسة بلديات التوطين القسري ترجيح كفتهم الانتخابيه من خلال الاصوات اللذي يُدلي بها هؤلاء الذين تم تسجيلهُم رغم انهم يعيشون خارج نقاط التوطين اللتي تُجرى فيها الانتخابات البلديه, وهُم ليست من سكانها لا بل من سكان القرى الغير معترف بها واللذين يُناضلون من اجل بقاءهم في ديارهُم والاعتراف بهُم!!! لاحظوا ببساطه ماجرى::: اللذي جرى انهُ من خلال تسجيل عناوين واصوات سكان القرى المجاوره للمثال لا للحصر لرهط او حوره وكمواطنين تابعين لرهط او حوره مثلا,, إلتفّت اسرائيل وعرَّابيها من الجاهلين على حق سكان هذه القرى كمواطنين مُسجلين في قُراهم وليست في مكان اخر, وهم في الحقيقه حين يُصوتوا لانتخابات بلدية رهط او حوره للمثال يسحبون الشرعيه التاريخيه والسياسيه عن قراهم ويعتبرون ذاتهم جزء من مدن وقرى التوطين القسري الذي تجرى فيها الانتخابات المحليه !! وهذا هوبالفعل بيت القصيد وهذا ما تسعى اليه اسرائيل اللتي لاتعترف بوجود هذه القرى وتسعى الى توطين سكانها في مشاريع التوطين القسري اللتي تطلق عليها اسرائيل تسمية قرى معترف بها!! والسؤال المطروح: هل يعقل ان يصل الجهل بالناس والانتهازيين سحب الاعتراف عن ذاتهم من اجل إعطاء صوتهُم لهذا المرشح او ذاك في الانتخابات المحليه التي تجرى في في بلدات التوطين القسري؟؟
نحن هنا امام إشكاليه قانونيه و جديه وخطيره جدا, فمن ناحيه يُقاوم الناس في القرى الغير معترف بها خطط التوطين القسري ويناضلون من اجل الاعتراف بوجودهُم في قراهُم وفي المقابل يأتي من هو من بين ظهرينا ويأخذ بيد الناس ليرمي بهم في صلب المخططات الاسرائيليه من اجل صوت[ تصورُوا عمليا وفعليا ان المساومه هنا تجري على ارض وحق وجود يُساوم عليها عمليا بادلاء صوت انتخابي تكمن في طياته كل اشكال الخديعه لابل اكثر من هذا!!!] انتخابي رخيص,بمعنى واضح وصريح يجب توعية الناس في القرى الغير معترف بها بعدم جواز تسجيل ذاتهم وعناوينهُم و تصويتهُم او ترشيحهُم في قرى ومدن التوطين القسري, والصحيح هو ان يتشبثوا الناس باماكن سكناهم وقراهم الاصليه كعنوان ومكان سكن ويخوضون هناك معركة حقهم بالتصويت والترشيح لخدمة قراهُم اللتي يناضلون من اجل ان تعترف بها اسرائيل!!....إسرائيل ومُشتقاتها من العرب البدو هُم المستفيدون من تصويت سكان القرى الغيرمعترف بها في مدن التوطين القسري المجاوره لهذه القرى مثل رهط وحوره وغيرهما في النقب!!
هنا وبغض النظر عن من هو المُرشح العربي للإنتخابات البلديه او البرلمانيه في اسرائيل, لا بُد من ان تُركز الناس وخاصة الاخوه في المجلس الاقليمي في القرى الغيرمعترف بها على اسلوب نضال سياسي جديد ومهم, وهو رفض على الاقل سكان القرى الغير معترف بها الذهاب الى القرى "المعترف بها" [قرى التوطين القسري] حتى يُدلوا بصوتهم للإنتخابات المحليه والبرلمانيه الاسرائيليه من خلال سجلات الناخبين المُدونه في ما يسمى بالقرى المعترف بها!!! وعليه تترتب وتستلزم مشاركة سكان القرى الغير معترف بها في الانتخابات المحليه والبرلمانيه الاسرائيليه ليس فقط في ضرورة وضع ونصب صناديق إقتراع في داخل هذه القرى حتى يُدلي السكان بصوتهُم, لا بل ان الاوان ان تعترف الدوله بمكان سكن وعيش هؤلاء الناخبين المسجلين في سجل الانتخابات الاسرائيليه دون الاعتراف بهم ودون ذكر مكان سكناهُم في بير المشاش مثلا وعبده وسعوه وعتير وجميع ال45 قريه اللتي لا تعترف بوجودها اسرائيل, ...لكنها تريد إستغلال اصوات ضحايا عُنصرية اسرائيل للانتخابات المحليه والبرلمانيه دون ان تعترف اولا بهُم حتى يُمارسوا حق الوجود قبل حق الديموقراطيه الزائفه اللتي تزفنا عليها اسرائيل منذ اكثر من ستون عاما !!... اولا عليهُم قبل ان يزفوننا في جنازاتنا الانتخابيه:أن يُوقفُوا مياه المجاري العادمه والقادمه من المستوطنات اليهوديه ..ان يوقفوها عن المرور عنوه من وسط القرى العربيه في النقب.... تصورُوا ان تستعمل دوله هذا الاسلوب في ممارستها الضغط والارهاب على سكان القرى العربيه في النقب حتى يرحلوا عن ديارهُم ويخلوها للمستوطنات اليهوديه !!, ومن ثم تدَعي الديموقراطيه وتدعُو سكان قُرانا المنكوبه للتصويت والانتخابات دون ان تعترف بمكان سكناهُم وعنوانهُم!!!... اولا عليهُم ان يُسجلوا عنوان مواطن عبده وبير المشاش وسعوه وبير هداج وكحله وغيرها في سجل الانتخابات حتى يتمكن من ممارسة حقه الانتخابي[ المحلي والبرلماني] كمواطن كامل وصاحب عنوان ومكان سكن!!.
.. دَعونا نكُون صريحين بالقول ان المشاركه في انتخابات برلمانيه ومحليه أسرائيليه دون الاعتراف بالقرى العربيه في النقب, تعني بتِر الجوهر من وعن النص الاصلي والحقيقي وتزييف للواقع المر اللذي يعيشه سكان القرى العربيه في النقب في ظل عنصرية اسرائيل الصارخه من جهه وإنتهازية عرًّابيها ومُشتقاتهُم من جهه ثانيه!! بمعنى اننا هنا نضع او بالاحرى تضع اسرائيل العجله امام الحصان وليس العكس!!....: الممارسه الحقيقيه لحق الانتخاب والتصويت الديموقراطي تعني اولا المواطنه والحقوق واقلها بما يتعلق بسكان القرى الغيرمعترف بها حكوميا,,, هو ان تعترف اسرائيل بوجود هذه القرى حتى تعترف هذه القرى بالديموقراطيه والانتخابات الاسرائيليه بشقيها البرلماني والمحلي, لا بل على من يريد ان يحظى باصوات ودعم سكان القرى الغيرمعترف بها في النقب,, ان يَطلُب بعد ان يُلبِي: اولا الاعتراف بوجودنا كسكان وكوجود جغرافي وديموغرافي,وبعدها يصبح التصويت والترشيح امرا شبه عاديا وتلقائيا الى حد ما.. القضيه قضية ضمير ووعي !!!
اننا نرى في حلول مواعيد الانتخابات البرلمانيه والمحليه الاسرائيليه فرصه سانحه لنقل مستوى النضال السياسي من اجل حقوق سكان القرى الغيرمعترف بها نقله نوعيه في إتجاه انه ان الاوان ان يعترفوا بوجودنا وحقوقنا قبل ان يزفونا على انتخابات لا ناقة لنا فيها ولا جمل والعكس هو الصحيح إذ لم ترى القرى العربيه في النقب من حكومات اسرائيل المُنتخبه سوى ممارسات القمع والدوريات السوداء والمصادره والجوع والفقر والحرمان والمطارده !!!! وحتى نبدأ بالخطوه الصحيحه على اسرائيل ان تعترف في سجلاتها بسكان ومكان سكن القرى العربيه في النقب قبل ان تزج بمرشحي البلديات والكنيست الاسرائيلي للدعايه "لديموقراطيه" الهدم والاقصاء والتهجير التي عاشتها وتعايشها قرانا العربيه في النقب يوميا من خلال الهدم والقمع والمطارده ,ويعيشها عرب النقب بؤسا وظلما منذ نشأة اسرائيل وحتى يومنا هذا والسؤال المطروح: كيف بالامكان التصويت والترشيح لبرلمان إسرائيلي[البرلمان الذي سن ايضا قوانين الانتخابات المحليه] لا يعترف اصلا بوجود ومواطنة مواطني و سكان القرى الغير معترف بها في النقب!!؟؟ اولا :الاعتراف بالوجود وبعدها الحديث عن الديموقراطيه والانتخابات بشقيها البرلماني والمحلي!!