بقلم : مسلم محاميد ... 4.4.08
ضاع اللقاءُ، أضاعَنا
ضاع اللقاءْ
لا تغضبي، ضاع اللقاءْ
لا تفزعي
فلقد خسِرتُكِ غادةً
تهوى الحنانَ على الشفاهِ، مِلاءةً
تغشى النجومَ فينثني خطُّ الضّياءْ
ولقد خسِرتِ القلبَ فيه رَقَدْتِ مثلَ غزالةٍ
نامت على أناتِهِ، فغدا الفؤادُ وجرحُهُ
كلأَ الغزالةِ، قُوتَها، ومنازلاً تؤوي العراءْ
كلُّ المعارك قد خَبَتْ يا أغنياتِ المعركَهْ
كلُّ المعارك أخفقتْ يا أمنياتِ النصرِ بعدَ المعركَهْ
وأنا سيوفي أُغمِدَتْ ما قبلَ قبلَ معاركٍ في المعركَهْ
فإذا أقلتُ السّيفَ مكسوراً على حدِّ اللقاءْ
لا تغضبي
فَلَكَمْ رجوتُ لقاءَهُ، هذا اللقاءْ
لكنّني .. ما عاد لي لون البطولة شاهراً سيفي
ولا طعم البقاءْ
*****
الكبرياءْ
وجعٌ نبيذيُّ المذاقِ معتَّقٌ
في مهجةٍ
فيها المعارك قد بدا
فيها القرنفلُ ميّتاً
كالكبرياءْ
وأنا حلُمتُ بغادةٍ
وُلِدَتْ من الأزهارِ ، تنبلجُ اصطباحاً
في الشّعورِ تعشُّقاً
فيها تضوّعُ وردةٍ، ولها اتقادٌ
كالبنفسج حينما
مرّتْ رياحٌ فوق خدِّ ربيعِهِ
في كبرياءْ
كم ذاق هذا الكبرياءْ
من ذلِّ أيّامِ الحصارِ ونامَ خوفاً عندَها
فتفجّرتْ غضباً معاركُ قلبِه
في قُبلةِ الصّبحِ المغازلِ وردةً
مِنْ لثمةِ العسلِ المرابطِ في شفاه الحقلِ
عندَ مداخلِ الحيِّ التي من لونِها
وُلدَ العناءْ
*****
والأصدقاءْ
قدْ فرَّ كلُّ الأصدقاءْ
من جَيْبِنا
رغمَ السياجِ
تمرّدوا، وتحطَّم القوسان
فوق رجوعِنا
والنصرُ فرَّ
من الخيولِ وعمرُنا
بعضٌ من الضَّحِكِ
المؤدِّي للبكاءْ
هل يعرفُ الزيتونُ أينَ سنلتقي
يا أصدقاءْ؟!!
هل يستطيعُ هوى الموانئ أن يعيدَ اليومَ كرّتنَا
وطعمَ الكبْرياءْ؟!
هل تستطيعُ كرومُ جدّي أن تعيد اليومَ ما كانتْ له الدّنيا
ابتساماً تنظرُ الومضاتِ في عينٍ بعينيه اللتين
تعانقان سماءَ نجمٍ في معارج زورقٍ مَخَرَ الضياءَ معانقاً
صدرَ السّماء؟!
هل تستطيعُ اليوم جدَّةُ لاجئٍ
تعتيقَ قهوتها ليشربَ مرَّها حلواً لقاءُ الأصدقاءْ؟!
هل ذلك المفتاحُ عُلِّقَ فوق صدر شريدةٍ
هل يستطيعُ دخولَ باب البيتِ مشتاقاً
ما بعدَ ستينَ انتظاراً في العراءْ؟
******
ضَحِكَ البكاءْ
واسترسلتْ ضحكاتُه تعلو وتصرخُ
في فضاءِ البؤسِ، يا بؤسَ الفضاءْ!
فالرَّمل ملحمتي
والبحرُ مسألتي
ولَقلبُ قلبي من صداه مواقدُ الألم التي
من نارها منيِّ
ومن جراح جِراحِ قلبي
من قُوى ضعفي على حدّ الرّجاءْ
تتولّدُ الأنّاتُ
تستبقُ المنونَ وتعشقُ البشرى
الشريدةَ في وجوه الأشقياءْ
تتولّدُ الآهاتُ
من عبق التمرّدِ في ثنايا الموتِ متّكئاً
على صدر المعاناة المجيدةِ
فوق دقّات المنايا بابَ شوقٍ للّقاءْ
لا لن أموت محدقاً
في الليل قهقه ساخراً
لا لن أموت محدقاً
في عين قاربِ حزنِ لونِكِ قد أمالَ البحرَ وجّهَ موجهُ
نحوَ الشّقاءْ
والليل يمشي فوق جثتنا
متشوّقاً لعناق كفّكِ إذ
تعانقتِ الأكفُّ بدايةً ورديّةً دونَ انتهاءْ
هي خصلةٌ من شعرِ عاشقةٍ
ألوانها ليست كما وُلدتْ عليها غادتي
لكنّها مسكونةٌ بتموّجٍ وتقلّبٍ والشيبُ يسكنُ بعضها
لكنّها كذبتْ بذلك وانزوتْ تشقي الشعورَ كأنّما
ضحك البكاء
******
والأغبياءْ
حملوا الجراحَ
على الكواهل تارةً
حملوا القضيةَ ، والهويةَ
والصليبَ وحدَّقُوا
في وجه ديرٍ جاثمٍ
وبكَوْا على
حب تحطَّم كالوثنْ
هم أغبياءْ
هم أشقياءْ
سخر البكاءْ
لا تغضبي
سيفي تحطم
والشراع تمردا
والحب أمسى
كالقضية أسودا
والليل
مازالت أنامله التي
علقت بحلقي
تستفيق على الردى
وأنا أضعت الدرب
بل وأضاعني
لم أدر ما لون الطريق
وما المدى
ضاعت أزاهرنا
وزمجرَ حلمنا
كل العصافير التي ربيتها
ذهبت سدى
لا تغضبي
قد نلت كلِّ الأوسمَهْ
قد نلت كلِّ المعركَهْ
وأنا المحطم سيفُه
خَسِرَتْ معاركُ صولتي
آفاقَ تلك المعركَهْ
لا عاد شعري مجدياً
لا عاد قلبي نابضاً
والسيف اغمد من زمنْ
والحب حُطِّمَ كالوثنْ
لا تغضبي
قد نلت كل المعركة
وخسرت كل المعركة
واتى المساءْ
وبلا غناءْ
لن يرفعوا لي قوس نصر فاخر
قد احضروا لي -غادتي-
ثوب الشقاءْ
وأعدوا للقلب الكفنْ
لا تغضبي
عاد المساءْ
وبدا الضياءْ
والشعر حلَّق
فوق راسي باكياً
لكنما ....
ضحك البكاء